صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4
النتائج 37 إلى 38 من 38

الموضوع: مشاركات قسم القصة

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1  
    كاتب مسجل الصورة الرمزية عماد اليونس
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    العراق/الفلوجه
    المشاركات
    458
    معدل تقييم المستوى
    17
    السادة اعضاء اللجنة المحترمين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    فيما يلي مشاركاتي للقصة القصيره وارجو اعتماد القصة الاولى لغرض المسابقه

    (1)


    حبة وكبسولة و...


    عادت الجدة عوفه من رحلتها اليومية الى العيادة وهي تحمل كيس من الدواء وعلامات التذمر بادية على وجهها , افرغت محتويات الكيس ثم صاحت قائلة :
    ــ ماهذا الدواء مجرد كبسولات وحبوب الملاعين لم يعطونني ولو حقنة مقوية واحدة في حين انهم منحوا عيشه يوم امس ثلاثة حقنات ...انظرو الى صحتها اليوم فهي تزهو ووجها منور مثل القمر... بسيطه اني الهم من يضنون انفسهم انا ذاهبة اليهم غدا وسوف أريهم من اكون سكتت برهة ثم أردفت :
    ـــ ماذا سيخسرون لو انهم اعطوني تلك الحقنات أليست العيادة حكومية ؟ أوَليس الدواء مجانياً , اسمعن يابناتي وانتن ياحفيداتي اذا حدث لي مكروه هذه الليلة , فسأحملهم المسؤولية وسأرفع دعوى على ذلك الطبيب الذي منع عني تلك الحقنات وسأجرجره الى المحاكم.
    ـــ جدتي الاجال بيد الله وليس بيد الاطباء هكذا سمعت بابا عبدالله دائما يقول, قاطعتها حفيدتها مروه ابنة العشرة سنوات .
    ـــ طبعا ابوك يقول ذلك لانه ماشاء الله بصحة جيدة ولايشعر بحال المريض مثلي واني واثقة بانه يكرهني ويتمنى موتي اليوم قبل الباكر فارجوك لاتذكري كلام ابوك وسوالفه وبالمناسبة عزيزتي مروه حضري نفسك لتذهبي معي غداً الى العيادة لانني سوف اقطع التذكرة باسمك لكي احصل على تلك الحقنات المقويه وراح أشوف هذه المرة ماذا سيقول ذلك الطبيب اللئيم.
    في صباح اليوم الثاني ذهبت مروة الى غرفة جدتها لتخبرها بان الوقت قد تأخر للذهاب الى العيادة ظنت البنت بان الجدة غارقة في النوم فراحت تصيح
    ـــ جدتي ... جدتي ... جدتي الوقت متاخر الا تذهبين للعياده لماذا لاتجيبي .....
    وبعد ان يأست من اي حراك للجدة خرجت البنت مسرعة لتخبر أمها ثم يدخلن مسرعات فيطلقن صيحات عرف الجيران منها بان الجدة عوفه قد فارقت الحياة .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
    (2)


    هَيتَ لكَ


    لطالما ابتعد عبدالله عن مزاولة السياسة نظرا لما تسببه من اوجاع للراس ورغم اجادته للتنظير وحسن التوقع و التقدير فكل اقرانه يشهدون له صواب الرأي ابتداءاً من تنبؤاته بنهاية الحرب الايرانية وخروج الجيش العراقي من الكويت عام 1991 وعكس كل التوقعات بسقوط النظام العراقي انذاك , تنبأ بان نظام صدام حسين مستمر و لن يسقط الا باجتياح عسكري وحينما هلل الكثيرين لهذا السقوط تحفظ الرجل ليس حبا بصدام ولكن خوفاً من تداعيات هذا السقوط فتوقع ان يصحب سقوط النظام سقوطا للدولة العراقية وانعداما للامن والسلم الاهلي ومعاناة العراقيين من العنف والقتل والتهجير صدقت تنبؤاته فزادت مكانته.
    ونظرا لثقافته الواسعة وكياسته ومؤهلاته واجادته للغة الانكليزية فحين تشكل اول مجلس حكم محلي في المدينة كان اسم عبدالله من الاسماء التي ارسلوا في طلبها لكي يتولى رئاسة المجلس لكنه حين علم ان عليه التعامل مع المحتل كأمر واقع رفض هذا المنصب وبشدة.
    كان حال الرجل مع السياسة كحال النبي يوسف وزليخا حينما غلقت الابواب وراودته عن نفسها وقالت :
    ـــ هيت لك ... كان جوابه واضحاً قاطعاً :
    ـــ معاذ الله اني اخاف الله رب العالمين
    وحينما ارسل في طلبه من قبل احدى الكتل طمعا بمكانته وسمعته وعرضو عليه الترشح معهم للانتخابات النيابيه الاخيرة ورغم كل المغريات التي عرضها عليه رسولهم
    ـــ ستصبح نائبا وربما وزيرا, سلطة وراتبا كبيرا وحمايات ووو فقاطعه الرجل
    ـــ هذه الامتيازات في دنياي و ماذا في اخرتي قل لي هل تظمن لي شيئا هناك ؟
    سكت الرجل وانصرف فتوجه عبد الله كعادته صوب المسجد وهو يردد ...
    ـــ الحمد لله الذي صرف عني السوء اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولاتجعلني من الغافلين ....

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

    (3)


    كرامة أبي مُرقّعه


    كان رجل اشعث اغبر تزدريه الاعين رغم هذا كان وجهه بشوشا نورانيا ينم عن قناعة وحسن سريه. سائحٌ في ارض الله لايعرف أحد من أين أتى قليل الكلام الا همساً كان يحب الاعتزال يفترش الارض ويستظل الاشجار لايسأل زاداً الا مأ ياتيه من الناس عن طيب خاطر, صابراً و محتسباً على أذى الاطفال وهم يرمونه بالحجارة بل أنّ المثير للاعجاب ِأنه يجمعها لهم ويعيدها لهم بابتسامةٍ ولسان حالهِ يقول لهم هاكم اضربوني مرة اخرى ان كان هذا يفرحكم.
    كان الرجل يأتي كل حين الى الفلوجة في الستينات ويختفي وكأن الارض تطوى به ,يتنقل بين الاحياء فيختار الارض الخاليه ليرمي بها عدته البسيطة ومتاعه الذي لايزيد عن بطانية ورزمة ملابس كان يرتدي صيفا وشتاءا نفس الجلباب المرقع والذي طالما رأيناه منهمكا بترقيعه ومن هنا جاء لقب "أبومرقعه". حط رحاله مرة غرب المدينة عند النهر وقريبا من مكان مولدة الكهرباء الوحيدة في مدينة الفلوجة انذاك والتي كانت تعمل على النفط الخام .
    كان مشغل المولدة حماد يتناوب التشغيل مساءاً مع زميله محسن الذي كان مسؤولا عن التشغيل الصباحي . حين جاء حماد عصرا ليستلم نوبته وجد أبا مرقعة وقد حط رحاله في فناء الساحة التي تطل عليها بناية المولدة ,استنكر حماد وجود أبي مرقعه في هذا المكان فعنّفهُ قائلاً :
    ـــ ألم تجد مكاناً أهدأ من هذا المكان لتحط رحالك فيه ايها الاخرق
    ـــ سامحك الله انا هنا لاعينك ياحماد...
    ـــ وكيف تعينني وانت بأرذل عمرك هذا أيّها العجوز الخرف
    ـــ المعانة بالله ياحماد وليس بقوتي أو قوتك
    ـــ على اية حال سأدعك تقضي الليلة هنا على شرطِ أن ترحل غدا... هل سمعت؟
    كان واجب حماد المشغل التأكد من كفاية الزيت قبل التشغيل ومن ثم مراقبة حرارة المولد أثناء التشغيل من خلال التأكد من وصول ماء التبريد الى المشعه .
    اعتاد حماد على متابعة أُمور التشغيل هذه لانه على يقين بأنّ أي تقصير او خلل من قبَلِهِ سوف يُدخل المدينة في ظلامٍ دامس ويجعله عُرضَةً للمسائلة او الطرد من الوضيفة والتي لم يدّخر جهداً للحصول عليها . كما ِان حماد اعتاد كذلك الى اخذ اقساطٍ من الاستراحةِ والاسترخاء حيث أنه وضع لهذا الغرض أريكةً بالية قرب المولد . بعد منتصف الليل أخذ حماد جولته المعتاده من المراقبةِ ثم رمى بجسمه المتعب على الاريكة وبعد لحظات من الاسترخاء لم يتمالك نفسه حيث راح يغطُّ في نوم عميق أخذه ساعةً وساعتان لم ينتبه الا على وخزات قويه فتح عينيه ليرى شبح أبي مرقعه منتصبا فوق رأسه وصوت غليان محرك المولد فرك عينيه فلم يجد أحداً أمامه ...هب مسرعاً صوب المحرك فوجد خرطوم الماء قد افلت من مكانه والمحرك في حالة غليان فاق المسموح. أعاد حماد خرطوم الماء نزلت الحرارة وهدأت الامور, شكر الله واثنى عليه وراح يبحث عن أبي مرقعة ليشكره على هذا التدخل والتنبيه وصل الى حيث مكان أبي مرقعه لكنه لم يجده في المكان ندم على مابدر منه تجاه الرجل الصالح... وظلت كلمات أبي مرقعه ناقوسا يدق باذنيه طويلا " أنا هنا لاعينك يا حماد" مابرح حماد يبحث طويلاً عن الرجل الصالح ليعتذر منه ويشكره لكن دون جدوى فالرجل اختفى منذ ذلك الحين وكأن الارض ابتلعته. فظل حماد والمدينة مدينان لذلك الرجل الصالح أبو مرقعه .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
    تمت المشاركات
    تحياتي وتقديري للجهود المبذوله



    التعديل الأخير تم بواسطة عماد اليونس ; 13/03/2010 الساعة 08:03 PM
     

  2. #2  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    سوريا ـ سلمية / بلدة تلدرة
    العمر
    77
    المشاركات
    14
    معدل تقييم المستوى
    0
    قــصـص


    ( 1 )
    شــــجاعـة
    رآه يهبط درج مبنى المجمع الحكومي ؛ أخذته رعشة . صورته ما زالت محفورة في ذاكرته . تسللت قدمه اليمنى إلى كعب اليسرى ، ضغطت قليلاً ، أجابت أصابع القدم اليسرى بحركة مشابهة ؛ تعرت قدماه من النعلين ، انحنى ، خطف فردتي الحذاء ، وقف جاحظ العينين ، توترت أعصابه ، اهتزت يداه ، تقدم بحذر . لم ينس يوم بادره بصفعة ، أعقبها بصقعة ، ثم صرخ : " ضعوه بالدولاب " . تقدم ... تقدم ، قَدَّرَ أن المسافة بينهما أصبحت تسمح له بالحركة ، رفع يده اليمنى قليلاً حين أمسى قريباً من زاوية طريق فرعية ، انطلق مولياً الأدبار غير مُتَحَرِّفٍ لِلقاء آخر .
    الأحد 27 أيلول 2009


    ( 2 )
    شــــفافيـة


    في اليوم الثاني لتكليفه مديراً لفرع المؤسسة دعا إلى اجتماع عاجل ، حيث أكد على ضرورة التقيد بالتعليمات وتلبية طلبات المواطنين دون تأخير، واستقبالهم بوجه بشوش ، وهو ـ من جانبه ـ سيعمل بشفافية ، و ... نظر بطرف خفي إلى هدى ، رئيس الديوان ، التي سبق له أن التقى بها أكثر من مرة ، فأوضح بصريح العبارة أن العاملات كلهن مثل أخواته ، وهذا موقفه الذي لن يتخلى عنه أبداً .
    بُعيد منتصف اليوم كان أحد العاملين بالمؤسسة عائداً إلى بيته بحي التعاون السكني الغربي ، فلفتت نظره سيارة المدير المخصصة مركونة في إحدى الزوايا ؛ حينئذٍ لم يخامره شك بما يدور في شقة هدى ! مدَّ يده إلى جيبه ، سحب سلسلة المفاتيح ، اختار مفتاحاً منها ، تقدم من السيارة ، انحنى بحذر ، لم يستقم حتى رأى الدولاب ينام متهالكاً .
    انتَبَذَ مَكَاناً يَرى منه ولا يُرى ، لم يَطُلْ مكوثه كثيراً ، رأى مديره بشحمه ولحمه وعظمه يتسلل من باب البناية ذاتها .
    الأحد 27 أيلول 2009
    ( 3 )
    وفـــــاة
    في اليوم الأول لافتتاح الدكان تناول قطعة من الورق المقوى ، وكتب بخط عريض العبارة الشهيرة : ( الدين ممنوع والزعل مرفوع ) ، لكن هذا الشعار لم يطبق في قرية تل الزهور كالعادة . ثَمّ شيء لا يختلف عليه اثنان : دكان وعدم مسك دفتر للديون يعني انعدام البيع ، ثم الإغلاق !
    دفتر الديون ينتفخ يوماً بعد يوم ، هذا شيء لا يثير القلق ما دام هناك مَنْ يوفي ذمته في أوقات محددة ، أما أن يتهرب أحدهم ، أو ( يطمس) في مكان بعيد مثل حال ابن حارته خضر موسى ، المكنى بأبي فايز ، فالوضع لا يحتمل ! ومما زاد الطين بلة موقف زوجه ، وتريديها بمناسبة وغير مناسبة : " ظافر ذمته عاطلة ، يحتاج إلى دواء يكوي كياً " .
    ماذا يفعل ليحصل حقه ؟ فكر طويلاً ، رأى أن أسلوب بعض أصحاب المحلات بنشر أسماء المدينين والتشهير بهم أسلوب قديم ، يريد وسيلة شديدة التأثير وأنجع ..... ركب شاحنته الصغيرة ، وأمسك بيده مكبراً للصوت ، ثم انطلق وصوته يتماوج : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . توفيت إلى رحمة الله تعالى ذمة خضر موسى ( أبو فايز ) ... لا صلاة عليها " . أعاد النداء ثلاث مرات ، ختمتها بصوت هادئ : " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " .
    بعد ساعة كان فايز يقف قبالته في الدكان وهالة من الغضب تهز كيانه ، وإن حاول التخفي وراء ستارة الهدوء . سمعه يقول :
    ـ هيك يا جار تفضحنا بالضيعة !
    ـ أبوك هو السبب، لا تنسَ أن مَنْ يبَظ ( يفرك المؤشرة بالإبهام ) يبز* .
    ـ وأنت لا تنسَ أنك ....
    ـ كل شيء قابل للتصحيح بعد التسديد .... جرب وسترى .
    فتح دفتر الديون ، وأشار إلى صفحة ظافر ، ثم ركز سبابته في أسفل الصفحة قائلاً :
    ـ هنا الحل .
    ما كاد يتسلم المبلغ من فايز حتى قفز إلى السيارة ، وأمسك بمكبر الصوت ، وفتح فمه : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. سُبحانَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ... أدخلت ذمة ( أبو فايز) غرفة الإنعاش ، والوضع في تحسن ... ادعوا لها بالشفاء العاجل " .
    الجمعة 9 تشرين الأول 2009
    ــــــــــــــــــ
    * ( يبظ ) : باللهجة الدارجة بمعنى يدفع . وقد جاء في معجم مقاييس اللغة لأحمد بن فارس : " يقولون بَظّ أوتارَه للضَّرْب ، إذا هيّأها " . وفي مختار الصحاح : " في المثل : مَنْ عَزَّ بَزَّ ، أي مَنْ غَلَب سَلَب " . و( المؤشرة ) : السبابة .

    ( 4 )
    محاضـــــرة
    ضجرت القرية من كثرة الدراجات النارية ، وقَلِقت من ارتفاع وتيرة الحوادث ، ناهيك عن صخبها وهي تسابق الريح بين الشوارع والأزقة !
    يكاد لا يخلو بيت من دراجة أو أكثر ، وكلها مهربة ، فما الحل ؟ ارتأت أطراف عدة أن نقص الوعي بأصول السياقة هو السبب ؛ لذلك اتُفِقَ على ضرورة الشروع بحملة توعية ، تكون بدايتها بدعوة المحامي أشرف لإلقاء محاضرة حول الوعي المروري ، وأثر ظاهرة تهريب الدراجات .
    في قاعة المركز الثقافي ما كاد الأستاذ أشرف ينهي محاضرته حتى استرعى انتباهه شاب يشير بسبابته إلى فمه ، ثم يرسلها نحوه بحركة لولبية ؛ فأومأ برأسه أَنْ : اقترب . أقترب الشاب على عجل ، وهمس في أذنه بضع كلمات جعلت الأستاذ أشرف يهب واقفاً ، ثم يغادر القاعة وهو يلوح بيده معتذراً . حين وجد نفسه في الطريق أسرع إلى دراجته غير المهربة ، ركبها وهو يحدث نفسه : " يا بني ! قلت لك : لا شيء يدعو إلى شراء دراجة ثانية . أجبتني : واحدة مهربة بربع الثمن ... تفضل شف نتيجة السياقة برعونة ! " .
    الثلاثاء 13 تشرين الأول 2009

    ( 5 )
    تصفيــــق
    دخل قاعة المركز الثقافي مع الداخلين ، سار حتى غدا بمحاذاة الصف الثالث ، اتجه إلى الجهة اليمنى كالعادة ، اختار المقعد الأول ، التفت خلفه قبل أن يهبط بسلام وسط ضجيج الأصوات والمقاعد . ارتفع صوت عريف الحفل ؛ فعم الهدوء . قبل أن يصعد المتكلم الأول المنصة صفق له مع المصفقين ، وودعه بمثل ذلك . ظل التصفيق يعلو ؛ نشل الجريدة المطوية من جيبه ، نظر إلى العنوان الرئيس ، أحس بشعاليل الخدر يسري في يديه ، ورمل النعاس يفترش عينيه ؛ دَنَا رأسه من صدره فَتَدَلَّى .
    أفاق على صفقة قوية ؛ فصفق بشدة وهو ينظر إلى الأمام والخلف . كانت القاعة خالية تماماً ، وضوء خافت يعم المكان ، وثَمَّ شعاع قادم من البهو يخاتل الباب المتأرجح . داخله خوف ورهبه ، نهض ، بحث بعينيه عن موطئ قدم بين المقاعد ، سار وهو يمكو ويصدي* .
    الأربعاء 14 تشرين الأول 2009

    ـــــــــــــــــــــــ
    * يصفر ويصفق

    ( 6 )
    مـــــــازوت
    في إحدى ليالي الصيف استلقى على فراشه فوق المصطبة كالعادة ، وكان قلقاً ؛ أفكار شتى طرقت باب مخيلته ، برزت أمامه صورة الشيخ علي وهو يردد : " إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ ... " ، لكنه لم يفلح في تذكر ما قبلها وما بعدها ؛ فحدث نفسه : " كيف لواحد مثلي أن يلعب أو يلهو ؟ " . تأمل النجوم المضيئة في صفحة السماء الصافية : واحد ، اثنان ، ثلاثة ... ضرب فمه بباطن يده أَنْ : أسكت . فجأة لمعت في ذهنه حكاية جده مع النجوم ؛ أشرق وجهه بابتسامة عريضة ، حدث نفسه : " الله يرحمك يا جدي ! فكرتك الغريبة غدت مضرب الأمثال ، كيف خطر لك أن تسأل جدتي : لو كانت النجوم تعمل على زيت الكاز ، فكم بلورة * تحتاج في كل ليلة ؟ "
    التفت إلى زوجه الغارقة في نوم عميق إلى جانبه ، فوخزها أكثر من مرة حتى جعلتها تلتف حول نفسها مذعورة وهي تقول :
    ـ اللهم ! اجعله خيراً ... مالك يا رجل !
    ـ خطر على بالي خاطر .
    ـ خاطر !
    ـ عصر زيت الكاز ولى ، اليوم نحن في عصر المازوت .. يا ترى ! لو كانت النجوم تعمل على المازوت ، فكم برميل أمريكي تحتاج كل ليلة ؟
    ـ رح اسأل جدك .
    الأربعاء 21 تشرين الأول 2009

    ـــــــــــــــــــــــ
    * وعاء مخروطي سعته / 5 / ليترات
    ( 7 )
    ســــــارق
    تأفف صاحب الرفعة والعظمة ، واشتكى رأسه وظَهْرَهُ من الزمن الذي سرق الهدوء والسكينة من حياته ، وجعل الرعاع من الرعية يتمردون ؛ فتوترت أعصاب صاحب العسس ، وجحظت عينا كبير البصاصين ، ثم تحركا بسرعة البرق ، حيث أصدرا تعليمات مشددة لأتباعهم بإلقاء القبض على المسبب فوراً ، وإحضاره موجوداً .
    الأحـــد 25 تشرين الأول 2009
     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات قسم الشعر
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 14/03/2010, 04:26 PM
  2. مشاركات قسم الشعر
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 05/12/2008, 11:18 AM
  3. مشاركات قسم القصة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 27/11/2008, 04:21 PM
  4. نقد مشاركات المسابقة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 22/12/2007, 12:05 AM
  5. مشاركات مسابقة المربد (( قسم القصة))
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01/12/2007, 04:11 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •