الرسول الكريم يتحدث عن نفسه الشريف
(الجزء الحادي عشر)
يقول عليه أزكى الصلاة وأزكى السلام: " لما فرغت مما كان في بيت المقدس، أتي بالمعراج، ولم أر شيئا قط أحسن منه، وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا حضر، فأصعدني صاحبي فيه حتى انتهى بي إلى باب من أبواب السماء، يقال له: باب الحفظة، عليه ملك من الملائكة، يقال له: إسماعيل، تحت يديه إثنا عشر ألف ملك، تحت يدي كل ملك منهم إثنا عشر ألف ملك، فلما دخل بي قال: من هذا يا جبريل؟ قال: محمد، قال: أو قد بعث إليه؟ قال: نعم، فدعا لي بخير.
فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت، رأيت فيها رجلا جالسا تعرض عليه أرواح بني آدم، عن يمينه أسودة، وعن يساره أسودة، فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، قلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك آدم تعرض عليه أرواح ذريته، فإذا مرت به روح المؤمن منهم سر بها، وقال: روح طيبة خرجت من جسد طيب، وإذا مرت به روح الكافر منهم أفف منها وكرهها، وساءه ذلك، وقال: روح خبيثة خرجت من جسد خبيث، وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه، فأهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبا بالإبن الصلح والنبي الصالح.
ثم رأيت رجالا لهم مشافر كمشافر الإبل، في ايديهم قطع من نار كالافهار، يقذفونها في افواههم، فتخرج من أدبارهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة أموال اليتامى ظلما، ثم رايت رجالا لهم بطون لم أر مثلها قط بسبيل آل فرعون، يمرون عليهم كالغبل المهيومة حين يعرضون على النار، يطئونهم لا يقدرون على أن يتحولوا من مكانهم ذلك، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا.
ثم رأيت رجالا بين أيديهم لحم سمين طيب، إلى جنبه لحم غث منتن، يأكلون من الغث المنتن، ويتركون السمين الطيب، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يتركون ما أحل الله لهم من النساء، ويذهبون إلى ما حرم عليهم منهن، ثم رأيت نساء معلقات بثديهن، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء اللاتي أدخلن على الرجال من ليس من أولادهم.
ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقية فترقبوها بإذن الله تعالى
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com