رأي في لجان تحكيم الجوائز العربية .

[طارق شفيق حقي]

ـ لم يكن الدكتور الغذامي، في لجنة التحكيم، كما صرح هو بنفسه، عقب إعلان انسحابه من الجائزة . إلا أن عضويته في اللجنة الاستشارية لا تعفيه من الاطلاع على الكتاب الفائز بالجائزة، خصوصا وأنه من المهتمين بموضوعه (صرح أيضا أنه لم يقرأ الكتاب، واعترف بأنه أخطا، ولذلك قدم استقالته من الجائزة) .

ـ الخطأ فعلا وارد، إلا أن مصداقية الجائزة (وهي من أكبر الجوائز العربية) وقيمتها ومكانتها... تفترض الصرامة في التثبت والتدقيق والتمحيص والقراءة المتأنية... وإلا ما الحاجة إلى لجان التحكيم والاستشارة التي تتكون من المتخصصين في مختلف الأجناس الأدبية والحقول المعرفية؟ (ورد في بعض المنابر أن لجنة تحكيم صنف الآداب، في الجائزة تضمنت 20 عضوا) .

ــ لم يستشهد الكاتب السمطي بالغذامي وحده، بل استشهد أيضا بمنقولات من كتاب عرب آخرين وأجانب . وليس المهم، في اعتقادي من استشهد بهم، بل بأصالة الكتاب وجديده . أما أن يكون معظمه منقولا من الغير، فلا قيمة له حتى خارج الجائزة (ورد في حيثيات سحب الجائزة من المؤلف: "...وقد تبين للجائزة بعد كل التحريات أن كتاب: "مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن"، رغم طرافة موضوعه وغزارة المادة النقدية التي تضمنها، قد ساده منهج في عرض مادة النقد الثقافي تجاوزت حدود الاستشهاد والاقتباس وتحولت في سياقات عديدة إلى الاستحواذ على جهد الآخرين مضموناً ونصاً") .

ـ في حديث الكاتب السمطي مبالغة في التعميم والحكم المطلق .

تحياتي .

ـــــــــــــــــــ

للمربد مسابقة أدبية سنوية
شارك بها كبار من أدباء الوطن العربي
ونحن نشرك بالتحكيم لجنة من داخل المربد وأحيانا من خارج المربد
وكل عضو في لجنة التحكيم يقدم علامة من مئة ويتم جمع المجموعة واحتساب النسبة
في إحدى المسابقات كان الفارق كبيرا بين عضوين في لجنة التحكيم بخصوص أحد المشاركين
فلم نقبل ذلك وطلبنا تبيان من كل عضو حول قراراه
فالتباين مطلوب والتقارب معقول لكن أن يعطي ثلاثة من لجنة التحكيم علامة عالية ويعطي الرابع علامة ضعيفة
فهذا يستدعي الاستغراب ويدعو للمراجعة

فما كان منا إلا أن أجلنا موعد اعلان النتائح حتى التشاور في الأمر

وفي المسابقة الماضية وفي قسم الشعر أعلنت بعد اقرار الفائزين
بأن صاحب المركز الثالث كان يستحق المركز الأول وفق ما أرى ، لكننا نحترم رأي لجنة الحكم في حدود التقارب

مما لا شك فيه أن لجان التحكيم هي لجان بشرية تتعرض للخطأ ، كما تتعرض للضغط أمام دقة التمييز بين نص وآخر خاصة في المراكز الأولى

لذلك يلجأ كثير من المحكمين للعودة للذائقة الشخصية في الفرز بين المتشابه والمتقارب وهنا يحدث الخطأ البشري

رغم ذلك فهذه المقامرة يدخلها الأدباء وهم عارفون أنهم مادة للاحتراق في المسابقات
وأنهم يصبحون درجات للسلم يصعد فوقهم من هو غيرهم

ورغم لذة الفوز

إذا سمع الفائز بمسابقة جديدة يظن أنه اصبح من درجة ( موضة )العام الفائت ويهرول للدخول في هذه المسابقة
والطامة الكبرى تكون حين يخرج بخفي حنين

أعتقد رغم محبتنا للمسابقات أن الجائزة الأولى هي ملك للجمهور وهو من يعطيها


إضافة لذلك يعطي كثير من المحكمين التمييز لصالح نص امتلك صاحبه كامل الأدوات والتقنيات وهو بذلك يرجح كفة الموضوعية على كفة الذائقة
فنقرا أحيانا نصوصاً لا طعم لها لكنها تفوز بالمركز الأول

ذلك لأنه يحكم على النص من خلال مكونات معدودة أن وجدت في النص وفق خبرته فهو مميز
بعيدا عن روح النص العام ومحاولة الكاتب تقليد الجمال

في مسابقة المربد نشير دائماً لهذه النقطة
نحن نبحث في مسابقة المربد عن الجمال حتى ولو انكسر في مقوماته الشكلية والخارجية

بل لعل هذا الانكسار يكون مدخلاً فنياً يعتبر فيما بعد أسلوباً قصصيا جديداً

الأمر لا شك معقد ويستدعي طاقات ووسائل عديدة

ومن الوسائل التي اتبعناها في المسابقة الماضية التثبيت بالنفي
فنقارن بين النصوص وننفي
وكان اجتماع واستخدام هذه الآلية رائعاً ودقيقاً ، فبعد إقصاء النصوص المخالفة و اختيار أفضل النصوص
قمنا بمداولة دقيقة في كل فرع يبن كل محكم ما لديه بكل وضوح وجرأة
وفي أثناء هذه المداولة وباستخدام هذه الطريقة
تغيرت كثير من النتائج

فمن أخذ المركز الأول بجمع العلامات وتقسيمها أصبح ثالثاً بالحوار والنفي
ومن كان رابعاً أصبح ثانياً وهكذا

من خلال هذه التجربة أقول إن التحكيم بحاجة لدقة وتبصر
فهل نتصور أن يخرج متسابق من المسابقة ثم يأخذ المركز الثاني بعد التشاور المباشر
ومتسابق يحتل المركز الثالث يعود له حقه في المركز الأول بعد تداول بسيط


أخيراً أذكر نفسي بضرورة الاعلان عن مسابقة المربد الخامسة حيث اقترب موعدها


تحياتي للجميع