خطبة شهر رمضان المبارك
رمضان شهر يُرمِضُ الذنوب، أي يحرقها، وهو موسم السعادة، وإذا سلم سلمت السنة، وهو شهر أوَّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، ومن لم يُغفَر له فيه فهو محروم، والعياذ بالله، وفيه تُفتح أبواب الجنان، وتُغلّق أبواب النيران، وتُقيّد مردة الشياطين.

وأجر صيامه فوق الحساب؛ لأنه لله خاصَّة، وريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، ونوم الصائم فيه عبادة، قال صلى الله عليه وسلم: "نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مُضاعف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور"أخرجه البيهقي وفيه ضعف.

وفي الحديث عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: "خطبنا رسول الله صلى الله وعليه وآله وصحبه وسلم في آخر يوم من شعبان ، فقال :"أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من خير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهرُ الصّبر، والصّبرُ ثوابُه الجنّة، وشهر المواساة، وشهرٌ يُزادُ في رزق المؤمن فيه، من فطَّرَ فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شئ"

قالوا: يارسول الله، ليس كلُّنا يجد ما يُفطِّرُ الصائم؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم:" يعطي الله هذا الثواب من فطَّرَ صائماً على تمرةٍ أو شربةِ ماءٍ أو مًذقةِ لبن، وهو شهر أوَّلُه رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتقٌ من النار، من خفَّف عن مملوكه فيه غفر الله له، وأعتقه من النار.

واستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين تُرضُون بهما ربَّكم، وخصلتين لا غنى لكم عنهما، فأمّا الخصلتان اللتان ترضون بهما ربَّكم فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما الخصلتان اللتان لاغنى لكم عنهما فتسألونه الجنّة وتتعوَّذون به من النار، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربةً لا يظمأ بعدها أبداً" أخرجه ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي.


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com