نحو فهم جديد لنظرية المؤامرة
بسم الله الرحمن الرحيم
( الملف كاملاً مرفق بشكل مضغوط)
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تعريف المصطلح:
محاولة لشرح السبب النهائى لحدث أو سلسلة من الأحداث (السياسية والاجتماعية أو أحداث تاريخية)على أنها أسرار، وغالباً ما يحال الأمر إلى عصبة متأمرة بشكل منظم هي وراء الأحداث، كثير من منظمي نظريات المؤامرة يدعون أن الأحداث الكبرى في التاريخ قد هيمن عليها المتآمرون وأداروا الأحداث السياسية من وراء الكواليس.
المصطلح : ورد هذا المصطلح لأول مرة في مقالة اقتصادية عام 1920ولكن جرى تداوله في العام 1960، وتمت بعد ذلك إضافته إلى قاموس أكسفورد عام 1997م – ( عن موقع الويكيبيديا)
أول مؤامرة في التاريخ
لعل أول مؤامرة في التاريخ كانت المؤامرة التي حاكها إبليس لإخراج آدم وحواء من الجنة بأن دفعه ليأكل من الشجرة التي نُهي أن يأكل منها ، وهي تمثل المحظور في حياة الأرض ، وبغير المحظور لا تنبت الإرادة ولا يتميز الإنسان العاقل عن الحيوان ، فهي مفترق طرق هام.
قال تعالى :
" وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ 35 فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 36 البقرة
"فأزلهما الشيطان " وفي الأعراف وردت {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ}
إن أدوات إبليس هي الوسوسة ، فلم يقم بفعل مادي لإخراج آدم من الجنة ، لكن هذه الوسوسة في الحكم الإلهي تقوم مقام الفعل المادي وذلك لقوله " فأخرجهما مما كانا فيه"
المؤامرة تقوم على جزأين : الأول قبول آدم لوسوسة الشيطان علماً أنه حُذر من أكل الشجرة ، والثاني عملية الوسوسة والاستفادة من هذه النقطة لدى إبليس.
وقد ورد في بعض التفاسير أن آدم قد قبل الأكل من الشجرة لأن إبليس قد أقسم له ، وآدم لم يخبر الكذب قبل ذلك .
لكن لماذا كانت العاقبة بالنزول من الجنة ، ذلك أنه لم يُنه إلا عن أمر واحد فقط وهو عدم الأكل من هذه الشجرة فكيف ينسى أمراً واحداً.
إذن لدينا أمرين تتلخص الحياة كلها بهما:افعل : "وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا "
لا تفعل : "وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ "
بشكل واضح نقول إن اللذة والسعادة تكون في الفعل الأول – الرغد -
والألم والتعاسة سيكون حتماً في الفعل الثاني – ظلم النفس –
لذلك كانت طاعة الله مرتبطة براحة النفس وعزتها، ومعصيته مرتبطة بالشقاء والذل، فإن رأيت نفسك ذليلة منكسرة فاعرف السبب الحقيقي وهذا ما أسميه علم النفس الإسلامي.
لكن ما تعريف الألم واللذة:
إن الإنسان عرضة لانفعالين ، اللذة والألم ؛ يقال أن المتعة حركة طيبة ، والألم حركة قاسية... وجميع الحيوانات تريد معايشة المتعة والهروب من الألم
اللذة : ليست بشيء إلا إدراك الملائم ، ولذة قوة حصول كمالها .( ابن سينا – نجاة) . واللذة إدراك كل قوة لما هو مقتضى طبعها.( غزالي – مقاصد الفلاسفة). واللذة إدراك الملائم .( ابن خلدون – مقدمة) واللذة ليست بشيء سوى إعادة ما أخرجه المؤذى عن حالته تلك التي كانت عليها ( الرازي – رسائل) . واللذة يقابلها اللالذة وهي منافات اللذة ، وهي الألم وهو نقيض اللذة.
وقال البعض اللذة أمر عدمي هو زوال الألم ، كالأكل فإنه دفع ألم الجوع . والألم حسي وعقلي ، والحسي المدرك ( بالكسر) من الحواس ،والمدرك( بالفتح) ما يتعلق بالحواس ، والعقلي ما يكون المدرك (بالكسر) فيه العقل ، والمدرك( بالفتح) من العقليات.