بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد فإني أتشرف بالمشاركة في هذا المنتدى العظيم الذي يُعنى يالشعراء والأدباء

ويسعدني أنا أخاكم فهد بن سيف بن علي المنذري من سلطنة عمان بالمشاركة في مُسابقة

المربد الثالثة وهذه قصائدي أطرحها عليكم تِباعا وهي من تأليفي الشخصــي مُـذيّــلةً

بتعريف بسيط عني ..


القصيدة الأولى


عَــرشُ الإمـارة
شعر فهد بن سيف المنذري



أنتَ في غُــرة الزمان أميــــرٌ ** بوّأتـكَ الحِسانُ عرشا أثيــلا


أنت للأدب الغض جوهرهُ الصافي وكنتَ إن أزبدَ الفضا قنديلا


لم تزدْكَ الألقابُ فيها سمــوا ** كنتَ رغما لأنفها مستحيــلا


أعرفُ الحرف منبعا حُرتُ فيه ** كيف أهديه للورى سلسبيلا

أعرفُ الحـــرف مُتعةً لا تُضاهــى ** لا كما قالَ معشــرٌ أو يـــزولا

أعجَمَ الناسُ بعد لَـوْكِ المعاني ** واستباحتْ رجالُـنا سندريلا


وتطوفُ الذراري على كعبتنا طوافَ النمرود يُشقـي الخليــــلا


أنت يا شعرُ مِهْرجان سُعـودي ** كيف ينجو قابـــيلُ من هابيلا


أنتَ يا شعر لُحمةٌ من فؤادي ** باكَرتها الهمــومُ سبحا طويلا


أنت يا شعرُ عندليبُ صباحي ** وارتياحي إذا نشقتُ الأصيلا


أنت يا شعرُ تُرجمانُ ضميري ** قِبلتـي أنتَ إنْ عَدِمتُ قبـيلا


أنتَ تصوير عالَمي مُستباحا ** في أيادي الذئاب عرْضا وطُولا


لم تـَعُدْ للنبــوغ واحترام العقول وصــدق ِ المرام فينا رســولا


أوَلســـــنا حِمــاك من كل ضيْــم ** وضَمِنــا إليكَ أن لا تحــولا


يا حُثــــــالة الشعر والسِبابُ حرامٌ ** ويُعد السبابُ فيكم قليــلا


أنا عنــــدي من الفصاحة جمــرٌ ** لم تدُرْ لساني لكم زنجبيلا


كلما طــلّ للحــداثــة رأسٌ ** ألبستْــهُ الغَـوغـــاءُ تاجاً بَتولا


غير أنّ الفلاةَ ليسَ تُنبِتُ زرعا ** والقليلُ الأُجــاج لا يَـبُل ُّ غليلا


كلمــا لُحتُ في مواثيـق وردي ** لُحتُ عفريتَــهم كثيبا مَهيــلا


بلبُــلُ الشــــرق إنْ تغَنّى بشعر ** عَطـّرَ الكـــونَ شعرُهُ إكلــيلا


كم بذلــنا الجميلَ في هذه الدنـــيا لِأنــاس ٍ لا يذكُـــرونَ الجميـلا


وتلَــوْنا العهـودَ أسْطُراً دامعات ٍ ** كُنّ فينا الزبــورَ والإنجيــلا


كم من الصحب لو تفكـّرتَ آلٌ** والمُــداراةُ أصدأتهـم عُـــقولا

أَلِـأني نفحـتُ عن طيـب غرسِي** وابتعثتُ الجديد روحا أصـــيلا


ما تراجعتُ عن وفائي لعهــدي ** لم أزلْ فيــه أستعيدُ هُطُـولا


أيها العابـــثُ المُقامــرُ شعـرا ** تحت سِربالِــه تغــوّل غُــــولا


تدّعـي الشعـرَ وهو منـك بَــراء ٌ **كيف يرنو السُّهى إليك نزولا


زدتَ عن مُدة الزيارة فارحل ** كيفَ ترضى تكونُ ضيفا ثقيــلا


أيُّ حِــس ٍ لدمِ قلبــك قــاس ٍ ** جَــرّب ِالآنَ كيف تحيا خجــولا


واحة الشعر لا تَظُــلُّ شعيرا ** دونكَ الشمـــسَ إنْ أردتَ ظليـــلا


إنّ فَــرخَ البُغاثِ يُصبحُ نهبـا ** تحت شُهب ِ البُــزاة صيدا ذليلا



أنتَ في بسمة الجماهير تغفــو ** كمَــــلاك ٍ يُزيلُ عنهــا الذبُــولا


أنتَ نجــم ٌ وطالما عنـك قالوا ** نَــيِّـراتُ النـــجـوم تأبى الأفــولا


فإذا جــاء مَــنْ يُشَنِّــعُ قولا ** فاعلموا أنّ فــــيـه ضِغنــا دخيلا

إنْ تلقــتْـهُ نفحـةٌ من عبيري ** كيف تُخفـي العيونُ منه الذهولا


يُرهِفُ السمعَ لانتِشــائي ويعيَــا ** كيف يُبــدي الإعجــابَ والتبجيلا


كُلمـا هـابَ وهو يحتــالُ كيــدا ** سَــلّـهُ الغيــظَ خنجرا مسلــولا


أبْصَرَ الأمنَ في بشاشة وجهي ** وابتسامُ السماء ِ يُغري المُحولا




اللـُّــحمة : ما يُطعمه البازي مما يصيده ، وأيضا قرابة النسب .


واللـَّــحمة / القطعة ..


القصيدة الثانية


~ خَمْــرَةُ الله ~


شعر فهد بن سيف المنذري



أعُــوذ ُبالله من عيـنـيْــك إذ رَنَــتَــا


وفي مُحيطَيْهما النيـــرانُ تسْـتــعِــرُ



أعُــوذ ُ بالله من كَف ٍ فَـتنت ِ بـــها


وزاغ َ بين الورى في حُسنها البَصَــرُ



مآلُ كــفــك للــــديـــدان تأكـــلُــها


فكيفَ تأسُــرني كــفٌّ ستنتَــخِــرُ




أعـــوذُ بالله من فَـتّــان ِ مبسمــِها


لينُ الأفاعي وأ ُسْــدُ الغابِ تعـتـقِـرُ




أعُــوذ ُ بالله من جـذّاب منطقِــها


إنْ كُـنتِ هاروتَ للتقوى أنا عُمرُ



أعـــوذ بالله تدعــوني لمهلـــكـتي


وتستجــيبُ لها نفـــسي ولا تَـــذَرُ




يا بنتَ باريسَ إني خاطبٌ عَــدَنـا ً


يشوقني في هواها الحُورُ والحَــوَرُ




يا أخت إبليس كم قد حاولوا عبثا


قومٌ لتمكُــرَ بي ، لكنهم دُحِــروا



يا أختَ إبليس ما الدنيا بشاغلتي


عن جنة الخُلْدِ حيثُ الرُّســلُ و البَــرَرُ



يا أخت إبليس ما بُـغْـيَاك من رجُل


أمستْ تُقلقِــلُــهُ الأنفــالُ والزُّمَــــر ُ



يا أخت إبليس لي نفسٌ مُجنِّــحَــةٌ


تُذيبُها في اللــيــالي الآيُ والسُّــوَرُ





ولستُ أنقـُض غزلي بعد قُـــــوتـه ِ


وليسَ تنكُثُ عهــدي الريمُ والصُّوَرُ




مالي ومـنْ بُهْــرُج ِ الدنيـا وزينتِـهــا


نبــذتُها ويـمـيـني صــارم ٌ ذَكِـــــــرُ



في مركب الذوق يطويني وينشرنـي


مـوجُ الإشارات حيثُ الأنفُسُ الطُّهُــرُ




يَمْـمَمْتُ للعالم الأعلـــى وبُحتُ لــهُ


سِــري ، فأشــرقَ فـِـيَّ الوِرْدُ والصّدَرُ



وبِـتُّ أنهَــل ُ من ريّــان ِ مشـــربـه ِ


عَــلا ً فيُوْرِقَ عندي الغُصنُ والثمَـرُ




أرتاحُ من رشفــة ٍ من راح ِ بَلْـسَمِــه ِ


حينا وينزاحُ عنــي الحُــزنُ والضجَرُ



ورُحْتُ أخْـتَــرِمُ الظلمــاءَ مُقـتَـبِـسـا ً


نــورا ً عليــه ِ جمــالُ الله ِ ينهَمِــرُ



في قبضتي العُروةُ الوُثقى تُطَهِــرُني


تزهو بنُسختها الألـــواحُ والزُّ بَــــرُ




وفُهتُ بين ضحايــا الحب ِ أمنيـتــي


يا قـلـبُ حسبُــكَ هذا الركنُ والحَجَـرُ



أبوءُ بالنعمــة الجُـلّــى وأحفـظـُـهـــا


مَــا حَــلَّ بين خِيام ِ الأنْــس ِ مُفتقِــرُ



ما بين ثـوبين ِ ؛ ثــوب ِالليل مُتّشِـحــا


ثوبَ افتقــاري ، هناكَ الروحُ تنصَهـِـرُ



أفرغَتُ ذِكْــريَ في مِعــراج ِ حضرتِـه ِ


وسُمْـتُ نفــسي إلى أن يحـــكـُـمَ القَــدَرُ



القصيدة الثالثــة


تأبينيّــة إلى روح درويش


لا تُطفئوا المصباحَ فـالماردُ في جوف الزجاجهْ


رُبَّما في النفسِ منهُ حاجةٌ أو بعضُ حاجـــــــــهْ


نضَبَ الزيتُ ولم يُبْصِـرْ على الدرب ِ انفراجَــهْ

غُـلـّــةٌ في الصدر والصدرُ نزيفٌ من لُـجاجَـــهْ



ربما وهْوَ يُقاسي غُصــة الموت ِالمثــالي

أغمض العين ونادى يا فلسطينُ تعـــــالي

يا ذرى نابلس من كل سفــوحٍ أو ظِـــلال

كم تغنّّــى صَيْرَفِيّــاً مِـنْ تســابيـــحِ بِـــــلال ِ

ربما أطرقَ يـــــرنو لمُعــانـاة الأهـــــالــي

والمروج ِالخُضْرِ لمّـا اغتالَها صمتُ الجبال ِ


أسَفٌ يَمْتَــاحُ في الأُفْــق ِوفي الحلقِ شَجــى

طائــرٌ للــوطــن ِ، المنفـى ، إذا الليل سجـى

هزّ عرشَ الشعــر يفْتَـرُّ خُيوطــا من حِـجـا

كيفَ فَـكّ القيــدَ ثم الصبحَ أضحى مُسْرَجَــــا

يحترقُ الشاعرُ بالغَـــدْر ِ، ولم يبــلُـغْ رَجَــــا



رُبما أدرك في الموت انتصارا لا هــزيــمهْ

هذه الأقــدار ترعى جنبَــهُ الزاكي وليــمَــــهْ !!

وتدابيــرُ الليالـي لم تــدَعْ فيــه شكيــمـــــه ْ

وَيْحَهــا ما أرخصَ الغــانِــمَ فيهـا والغنيــمَـهْ

سوفَ يأتــي اليومُ لمّـا يصطلي منها جحيمَــهْ


والجَليــلُ الحُرُّ في عينيْــه ِ أسرابُ حَمَــامْ

كصغيــر ٍ يلمَــحُ المــوتَ ويبكــي وينــــام ْ

كُلّمــا أصغَى إلى السّاداتِ يغشـاهُ الزُّكَــامْ

عندَهُ أنّ البـنــادِقَ وحدَهــا تشفي انتقَــــامْ

والدراويشَ ستمحو العارَ لا صوتُ السلامْ


ألـْماسـافــاتُ تئِـنُّ وكُــلُّ أرجــاءِ المـدينــهْ

واختِلاجــاتُ المآسي بُلْـغَـةُ النفـس ِالحزينَـهْ

وطُيـورُ الشوقِ طافتْ سبعةً تروي حنينَـهْ


لا تلوموهــا ولومــوا الرَّحْـمَ تغتالُ جنيـنَهْ


إنْ يَكُ الرُّبَّــانُ أعمى ، فَمَتــى تنجو السفينهْ




نبذة عني
أخوكم فهد بن سيف بن علي المنذري
سلطنة عُمـــان
منطقة الظاهرة
مواليد 1/1/ 1978م
حاصل على بكلوريوس تربية 2000م
تخصص لغة عربية وعلومها
مشاركات عديدة وأمسيات شعرية كثيرة
حاصل على مراكز متقدمة في مسابقات شعرية
لآثار العلمية :
ديوان شعري (( الوهبُ الإلهي ))
أرجوزة في علم العروض والقوافي

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته











[/font]