من دروس السيرة النبوية 3

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 13242

    من دروس السيرة النبوية 3

    من دروس السيرة النبوية 3
    نسب الرسول صلى الله عليه وسلم:
    محمد بن عبد الله بن شيبة بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب
    أولاد قصي بن كلاب :
    1- عَبْدَ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ
    2- وَعَبْدَ الدَّارِ بْنَ قُصَيٍّ
    3- وَعَبْدَ الْعُزَّى بْنَ قُصَيٍّ
    4- وَعَبْدَ ( قُصَيِّ ) بْنَ قُصَيٍّ
    5- تَخْمُرَ بِنْتَ قُصَيٍّ
    6- وَبَرَّةَ بِنْتَ قُصَيٍّ

    والمعروف أن نسب الرسول صلى الله عليه وسلم هو :
    محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب

    لكن لماذا هذا الاختلاف ؟
    من هم أولاد عبد مناف ؟
    أولاد عبد مناف بن قصي ( واسمه المغيرة ) :
    1-َهاشِمَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ
    2-الْمُطَلِّبَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ
    3- عَبْدَ شَمْسِ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ ( الثلاثة من أم واحدة وهي عاتكة بنت مرة)
    4- نَوْفَلَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ، (وأمه واقدة المازنية)

    فالمطلب هو عم عبد الله والد الرسول صلى الله عليه وسلم
    فمن أين جاء اسم عبد المطلب ؟ حين نقول محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ؟
    رغم أن المطلب وهاشم أخوة

    وكما جاء في سيرة بن هشام
    كَانَ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَتَزَوَّجَ سَلْمَى بِنْتَ عَمْرٍو أَحَدِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَتْ لَا تَنْكِحُ الرِّجَالَ لِشَرَفِهَا فِي قَوْمِهَا حَتَّى يَشْتَرِطُوا لَهَا أَنَّ أَمْرَهَا بِيَدِهَا، إذَا كَرِهَتْ رَجُلًا فَارَقَتْهُ.
    بمعنى أن العصمة بيدها ومتى ؟ في زمن الجاهلية

    وزواج هاشم جد الرسول صلى الله عليه وسلم من بني النجار سيظهر أثره لاحقاً حين تتنصر الخؤولة على العمومة ويؤيد أهل المدينة المنورة ونواة التأييد من خؤولة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بداية من العقبة حتى هجرته فنصرته ، كما انتصر جده قصي بن كلاب على خزاعة في ذات الموضع ( العقبة) فهذا المكان له تراكم تاريخي وإرث لنصرة الحق على الباطل.

    ***ولادة شيبة المسمى ( عبد المطلب )
    فوَلَدَتْ سَلْمَى بِنْتَ عَمْرٍو لِهَاشِمِ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، فَسَمَّتْهُ شَيْبَةَ.

    فَتَرَكَهُ هَاشِمٌ عِنْدَهَا حَتَّى كَانَ وَصِيفًا أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ، ثُمَّ خَرَجَ إلَيْهِ عَمُّهُ الْمُطَّلِبُ لِيَقْبِضَهُ فَيُلْحِقَهُ بِبَلَدِهِ وَقَوْمِهِ؛

    فَقَالَتْ لَهُ سَلْمَى: لَسْتُ بِمُرْسَلَتِهِ مَعَكَ، فَقَالَ لَهَا الْمُطَّلِبُ:

    إنِّي غَيْرُ مُنْصَرَفٍ حَتَّى أَخْرُجَ بِهِ مَعِي، إنَّ ابْنَ أَخِي قَدْ بَلَغَ، وَهُوَ غَرِيبٌ فِي غَيْرِ قَوْمِهِ، وَنَحْنُ أَهْلُ بَيْتِ شَرَفٍ فِي قَوْمِنَا، نَلِي كَثِيرًا مِنْ أُمُورِهِمْ، وَقَوْمُهُ وَبَلَدُهُ وَعَشِيرَتُهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ الْإِقَامَةِ فِي غَيْرِهِمْ، أَوْ كَمَا قَالَ.

    وَقَالَ شَيْبَةُ لِعَمِّهِ الْمُطَّلِبِ - فِيمَا يَزْعُمُونَ -: لَسْتُ بِمُفَارِقِهَا إلَّا أَنْ تَأْذَنَ لِي، فَأَذِنَتْ لَهُ، وَدَفَعَتْهُ إلَيْهِ، فَاحْتَمَلَهُ فَدَخَلَ بِهِ مَكَّةَ مُرْدِفَهُ مَعَهُ عَلَى بَعِيرِهِ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ابْتَاعَهُ، فَبِهَا سُمِّيَ شَيْبَةُ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ.

    فَقَالَ الْمُطَّلِبُ: وَيْحَكُمْ إنَّمَا هُوَ ابْنُ أَخِي هَاشِمٍ، قَدِمْتُ بِهِ مِنْ الْمَدِينَةِ.

    ثُمَّ وَلِيَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمِ السِّقَايَةَ وَالرِّفَادَةَ بَعْدَ عَمِّهِ الْمُطَّلِبِ، فَأَقَامَهَا لِلنَّاسِ، وَأَقَامَ لِقَوْمِهِ مَا كَانَ آبَاؤُهُ يُقِيمُونَ قَبْلَهُ لِقَوْمِهِمْ مِنْ أَمْرِهِمْ، وَشَرُفَ فِي قَوْمِهِ شَرَفًا لَمْ يَبْلُغْهُ أَحَدٌ مِنْ آبَائِهِ، وَأَحَبَّهُ قَوْمُهُ وَعَظُمَ خَطَرُهُ فِيهِمْ.

    من هو هذا الشريف الذي حيز له الشرف الرفيع في مكة ؟
    إنه جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

    بهذا العرض نفهم دور أجداد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في خدمة دين الله وحجاج بيت الله الحرام وشرف الذي نزل بهم لخدمة دين الله إبراهيم
    ولعلنا نعرج عند شرف حفر بئر زمزم الذي دفنته قبيلة جرهم
    ودور عبد المطلب في حفره والرؤيا التي اعتبرها أمر من الله وما حصل معه من كرامات حتى آل موضوع السقاية للعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم.

    يا أيها الرجل المحول رحله
    هلا سألت عن آل عبد مناف
    هبلتك أمك لو حللت بدارهم
    ضمنوك من جرم ومن اقراف
    الخالطين غنيهم بفقيرهم
    حتى يعود فقيرهم كالكافي
    والضاربين الكبش تبرق بيضه
    والمانعين البيض بالأسياف
    والمنعمين اذا النجوم تغيرت
    والظاعنين لرحلة الايلاف
    والمطعمين اذا الرياح تناوحت
    حتى تغيب الشمس في الرجاف
    والمفضلين اذا المحول ترادفت
    والقائلين هلمّ للأضياف
    اما هلكت ابا الفعال فما جرى
    من فوق مثلك عقد ذات نطاف
    الا أبيك أخي المكارم وحده
    والفيض مطلب أبي الأضياف
    عمرو العلا هشم الشريد لقومه
    قوم بمكة مسنتين عجاف
    سنّت اليه الرحلتان كلاهما
    سفر الشتاء ورحلة الأصياف
    واذا معدّ حصّلت أنسابها
    فهم لعمري من مها الأصداف
    كانت قريش بيضة فتفلّقت
    فالمحّ خالصة لعبد مناف
    لم تر عيني مثلهم وهم الألى
    كسبوا فعال التلد والأطراف
    عمرو العلا هشم الثريد لقومه
    قوم بمكة مسنتين عجاف
    سنّت اليه الرحلتان كلاهما
    سفر الشتاء ورحلة الأصياف
    واذا معدّ حصّلت أنسابها
    فهم لعمري من مها الأصداف
    كانت قريش بيضة فتفلّقت
    فالمحّ خالصة لعبد مناف
    لم تر عيني مثلهم وهم الألى
    كسبوا فعال التلد والأطراف
    ..................مطرود بن كعب الخزاعي
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 13242

    #2
    بينما كنت أقرأ سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقصة حديث بنيان الكعبة حيث اختلفت القبائل فيمن يرفع حجارة الركن فقال الراوي القصة المعروفة ووصل إلى قوله : فكان أول من دخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    ههمت باستقباله كأني بينهم.
    إن سيرتك تحيّ قلوبنا فكيف بالنظر لطلعتك البهية المشرقة ، صلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة تحيي قلوبنا .

    وأبيض يستسقى الغـمام بوجهـه ثـمال اليتـامى عصـمـة لـلأرامـل

    يقول ابن هشام في السيرة النبوية :

    فزعم بعض أهل الرواية ‏‏:‏‏ أن أبا أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، وكان عامئذ أسن قريش كلها ؛ قال ‏‏:‏‏ يا معشر قريش ، اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه ، ففعلوا ‏‏.‏

    فكان أول داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلما رأوه قالوا ‏‏:‏‏ هذا الأمين ، رضينا ، هذا محمد ؛ فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر ، قال صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ هلم إلي ثوبا ، فأتى به ، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده ، ثم قال ‏‏:‏‏ لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ، ثم ارفعوه جميعا ، ففعلوا ‏‏:‏‏ حتى إذا بلغوا به موضعه ، وضعه هو بيده ، ثم بني عليه ‏‏.‏‏

    وكانت قريش تسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قبل أن ينزل عليه الوحي ‏‏:‏‏ الأمين.





    تعليق

    • طارق شفيق حقي
      المدير العام
      • Dec 2003
      • 13242

      #3
      كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الفتنة

      في غزة المصطلق حين سمع الرسول صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق بقيادة الحارث بن ضرار يجمعون له خرج إليهم
      ما حدث أن عدداً من المنافقين خرجوا مع المسلمين حين كثرت انتصارتهم
      وعلى الماء تدافع غلام عمر بن الخطاب " جهجاه "مع رجل من الأنصار
      فصرخ الأنصاري" يا معشر الأنصار " وصرخ جهجاه" يا معشر المهاجرين

      هنا كانت بداية الفتنة لكنها لما تشتعل بعد حتى أتى كبير المنافقين وأحد أبواق الشيطان ليشعل الفتنة بخطابه كما تشعلها اليوم القنوات الإعلامية
      فقال عبد الله بن أبي سلول " سمن كلبك يأكلك أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل"

      كم منافق اليوم يشعل الحروب بين السنة والشيعة
      كم من منافق يشعل الحروب الشعوب وقادتها
      كما من منافق يقتل الإنسانية باسم الإنسانية والحرية
      كم منافق اليوم يطالب بخروج المهاجرين والنازحين من المناطق التي احتموا فيها ؟
      كم منافق اليوم يشعل الفتنة بكلمة يكتبها على الفيسبوك ليشعل الفتنة الطائفية ويمزق البلاد
      كم من منافق يدعي الوطنية يطالب بتقسيم سوريا زعماً أنه يحمي منطقته وطائفته ؟

      كيف تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الفتنة التي اشتعلت وكادت تعمل السلاح في لحظة غضب

      سارع عمر بن الخطاب إلى رسول الله وطالب بقتل كبير المنافقين عبد الله بن أبي سلول فقال له عليه الصلاة والسلام " فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ؟ لا ولكن أذن بالرحيل " وذلك في ساعة لم يكن وقت الرحيل.

      إذن الدرس الأول أن لا نحارب الكلمة بالسيف لأن الناس لن تقول قتل كبير المنافقين بل ستقول قتل صاحبه الذي خرج معه في الغزوة
      والدرس الثاني أن نشغل الناس بأمر آخر حتى يتغير الحال ويذهب الغضب ويكسر سيف الشيطان

      لكن الرسول لم يكتفي بتغيير حال الناس بل أجهدهم بالسفر فمشى بهم يومهم حتى أمسى وليلتهم حتى أصبح وحين طلعت الشمس نزل الناس في منطقة وناموا من شدة التعب
      وكانت غاية رسول الله صلى الهل عليه وسلم إشغال الناس عن القيل والقال وإبطال مفعول الإعلام فما إن تبيت الحادثة حتى يعود العقل لمكانه وقد كان
      ونزلت سورة المنافقين يقول تعالى :
      " يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ، ولكن المنافقين لا يعلمون"

      وجاء ابن عبد الله بن أبي سلول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يقوم بقتل والده
      فماذا أجاب الرسول صلى الله عليه وسلم :" بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا"

      طالما أن المنافق كشف للجميع فلماذا نريق دمه رغم أنه كلمته كانت تريد إراقة الدماء
      وقلب الوضع كلياً بعد ذلك فصار قوم عبد الله يعاتبونه ويعنفونه
      فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب " كيف ترى يا عمر ؟ أما والله لو قتلته يوم قلت لي اقتله لأرعدت له آنف ، لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته. فقال عمر : قد والله علمت لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم بركة من أمري"

      القول الأخير لرسول الله صلى الله عليه وسلم يبين معنى السياسية في الإسلام ، وكيف يسوس القائد أمر رعيته وكيف يدرك
      وكيف نتعامل مع الفتن وأعلامها لقد ترك الناس لتدرك أمر المنافق بالصبر ومرور الزمن، فعقل العامة لا يدرك حكمة عقل القائد وكان دور رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصل عقلهم للحقيقة ،وكيف لو كانت فتنة دموية يقتل المسلم أخيه المسلم لقاء تدافع رجلين، وحمية جاهلية يذكيها كبير المنافقين وكان يومها عبد الله بن أبي سلول و مثالها اليوم القنوات الفضائية وعلى رأسهم الجزيرة والعربية.

      طارق شفيق حقي

      المصدر

      فقه السيرة النبوية للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

      تعليق

      • طارق شفيق حقي
        المدير العام
        • Dec 2003
        • 13242

        #4
        يقول الإمام الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي في مقدمة كتابه " فقه السيرة النبوية "

        " من أجل ذلك أردت أن يكون أهم عملي في هذا الكتاب هو الإقدام على إزالة بقية الأطلال القائمة لتلك المدرسة المذكورة.
        إن المسلم لا ينبغي أن يحاول لحظة واحدة ، فهم حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه عبقري عظيم أو قائد خطير أو داهية محنك . فمثل هذه المحاولة ليست إلا معاندة أو معابثة للجقائق الكبرى التي تزخر بها حياة محمد علىه الصلاة والسلام. فلقد أثبت هذه الحقائق الجلية الناصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان متصفاً بكل صفات السمو والكمال الخلقي والعقلي والنفسي ، ولكن ذلك كان ينبع من حقيقة واحدة كبرى في حياته عليه الصلاة والسلام ، ألا وهي أنه نبي مرسل من قبل الله عز وجل . وإن من العبث الغريب أن نضع الفروع في موضع الأصل في نتجاهل وجود الأصل مطلقاً ! ولا ريب أن الرد لا يكون إلا بلفت النظر إلى الأصل . بل إلى الأصل وحده .

        كما أن المسلم لا ينبغي له أن يتصور أن المعجزة الوحيدة في حياته صلى الله عليه وسلم إنما هي القرآن ، ما دام أنه ينكر أن له عليه الصلاة والسلام سيرة يحاول أن يفهم حياته من خلالها . أما إن كان ينكر وجود هذه السيرة فإن عليه أن ينكر معجزة القرآن. إذ لم تبلغنا معجزات رسول الله المختلفة إلا من حيث بلغتنا منه معجزة القرأن . والإقدام على تأويل هذا وتسليم ذاك طبق ما يستهوي النفس ويتفق مع الغرض ، إسفاف غريب في تصنع البحث والفهم لا يقدم عليه من كان كريماً على نفسه معتزاً بعقله "
        ص 11

        تعليق

        يعمل...