الدنيوية
كل من تسألهم عن الدنيوية يملكون مفتاحاً واحداً لها وهو :
"فصل الدين عن الدولة"
إذا كان هذا المفتاح يخص الساسة فما بال الناس في حياتهم الاجتماعية ينادون بتطبيق الدنيوية ؟
ذلك لأنهم ارتضوا الحياة الدنيا
ماذا يقول الله :
"وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور"

"إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ " يونس

الركون للدنيا والانغماس لا يخص غير المتدين ، بل هي نزعة يشترك بها الجميع، وحين نريد تقويم هذه الظاهرة نقف من الجميع موقفاً واحداً .
كل الناس تركن للدنيا وتنسى حظها من الآخرة، وما تعاليم الدين وحكمته إلا تذكرة بليغة القول للإنسان ليتذكر حظه من الآخرة.

التيارات الشكلانية الإسلاموية التي نشرت القتل في بلاد المسلمين ما فعلت فعلتها إلا بنزاع دنيوي، لماذا ينازعون التيار الدنيوي الحاكم إلا قتالاً على الملك والحكم ولو أخذت حركتهم اسما دينية وخطاباً دينياً كذباً وزوراً، وما عادت هذه الجعجعة تنطلي على العقلاء والبسطاء على حد سواء.

وكما هناك تيار دنيوي يرتضى بالحياة الدنيا
فهناك تيار معجل أسميته المعجلون، الذين يعجلون بالآخرة
هناك فرق دينية عجلت بالسفر لفلسطين تمهيداً واستعجالاً لنزول المخلص المسيح أو الماشيخ .
المعجلون اليهود
المعجلون المسلمون من فرقة الخوارج
هذه الفرقة عجلت بتوزيع جنان الله على أنصارها، وعجلت بتوزيع حوريات الجنان على مقاتليها
إنهم المعجلون

لقد استفاد العقل الغربي من ظاهرة المعجلين ودعموها بأحدث الوسائل النفسية والطبية، فأضافوا التجارب المخبرية من أيام هتلر حتى بوش الابن، ذخروها بإعلام لا يحاسب وأموال لا تعد وأحدق عرف عمليات الناتو لتكون الذراع الآخر لحرب لا تبقي ولا تذر مع الدنيوية السياسية.

إذن هناك تيار أسميناه المعجلون
وتيار الدنيوية، التيار الذي يحب الفصل وتقديم خيرات الحاضر على الآخرة.

فكان المرض النفسي الجماعي الذي حق أن نصفه بمرض " انفصام الشخصية"

هل هو انفصام شخصية جماعي ؟
هل هو انفصام شخصية اجتماعي ؟

الانفصام عموماً شكل من أشكال الفصل بين جوانب الشخصية

فهل سيكون الحل بانتصار أحد جوانب شخصيتنا العربية على الجانب الآخر ؟

هل نغلب الفكر الدنيوي على الأخروي ؟

أم نغلب الفكر الأخروي على الفكر الدنيوي ؟

يقول الله تعالى :

"وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ 77 القصص

يقول الإمام علي كرم لله وجهه :
"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت"

طارق شفيق حقي