( حـــال )

غـــرامٌ مــزًقَ الـقــلــبَ اجــتــنــابـُه ** ودمـعٌ قـرًحَ الجـفــــنَ إصــطـحـــابـُه

وسُــهـــدٌ فـى جـبـينِ اللــــيـلِ شَــجٌ ** تـطــايــرَ نـــومـُــــه وقـَسَـا إرتــيـابـُه

وشــــوقٌ يسـتــطــيلُ لـهــيـبَ نــارٍ **إذا أخــمـــــدتـُـه جَـــــدً إحــــتـطـــابـُه

وقـُــربٌ قــــد رأه الـــدهـــرُ ذنـــبـاً ** فـمــا ضـَـمًــت مــــوَدَتــَـنـا رِحــــابـُه

حــــيـاةٌ لــيـس يُسـعِـــدُها شــــبابٌ ** ومـــوتٌ لــيس مـمـحــــواً عـَــــذابُـه

كَعُـمـرٍ لـيس بـعـد ضـــناهُ خُـــســرٌ ** وجُـــــرحٌ رق للـــجـــانـى مُــصــابـُه

إذا أبــصـــــرتِــهِ لـــم تــــلــــقِ إلا ** شــجـِـيَ الـفــــكـرِ مسـلــوبـا ًلـُــبـابـُه

يصـارعُ غــــربـةً والـجـمـعُ أهـــلٌ **ويأنــسُ بـالـخـــــيـالِ وهـــم صِـحابُـه

ويــرفــقُ بالـحـزينِ مـن إشــتـكـاءٍ **ومــنه الـقـلـــبُ مــــشــتـعـــلاً إهــابـُه

يـــراوغُ حُــزنـَـه الــدامـى نــهـاراً **بـبـسـمـةِ يـائـــسٍ بــَــعُــــدَ إقــــترابـُه

ويُــبـكِـيَهُ الـحـنـيـنُ بـجُــنـــح لــيـلٍ ** ولـيـلُ الـصًــبِ مـوصـــــولا عـِـقـابـُه

غــريــقٌ واللـــيالـىَ مـــوحِـشـــاتٌ **كَـبَـحـــرٍ دامِـــسٍ هــاجَ إصــطـخـابـُه

ولــم يـَـجُــدالــوصـالُ ولـو خـــيـالا **ولــم يـرفِــــق بـمُـهـجـــتـه ســــرابـُه

فـيــالَـمُــسَــهـَــدٍ واللـــــيـلُ ذئــــبٌ **ويـالَــمُـــفـَــــــارِقٍ دامَ إغــــــترابـُـه

كــأنـى للـغــــــرامِ مــــــرامُ ثــــــأرٍ **فـبـاتـت تـطـلــبُ الــمـــأوى حِـــرابـُه

ولــم آلُ الـصـــــبابةَ حَـــرَ شــــوق **فــمـــالِ صـــريـعــها أجً إضــطـرابـُه

ولــم يـجـفُ الــدُجـى قــمـرٌ مـنـــيرٌ **فـمـــال مُـعَـــذِبـى طـالَ إحـــتـــجـابـُه

ومــــالِ تـَجَـلـُـدى أضـــــناهُ حُــبـى **وضــــاقَ بـكــبـتِ أشـــواقى جَـــنَابـُه

لإلــفٍ لو نـُــعـِــيتُ لـــكــانَ هَــمـى **وودٍ أســكَــــرَ الـنـَـشـــوَى شـَـــرَابـُه

ولـُــبٍ مـن صـفاءِ الصــدق فـيـضٌ **وقــلـــبٍ نـسـمةُ الـســعــدِ إقــــترابـُه

وعــيـنٍ رقـــــةُ الإحــسـاسِ فـيـهـا **وثــغــــــرٍ كــــوثرُ الــدنــيا رضـــابـُه

وطــيفٌ مـن رضـاه نـعـيـمُ عــيـنـى ** وهـجـــرُ... دمعُ عــيـنـى وانسـكـابـُه

إلــــيــهِ مـــودةٌ لــم أبـــتـــدعــــهـا **وأمـنـةُ خــاطـــرى المُـضـــنى مــآبـُه

ومــنــهُ تـغـلـغــت آلامُ عـُــــمــــرى **بـعـُـمــقٍ أذهَـــلَ الــبـلـــوى خـطـابـُه

وحَـسـبىَ أن شَـكــــرتُ ولاحَ ذمــى **لِــوزرٍ.. آلـــمَ الـــدهــــرَ إرتـكــــابـُه

بـقـلـبٍ مِــن سِـهــامِ الحُـبِ قــَصـــدٌ ** وحُـزنٍ مِـن أســى الـبلـوى صـوابـُه

***************

شعر / علاء البعبولى