وكيل الملك بطنجة ينصف و الأديب البقاش يظلم
=========================
بالأمس بداية شهر مارس من هذه السنة نظمت فدرالية قدماء تلاميذ ثانويات طنجة بفندق المنزه ندوة بعنوان : التنمية و الأمن السياحي ، شارك فيها كل من : رشيد أهدام المندوب الجهوي لوزارة السياحة ، و محمد الإدريسي نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ، و فاضل البقالي أستاذ جامعي ، و صلاح شكور مدير معهد التكنولوجية الفندقية و السياحة ، ثم التحق بهم المحامي البقالي .
حضر الندوة على قلتهم مهتمون و طلبة و صحفيون ، وكان من بين الحضور الأديب الطنجاوي محمد محمد البقاش ، ووكيل الملك الأستاذ : عبد الكريم الشافعي .
و بعد انتهاء العروض فتح باب للنقاش . و قد سير الندوة و المناقشة دون توفيق ؛ صلاح شكور استهجن لتسييره الحضور و تذمر منه .
بدأ تسجيل المشاركين في النقاش و كان أولهم وكيل الملك ، ثم تلاه في الرتبة الثالثة الأديب البقاش و توقف التسجيل عند رقم 5 ، ثم جاءت المداخلات افتتحها وكيل الملك فأبدى آراء خالف فيها بالخصوص المحاضر فاضل البقالي في قوله : "إيقاف النص ولو كان قرآنا" يعني بطلانه بعملية اجتهادية كما يزعم دون أن يفهم مناط الحكم فيما أورده من أمثلة و الذي أوقعه في الخطأ الشنيع ..
ولما كان دور الأديب البقاش استلم الميكروفون و أوضح أن ورقته تتضمن ملاحظات و أسئلة ، وعند البدء قاطعه مسير الندوة الذي تسبب في حرمان القاعة من سماع ملاحظات الأديب الدقيقة و آرائه العميقة و ذلك في منعه إلا من الأسئلة ، طالبه بسحب ملاحظاته و تعليقاته و انتقاداته و الاكتفاء بالأسئلة مستذرعا بالوقت ؛ فرد عليه الأديب "إما مداخلة كاملة بانتقاداتي و تعليقاتي و أسئلتي و إما أسحب و رقتي" و فعلا سحب ورقته و كان في ذلك إساءة للحضور كله و للجمعية ..
و اللافت للنظر و الجالب للسخط هو أن وكيل الملك في تدخله أبدى ملاحظات على عيوب الجمعية في عدم استدعائها لشرطة السياحة مثلا ، و أبدى انتقادات و أطال حديثه و هو يجلس حيث يجلس الأديب الطنجاوي بصفته ضيفا مستمعا من غير أصحاب العروض .
و الملاحظ أيضا أن الندوة للأسف كانت خاصة بوكيل الملك ، فالمحاضر فاضل البقالي قد تحمس للحديث ووجهه إلى وكيل الملك و أصر على تجاوز الوقت وهو ينتفض في مقعده إعجابا و انتشاأ بمادته المقدمة التي كانت للأسف دون المستوى ، و كذلك مسير الندوة الثقيل الظل الذي كان يحاضر عند كل انتهاء من عرض ظنا منه أنه يلخص عروض المحاضرين دون أن ينتبه لاستغبائه الناس و للملل الذي أحدثه سوء تسييره ، كما لفت النظر إلى المبالغة في التوجه بحديثه إلى شخص وكيل الملك و لا ندري لماذا ؟ ربما يكون تزلفا ..
كان السيد عبد الكريم الشافعي وكيل الملك نجما في تلك الندوة ، فما بال المتزلفين و المتملقين لو جلس يستمع إلى عروضهم وال أو وزير أو أمير أو ملك ...؟
و عند انتهاء الندوة تقدم الأديب البقاش إلى رئيس الفدرالية السيد : الحسوني و أبلغه استهجانه بأسلوب المخزن الذي ولى ، و نصحه بإبعاد مسير ندوته في المستقبل حتى لا يسيء إلى الفدرالية و إلى الناس ، ثم تقدم إلى المسير صلاح شكور و أبلغه أيضا استهجانه بأسلوبه ، ورفع إليه تظلمه إذ قال له : "لقد ظلمتني" فرد عليه : "كيف؟"
ء لأنك لم تسمح لي بالمداخلة الكاملة .
ء المسألة مسألة وقت.
ء ولكن وكيل الملك سمحت له بملاحظات و انتقادات و تجاوز الوقت ، فكيف تفسر سلوكك هذا معي ؟
ء أستسمح .. أستسمح.
يذكر أن المحاضرين كلهم ووكيل الملك و الأديب البقاش و بعض الفعاليات الإعلامية كانت جالسة مع بعضها في حوار مفتوح قبل موعد الندوة ؛ الشيء الذي كان يجب أن يذهب هالة الشخصيات العمومية و مكانتها الاجتماعية حتى لا تؤثر في السلوك الثقافي ، و لكن للأسف حصل العكس ، و عليه ننصح مثل تلك الشخصيات أن لا تحضر الأنشطة الثقافية حتى لا يخاطب ودها و يتزلف إليها ، و قد نتراجع عن نصيحتنا في حالة ما إذا نضج المحاضر و ترفع عن التملق و التزلف ..
==============
جمعة الجيرة للتفاعل الثقافي
طنجة في : 2 مارس 2008