((( رأس السنة السورية: السم في الدسم، وموضة الحرب البراقة ))) :
* ( الهرطقة التاريخية تقول) :
_ في مطلع كل نيسان، يبدأ الكثير من الناس بالحديث والإحتفال ب "رأس السنة السورية" أو (عيد أكيتو)، ويقول البعض بأنه يعود إلى أكثر من 6700 سنة .
_ ويرى رواد هذه السنة بأن غيابها عن روزنامة السورية رغم كونها أقدم تاريخ مسجل في الحضارة الإنسانية يقبع لأسباب عديدة وراء هذا الأمر، منها كثرة الاحتلالات المتعاقبة التي لم تسلم منها شعوب المنطقة (سورية التاريخية وبلاد ما بين النهرين)، حيث دمّرت وسرقت تلك الاحتلالات تراث البلاد الحضاري ونسبته إلى حضاراتها وشعوبها.
_ أما فكرة عيد الآكيتو فهو يرتكز على فكرة جوهرية وهي: "من الموت تولد الحياة، والحياة تنتهي بالموت ضمن دائرة كونية ﻻ منتهية تعرف بالمانداﻻ السورية".
_ كما أن أهمية الاحتفال بهذا العيد تأتي من إعادة إحياء تراثنا وتاريخنا الذي يعرِّفنا على هويتنا السورية الحقيقية.
* (لماذا عيد اكيتو هرطقة ؟!) :
أولاََ : الخطأ الأول ربط فكرة العيد بسورية فقط أي بجزء جغرافي من المشرق العربي مع تجاهل أن السومريين إحتفلوا بعيد الحياة، والأكاديين بالفرح، وكذلك عند البابلية والسريانية اﻵرامية.
_ _ _ _ _ _ _
ثانياََ : العام الذي يؤرخ له هذا العيد يخالف مقولة "التاريخ من دون آثار هو مجرد إسطورة" حيث يعود أقدم نص أثري مكتشف للحضارة السومرية التي عثر عليها في مدينتي أور وأوروك، جنوبي العراق التي ترجع للألفية الرابعة قبل الميلاد، وأقدم النصوص المكتوبة في سورية تعود إلى الألف الثالث ق. م، لهذا فالحديث عن 6 آلاف سنة هو حديث غير علمي في غياب الكتابة والتوثيق، في الخلاصة كل حديث سابق لاختراع الكتابة هو حديث غير موثق تاريخياََ.
_ _ _ _ _ _ _
ثالثاََ : يقول الدكتور سليمان غانم تعقيباََ عن حديثه حول رأس السنة السورية بأن عيد أكيتو الممثل بالربيع والولادة بعد الموت كان شائعاََ عند شعوب كثيرة قديماََ مثل "عيد الربيع في مصر ويطلق عليه شم النسيم، وهو مرتبط بالحياة الزراعية أي عودة الأمل بالحياة بعد الشتاء، وقد وُجد تلك الفكرة عند الشعوب السامية أيضاََ من الآكاديين والأموريين والبابليين والآشوريين والفينيقيين والكلدان تحت تأثير مفهوم عقيدة عشتار وتموز وليس فقط في سورية .
_____________________
* (ما هدف وضع السم فيما جاء سابقاََ؟؟؟ ) :
_ جعل سورية من خلال إحياء هذا العيد الغير علمي وكأنها جزء منفصل عن البوتقة العربية (فكرة العروبة)، وهو ما يشاطر التيار الفينيقي في لبنان، والأمازيغي في المغرب العربي على سبيل المثال لا الحصر، وأعتقد بأن الذين يعملون تحت الستار البراق، ويساندهم بهذه الأعمال حاملي الطبول الجاهلين بالتاريخ للترويج إلى موضة تاريخية جديدة ربما قد تصل حتى فكرة الترويج للعودة إلى الكتابة بالأكادية المسمارية والاستغناء عن الخط العربي، أو اللسان الأكادي بدل العربي .
_____________________
*(في الخلاصة) :
_ يقول الباحث مضر كنعان : "ما يقال أنه تقويم سوري ورأس سنة سورية هو هرطقة تاريخية".
_ _ _ _ _ _ _ _
الباحث التاريخي والصديق العزيز :
أ. محمد شاهين