اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن العابدي مشاهدة المشاركة
-1-عرينُ الُّروحِ




حقيقتُنَــــا في الـكلامِ آِخْتَفَــــتْ*** و في النَفْسِ مفْتَاحُهَا و الخَبَرْ


هي الروحُ ضوءا و ظِلا وشَكْلُ السَمَـا والضِّيـــاءِ،ولــــونُ الشجَــرْ


سأرســمٌ بالضَّـوءِ لونــا لرُوحـي *** و بالروحِ أرْسُــم ظِلَ البَشَــرْ


فيثْمِـــــرُ دوْحُ كَلاَمِـــي ثمــــارًا *** دنــا قطْفُـهَا بصُنُوفِ الفِكَــرْ


أقَطِّـرُ زهْرَ كَلامِي و انحـت من عِذْقِـهِ قُبــــــــــةً مــــنْ صُـــــــوَرْ


و مــن قُزَحِيـــةِ لـــون الأقاحِـــي *** أصــوغُ التلاوِيــنَ والمُدثـــَرْ


متـــى ما تضَــوع أحْيَــي شَــذَاهُ مَوَاتَ الـــــدلالاتِ أنَّــــى انْتَشَـــرْ


إذا مـا نطَقْــتُ اسْتَــرَاحَ الفُـــــؤَادُ *** و إلا فوَخْــزٌ كَوَخْــزِ الإبَـــرْ


ألا إن بالبَــوْحِ تصْفُـــو النفُـــوسُ *** صفــاءَ و رِقــةَ لَحْـنِ الوَتَــرْ


فإن جفــت الــروحُ و الحِـسُّ آل الوجودُ إلــى مـحْجَـــر مــن بَشَــــر


تساميـْــتَ يا شعْــــرُ أن تـزْدَرِي الخَلْقَ – حَاشَا–و قَدْ قِسْتَهٌ بالحَجَــرْ


تُلَـــــوِّحُ بالرمْــزِ غُرا طَرِيــــرًا *** و لكــن قوْمِـي قصارُ النظََــرْ


و تنبــــذهُ دون ثـــــَوْب رشيقًـــا *** و لكن أهْلي ضعيفُـو البَصَــرْ


عَمَــــى الْحِــس آفـةُ هذا الزمَـانِ *** و إدْواؤُهُ مــنْ قبِيــل الخَطَــرْ


لذلــك يبـــــدو زمانِــــي بليـــــدًا *** أرِيهُ الســهَا، و يُرِينِِي القَمَــرْ


بــــخٍ لـك يا شاعــري إذ تُغَنـــي الحَيَاةَ و لا يَعْتَرِيـــــكَ الضجَـــــرْ!


و حيـــن تمـــوتُ يُغنيـك شعْرُك بالجَهْرِ و الصمْـــتِ مِثــلَ الحَجَــــرْ


تساميْـــت يا شِعْــــــرُ كالأنْبِيَـــاء *** تُؤَدي الأمَانَة، تَرْضَى القَـدَرْ


تســــامقْــتَ يــــــا شاعـــــري كالنَخيل تُطاولُ فَرْدًا صُنُوفً الشجَرْ


تـُــــرَِّوضُ وحْــــشَ الفَيَــافِـي، و تأسَرُ لفْحَ الشمُوسِ،وَ ضَوْءَ القَمَرْ


و تسْــرقُ نــارا، لأجْل الأنَــام ِ *** و تُوقِدُهَـا في ليَالـي البَشَـــرْ


و تنفُــخُ فـي اللفْظِ روحا جَديدًا *** فَتَخْضَر بيدٌ و يَهْمِي المَطَـرْ


كـأن القصيــدة عُرْجُــون نخْــلٍ *** تَدَلـى جَنِيـــا بأشْهَـــى ثَمَــرْ


لَهِِنَّـــكَ خيْــــرُ رفيـــقٍ و خيْـــرُ جَلِيسٍ علـى طُــــول هــذا السفــــرْ


عَنِ السِّحْـرِ يصْـدُر فِعْـلُ الكلام *** و من صُلْبِه معْجزَاتٌ أخَــرْ


فَألْـقِِ القصيدة في وجْـه و حْشٍ *** لتـــأخُذَه مثْــلَ أخْــذ الثمَــــرْ


و ألْـــق بهـا تاليــا فـي المَجَــاري *** ستَجْمُـدُ فــوْرًا ميَــاهُ النهَـــرْ


و إن تــــرْم ليـْــلا بَهيمــاً بِِهـــا سَيُطِلُّ الصبَــــــاحُ و إلا القَمَـــــــــرْ


رُواءُ القصيـــدة مـن فَرْمَكُــون ٍ و مَاءِ الحَيَــــــاة و فعْـــــل الخَـــدَرْ


ستبقـــــى تجـــــولُ و تُلقـــــي، و تكُتب دوْما، ألا يعْتريك الضجَرْ؟!


تســـاميــــتَ يــا شــاعــري إذ تُقاومُ حَيًّا و ميْتًـــا كمِثْــل الحَجَـــــرْ


ســـلامٌ علــى الشعْــــرِ يَسْمُــو بأرواحِنـا فــوْقَ واقعِنـا المُبْتَســرْ !!


سلامٌ على الصمْتِ يَسْري بأفْهَا *** مِنَـــا حيْـثُ يَحْلُــو السهَـــــرْ


إلى حيـثُ مُبْتدأ الكَوْنِ " كُونُوا " *** فَكانَ الوُجُودَ، و كُنا الخَبـــَرْ


حقيقَتُنَـــا فــي حنَايَـــا الكَـــــلاَمِ *** و ليْسَ إلى غَيْرِهَـا منْ مَفـــَرْ


فعُـضَّ عليـــها أيَـــا شــاعِــرِي بالكَلاَمِ ندِيــــا عَمِيــــــقَ الأثـــــــــَرْ

ملخص سيرة إبداعية:

*/حسن العابدي- شاعر وناقد .1960/ المغرب.
- نشر معظم أعماله النقدية والشعرية بمنابر وطنية وعربية ورقية إليكترونية.
- مهتم بحقول السرد والشعر والفنون والفكر والفلسفة.
-أستاذ الأدب العربي.
- ناشط جمعوي وتربوي.
-عضو نشيط بمنتديات ثقافية وطنية وعربية.
- حصل على جوائز وشواهد تقدير مهمة.
+ صدر له في حقل الشعر: للصمت متسع للنظر/2008.
-من أعماله التي تنتظر الإشارة المادية للطبع:
-1- في الشعر:

* حصون الطين.
* وتر التباريح.
*عنابر الحلم.
*على جدار الصدمة.

-2- وفي حقل السرد: " هكذا" مجموعة قصصية.

+ في مجال النقد:

- مقاربات في التجارب الشعرية العربية الحديثة.
- مقاربات في الرواية والقصة العربية.

** مع تحياتي وتقديري.



2- مخاض

طَرَزْتُ – وَ فَاتِنَتِـي تَتَرَبصُ بِي – كَمْ مَقَالْ
حَمَلَتْهُ وَ مَالَتْ بِهِ نَحْوَ طَاوِلَتِـي.
قُلْتُ : مَرْحَى، وَ مَا رَأْيُ مُلْهِمَتِي؟
فأَجَابَتْ – وَوَحْوَحَةُ الصدْقِ تَفْضَحُهَا -:
هُوَ عِنْدِي كَمَا نُكْهَةِ الْبُرْتُقَالْ.
وَ – بِنَبْرَةِ جِدٍّ تُحَبذُهَا – قُلْتُ : ذَلِكَ وَحْمٌ! وَ زِدْتُ
تَعَاليْ بمَا شِئْتِ منْ نُكْهَةِ الْبُرْتُقَال.
ثُمَ هَبتْ – كََرِيحِ الشمَالِ – تُحَركُنِي بانْفِعَالْ:
تَصَرمَ عَهْدُ وَ لَيْسَ لَنَا بُرْتُقَالْ.
بَلْ لَدَيْنَا أَجَبْتُ؛ و لُذْتُ بِظِل المَجَازَاتِ وَ الإحْتِمَالْ
عَصيرُ الشِفَاهِ يَقُومُ مَقَامَ الْعَصِيرةِ وَ البُرْتُقَالْ.
وَ مَالَتْ... و فِي وُسْعِهَا أنْ تَقُولَ مُحَالٌ ، مُحَالْ.
وَلَكِنَّهَا نُكْهَةٌ تُسْتَطَابُ
كَمَا يَسْتَطِيبُ النّسَاءَ الـِرّجَالْ.
3- مقامُ المَزازة من أقاليم
الحرف و الروح
كـَلِفٌ أنَا بمَشَادِهٍ
مَهْووُسَةٍ بِالبَحْثِ عَنْ إنِّيَةِ المَوجُودِ فِي إنْسِِيَّتِي
و بلاَبِلِي مَخْمُومَةٌ،
قَدَحَتْ فَدَاحَاتُ الزَّمَانِ زِنَادَهَا فَتَضَرَّمَتْ
بِنَسَائِمِ مِنْ خَالِصِ الأَطْيَابِ صَارتْ مَزَّةً؛
إِذْ نَشْوَتِي إِبْرِيقُهَا
ضَمَّتْ إلَى الْفَجْرِ تَبَاشِيرَ الصَّبَا
ثم امْتَطَتْ نَشْنَشَةَ المَطَرِ النَّحِيلْ.
فِي لَحْظَةٍ خَبَرَتْ خَفَايَايَ التِبَاسَ المَاءِ مِنْ مِرْآتِهَا.
حَتَّى إذَا سَارَتْ حُمَيَّا المِسْكِ في جِسْمِ المَسَاءِ،
و بَاحَةِ النَّفْسِ، الْحُدوُسُ تَجَاذَبَتْ
و تَدَغْدَغَتْ شُعَبُ النَّشِيدِ بِنُكْهٍَ يَنْتَابُهَا شَبَقُ الوُجُودِ
و هَدْأَةُ اللَّيلِ الأَثِيلْ.
أنِسَتْ طُيُورُ الصُّبْحِ فِاتَّخَذَتْ يَدِي وَكْرًا لَهَا
خَلَّتْ أعَالِي النَّخْلِ تَحْتَازُنِي و تَزُفُّنِي.
أأنَا الذي أنْقَعْتُ في حُلْمِ الخَمَائِلِ أحْرُفِي فَتَمخَّضَتْ عَنْ دَرْبِ ذَاكِرةٍ طَوِيلْ.
أغْتَالُ قَافِلَةَ الوُرُودٍ، و جَوْقَة الطَّرَبِ الأصِيلْ؟
لَوْ كُنْتُهُ يَذْوِي الشرَّابُ و تَعْصِفُ الأرْيَاحُ بِالحُلُمِ الجَمِيلْ.
لكِنَّنِي من فَائِضِ الألْحَانِ أفْعَمَتِ السَّمَاحَةُ وَاحَتِي
و َتَسَوَّرَتْ بِصَبَابَتِي ...
بَشَرٌ أنَا ، شَجَرٌ خُطَايَ، وَ رَغْبَتِي رُطَبٌ تُحَضِّرُ نَفْسَهَا.
تَلْتَزُّ بالشَّطَحَاتِ والنغم المشعشع بالتمور
يْسِتفُ خَائِنَةٌ اَلْعُيُونِ وَمَا تََقََعَرَّ فِي الصُّدُورِ
مَا هَمَّهُ: صَرَّتْ مَزَالِيجُ الشَّنَاعَاتِ اُلْتُسَاوِمُ مُزْنَتِي
أَوْهَمَّنِي حَشَفٌ...

أُغْنِيَتِي، إِرَمٌ تُعَاوِدُ مَجْدَهَا، فَتَعَطَّفَتْ شُرُفَاُتُهَا بَيْنَ اُلسُّطُوِر وَحِينَهَا
فَكَّتْ وَكَاَء صَبَابَتِي، فَتَلاَمَحَتْ أَنْدَلُسُ اُلرُّوحِ خَرَائِطُ أَرْخَبِيلْ.
تُغِرِي مَرَاكِبَ سِنْدِبَادِي بِاُلرَّحِيِلِ.
أَزف اُلرَّحِيلُ سَنَادِبي وَمَشَادِهِي.
كُلُّ اُلْخُطُوطِ مُبَاحَةٌ
أزِفَ اُلرَّحِيل.
*المشاده : المشاغل و الهموم * مخمومة : منزهة عن الشر * الاثيل : الخالص الاصيل
الانية : الاصل ، الماهية ، الجوهر. * مزة : خمرة/ ما بين المرطعمها *المشعشع : الممزوج
*البلابل : الهموم * الحُميا : الحرارة ، الدبيب * يستف : يمتص، يأخذ دون مزج


+++ ملاحظة:


1 *عرين الروح/ نص أرشحه للمسابقة
2*مخاض
3* مقام المزازة من أقاليم الحرف والروح




-1-عرين الروح
حقيقتُنَــــا في الـكلامِ آِخْتَفَــــتْ *** و في النَفْسِ مفْتَاحُهَا و الخَبَرْ
هي الروحُ ضوءا و ظِلا وشَكْلُ السَمَـا والضيـــاءِ،ولــــونُ الشجَــرْ
سأرســمٌ بالضَّـوءِ لونــا لرُوحـي *** و بالروحِ أرْسُــم ظِلَ البَشَــرْ
فيثْمِـــــرُ دوْحُ كَلاَمِـــي ثمــــارًا *** دنــا قطْفُـهَا بصُنُوفِ الفِكَــرْ
أقَطِّـرُ زهْرَ كَلامِي و انحـت من عِذْقِـهِ قُبــــــــــةً مــــنْ صُـــــــوَرْ
و مــن قُزَحِيـــةِ لـــون الأقاحِـــي *** أصــوغُ التلاوِيــنَ والمُدثـــَرْ
متـــى ما تضَــوع أحْيَــي شَــذَاهُ مَوَاتَ الـــــدلالاتِ أنَّــــى انْتَشَـــرْ
إذا مـا نطَقْــتُ اسْتَــرَاحَ الفُـــــؤَادُ *** و إلا فوَخْــزٌ كَوَخْــزِ الإبَـــرْ
ألا إن بالبَــوْحِ تصْفُـــو النفُـــوسُ *** صفــاءَ و رِقــةَ لَحْـنِ الوَتَــرْ
فإن جفــت الــروحُ و الحِـسُّ آل الوجودُ إلــى مـحْجَـــر مــن بَشَــــرْ
تساميـــت يا شعْــــرُ أن تـزْدَرِي الخَلْقَ – حَاشَا–و قَدْ قِسْتَهٌ بالحَجَــرْ
تُلَـــــوِّحُ بالرمْــزِ غُرا طَرِيــــرًا *** و لكــن قوْمِـي قصارُ النظََــرْ
و تنبــــذهُ دون ثـــــَوْب رشيقًـــا *** و لكن أهْلي ضعيفُـو البَصَــرْ
عمــــى الحِــس آفـةُ هذا الزمَـانِ *** و إدواؤُهُ مــنْ قبِيــل الخَطَــرْ
لذلــك يبـــــدو زمانِــــي بليـــــدًا *** أرِيهُ الســهَا، و يُرِينِِي القَمَــرْ
بــــخٍ لـك يا شاعــري إذ تُغَنـــي الحَيَاةَ و لا يَعْتَرِيـــــكَ الضجَـــــرْ!



و حيـــن تمـــوتُ يُغنيـك شعْرُك بالجَهْرِ و الصمْـــتِ مِثــلَ الحَجَــــرْ
تساميـــت يا شِعْــــــرُ كالأنْبِيَـــاء *** تُؤَدي الأمَانَة، تَرْضَى القَـدَرْ
تســــامقْــتَ يــــــا شاعـــــري كالنَخيل تطاولُ فَرْدًا صُنُوفً الشجَرْ
تـــــروضُ وحْــــشَ الفَيَــافِـي، و تأسَرُ لفْح الشمُوسِ،وَ ضَوْءَ القَمَرْ
و تســرق نــارا، لأجْل الأنَــام ِ *** و تُوقِدُهَـا في ليَالـي البَشَـــرْ
و تنفـــخ فـي اللفْظِ روحا جَديدًا *** فَتَخْضَر بيدٌ و يَهْمِي المَطَـرْ
كـأن القصيــدة عُرْجُــون نخْــلٍ *** تَدَلـى جَنِيـــا بأشْهَـــى ثَمَــرْ
لَهِنَّـــكَ خيْــــرُ رفيـــقٍ و خيـــرُ جَلِيسٍ علـى طُــــول هــذا السفــــرْ
عن السحْـرِ يصـدُر فعـلُ الكلام *** و من صُلْبِه معْجزَاتٌ أخَــرْ
فَألــقِ القصيدة في وجْـه و حْشٍ *** لتـــأخُذَه مثْــلَ أخْــذ الثمَــــرْ
و ألـــق بهـا تاليــا فـي المَجَــاري *** ستَجْمُـدُ فــوْرًا ميَــاهُ النهَـــرْ
و إن تــــرْم ليـــلا بهيمــا بهـــا سَيُطِل الصبَــــــاحُ و إلا القَمَـــــــــرْ
رُواء القصيـــدة مـن فَرْمَكُــون و مَاءِ الحَيَــــــاة و فعْـــــل الخَـــدَرْ
ستبقـــــى تجـــــولُ و تُلقـــــي، و تكُتب دوما، ألا يعْتريك الضجَرْ؟!
تســـاميــــت يــا شــاعــري إذ تُقاومُ حيا و ميْتًـــا كمِثْــل الحَجَـــــرْ
ســـلامٌ علــى الشعْــــرِ يَسْمُــو بأرواحِنـا فــوْقَ واقعِنـا المُبْتَســرْ !!
سلام على الصمْتِ يَسْري بأفْهَا *** مِنَـــا حيْـثُ يَحْلُــو السهَـــــرْ
إلى حيـثُ مُبْتدأ الكَوْنِ " كُونُوا " *** فَكانَ الوُجُودَ، و كُنا الخَبـــَرْ
حقيقَتُنَـــا فــي حنَايَـــا الكَـــــلاَمِ *** و ليْسَ إلى غَيْرِهَـا منْ مَفـــَرْ
فعُـض عليـــها أيَـــا شــاعِــرِي بالكَلاَمِ ندِيــــا عَمِيــــــقَ الأثـــــــــَرْ.