أنقل إليكم أركان القصة من كتاب :
شريبط أحمد شريبط
تطوّر البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة.
1947 -ـــــ 1985
أركان القصة القصيرة
(البنيــــــة الفنيـــــــــة)
يختلف منظرو القصة القصيرة، اختلافاً كبيراً حول طبيعة أركانها وعددها حسب فهم كل منهم لماهية القصة القصيرة، وقد اعترضتنا هذه الخلافات، وبعد مطالعة عدد كبير منها ومقارنة بعضها ببعض انتهينا إلى ضبط بضعة أركان أساسية تكاد تتفق معظم الآراء على أهميتها ولزومها في أية قصة قصيرة فنية.
وفيما يلي عرض لهذه الأركان وبيان لعناصرها:
1- الحدث وطرق بنائه:
يعد الحدث أهم عنصر في القصة القصيرة، ففيه تنمو المواقف، وتتحرك الشخصيات، وهو الموضوع الذي تدور القصة حوله.([1]) يعتني الحدث بتصوير الشخصية في أثناء عملها، ولا تتحقق وحدته إلا إذا أوفى ببيان كيفية وقوعه والمكان والزمان، والسبب الذي قام من أجله. كما يتطلب من الكاتب اهتماماً كبيراً بالفاعل والفعل لأن الحدث هو خلاصة هذين العنصرين.([2])
لقد اتضحت ملامح الحدث القصصي على يد الكاتب الفرنسي"موبسان" بتأثير من الاتجاه الواقعي الجديد، والذي يرى أن الحياة تتشكل من لحظات منفصلة، ومن هنا كانت القصة عنده تصوّر حدثاً واحداً وفي زمن واحد لا يفصّل فيما قبله، أو فيما بعده، ومنذ دعوة"موبسان" سار جل الكتاب على نهجه وعدوا ركن الحدث عنصراً مميزاً للقصة، وحافظوا عليه كأساس فني لا ينبغي تجاوزه. ومن أشهر كتاب القصة الذين تتضح في كتاباتهم هذه الخاصية: أنطوان تشيكوف، وكاتريل ما نسفيلد ولويجي براندللو.([3])
وأهم العناصر التي يجب توفيرها في الحدث القصصي هو عنصر التشويق، وفائدة هذا العنصر تكمن في إثارة اهتمام المتلقي وشده من بداية العمل القصصي إلى نهايته وبه تسري في القصة روح نابضة بالحياة والعاطفة.([4])
ويعد كذلك زمن الحدث أهم هذه العناصر، وهو ينطوي على مجموعة من الأزمنة، وهي((زمن الحبكة وزمن القصة وزمن العمل القصصي نفسه ثم زمن قراءته))([5])،
كما أن للحدث مجموعة من الخصائص من شأنها أن تزيده قوة وتماسكاً كالتعبير عن نفوس الشخصيات، وحسن التوقيع والانتظام في حبكة شديدة الترابط وأن يكتسب صفة السببية والتلاحق.([6])
وحتى يبلغ الحدث درجة الاكتمال، فإنه يجب أن يتوفر على معنى.([7]) وإلا ظل ناقصاً. كما أنه توجد طرق فنية لبناء الحدث القصصي وطرائق لصوغه نعرض لأهمها بإيجاز فيما يلي:
أ- طرق بناء الحدث:
يستعمل كتاب القصة القصيرة ثلاث طرق لبناء أحداث قصصهم، خصوصاً كتاب القصة التقليدية وتتضح كل طريقة من خلال الحديث التالي:
1- الطريقة التقليدية:
وهي أقدم طريقة، وتمتاز باتباعها التطور السببي المنطقي، حيث يتدرج القاص بحدثه من المقدمة إلى العقدة فالنهاية.
2- الطريقة الحديثة:
يشرع القاص فيها بعرض حدث قصته من لحظة التأزم، أو كما يسميها بعضهم"العقدة"، ثم يعود إلى الماضي أو إلى الخلف ليروي بداية حدث قصته. مستعيناً في ذلك ببعض الفنيات والأساليب كتيار اللاشعور والمناجاة والذكريات.([8])
3- طريقة الارتجاع الفني (الخطف خلفاً)
يبدأ الكاتب فيها بعرض الحدث في نهايته ثم يرجع إلى الماضي ليسرد القصة كاملة، وقد استعملت هذه الطريقة قبل أن تنتقل إلى الأدب القصصي في مجالات تعبيرية أخرى كالسينما. وهي اليوم موجودة في الرواية"البوليسية" أكثر من غيرها من الأجناس الأدبية.([9])
ب- طرق صوغ الحدث:
هناك طرق عديدة يستخدمها كتاب القصة لعرض الأحداث نكتفي بالحديث عن أهمها وهي:
1- طريقة الترجمة الذاتية:
يلجأ القاص فيه إلى سرد الأحداث بلسان شخصية، من شخصيات قصته، مستخدماً ضمير المتكلم، ويقدم الشخصيات من خلال وجهة نظره الخاصة، فيحللها تحليلاً نفسياً، متقمصاً شخصية البطل. ولهذه الطريقة عدة عيوب، من بينها أن الأحداث ترد على لسان القاص الذي يتحكم أيضاً في مسار نمو الشخصيات، ومنها أنها تجعل القراء يعتقدون أن الأحداث المروية، قد وقعت للقاص، وأنها تمثل تجارب حياته حقاً، خصوصاً إذا وفق في إقناع القراء بذلك عن طريق وسائله الفنية.
2- طريقة السَّرد المباشر:
تبدو هذه الطريقة أرحب وأنجع من الطريقة السابقة، وفيها يقدم الكاتب الأحداث في صيغة ضمير الغائب، وتتيح هذه الطريقة الحرية للكاتب، لكي يحلل شخصياته، وأفعالها تحليلاً دقيقاً وعميقاً، ثم إنها لا توهم القارئ بأن أحداثها عبارة عن تجارب ذاتية وحياتية، وإنما هي من صميم الإنشاء الفني.
3- الطريقة الثالثة:
يعتمد القاص في هذه الطريقة على الوثائق والرسائل والمذكرات في أثناء معالجته الموضوع الذي يدير قصته حوله.([10])
- عناصر الحدث:
يوجد للحدث القصصي عنصران أساسيان، هما المعنى والحبكة وسنعرض لهما بإيجاز:
أ- المعنى:
للمعنى في القصة القصيرة، أهمية كبرى. فهو عنصر أساسي، بل يعده بعض الدارسين أساس القصة، وجزءاً لا ينفصل عن الحدث، ولذلك فإن الفعل والفاعل، أو الحوادث والشخصيات يجب أن تعمل على خدمة المعنى من أول القصة إلى آخرها، فإن لم تفعل ذلك، كان المعنى دخيلاً على الحدث، وكانت القصة بالتالي مختلفة البناء.([11]) فالقصة الفنية تكتمل بالمعنى الجيد الذي يخدم الإنسان ويطوره. وما كل معنى يلقى الترحيب عند المتلقين أو النقاد. وبلا ريب فإن المعنى الجيد يشارك في انتشار النص القصصي، ومن ثمة فإن دوره يكون أعمق أثراً وأكثر عملاً على تغيير الظواهر المدانة من طرف النص الأدبي.
ب- الحبكة:
نعني بالحبكة تسلسل حوادث القصة الذي يؤدي إلى نتيجة، ويتم ذلك إما عن طريق الصراع الوجداني بين الشخصيات، وإمّا بتأثير الأحداث الخارجية.([12])
ومن وظائف الحبكة إثارة الدهشة في نفس القارئ في حين أن الحكاية لا تعدو أن تكون إثارة لحب الاستطلاع لديه، وبين حب الاستطلاع وإثارة الغرابة أو الدهشة فرق كبير، من حيث التأثير الفني.
والحبكة هي المجرى العام الذي تجري فيه القصة وتتسلسل بأحداثها على هيئة متنامية، متسارعة، ويتم هذا بتضافر كل عناصر القصة جميعاً.
فالأحداث يجب أن تكون مرتبطة بمبدأ السببية بالرغم من أن بعض القاصين يعتمدون على عناصر أخرى في رسم الأحداث المفاجئة، كاستلهام تدخلات عامل الصدفة، وهذه وسائل يمجها الذوق الفني الرفيع، ويلجأ إليها القاصون السطحيون ذوو الضعف الفني.([13])
والحبكة نوعان:
1- يعتمد فيها تسلسل الأحداث.
2- يعتمد فيها على الشخصيات. وما ينشأ عنها من أفعال، وما يدور في صدورها من عواطف، ولا يجيء الحدث هنا لذاته، بل لتفسير الشخصيات التي تسيطر على الأحداث، حسب رغبتها، وطاقتها.([14])
هذا فيما يخص الحدث وعنصريه الأساسيين، وفيما يلي حديث عن الخبر وعناصره في العمل القصصي.
2- الخبر القصصي(الموضوع)
الخبر في الأصل اللغوي يعني نقل معنى([15])، ولهذا النقل وسائل عديدة، أخذت في التطور منذ طفولة الإنسان الأولى إلى أن بلغت الآن آفاقاً واسعة بفضل وسائل الإعلام العصرية.
وليست كل الأخبار التي نسمعها، أو نقرأها يومياً أخباراً فنية إذ للخبر الفني القصصي شروط أولها أن يحدث أثراً كلياً، ولا يتحقق هذا الأثر إلا إذا صور حدثاً متنامياً من خلال المقدمة، والعقدة والخاتمة.([16]) وبهذا يتميز الخبر الفني، عن الخبر الذي يصلنا عن طريق وسائل الإعلام المسموعة أو المرئية أو المقروءة.
وأورد فيما يلي نموذجاً إخبارياً يحقق أثراً كلياً، ولكنه يفتقر إلى الصفة الفنية لأنه لا يحقق الحدث القصصي الذي يعد ركيزة أساسية في القصة، بحيث لا يمكن الاستغناء عنها((من المحقق أن سيدة تسمى مادونا بياتريس عاشت فعلاً في فلورنس في عصر دانتي، وكانت تنتمي إلى أسرة فلورنسية تدعى أسرة بوتيناري، وقد عرف عن هذه السيدة الجمال وحسن الخلق، وأعجب بها دانتي وأحبها، ونظم الأغاني في مدحها. وبعد موتها أراد أن يعلي اسمها، ومن ثمة ظهرت عدة [كذا] مرات في قصيدته الكبيرة الكوميديا الإلهية.)([17])
وعلى هذا فإن للخبر القصصي شروطاً منها:
1- أن يكون ذا أثر وانطباع كلي.
2- أن تتصل تفاصيله، وأجزاؤه وتتماسك تماسكاً عضوياً، فنياً لتوافر الوحدة الفنية في العمل القصصي.
3- أن يكون ذا بداية، ووسط أو عقدة، ونهاية أو لحظة تنوير.([18])
فإذا كانت. كل كتابة، تنقل خبراً فليس شرطاً، أن كل كتابة فنية. فللكتابة الفنية شروط ينبغي توفرها، وإلا كان الخبر عادياً، وخاصة حين لا يتوفر على عنصري الأثر الكلي، أو الحدث القصصي، وهما الشرطان المهمان في أية قصة فنية، ومن دونهما تظل القصة مبتورة، وعلى القاص أن ينتبه لهذين العنصرين، وأن يعي جيداً الحدود الفاصلة بين الفن واللافن. هذا ما كان من شأن الخبر ودوره في القصة القصيرة الفنية، ونعرض فيما يلي لعناصر الخبر الأساسية.
أ- المقدمة(البداية)
يتفق نقاد القصة القصيرة في معظمهم على أهمية مقدمتها، وقد شدّد: يوسف الشاروني على أهمية التشويق والإثارة في مطالع القصة الفنية.([19]) ذلك أن براعة الاستهلال تشد القارئ إلى متابعة الأحداث التالية، وليس كل كاتب بقادر على شد القارئ، وتشويقه لمتابعة القراءة، وإنما يوفق إلى هذا الموهوبون من الكتاب أوذوو الخبرة الطويلة في الكتابة القصصية.
وقد يقوم عنوان القصة بدور المقدمة، فيكون مثيراً للانتباه، وبذلك يستحث القارئ على المتابعة، فعلى القاص أن يعتني عناية فائقة، في اختيار عناوين قصصه، وإن أي خلل في العنوان ينعكس أثره في القصة، ويعد النقاد ذلك عيباً يشوه النص القصصي.
وعلى القاص في المقدمة أن يعرف بشخوصه وبعض ملامحهم وصفاتهم، وذلك بطريقة فنية تثير اهتمام مشاعر القارئ وتدفعه إلى متابعة قراءة النص([20])، ولا تعدو المعلومات التي يقدمها القاص في مقدمة قصته أن تكون مجرد أضواء خافتة تنير الطريق إلى"مجهول" يكتشفه القارئ كلما تقدم في القراءة، وما يزال كذلك يتلذذ بهذا الاكتشاف حتى النهاية.
إن في تشديد النقاد على المقدمة القصصية كل الصواب، ولا ينبغي للمقدمة أن تطول، فحجم العمل الأدبي لا يحتمل المقدمات الطوال، ولا كثرة التفاصيل لأنه متى اكتشف القارئ بقية الحوادث، عدّ الوقت الذي يقضيه في إتمام قراءة النص القصصي ضائعاً.
بينت فيما سبق أهمية المقدمة في القصة القصيرة، وبعض صفاتها الفنية، ودورها في نجاح العمل أو إخفاقه، وسأتحدث فيما يلي عن عنصر عقدة القصة التي تعد أحد أركان الخبر الفني الهامة.
ب- العقدة (لحظة التأزم):
عرف الدكتور عبد الله خليفة ركيبي(العقدة) بأنها"تشابك الحدث وتتابعه حتى يبلغ الذروة"([21])، أما يوسف الشاروني فقال إنها((تتابع زمني، يربط بينه معنى السببية))([22])، ثم ذكر أن عقدة القصة الجيدة، يجب أن تجيب عن هذين السؤالين: "وماذا بعد، ولماذا؟"([23])، إن الفرق بين الحكاية القصصية البسيطة، وبين القصة القصيرة، أن الأولى تكتفي بالإجابة عن السؤال، وماذا بعد؟ في حين أن عقدة القصة القصيرة تجيب على السؤالين معاً وماذا بعد؟ ولماذا؟ ويشترط في العقدة أن تتضمن صراعاً قدرياً، أو ناتجاً عن ظروف اجتماعية أو صراعاً يقوم بين الشخصيات الموظفة، أو صراعاً نفسياً يدور في داخل الشخصيات.
وقد ذهب بعض الدارسين إلى أن العقدة لم تعد من عناصر القصة الهامة وربما في هذا غلو، فمع تطور فن القصة فإن عنصر العقدة لا يزال أداة قوية لتشكيل لحظة تأزم داخل النص، يتابعها القارئ بشوق من أجل حل الإبهام الذي يحيط بها محققاً بذلك لذة جمالية. ونرى أن في الأعمال القصصية الخالية من العقدة نقصاً كبيراً، يخل بالعمل الأدبي ككيان متكامل.
ج- النهاية(لحظة التنوير أو الانفراج):
بعد أن تتشابك الأحداث القصصية، وتبلغ ذروة التعقيد تتجه نحو انفراج يتضح من خلاله مصير الشخصيات، وقد اعتاد الدارسون أن يطلقوا على هذه المرحلة اسم النهاية، أو لحظة الانفراج.
وهم يعلون شأن النهاية، لكونها جزءاً أساسياً من صلب القصة القصيرة فهي مرتبطة ارتباطاً عضوياً ببدايتها حتى لا يتفكك نسيج القصة ولا بناؤها، لأن تطور الحدث ضروري في دفع مجراها إلى هذه النهاية التي تحدد معنى الحدث، وتكشف عن دوافعه وحوافزه([24]). ولأنها تكون مجمعاً للحدث القصصي يتحدد من خلاله المعنى الذي أراد الكاتب أن يعبّر عنه.([25])
وليست النهاية عملية ختم لأحداث القصة فحسب بل إن فيها التنوير النهائي للعمل القصصي الواحد المتماسك، ومن خلالها يقع الكشف النهائي عن أدوار الشخصيات([26])، ويطلب إلى الكاتب الابتعاد عن النهايات المفاجئة، أو النهايات المقحمة غير المقنعة، أو التي تشبه جسماً غريباً ألصق بالعمل القصصي لأن الإقناع يعد من العناصر الأساسية في أي عمل فني.
والنهاية الجيدة، هي التي تستوعب كل العناصر المتقدمة، من بداية وحدث، وشخصيات، إنها كالبحيرة التي تتجمع فيها مياه الوديان والجداول والشعاب.
3- النسيج القصصي:
نسيج القصة هو الأداة اللغوية، التي تشمل السرد والوصف والحوار. ووظيفته خدمة الحدث، إذ يسهم في تطويره ونموه إلى أن يصير كالكائن الحيّ المميز، بخصوصيات محددة، وعلى القاص أن يترك الفرصة لشخصيات أعماله القصصية أن تتحدث بلغتها، ومستواها الفكري حتى يمكنها أن تكتسب طبيعة منطقية.([27])
ونظراً لاختلاف مستويات شخصيات العمل القصصي، فإنه من العبث أن نرى الشخصيات جميعها تتحدث بمستوى واحد، إذ أن المنطق يحتم اختلاف هذا المستوى بحسب تفاوت الشخصيات الموظفة.
وتهدف القصة القصيرة من خلال نسيجها إلى تصوير حدث قصصي، متكامل، وفق عناصر الخبر الثلاثة: البداية والعقدة والنهاية، ولا يجوز للدارسين أن يفصلوا بين نسيج القصة وبنائها، لأنهما تسميتان لشيء واحد، ولأن القصة القصيرة لحمة فنية لا يمكن تجزئتها إلى نسيج وبناء.([28])
وفيما يأتي عرض موضوعي لبعض عناصر نسيج القصة، وسنتناول الموضوع من حيث السرد والوصف والحوار.
أ- السرد:
يعد السرد أحد أركان النسيج القصصي الأساسية، حيث يسهم في الربط بين أجزاء القصة وتتابعها، تتابعاً فنياً متيناً.
ويدل المعنى اللغوي لكلمة"سرد"، ((على توالي أشياء كثيرة يتصل بعضها ببعض، من ذلك السرد: اسم جامع للدروع وما أشبهها من عمل الحلق))([29]) .
أما اصطلاحاً فالكلمة تعني: التتابع وإجادة السياق([30])، وأما من حيث الاصطلاح الأدبي فإنها تعني((المصطلح الذي يشتمل على قص حدث أو أحداث أو خبر أو أخبار سواء أكان ذلك من صميم الحقيقة أم من ابتكار الخيال.))([31]).
وليس السرد عنصراً فنياً خاصاً بالقصة القصيرة من دون غيرها، وإنما هو ركن أساسي في الرواية، حيث يتحقق بوساطته ترابط الأحداث وتسلسلها.
ب- الوصف:
الوصف في المصطلح الأدبي هو: تصوير العالم الخارجي أو العالم الداخلي من خلال الألفاظ، والعبارات، وتقوم فيه التشابيه والاستعارات مقام الألوان لدى الرسام والنغم لدى الموسيقي([32]).
ووظيفة الوصف هي خلق البيئة التي تجري أحداث القصة فيها وتكوين نسيجها، ولا يحق للقاص أن يتخذ من الوصف مادة للزينة وإنما يوظفه في تأدية دور ما في بناء الحدث. ومن المتفق عليه أن على الكاتب أن يقدّم الأشياء الموصوفة، ليس كما يراها هو، بل كما تراها شخصياته.
وأن تكون اللغة قريبة من لغة الشخصية، لكي تحقق شيئاً من المنطقية الفنية، لأن الشخصية هي التي ترى الشيء وتصفه وتتأثر به([33])
فإذا توافرت هذه الشروط، فإن الوصف سيكون عنصراً فنياً مع بقية العناصر في تماسك النص القصصي.
ج- الحوار:
الحوار في المصطلح هو تبادل الحديث بين الشخصيات في قصّة ما([34]). ومن وظائفه في العمل الأدبي بعث روح حيوية في الشخصية، ومن شروطه أن يكون مناسباً، وموافقاً للشخصية التي يصدر عنها، إذ لا يعقل أن يورد الكاتب حواراً فلسفياً، عميقاً على لسان شخصية أمية، غير مثقفة([35]).
ويقوم الحوار في القصة بدور هام، حيث بإمكانه أن يخفف من رتابة السرد الطويل، والذي قد يكون مبعثاً للسأم والملل، وبتدخل الحوار الخفيف السريع يقترب النص من لغة الواقع أكثر.([36])
إن اللغة أداة الحوار، ولذلك وجب أن تكون عامل بناء في الفن القصصي وعامل تعبير عن الأفكار والآراء.([37])
ومن الشروط الفنية للحوار القصصي أيضاً التركيز والإيجاز والسرعة في التعبير عما في ذهن الشخصية، من أفكار حيوية، أما طول الحوار فإنه يضر بالبناء الفني للقصة القصيرة.([38])
وقد أجمعت جل آراء النقاد والدارسين على ضرورة استعمال اللغة العربية الفصحى في الحوار، لأنها اللغة الوحيدة التي يفهمها المثقفون العرب كافة رغم أن قلة منهم يدعون إلى استعمال العامية بدعوى تقريب الشخصية من واقعها الحياتي، إذ ليس من المنطقي-في رأيهم- أن ندير حواراً باللغة الفصحى على لسان فلاح ينتمي إلى الريف السوداني أو الجزائري مثلاً. ولكن هذا مردود في رأينا أضف إلى ذلك أن اللهجات المحلية العربية تقلل من جماهيرية النص الأدبي وتجعله منحصراً في بيئة واحدة من الصعوبة اجتيازها لشدة خصوصيات بعض اللهجات العربية.
4- الشخصية:
الشخصية القصصية هي أحد الأفراد الخياليين، أو الواقعيين الذين تدور حولهم أحداث القصة([39])، ولا يجوز الفصل بينها وبين الحدث، لأن الشخصية هي التي تقوم بهذه الأحداث([40]).
وقد أكد كثيرون على هذه الصلة، يقول الدكتور رشاد رشدي: ((من الخطأ الفصل أو التفرقة بين الشخصية، وبين الحدث، لأن الحدث هو الشخصية، وهي تعمل، أو هو الفاعل وهو يفعل))([41]).
وينتقي القاص-في معظم الأحيان- من الشخصيات التي يوظفها للتعبير عن أفكاره وآرائه شخصية محورية تتجه نحوها أنظار بقية الشخصيات، كما أنها تقود مجرى القصة العام.
وقد ألف النقاد أن يطلقوا على هذه الشخصية مصطلح"البطل" ويعنون به الشخصية الفنية التي يسند القاص إليها الدور الرئيسي في عمله القصصي.
ويعني أحمد منور بشخصية البطل، الشخصية الفنية التي((تستحوذ على اهتمام القاص، وتمثل المكانة الرئيسية في القصة، وقد تكون سلبية، كما تكون إيجابية، أو متذبذبة بين هذه القصة وتلك، قد تكون محبوبة، أو منبوذة من طرف القارئ، المهم أنها تمثل المحور الرئيسي في القصة والقطب الذي يجذب إليه كل العناصر الأخرى ويؤثر فيها))([42]).
شرعت بعض الدراسات الحديثة تبتعد عن تسمية(البطل) ورأت فيها بطولةٌ طوباويةٌ زائفة، لأنها مقترنة بظهور الأدب الخيالي الذي نشأ في العصور الوسطى، ولهذا استبدلنا بها اسم(الشخصية الرئيسية)، لأنها في رأي أصحاب هذه الدراسات أنسب، كما أنها تتلاءم مع الدور الفني الذي يسند إليها.
ويحبذ في الشخصية القصصية أن تكون معبرة عن صورة من صور الحياة البشرية وأن تبتعد قدر المستطاع عن النماذج الأسطورية التي تقوم بأعمال خارقة، لأن عنصر الإقناع يضفي على الشخصية القصصية هيبة، ودوراً متقدماً. وفي هذا الشأن يقول الطاهر وطار: ((أبطالي الرئيسيون أختارهم من الحياة، من معارفي أو أصدقائي، أو من حققت في شأنهم في إطار عملي- كمراقب وطني للحزب- ولكن مهما كانت قيمة البطل الدرامية، فإنني مضطر إلى أن أضفي على الأقل 70 أو 80%، من أبعاد ومعطيات من عندي، وأحياناً أقوم بتركيب عدة شخوص في شخص واحد.([43])وسنعرض فيما يلي لأنواع الشخصيات، كما سنبيّن طرائق عرضها.
أ- أنواع الشخصيات الفنية:
ففي القصة عدة أنواع من الشخصيات، تختلف أدوارها بحسب ما أراده القاصّ لها، وأهم هذه الشخصيات هي:
1- الشخصية الرئيسية:
هي الشخصية الفنية التي يصطفيها القاصّ لتمثل ما أراد تصويره أو ما أراد التعبير عنه من أفكار أو أحاسيس. وتتمتع الشخصية الفنية المحكم بناؤها باستقلالية في الرأي، وحرية في الحركة داخل مجال النص القصصي.
وتكون هذه الشخصية قوية ذات فاعلية كلما منحها القاص حرية، وجعلها تتحرك وتنمو وفق قدراتها وإرادتها، بينما يختفي هو بعيداً يراقب صراعها، وانتصارها أو إخفاقها وسط المحيط الاجتماعي أو السياسي الذي رمى بها فيه.
وأبرز وظيفة تقوم بها هذه الشخصية هي تجسيد معنى الحدث القصصي، لذلك فهي صعبة البناء، وطريقها محفوف بالمخاطر.
2- الشخصية المساعدة
على الشخصية المساعدة أن تشارك في نمو الحدث القصصي، وبلورة معناه والإسهام في تصوير الحدث. ويلاحظ أن وظيفتها أقل قيمة من وظيفة الشخصية الرئيسية، رغم أنها تقوم بأدوار مصيرية أحياناً في حياة الشخصية الرئيسية.
3- الشخصية المعارضة
وهي شخصية تمثل القوى المعارضة في النص القصصي، وتقف في طريق الشخصية الرئيسة أو الشخصية المساعدة، وتحاول قدر جهدها عرقلة مساعيها. وتعد أيضاً شخصية قوية، ذات فعالية في القصة، وفي بنية حدثها، الذي يعظم شأنه كلما اشتد الصراع فيه بين الشخصية الرئيسية، والقوى المعارضة، وتظهر هنا قدرة الكاتب الفنية في الوصف وتصوير المشاهد التي تمثل هذا الصراع.
ويمكن التمييز بين فئتين من الشخصيات في الأدب القصصي نوردهما فيما يلي([44]).
أ- الشخصيات البسيطة:
وهي الشخصيات الثابتة التي تبقى على حالها من بداية القصة إلى نهايتها فلا تتطور، حيث((تولد مكتملة على الورق لا تغير الأحداث طبائعها، أو ملامحها، ولا تزيد ولا تنقص من مكوناتها الشخصية، وهي تقام عادة حول فكرة، أو صفة كالجشع وحب المال التي تبلغ حد البخل أو الأنانية المفرطة))([45]).
ب- الشخصية النامية
وهي الشخصية التي تتطور من موقف إلى موقف- بحسب تطور الأحداث، ولا يكتمل تكوينها حتى تكتمل القصة([46])، بحيث تتكشف ملامحها شيئاً، فشيئاً خلال الرواية أو السرد، أو الوصف، وتتطور تدريجياً خلال تطور القصة وتأثير الأحداث فيها أو الظروف الاجتماعية([47]).
2- طرق عرض الشخصيات
توجد طريقتان أساسيتان لعرض شخصيات القصة هما:
أ- الطريقة التحليلية
وهي طريقة مباشرة، يعنى في رسمها من الخارج، حيث يذكر القاص تصرفاتها، ويشرح عواطفها وأحاسيسها بأسلوب صريح تتكشف فيه شخصيته وتوجيهه لشخصياته وأفكارها وفق حاجته والهدف الذي رسمه كما ترد ملامحها الخارجية على لسانه.
ب- الطريقة التمثيلية
وهي طريقة غير مباشرة يمنح القاص فيها للشخصية حرية أكثر للتعبير عن نفسها وعن كل ما يختلج بداخلها من أفكار وعواطف وميول. مستخدماً ضمير المتكلم، كما أن شخصيّة القاص تنتحي جانباً لتفسح المجال للشخصية الأدبية لتقوم بوظيفتها الفنية بعيداً عن أية تأثيرات خارجية.
إلا أنه أحياناً قد يوظف القاص الطريقتين معاً في قصة واحدة لتصوير الشخصية كلما اقتضت الضرورة الفنية ذلك كما هو الحال في الترجمة الذاتية حيث يفسح الكاتب المجال للشخصية نفسها.([48])
إن بناء الشخصية ليُعد من الأمور الصعبة، بحيث تستلزم جهداً فنياً كبيراً، وخبرة عميقة بأساليب الفن القصصي، لعدة أسباب كقصر شكلها، ومحدودية زمنها وبيئتها([49]).
ولكي تكون الشخصية القصصية عنصراً مقنعاً في القصة، يجب أن تكون متطورة وذات أبعاد تحددها، كالحوافز والدوافع التي تدفعها للقيام بعمل ما، وتتحدد الشخصية أيضاً بملامحها وتصرفاتها والتي تزيدها عمقاً ومتانة، كما يجب أن تكون شديدة الارتباط بالحدث مؤثرة فيه، ومتأثرة به([50]).
وللشخصية الفنية ثلاثة شروط:
1- أن تكون مقنعة معبرة عن نفسها، أي بعيدة عن التناقض.
2- أن تكون حيوية فعالة ومتفاعلة مع الأحداث، متطورة بتطورها من أول القصة إلى آخرها.
3- أن يتوفر فيها عنصر الصراع، ويقصد به الاحتكاك بينها وبين نفسها، وعواطفها الذاتية أو عقيدتها، أو عقلها، أو بينها وبين شخصيات أخرى، وكلما كان الصراع قوياً واضحاً بين هذه العناصر كانت القصة أنجح وأعمق تأثيراً([51]).
كما اقترح بعض الدارسين([52]) ثلاثة أبعاد يجب على القاص أن يلم بها للإحاطة برسم الشخصية وهذه الأبعاد هي:
1- البعد الجسمي:
يهتم القاص في هذا البعد برسم شخصيته، من حيث طولها، وقصرها ونحافتها وبدانتها، ولون بشرتها، والملامح الأخرى المميزة.
2- البعد الاجتماعي:
يهتم بتصوير الشخصية، من حيث مركزها الاجتماعي، وثقافتها، وميولها والوسط الذي تتحرك فيه.
3- البعد النفسي:
يهتم القاص خلال هذا البعد، بتصوير الشخصية من حيث مشاعرها وعواطفها وطبائعها، وسلوكها، ومواقفها من القضايا المحيطة بها.
إن عنصر الشخصية القصصية من أهم العناصر في القصة، ولذا وجب على القاص أن يعتني به عناية شديدة.
5- الأسلوب:
قد يصعب التحديد اللغوي والأدبي لكلمة(الأسلوب)، ويرجع ذلك لتعدد تعاريفه نظراً لاختلاف البيئات الثقافية، وخبرات الكتاب والنقاد وآرائهم في الإبداع وأساليبه.
على أن هناك ملامح عامة مشتركة تساعدنا في مجال بحثنا، وسنورد بعضها فيما يلي:
من هذه التعاريف اللغوية ما أوردته المعجمات العربية القديمة والحديثة فقد أورد إسماعيل بن حماد الجوهري لفظ الأسلوب بمعنى الأخذ من فنون القول([53])، وجاء في لسان العرب المحيط حول كلمة(الأسلوب) ما يلي: ((ويقال للسطر من النخيل: أسلوب. وكل طريق ممتد، فهو أسلوب قال: والأسلوب الطريق، والوجه، والمذهب: يقال: أنتم في أسلوب سوء، ويجمع أساليب، والأسلوب تأخذ فيه والأسلوب بالضم: الفن، يقال: أخذ فلان في أساليب من القول، أي أفانين منه، وإن أنفه لفي أسلوب، إذا كان متكبراً، والأسلوب لعبة للأعراب، أو فعلة يفعلونها بينهم.))([54])، كما وردت في القاموس المحيط بمعنى الطريق.([55])
أما من حيث دلالة مصطلح كلمة(الأسلوب) الأدبية، فقد أوردها بعض المؤلفين المعاصرين في معان متشابهة، ومن بينها ما أورده جبور عبد النور في((المعجم الأدبي)) من أنه"طريقة يستعملها الكاتب في التعبير عن موقفه، والإبانة عن شخصيته الأدبية، تميزه عن سواها، لا سيما في اختيار المفردات، وصياغة العبارات والتشابيه والإيقاع. ويرتكز على أساسين: أحدهما كثافة الأفكار الموضحة وضبطها، وعمقها أو طرافتها، والثاني نخل المفردات،
وانتقاء التركيب الموافق لتأدية هذه الخواطر، بحيث تأتي الصياغة محصلاً لتراكم ثقافة الأديب ومعاناته))([56]).
ويعني الأسلوب عند الروسي خرابيشينكو: ((ذلك التميز في كاتب أو مجموعة من الكتاب.))([57])، ويضم الأٍسلوب الفني الاستيعاب العام للواقع الذي يتميز به الكاتب، وكذلك الطريقة الفنية التي يضعها الكاتب أمامه.([58])
ويستوحي الكاتب أسلوبه من مصادر متنوعة، أهمها بيئته، وثقافته وملاحظاته، وأحاسيسه وتجاربه ومواهبه([59]). ويذهب الأستاذ: أحمد الشايب إلى أنه يمكن تحليل(الأسلوب) إلى ثلاثة عناصر هي: الأفكار والصور والعبارات.([60]) وقد أضافت الدكتورة عزيزة مريدن عناصر أخرى منها: التوافق والانسجام بين المعاني
والألفاظ.([61]) تختلف الأساليب إذن من أديب لآخر، ومن كاتب لآخر، ولشدة بصمات الكاتب في أسلوبه يتمكن القراء من معرفة معظم الكتاب، كما يختلف الأسلوب الأدبي من لغة لأخرى، وذلك حسب خصائص الجملة لكل لغة وتختلف الأساليب باختلاف الموضوعات، فكل موضوع يلزمه أسلوب، وباختلاف الشخصية المبدعة، من حيث الأذواق والمواهب العقلية والخبرات، ودرجة الانفعال وطريقة العمل([62]).
وللقصة القصيرة أسلوب يتميز ببعض الملامح الفنية، إذ أن الأسلوب المتبع في بنائها، هو الأسلوب المبني على خطة تعرف بالسياق أو الحبكة، وهذه الخطة تبدأ عادة بمقدمة تنتقل منها إلى الحادثة، حيث تبلغ ذروتها، ثم تصل إلى الحل، وهو النهاية الخاتمة.([63])
وتوجد أساليب أخرى إلى جانب هذا الأسلوب المميز لفن القصة القصيرة، يتبعها القاصون في سرد أحداث قصصهم، أشهرها: السرد، والترجمة الذاتية، والرسائل والوثائق، وتيار الوعي، ووجهات نظر الشخصيات.([64])
وأخيراً فإن الأسلوب يعد روح العمل الأدبي، ولذلك ينبغي على الأدباء أن يهتموا بتحسين أساليبهم الفنية، وأن يسعوا دوماً نحو الأسلوب الجيد الرصين.
6- التركيز:
يلح الدكتور عبد الله خليفة ركيبي على ضرورة التركيز، والإيجاز في التعبير القصصي وإلغاء الزوائد التي تضر بالعمل الأدبي، إذ الكلمة في القصة القصيرة لا يقل دورها، وأهميتها عن وجودها في القصيدة الشعرية.
فللتركيز مهمة كبيرة في القصة القصيرة، بحكم حجمها ومسوغاتها الفنية التي لا تحتاج إلى أطناب، وتفاصيل([65])، وقد فرق بين التفصيلات الضرورية التي يلح عليها العمل الفني ذاته، وبين التفصيلات الزائدة، التي يقصد بها تضخيم حجم القصة لا غير، وهي تفصيلات، ليست من فنيات القصة وإنما يمكن الاستغناء عنها وحذفها لأن وجودها في الوصف أو في الحوار، يضر أكثر مما ينفع.([66])
أما موطن التركيز في القصة، فيكون في الموضوع، وفي الحادثة، وطريقة سردها، أو في الموقف وطريقة تصويره، أو في لغتها، ويبلغ التركيز حده حين لا يمكن الاستغناء عن أي لفظة مستخدمة، أو يمكن أن يستبدل بها غيرها، إن كل لفظة في القصة القصيرة يجب أن تكون موحية ولها دورها، تماماً، كما هو الحال في الشعر.([67])
وسبب إلحاح النقاد على عنصر التركيز، والإيجاز يرجع إلى أن طبيعة القصة القصيرة بحجمها وزمانها ومكانها لا تتطلب التفصيل والسعي وراء تكديس الحوادث مثلما يسمح بذلك فن الرواية.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) د. عزيزة مريدن: القصة والرواية- نشر دار الفكر- دمشق 1980م- ص25 .
([2]) د. رشاد رشدي: فن القصة القصيرة(ط2)- ص30 .
([3]) ص 14 .
([4]) د. عزيزة مريدن: القصة والرواية- ص35 .
([5]) صبري حافظ: الخصائص البنائية للأقصوصة. مجلة فصول(مقال) عدد4- القاهرة سنة 1982- ص28.
([6]) إيليا الحاوي: في النقد والأدب -دار الكتاب اللبناني- بيروت- ص85 .
([7]) د. رشاد رشدي: فن القصة القصيرة- ص 50.
([8]) د. نسيب نشاوي: محاضرات الأدب العربي المعاصر- ألقاها على طلبة الماجستير في جامعة عنابة، عام 1983- 1984 .
([9]) مجدي وهبة، وكامل المهندس: معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب- مكتبة الحياة، بيروت 1979- ص90 .
([10]) د. عزيزة مريدين: القصة والرواية- ص43 إلى 45 .
([11]) د. رشاد رشدي: فن القصة القصيرة- ص51، وانظر أيضاً أحمد المديني فن القصة بالمغرب- ص37 .
([12]) مجدي وهبة: وكامل المهندس: معجم المصطلحات العربي- ص81 .
([13]) د. علي شلق: نجيب محفوظ في مجهوله المعلوم(ط1)- دار المسيرة بيروت 1974- ص18.
([14]) د. عزيزة مريدن: القصة والرواية- ص42.
([15]) جاء في لسان العرب المحيط لابن منظور حول كلمة الخبر: ((وخبرت بالأمر أي علمته. وخبرت الأمر أخبره إذا عرفته على حقيقته، والخبر بالتحريك واحد الأخبار)).
([16]) رشاد رشدي: فن القصة القصيرة- ص20 .
([17]) المرجع نفسه- ص16.
([18]) أحمد المديني: فن القصة القصيرة بالمغرب- ص37 .
([19]) يوسف الشاروني: القصة القصيرة- ص70 .
([20]) د. عزيزة مريدن: القصة والرواية- ص41 .
([21]) د. عبد الله خليفة ركيبي: القصة الجزائرية القصيرة- ص152 .
([22]) د. يوسف الشاروني: القصة القصيرة- ص67 .
([23]) ص 68 .
([24]) د. عبد الله خليفة ركيبي: القصة الجزائرية القصيرة- ص149 .
([25]) د. رشاد رشدي: فن القصة القصيرة- ص70 .
([26]) يوسف الشاروني: القصة القصيرة- ص70- 71 .
([27]) ص 63- 64 .
([28]) د. رشاد رشدي: فن القصة القصيرة- ص122 .
([29]) أبو الحسين أحمد بن فارس: مقاييس اللغة- تحقيق عبد السلام محمد هارون دار الفكر، بيروت- بلا تاريخ- 3، ص157 .
([30]) د. جبور عبد النور: المعجم الأدبي- دار العلم للملايين. بيروت 1979- ص139 .
([31]) مجدي وهبة وكامل المهندس: معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب ص238 .
([32]) د. جبور عبد النور: المعجم الأدبي- ص293 .
([33]) مجدي وهبة وكامل المهندس: معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب- ص238 .
([34]) د. رشاد رشدي: فن القصة القصيرة- ص99- 100 .
([35]) مجدي وهبة: معجم مصطلحات الأدب- مكتبة لبنان. بيروت 1974/ ص110 .
([36]) أحمد أبو سعيد: فن القصة. (ط1)- 1959- ص23 .
([37]) يوسف الشاروني: القصة القصيرة- ص65 .
([38]) د. عبد الله خليفة ركيبي: القصة الجزائرية القصيرة- ص152 .
([39]) المرجع نفسه- ص148 .
([40]) معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب- ص117 .
([41]) أحمد المديني: فن القصة القصيرة بالمغرب- ص37 .
([42]) أحمد منور: رسالة منه مؤرخة بالجزائر في 20/03/1983م.
([43]) الطاهر وطار: رسالة منه مؤرخة بالجزائر في 30/03/1980م .
([44]) د. نسيب نشاوي: محاضرات الأدب العربي المعاصر- 1983- 1984م جامعة عنابة- الجزائر.
([45]) محسن بن ضياف: يوسف إدريس كاتب القصة القصيرة، دار بوسلامة للطباعة والنشر- تونس 1985- ص89 .
([46]) أحمد أبو السعود: فن القصة(ط1)- 1959- ص10 .
([47]) المرجع السابع 90 .
([48]) ص 86 .
([49]) ص 86 .
([50]) حسين القباني: فن القصة القصيرة(ط1)- الدار المصرية للتأليف والترجمة القاهرة 1965- ص69 .
([51]) د. عبد الله خليفة ركيبي: القصة الجزائرية القصيرة- ص46 .
([52]) انظر على سبيل المثال الدكتورة عزيزة مريدن: القصة والرواية ص29 .
([53]) الجوهري إسماعيل بن حماد: تاج اللغة وصحاح العربية(ط2)- تحقيق أحمد عبد الغفور عطار- دار العلم للملايين، بيروت 1979 مادة(الأسلوب).
([54]) ابن منظور: لسان العرب المحيط- 2/178(مادة الأسلوب).
([55]) الفيروز أبادي: القاموس المحيط- دار الجليلي المؤسسة العربية للطباعة والنشر- بيروت- ج1، بلا تاريخ- ص26 .
([56]) د. جبور عبد النور: المعجم الأدبي- ص20 .
([57]) م. خرابيشنكو: ذات الكاتب الإبداعية وتطور الأدب، مطبوعات وزارة الثقافة- دمشق 1980- ص39 .
([58]) المرجع نفسه- 130 .
([59]) د. عزيزة مريدن: القصة والرواية- ص39 .
([60]) أحمد الشايب: الأسلوب، دراسة بلاغية تحليلية لأصول الأساليب الأدبية(ط6)- دون ذكر لمكان الطبع. 1966م- ص40- 41 .
([61]) د. عزيزة مريدن: القصة والرواية- ص39 .
([62]) أحمد الشايب: الأسلوب0 ص54 .
([63]) د. عزيزة مريدن: القصة والرواية- ص 39 .
([64]) أحمد المديني: فن القصة القصيرة بالمغرب- ص76 .
([65]) د. عبد الله خليفة ركيبي: القصة الجزائرية القصيرة- ص148 .
([66]) ص149 .
([67]) د. محمود السمرة: في النقد الأدبي(ط1)- 1945-ص54 .