ما وراء الموضة
يتوسل النظام الغربي الرأسمالي بوسائل لتنميط الإنسان وترشيده والسيطرة عليه.
ومن حيث يوحي النظام الغربي للإنسان الحر بأنه حر وأن عليه ممارسة حريته فإنه يسلبه حريته.
والموضة هي باب من أبواب سلب الإرادة فمنذ اللحظة التي يوضع عقل الإنسان الحر على بساط ماكينة الموضة فهو يسلك سلوكاً أعد له مسبقاً ومع وهم الانتشار عبر تأثير عبيد الإعلام والإعلان من ممثلات ومذيعات ومغنيات فإنه يتخلى تلقائياً عن حريته لقاء حرية اختيار كبرى شركات الموضة.
وما إن يتم الإعلان أن اللون الأصفر هو درجة هذا الخريف حتى تتسابق النسوة لاقتناء ملبوسات شركات الموضة والأزياء كنوع من التعبير والصراخ بعشق الحرية وتحقيق الذات وشكل من أشكال التميز الاجتماعي.
دعايات الماركات العالمية لم تخلق لنشر الجمال بل هي تقنن الجمال ، فلو تركت الحرية لمخيلة الإنسان لخلق مئات الآلاف من طرق الفن والجمال
لكن تقنين أنواع الموضة يعني صناعة
والصناعة يجب أن تكون مدروسة ومحددة ، ولكي يتم انتاجها بكميات كبيرة عبر استغلال الماكينة فإنه يجب أن تكون مقننة ومحددة ولا مجال هنا للخسارة.
إذن الرأسمالية العالمية تقوم بدورك ودور ذوقك وكما تصنع خطوط الماكرونة فإنها تصنع خطوط الموضة.