حينما بنى المنصور بغداده تنبا له العارفون بطول بقائها وبكثرة عمرانها واحتياج الناس الى مافيها ولكن هل كان يدور بخلده ما سيول له الحال لكعبة العلم والحضارة التي لا تزال تذكر بذكرها بابل وسومر واكد واشورا . مشت العالم اجمعه خلف توحيد ابنها ابراهيم الخليل ورسالته العصماء فلا يزال رحيق الحضارات على مر العصور تفوح عطاياه منها ففي ارضها ارض العراق قامت ثلاث امبراطوريات بابل وروما وبغداد وكان لبغداد دائما عذابها وماسيها كبابل لانها ملعونة من اعدائها والطامعين فيها هل كان يعرف المنصور ان شذاها سيتحول دخان حرائق وشوارعها التي ترفل بالامان ستعلق ماجداتها على اعواد المشانق فيها بحجة مقاومة الغزاة وستعلق معها العروبة والاسلام والهدف قلع كل احجار العروبة والاسلام من بلد السلام فالافاعي والقرود التي جاءت مع الاحتلال تريد ان تبتلع كل شي فيها وكما قال قومي العرب تبدلت غزلانها بقرود .
القصيدة للشاعر اوزجان يشار
على جبينك وشم ياعراق
على جبينك وشْمٌ يا عراق
على جبينك وشمٌ يا عراق
أشرق فجرك غدرا
لأنك أنت فرات فوق مثالب الدهر
سيد الأنهار
شاهدا على التاريخ
فكنت دوما ، فريسة التكرار ..
حطت على الأوردة غربان
وريدا ،
وريدا ..
وبقيت أنت وحيدا
يحرسك نخل الأهوار..
..
ضجيجٌ محموم في خرابِ الأرض
يحملة قادمون من خلف البحار
على أبراج بابل
سماء شاحبة و عويل الريح
شموخ الطين و الأشجار
لك الله يا عراق
..
لك الله يا عراق
فليس بيننا فارس مغوار ..
تصهينّا ،
ما بين خائن يشجيه دم الصغار
و بين عميل متيم فى محراب الدولار
يرقص شارون طربا
يطبل أعراب زهواً
مفجوع يا وطن انقرض منك الأحرار
تبرقع الجبناء ، تلثموا بخمار
و على أبوابك جحافل تتار
..
نطق الرمل
صرخ النفط
يا شيوخ القبيلة حيف عليكم و عار
لم تعد لكم شمس تشرق
لم يعد لكم علم يرفع
لاعزاء لكم و لا اعتذار
كل عروشكم بئس القرار..
ضجر أنا من شاشات تمجد دمار
بكائي موصوم بالهذيان
أسجل النحيب في حكايات المساء
أخلط الهم بالدم فى ضروع الهراء
يا ويل عروش ،
تحرسها جند من فخار
لعنة التاريخ سيتلوها تراب ذى قار
سقط العراق..
سقط الجدار..
أنتم جميعا فوق رقعة شطرنج ، أحجار..
و لم يصاحب حمورابى يوما رعاع
أو ذل يوما للاستعمار
لم ينحني نبوخذ نصر ولا قبل الأيادي
و ما طلب الاستغفار
لم يرقد الرشيد و مخدع زبيدة
يمرح فيه فجارصبرا يا عراق
ضلوا الجغرافيا
خدعهم غرور الفولاذ
وتشرذم أقزام أشرار
لم يقرأ بوش حرفا عن *سيبار
لم يسمع بلير شيئا عن *زيوسدار
لو قصفوا قصورك ياعراق
لو حرقوا بساتين الأنبار
ستظل مآذنك يا نجف صامدة
و قبابك يا كوفة يانعة
فى الريح صوت المتنبي
السيف و القرطاس و القلم
فى الرعد يبرق سيف ذي الفقار
أيها القادمون من وراء بحار
أنتم لا تعرفون العراق
لو فاض الدم وأصبح أنهار
ستبقى وحدك يا عراق
بين طحالب العرب أجمل المحار
و سيحصد التتار مر العلقم
و بثور الصبّار ..
...
*أوزجان يشار*الشاعر
* زيوسدار - الملك السومرى بطل الطوفان , ففى البدء نجد أحد الآلهة يظهر عزمه على إنقاذ الجنس ا لبشرى من الهلاك الذى قرر الآلهة الحاقه بهم و"انكي" هو الإله الذى يبدأ بإنقاذ الجنس البشرى من الهلاك، ويظهر انه قد أوعز الى "زيوسدار" بتلك المهمة فى الاساطير السومرية
* سيبار – مملكة سومريه