لنقرأ هذا الكلام عن موسوعة قصة الحضارة عن القرن الثامن عشر والحياة في فرنسا ولنقارنه بنقد ديفيد هارفي لفلسفة التنوير في كتابه حالة ما بعد الحداثة.
يقول ول ديورنت
" استمر أسلوب الحياة هذا سائداً في نبلاء الحاشية، حتى ارتقاء السادس عشر عرش فرنسا في وكشف هذا الأسلوب، من جهة فقدان الإيمان بالدين عند الطبقات العليا. وتخلى الناس تماماً عن مفهوم الزواج في المسيحية، مثله ذلك مثل مفهوم الفروسية في العصور الوسطى. وأصبح الجري والمتعة "وثنياً " بشكل أشد سفوراً منه في أي وقت منذ الإمبراطورية المضمحلة.
ونشرت كتب كثيرة في "الأخلاقيات في القرن الثامن عشر"، كانت هناك أيضاً كتب كثيرة البذاءة والفحش بطريقة
مدروسة متعمدة ، وكانت أوسع انتشاراً ورواجاً ولو كانت سرية .
وكتب فردريك الأكبر يقول: إن الفرنسين ولا سيما سكان باريس، أصبحوا الآن مترفين منغمسين في الملذات، أوهنتهم المتعة والدعة"
وحوالي 1749 رأى مركيز دارجنسون في انحطاط الوعي الخلقي نذيراً آخر بكارثة وطنية:
"القلب قوة نسلب أنفسنا إياها كل يوم لأننا لا نروضه ولا ندربه أبداً
على حين أنا نشحذ الذهن ونصقله باستمرار، فنصبح عقلانيين -لا عاطفين أكثر فأكثر .
وإني أتنبأ بأن هذه الملكة لا بد هالكة، نتيجة لإخماد القوى التي تنبع من القلب، إننا لا نكسب أصدقاء، ولم نعد نحب عشيقاتنا، فكيف نحب بلادنا؟ . إن الناس يفقدون يوماً بعد يوم تلك الخلة الحميدة التي نسميها رقة الشعور.
ويختفي الحب والحاجة إلى الحب وحسابات المصلحة تشغلنا وتستنزفنا دائماً ، وكل شئ سبيل إلى الدسيسة والمكيدة وتنطفئ جذوة النار الداخلية ( العواطف ) لأننا لا نغذيها ومن ثم يزحف الشلل إلى القلب."
يقول ديفيد هارفي
الأزمة الأخلاقية لعصرنا هي تحديداً، أزمة فكر التنوير. فإذا كان صحيحاً أن هذا الفكر قد سمح فعلاً للإنسان بتحرير ذاته " من الجماعة ومن تقاليد العصور الوسطى التي حجبت حريته الفردية" إلا أن إصرار الفكر هذا على " الذات بدون الله " قاد إلى تناقض ذاتي، إذ ترك العقل ، وفي غياب حقيقة الله ، مجرد أداة ومن دون أي هدف روحي أو أخلاقي. وإذا كانت الرغبة والقوة " وحدهما لا يحتاج اكتشافهما إلى نور العقل "، فإن العقل بالتالي يصبح أداة إخضاع لما تبقى . وعليه فالمشروع اللاهوتي ما بعد الحداثي هو استعادة الله من دون ترك قدرات العقل "
ديفيد هارفي - ما بعد الحداثة
يقول ول ديورنت
" استمر أسلوب الحياة هذا سائداً في نبلاء الحاشية، حتى ارتقاء السادس عشر عرش فرنسا في وكشف هذا الأسلوب، من جهة فقدان الإيمان بالدين عند الطبقات العليا. وتخلى الناس تماماً عن مفهوم الزواج في المسيحية، مثله ذلك مثل مفهوم الفروسية في العصور الوسطى. وأصبح الجري والمتعة "وثنياً " بشكل أشد سفوراً منه في أي وقت منذ الإمبراطورية المضمحلة.
ونشرت كتب كثيرة في "الأخلاقيات في القرن الثامن عشر"، كانت هناك أيضاً كتب كثيرة البذاءة والفحش بطريقة
مدروسة متعمدة ، وكانت أوسع انتشاراً ورواجاً ولو كانت سرية .
وكتب فردريك الأكبر يقول: إن الفرنسين ولا سيما سكان باريس، أصبحوا الآن مترفين منغمسين في الملذات، أوهنتهم المتعة والدعة"
وحوالي 1749 رأى مركيز دارجنسون في انحطاط الوعي الخلقي نذيراً آخر بكارثة وطنية:
"القلب قوة نسلب أنفسنا إياها كل يوم لأننا لا نروضه ولا ندربه أبداً
على حين أنا نشحذ الذهن ونصقله باستمرار، فنصبح عقلانيين -لا عاطفين أكثر فأكثر .
وإني أتنبأ بأن هذه الملكة لا بد هالكة، نتيجة لإخماد القوى التي تنبع من القلب، إننا لا نكسب أصدقاء، ولم نعد نحب عشيقاتنا، فكيف نحب بلادنا؟ . إن الناس يفقدون يوماً بعد يوم تلك الخلة الحميدة التي نسميها رقة الشعور.
ويختفي الحب والحاجة إلى الحب وحسابات المصلحة تشغلنا وتستنزفنا دائماً ، وكل شئ سبيل إلى الدسيسة والمكيدة وتنطفئ جذوة النار الداخلية ( العواطف ) لأننا لا نغذيها ومن ثم يزحف الشلل إلى القلب."
يقول ديفيد هارفي
الأزمة الأخلاقية لعصرنا هي تحديداً، أزمة فكر التنوير. فإذا كان صحيحاً أن هذا الفكر قد سمح فعلاً للإنسان بتحرير ذاته " من الجماعة ومن تقاليد العصور الوسطى التي حجبت حريته الفردية" إلا أن إصرار الفكر هذا على " الذات بدون الله " قاد إلى تناقض ذاتي، إذ ترك العقل ، وفي غياب حقيقة الله ، مجرد أداة ومن دون أي هدف روحي أو أخلاقي. وإذا كانت الرغبة والقوة " وحدهما لا يحتاج اكتشافهما إلى نور العقل "، فإن العقل بالتالي يصبح أداة إخضاع لما تبقى . وعليه فالمشروع اللاهوتي ما بعد الحداثي هو استعادة الله من دون ترك قدرات العقل "
ديفيد هارفي - ما بعد الحداثة