مقامات ملحونة إلى عروسِ الرّوحْ
عروسَ الرّوحِ..
زيديني مِنَ اللهـبِ
ورُدّيني إلى حَاكُورَةِ الشغبِ
فَهُدْبُكِ راحَ يسْفَحُني بلا سببِ
وجفنُكِ راحَ يسٍفِكنِي على حِقَبـي
فبَعْضُكِ قدْ غدوتُ بهِ شبيهَ صَبي
وبعضُكِ قد غَدَا بي مِثْلُ طَيفِ نَبي
عَرُوسَ الرّوحِ..
إِي والله شَدّتْنِي سَوَاليفِكْ
وأَبْقَتْنِي على حَدّ الذُّهُولِ..
أعُـبُّ مِنْ رِيفِـكْ
أنا تَوليفةٌ خَضراءَ..
في دنيا تواليفِـكْ
وتعريفٌ خفيضُ الهمسِ..
في نجوى تعاربفِـكْ
حُرِمتُ الصرفَ
هل أغدو نَجِيَّ شذَى تصاريفِـكْ
عَروسَ الرّوحِ
شمسُكِ حينما شَبّتْ
ذَوتْ شمسي
وكأسُكِ حينما سكبَ المحبة في دمِي
اختبى كأسي
تعاليْ نملأ الدنيا
بأسرابٍ طليّاتٍ من الهمسِ
تعاليْ نُرْبِكُ الأحلامَ
نَمْزِجُها ببعضِ طَرَائدِ الحَدْسِ
ونشربُ من قواريرِ الغدِ الآتي
وننسى كبوةَ الأمسِ
عَروسَ الّروحِ
غَطّسْتُ القوافي بالنّدَى الأحمرْ
ومنكِ قطفتُ ضوءَ الحرفِ
مرهوناً على مَرْمَرْ
وفيكِ تداخلتْ
هُوجٌ من الأمواجِ ...
صاحَ البحرْ
وعنكِ تُسَربِـلُ الرؤيا مَشَاعِرِهَا
بِوُشْيٍٍ مِنْ شَفيفِ الشِّعْرْ
فأيُّ قصيدةٍ تَرْويكِ تَنْدَى ...
وينمو في جناحَيْهَا بَهِـيَّ الزَّهْـرْ
فإنْ شَهَقَـتْ
عطورُ صِبَاكِ بالنُّعْـمَى
فَحَـقٌ أنْ يَغَـارَ العِطْـرْ
وإن أوْقَـدْتِ صيفاً
من فصولِ النارِ
يا وَيلِي ينوءُ الجمْرْ
عَرُوسَ الرّوحِ
طاولتِ الذُّرَى أَلقَـاً
فما بالُ احتمالاتي
وأين أفِـرُّ..!؟إ
ي واللهِ أين أفِـرُّ..!؟
من شغفـي ونوْبـَـاتي
يُـفَكّكنـي سَوادُ العَيـْنِ ..
يترُكنِي دَوِيُّ الكُحْلِ
منقسماً على ذَاتي
ويرميني القَوامُ المُطْلَقُ المَيّاسُ
في أشجانِ ناياتي
أنا زمنٌ خُرَافـيٌ
فكوني يا عروسَ الرّوحِ
بعضاً من نبوءآتي
أنا زمنٌ
يؤَثّـثُـهُ بِساطُُُ العشبِ
تسرحُ فيهِ غُزْلانِـكْ
أنـا زمنٌ
رقيقاتٌ حَواشيهِ
تسافرُ فيهِ غُدْرانِـكْ
تعبتُ ولم أكنْ أدري
بأنكِ شِبْهَ جزيرتي
الْمَازُرْتُ خُلجُانِـكْ
وتـاهَ السَّمْـعُ
حتى هَـزّني طرباً
رخيمُ صُداحِ ألحَانِـكْ
فكيفَ تَبُوحُني الأعتابُ
والأبوابُ موصدةُ
وما لامستُ أرْدَانِـكْ
هنا في لونِ عُشبِـكِ
قد وجدتُ الدارَ
والجيرانَ
والأهْلا
هنا في حَقلكِ الرّيـانِ
ضَمَّتْ أحرفِي الرَّيْحَانَ والفُـلاَّ
هنا وعلى عُذوقِ نخيلكِ العالي
غدوتُ مراهقاً طِفلا
وجازتْ بي مَداراتي
فرائدَ عِقْدِكِ الأغلى
وأُوشِكُ أن تُطَوّقُني اللآلىء
والحَلا فيها ولا أَحْلَى
يوسف أبوسالم
15-4-2008