شارع جمال عبد الناصر
رأى ذات مرة في نومه أنه استيقظ وشاهد لافتة أمام منزله كتب عليها ، شارع الشاعر الكبير فهمي يوسف
فقال : خير اللهم اجعله خيراً – في نومه-
فأصبح بينه وبين لافتة الشارع صداقة من نوع عجيب
وكلما أخرج رأسه من النافذة ليتأكد ما كتب عليها ، تأكد في ذاته أن هذا الشارع يستحق أن يحمل اسمه.
ولماذا يبقون أسماء الشوارع بأسماء شعراء ماتوا واندثروا مثل نزار قباني وعمر أبو ريشة ، و أحمد شوقي و المتنبي و الأحيمر السعدي.
لا بد أن يغيروا هذه العادة فلنا حق في شوارعنا ولشوارعنا حق فينا قبل الممات.
ذات يوم غالبه الأرق ، فأطلق على نفسه لقب شاعر الحرية
أعجب في نفسه بهذا اللقب ، وغط في حلم جميل.
في اليوم الثاني أطلّ برأسه من النافذة كعادته فدهش وكاد أن يسقط من الطابق الثاني
خرج بثياب النوم وكرشه يسبقه ناسياً نظارته فرأى لافتة أنيقة كتب عليها شاعر الحرية
فصاح : الله يا هذا الوطن ، صاح عالياً، ثم أمسك نفسه فلا يجوز أن يقلل من قيمته وهو الشاعر الكبير نظر حواليه ثم دخل المنزل تلفه دوامة سكر ونشوى ، وقال في سره خطوة جاءت متأخرة كان عليهم أن يعلموا منذ زمن بعيد أن الشارع يستحق أن يسمى باسمي.
منذ ذلك اليوم وكلما مرّ شاعرنا بلافتة أنزل نظارته وقرأ الشوارع التي كتبت باسمه مثل شاعر المقاومة ،شاعر الحب ، شاعر جمال عبد الناصر، لكن لم يفهم كيف أعطي لقب جمال عبد الناصر.
طارق شفيق حقي