باسم الله الرحمن الرحيم، بداية أستسمح الزميل الكريم الأستاذ الشريف على إضافة رد على مقاله فن العروض والكتابة العروضية، وإن كانت إضافتي هذه قد جاءت متأخرة عن تاريخ كتابة المقال المنوه به، فأتساءل لماذا لم يتمم الموضوع؟ ولماذا لم يواصل في تقديم دروسه؟
هذا من جهة ومن ناحية أخرى، إن ما ذكره الزميل الكريم حول سهولة فن العروض صحيح جدا، لكن هذه السهولة تظل بعيدة المنال بفعل وجود مصطلحات وأدوات وآليات كثيرة ومعقدة يعرفها كل من يمارس العروض: إبداعا ودراسة، وهي تتجلى خصوصا في ما يعرف "بالزحافات والعلل"، وصعوبتها ليست وليدة اليوم، وإنما هي صعوبة بنيوية، منذ ولادة هذا النظام على يد العالم العبقري خليل الفراهيدي وتستمر إلى غاية الآن...1
هناك جهود حثيثة من طرف بعض الباحثين، قديما وحديثا، لتسهيل هذا الفن، من بينها مثلا محاولات كل من الجوهري، والقرطاجني، وبعض المستشرقين(جورج بوهاص)، وأنيس، وكمال أبي ديب، وسليمان أبي ستة، وخشان صاحب العروض الرقمي، وعنيبة الحمري..من هذه المحاولات ما أصاب الهدف من بعض الوجوه، كما فعل أنيس، ومنها ما حاد عن الطريق وأضاف تعقيدا إلى تعقيد، كما نشاهد في العروض الرقمي لدى خشان..
بالنسبة لي شخصيا لدي محاولة جد مبسطة لفن العروض، وهي تؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، ما توصل إليه الزميل في موضوعه أعلاه، من سهولة فن العروض، مفادهذه المحاولة أنها تحافظ على جوهر نظام البنية الإيقاعية في العروض الخليلي، لكنها قد أسقطت كل تعقيداته وهي التعقيدات النابعة من "الزحافات والعلل"، أي أنه محاولة قد تخلت بصفة نهائية عن كل ما يتعلق بالزحافات والعلل، واعتمدت بدلا منها مصطلحات قليلة جدا، ووحدات إيقاعية ثابتة لا تتغير، ولا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وهي طريقة إذا تم اعتمادها تؤدي إلى فهم أفضل لفن العروض، ولتحليل الشعر وتركيبه بسرعة قصوى، وقد تم نشر بعض أجزاء هذه المحاولة، في موقع العروض العربي، لصاحبه الأستاذ سليمان أبي ستة، وفي أطروحة جامعية، منذ سنة2001، وأرجو أن تتاح لي الفرصة لتوضيح بعض أجزائها، ومعذرة على هذا الطول، وشكرا جزيلا. والسلام.