مربديات
أحن إذ أحن ليوم كنت أطوي دفتري تحت يدي ، وأطوي الأرض بأحلامي وأفكاري لا جوال يرن ولا إشعارات مزيفة تشغلني ، كل إشعارات الكون كانت ملهمة موحية، تشاغلني وتشغلني ، تحادثني إذ أحادثها، سقى الله تلك الأيام ما أشقاها.
في المدينة الجامعية في حلب حين تدق الساعة العاشرة ليلاً يعود من يعود من الشبان والشابات إلى غرفهم ، وكأنه فلم سنديلا ولا أمير فيه.
بعيد الساعة العاشرة بل بعد الثانية عشر ليلاً حيث تعود سندريلا مع فئرانها إلى غرفتها ، كان العالم يأسرني لحظتها ، عصف من عشق يضرب قلبي بل روحي، وأكاد أرمي بنفسي من الطابق الثالث في الغرفة ذات الرقم 333 ، أنتشل نفسي ألملم مشاعري ونتسابق نزولاً حيث لا أحد وكل أحد.
أتأمل أشجار الكينا الخلابة حيث اغتسل قلبها قبل ورقها بقطرات المطر فصارت تلمع تحت ضوء القمر والأضواء المنعكسة كعالم من سحر، أعبر البوابة والبوابة التي أعرفها لا يمر بها غيري، إنها أشبه بقفزة ساحر لا يحس بخفتها كل من حولك.
لا أعرف من يصدق أني كنت أحادث هذه الأشجار وكانت تتمايل عند رؤيتي كعاشقة تتلهف لنظرة من بعيد، كان جنوناً يتمناه كل من يتمناه.
نزولاً حتى فندق البولمان حيث لا أحد في شوارع أجمل من أن تترك لحظتها، نزولاً وربما ليس نزولاً .
صعوداً في درجات ليس كالدرجات ، في مخيم تشتعل فيه كل أنواع الدهشة وتفشى فيه كل الأسرار، يا حسرتهم يتركون هذا العالم لحظة بداية الاحتفال، لقد كان عالماً فريداً يشغلني لحظة يفرغ منه الآخرون، هل شغبهم سر انطفاء هذا السحر، هل السحر قائم في القلوب، لست أدري وكل ما أدريه أني كنت أحتفل برشفات من تأمل كاشف.
ربما كانت كشوفات الغريب ، ولا غربة إذ رأيت، لكنك لن ترى وقلبك مشغول، أفرغ قلبك وأقبل ترى العالم يحتفل من حولك.
طارق شفيق حقي