بَرْقيـّــةٌ إلَى الـمُتَنَبّي
ما الوَجْدُ حينَ تهُـدُّكَ الأنفـاسُ!؟ ما الجُرْحُ حينَ يخُونُكَ الإحْسَاسُ!؟
دَعْ عنـكَ قلبًـا بالغَـرام مُقَرّحًـا أنتَ الغـرامُ الطّاهِـرُ الوَسْـوَاسُ!
أنتَ اغتيالُ النّبض ِبعـدَ حِصَـاره بخيالنا .. لـمْ يعتـمِـدْهُ الـنّـاسُ
أَلأنَّ شِعْـرَك لـمْ يشـأ نِـدًّا لـهُ شُغِلَ الوَرَى، إذ هَجّنُـوا أوْ دَاسُـوا
أنا لا أريـدُ المَـدحَ فيـكَ تفَضُّـلا قدْرُ الكريم ِمِـنَ الخَنَـا عَسّـاسُ
فالمَجْدُ فيـكَ عُرُوبَـة ٌمَمْشُوقـة ٌ بِأصَالة ٍ، إذْ لـمْ يَطُلْهـا المَـاسُ
عَسَليّة ُالعَيْنيْـن ِتُسْحـرُ عاشِقًـا بِحيَائِهـا، ذاكَ النَّـدَى المَـيّـاسُ
المدْحُ فيكَ ينُـوءُ بالعَـزْم ِالـذي هـدَّ اليَـرَاعَ، وزادَهُ القِـرْطـاسُ
لمْ يُشْبهُوكَ لأنّهـمْ بعـضُ الـذي خَطّتْ يداكَ، وكمْ حَـوَى الكـرّاسُ!
لـمْ يُشْبهُـوكَ وإنّهـمْ إنْ قارَبُـوا فالشّمْسُ وَحْـيٌ للظّـلالِ أسَـاسُ
أنا بعْضُ حُزْنٍ لمْ يَـزَلْ مُتأجّجًـا خلـفَ السّطورِ، وعِرْقُـهُ دسّـاسُ
والأمْنيـاتُ الغُـرُّ تسْكـنُ ذاتَــهُ شَرَفًا، وآفـة ُسِحْرهَـا إحْـسَـاسُ
أنا بعضُ أنتَ، وبعضَ أنتَ أرَى أنا وتقـارُبُ المَعْنَى - إليكَ - جـنـاسُ
تتضَيّقُ السُّبُلُ التـي هَرَبـتْ بنـا نحْـوَ الغُمُوضِ، وضِيقُهـا نفَّـاسُ
يا وَاهبًا شرَفَ العُلا، لغَتـي سَمَـتْ أأُقاسُ في شـرَفَ العُلا، وتُقـاسُ!
أتَصيرُ فِي وَضَح ِالنَّهار ِكمَا الشّذَى رِيحًا تزِيـدُ أزيزَهَـا الأجْـرَاسُ؟
أنتَ ارْتِعاشُ الصُّبْـح ِبعْـدَ لقائِنـا والصُّبْـحُ قبـلَ لقائنـا خـنّـاسُ
مثلَ الحقيقـةِ لا مِـرَاءَ يشُوبُهـا مثلَ الشُّمُـوخ ِإذَا سَمَـا "أوْرَاسُ"
اِقرَأ عِتابَ الشّبْلِ يَا أسَـدَ الشّـرَى هَذا العَرِينُ، وقـدْ غَفَـا الحُـرّاسُ
إنْ لمْ تصِلْكَ مِنَ العتـابِ رسَالتـي فلقدْ أنـامُ علـى النّـدَى .. وأُدَاسُ
الجزائر 2002
أوراس/ جبلٌ أشمٌّ بالجزائر شهد الثورة والنصر.