...
ما هو ذلك السمّ المتنامي ،
لا يدع العالم الصغير و لا بعد ان شلّ روابطه
و شلّ دوافع الخير..
هل تبقى الحياة مسمومة الى آخر الأيام
ما معنى ان تكون المفاهيم مقلوبة
لا نستطيع هضمها
لأن الأخلاق تتحدث عن قيم عالية.. عن قيمة الإنسان
عن القدوة و الإقتداء
عن المثل..
أما الوقائع فتجسد امورا أخرى
تنزلنا من سمو منشود
الى وحل عسير
تتخبط فيه احاسيس مكسورة
بصدمة ، بخيبة ،
بمرارة
تتوالى و تستمر مع الأيام
فتصبح أيام الطفولة سحيقة البعد
غريبة
و يصبح هذا الزمن ، او نحن اغرب و ابعد عنه
كم كانت الطفولة حصنا مرنا.. يمتص الأزمات يبقيها على السطح
و قد يمحوها مع الوقت
لكن الازمات خدعت الطفولة و استمرت الى ما بعدها
كبرت و تعاظمت
و حفرت مع الوقت مزيدا من الآثار
دكّنتها بما يكفي
لجعلها ظواهر بؤس و وجع
.. و عزلة .. في خط متوازي لا يلتقي و الضفاف الإيجابية
المشرقة بالخير..
خط نهاية آمال
لم تعد إلا حلما إختفى في واقع لم يكشف الا ذخائر كره
و عداء
كأن الكره مورِّث نرثه
كأننا نرث الأمور السيئة ،
او ربما نفجرها بأنفسنا في أنفسنا و نلقي ذلك الى اسباب ..
فيستحيل أغلى ما لدينا الى مركز صراع
بالرغم من كوننا نحتاجه مقرّ سكينة ولمّ شمل
و سلام
احاسيس تذبل الى اليأس ، بفعل سمّ تنامى
بدّد اغلى ما لديها
و لم يبقي فيها غير شبه مشاعر
متعبة .. موحلة
يذهلها طريق ورود..غريب