سأكتب بعض المقالات عن الشاميين ودورهم الكبير في بناء الحضارة الإنسانية
سأنقل عن الغربيين ولن أكتب حرفا واحدا دون ذكر المصدر
وسأنشر وثائق لم يكتب عنها حرفا واحدا باللغة العربية
"
........................
مجد الغربيون أثينا وروما لكنهم نادوا بمثالية قرطاج .
يقول Rollin (1) : عندما حاصر الإسكندر الأكبر مدينة صور، ليضع أهلها في أمان أعز ما يملكون بعثوا بنسائهم وأطفالهم إلى قرطاج ، وتم استقبالهم والاعتناء بهم برأفة وطيبة وسخاء مثل التي نترقبها من الآباء والأمهات اللذين هم أكثر حنانا وثروة ، بالرغم من انه في ذلك العهد كانت الحرب تضغط بقوة .
هذه الميزات الدائمة لهبة صادقة لهم شرف ومصدر فخر لأمة أكبر من كل الغزوات والانتصارات المجيدة .
وحول حصار الإسكندر الأكبر لصور يقول Quinte-Curce (2 ) : قرطاج كان لها احترام أبي للوطن الأم صور … ( ص 21 ) ويقول ( ص 33 ) وصل صور ثلاثة وثلاثون نائبا برلمانيا من قرطاج …. وبعث أهل صور بنسائهم وأطفالهم لقرطاج .
ويقول : Le Compte de Segur ( 3 ) صفحة 239 : وعندما خرب الاسكندر الأكبر عاصمة الفينيقيين صور ، النساء والأطفال الذين نجوا من المجزرة وجدوا بقرطاج وطنهم الآخر .
وقال عنهم Ampere (3) صفحة 83 : لنترك الغاليين الشعوب المتوحشة ( الغربيين ) إلى شعوب متحضرة ، رأينا بلاد الغال الأيبيرية والكلتية وسنراها إغريقية ورومانية . سنترك ورائنا ظلمة العهد البدائي : وسندخل إلى عالم النور .
لكن قبل ظهور الإغريق والرومان ، ألم يزر سواحلنا أقدم المتحضرين ، بهذا الشعب الذي ازدهاره سبق بعدة قرون حرب طراودة ، بهذا الشعب الذي قضاءه وقدره ينتهي عندما يبدأ قدر اليونانيين ؟
إنهم الفينيقيون …….
علاقة قرطاج بالدين :
يقول Rollin (ص 143 ) : حسبما يظهر من الكثير من خيوط التاريخ ، يرى جنرالات قرطاج كواجب رئيسي أن يبدؤوا وينتهوا كل معاملاتهم بعبادة الآلهة .
(ص144 ) : ليس الخواص فقط يعتزون بالظهور في كل الحفلات الدينية لتمجيد الآلهة ، نرى انه إلهام وذوق الأمة كلها . بوليبيوس احتفظ لنا بمعاهدة سلام بين فيليب ابن ديمتريوس ملك مقدونيا والقرطاجيين ونجد بطريقة حساسة جدا احترام القرطاجيين للآلهة ، واقتناعهم الحميم بان الآلهة يساعدون ويقودون الأعمال البشرية ، وبالخصوص المعاهدات الوقورة التي تكون باسمهم ، تحت أنظارهم وبحضورهم .
وتم ذكر خمسة أو ستة آلهة …. ويقول سأذكر المصطلحات نفسها لتكون لنا بعض الأفكار عن الفقه القرطاجي : ( ملاحظة : سأنقل أسماء الآلهة كما ذكرها ) هذه المعاهدة عقدت بحضور جوبيتار Jupiter وجونن Junon وأبولون Apollon و بحضور جن القرطاجيين وهرقل وايولاوس Iolaus بحضور مارس ونبتون وتريتون Triton وبحضور الآلهة الذين يصاحبون جيوش قرطاج والشمس والقمر والأرض وبحضور الأودية والمزارع والمياه وبحضور كل الألهة التي تملكهم قرطاج . ( من يريد أن يقرأ كل المعاهدة لينظر إلى بوليبيوس 5 )
وكان للقرطاجيين آلهتان ممجدتان على وجه الخصوص وهما :
الأولى :
الآلهة سيلاست Celeste اسمها كذلك اوراني Urani وهي القمر والتي يتوسلون لها للنجدة عندما تحدث لهم نكبة بالخصوص في حالة الجفاف لكي تنزل المطر ( هذه الآلهة بقيت الناس تعبدها حتى في القرن الخامس ميلادي وبعد سقوط روما وكان لها معبد كبير بقرطاج حسب شهود عيان ( 6 ) الغريب في الأمر ان أغسطين تكلم عنها بصفة الماضي حسب ما فهمت )
الثانية :
الآلهة الثانية التي يعظمها خاصة القرطاجيون والتي يقدمون لها قرابين بشرية هي ساتورن Saturne المعروفة عندهم باسم ملوك Moloch في الكتب . هذه العقيدة أتت من صور إلى قرطاج و فيلون Filon ذكر ما قاله سنشونياتون الفينيقي ٍ Sanchoniaton حيث نرى ان هناك عادة من صور ، عند حدوث كارثة كبرى الملوك يضحون بأبنائهم ليخففوا من غضب الآلهة ….. الخ
لكن Quinte – Curce يقول ( ص 35 ) ويتكلم هنا عن الإسكندر الأكبر عندما حاصر مدينة صور : ….. وارتفعت كذلك عدة أصوات تنادي بإحياء عادة دينية قديمة جدا دخلت طي النسيان منذ قرون كثيرة ويظنوها بأنها مسرة للآلهة وهي التضحية بطفل من الأحرار
ملاحظة : الكاتب هنا يعتمد على ما قاله فيلون Filon الذي كان يحمل الجنسية الرومانية ” وقيل انه يهودي ؟؟ “ لكن الكثير من أفراد عائلته تركوا اليهودية واعتنقوا وثنية روما . ( كتبت عن هذا سابقا )
لا أريد أن أنقل ما قاله بلوتارك اليوناني Plutarque لأنه لا يخفي عنصريته تجاه قرطاج وما قاله البقية …
لكن أظن ان Quinte Curce يقول ان هذه العادة الدينية لم يتم استعمالها منذ قرون طويلة
أظن ان جماعة Corteze والقساوسة الأسبان قالوا نفس الشيء عن منتزوما والكهنة وكيف يقدمون البشر كقرابين للآلهة ، لكن هناك شكوك حول ما قالوه
وأظن ان كل الأديان والإيديولوجيات والدول بكل بقاع العالم إلى غاية هذه الثانية يقدمون بالبشر كقرابين لترضية الرب او الدولة أو الإيديولوجية وأظن ان آلهة الحرية بنيورك قدموا لها عشرات وعشرات الملايين من الأرواح لترضى علينا …..
1 – Rollin
Nouvelles Edition
Par M. Letronne
Paris
M DCCC XXI
Livre second
Histoire des Carthaginois
Premiere Partie
.................................................. ..........
وهذا ما قاله غربي عن قرطاج عايش الثورة الفرنسية وكان بأعلى هرم السلطة وساهم في بناء الدولة الحديثة ، تحمل مسؤوليات عليا مدنية وعسكرية ، ساهم في الحرب الأهلية الأمريكية كتب الكثير من الكتب ، تقابل مع فولتير …. الخ هذا الغربي يرى ان دولة قرطاج أسمى من الدولة الإلهية المسيحية .
بينما ينادي بعض العلماء والمفكرين الكبار جدا منذ العهد العباسي والأندلسي وإلى يومنا هذا بحكمة أثينا وشيوخ أثينا ومنطق أثينا ، ويقولون الحل الوحيد ليخرج المشرق من سباته هي عبادة أثينا وديمقراطيتها ووصل بهم التعصب الأعمى ليقولوا ان المشرق لم يقدم شيئا يذكر منذ القدم نجد ان هذا الغربي مجد قرطاج وكأنه قرطاجي ورآها كمثال أعلى يجب على الغرب أن يقتاد به …….
ويؤسفني أن أرى أن بعض أهل المشرق الذين يتكلمون باسم قرطاج ينشرون أشياء ليس لها أي أساس من الصحة لخدمة السياسيين والعولمة .؟؟؟؟
يقول L.Ph. Segur (1) (ص 238 ) حقد الرومانيين على قرطاج تركهم يريدون مسح اسمها من الكون ، وبما أنهم خربوا كل أرشيف البلاد لا نعرف شيئا عن بداية تاريخ قرطاج !!!
وأخيرا كل ما نعرفه عن قرطاج أتانا من الرومانيين ، مصدر مشكوك في مصداقيته .
الحقد القاسي المتصلب للمنتصرين بقي حيا على دمار وموت المغلوبين . مسحوا قوانينهم ، وتركوهم ينسون لغتهم ، حذفوا اسمهم من قائمة الشعوب ، مثلما حطموا جدران بيوتهم ، حرقوا كل أرشيفهم وكتبهم … لا يمكن لنا أن نحكم عن شعب حسب شهادة أعدائه ، إنه من المستحيل رفض احترام والإعجاب بجمهورية لمدة سبع مئة سنة تتمتع بحكمة قوانينها والسلام في داخل حدودها ، وكسبت بسلاحها وتقنيتها كثيرا من الشهرة والثروة .
ص 243 : هناك قانون يمنع أهل قرطاج على دراسة اللغة اليونانية ( ملاحظة : ليس لي أي تعليق عن ما قرأته من واحد وآخر كتب عن حنبعل أو الفيلسوف عزربعل ؟؟؟ ) .
ص 236 : اسم زوج عليسة هو عسرباس Aserbas أو Secherbas أو Siche وكان مشهورا بالفضائل الرئيسية الأربعة وبثروته.
ص 237 : وعدت عليسة أن لا تتزوج أي كان بعد موت زوجها ، لكن ملك Getules ( قبيلة بشمال إفريقيا تعاملت مع الرومان … ) هددها بالحرب ان لا تتزوجه . الملكة لا تريد ان تخون وعدها أو تعرض شعبها للخطر ، فطلبت فترة للتفكير ثم قدمت قربانا لروح زوجها سيشي ، ثم صعدت على المحرقة وطعنت نفسها بالخنجر ورمت بجسمها في النيران .
أسطورة فرجيليوس حول Enee و Didon أي عليسة ، إنها مجرد خرافة تخيلها هذا الشاعر لكي يمدح تفاهة أهل روما .
حسب الظاهر القرطاجيون وفاء لذكرى عليسة لا يريدون قط أي حاكم آخر نظرا لكونها رفضت أن تكون زوجة لشخص آخر بعد زوجها سيشي فعملوا بعدها بالنظام الجمهوري ( ملاحظة : هذا الملك البربري إيارب Iarbe أراد ان يتزوجها ليحكم قرطاج ، ومتى تأسست اليونان التي تنادون بديمقراطيتها ومتى عرفت النظام الجمهوري ؟؟؟ )
ص 239 : كلمة Poeni التي اشتقوا منها كلمة Punique مشتقة بالتأكيد من كلمة Pheniciens ( عشرات المراجع الغربية تقول نفس الشيء )
ص 240 : هنا يرد على ما يقوله بلوتارك حول ادعائه بان القرطاجيين كانوا يقدمون الأرواح البشرية كقرابين للآلهة : كل الشعوب القديمة قدمت القرابين للآلهة إلى أن دخلت المسيحية ، إلغاؤها للقرابين كان من أحسن الأشياء التي قدمتها هذه الديانة الأخلاقية ، ثورة سعيدة لو تمكنت من منع صعود الكثير من الطغاة والمتعصبين الذين طلبوا بنفس القرابين مثل Saturne ( هنا أظن يتكلم حتى عن اليهود بأنهم قدموا البشر كقرابين … )
ص 240 : من الواجب ان تكون الحكومة القرطاجية مبنية على أسس صحيحة لأنها لمدة خمسة قرون أنقذت هذه الجمهورية من سلسلة من الطغاة ومن الفوضى .
( أعتذر للجميع ، نتيجة خلل بالجهاز لم أتمكن من نشر كل المقال ، لكن سأواصل الكتابة عن قرطاج ومن كل الزوايا )
ملاحظة فقط : حول رفض البابا بيوس السادس له كسفير لفرنسا بإيطاليا ؟؟؟؟؟ كل شخص له الحرية الكاملة ليراه مثلما يريد
1 – Histoire ancienne
M. Le Comte de Segur
Nouvelle Edition II
Didier et Cie
Paris 1858
.................................................. .........
ان لا تستحي فافعل ما تشاء ، وكما يقول أهل قريتي ” اللسان ما فيهش عظم ” بينما . 1. Lambert يقول حرفيا الإغريق حيوانات متوحشة وأجلاف والفينيقيون والمصريون هم الذين أدخلوهم للحضارة وخاصة الفينيقيين ، أرى أن مفكرينا العظماء المبجلين الذين نرى فوق صدورهم الأوسمة ويحصلون على جوائز يقولون ان الإغريق صنعوا عقل الكون وخلقوا كل شيء ، وعندما يتكلمون عن قرطاج أو الإسكندرية لا يستحون عندما يقولون ان الفكر الهليني صنع ثقافتهما ….
حسب ما فهمت من Lambert عثروا بـــ Moselle بفرنسا على آثار فينيقية لكن بعض الأفراد أرادوا ان ينسبوا تلك الآثار لليونانيين وحدث صراع بينه وبينهم ، ويذكر لنا الكاتب حتى ما هو منقوش باللغة الفينيقية فوق الآثار التي عثروا عليها بمرسيليا ……
يقول Lambert :
وهكذا ، الفينيقيون الذين لم يتركوا لنا تقريبا شيئا يذكر من أدبهم نجدهم تركوا لنا بالعالم المتحضر بصمات من حضارتهم أكثر من أكبر أي شعب آخر متمدنا وإنتاجه كان غزيرا .
في يومنا هذا يبدأ الأطفال تعليمهم بالأعمال الفنية الفينيقية ، يصورون في أبجديتهم الأحرف الفينيقية ، يحسبون الحساب حسب منوال فينيقي بحت .
ها هو تاج مجدهم الذي غير قابل للنقاش ولا جدال فيه ( ص 34 )
علاقة الفينيقيين بالإغريق ( ص 27 … )
أيها السادة ، لم يتقرر بعد بان الفينيقيين لم يمروا نهائيا ب Moselle ( فرنسا ) وفي حاجة لأطلب منكم الاعتذار لأني سأحملكم أكثر من طاقتكم في ميدانكم …. ( ثم يتكلم هنا الكاتب عن الآثار القديمة التي عثروا عليها بالمنطقة )
الفينيقيون ليسوا بغرباء عنا نهائيا ، وأتجرأ ان أقول بأننا مدينين لهم بكثرة منافعهم أكثر من شهادتنا لتقديرهم ، من حقهم ان يمجدوا أنفسهم ، وليس دون سبب بأنهم علمونا كيف نـُهجي ( epeler ) ونكتب ونحسب وهذا بالضبط ما أريد أن أشير إليه أمام أعينكم في شكل ملاحظة سريعة .
حتى بعد ثلاثة آلاف سنة ، الفينيقيون مازال لهم عناوين جدية لمعرفتنا كذلك لهم لليونانيين والرومان .
إحتياطنا اللغوي من الكلتية Celtique ، لكن يوجد كذلك بلغتنا اليونانية والرومانية . لكن اليونانيون والرومان بدورهم اقترضوا الكثير من الفينيقيين .
اليونان لم تكن دائما هذه الأمة البليغة والمهذبة التي أشعت بحيوية وسط شعوب متوحشة . لقد مرت قرون قبل ان يستقر الجنس الهلّيني فوق أرضه . أولا كان البيلاسجيون ( السكان الأصليين لليونان ) ثم الهلينيون هاجروا بسرعة من أواسط آسيا وحشدهم الكبير المتماسك قام بهجوم مفاجئ ورفسوا أوروبا مثل الحيوانات الوحشية التي تم طردها من بين الأشجار ، حثالة وأناس لا يسوون شيئا بدون شك من بكتريان ( مناطق أفغانستان وأزبكستان وطجاكستان ) أو من الهند .
لقد كانت مهمة لصنع من هؤلاء الأجلاف بشر .
حسب الظاهر المصريون والفينيقيون يتصارعون على الشرف لمن قام بتوليدهم وسط الحضارة . واحد اسمه Danaus وأخر Silex وآخر Cecrops أتوا للهلينيين بالفنون المصرية . البلد الوحيد Thebes أكيد ان أصلها فينيقي ، لكن لفينيقي مشهور خلـّد اسمه للأجيال القادمة في الأزمنة القديمة جدا . ….
مهما كان التأثير المصري على الجنس الهليني حسب الظاهر لم يتركوا نفس الآثار التي تركها الفينيقيون .
الفينيقيون لم يكونوا عدوانيين إلا في بعض الحالات الخاصة ….
أقرب جيران للفينيقيين من الجهة الأخرى من البحر هم اليونانيون ، وهناك نقلوا جهد حضارتهم المجيدة .
استسلم الفينيقيون بالمشرق أمام الشعوب الأخرى المزاحمة وقرطاج فقط تكلمت عن كفاحها العظيم ( ص 29 )
De la Moselle
Annee 1859
Metz 1860
De l influence des Pheniciens
Sur la civilisation Greque
Et de leur origine nationale
Par M. Eliezer Lambert
.................................................. ..
يقول Dureau قرطاج أدخلت شمال إفريقيا إلى الحضارة ، وبسقوطها سقطت أسيا واليونان ، وعندما أشعلوا فيها النيران أعلنوا عن خراب الحريات بالكون . (ص 7 )
المعابد بمدينة قرطاج في العهد القديم أي قبل ان تحرقها روما :
مكان الميدان والبيرصة Byrsa
يقول Dureau مكان Cothon ( أي الميناء المحفور ) يعطينا مكان الأغورا Agora أي Forum ( الساحة أو الميدان ) لأنها قريبة من الميناء ومعبد أبولون Apollon موجود بهذا المكان . والبرلمان ان له إجتماعات عادية يعقدها بالكيري Curie واحتمال بقاعة من قاعات معبد أبولون والأمور السرية يتشاورون عنها في معبد Esculape بالبيرصة . (ص 18 )
البيرصة :
مكان البيرصة مهم جدا لأنه سيعطينا المكان المحدد للدفاع المثلث وجزء من مدينة ميغارا Megara المكان المحصن جدا بكل المدينة . نصعد من Agora عن طريق ثلاثة طرق محاطة بعمارات تتكون من ستة طوابق وهذه المنطقة بها أكثر كثافة سكنية بالمدينة . شوارعها كانت عريضة ، ولتكن لنا فكرة عن طول هذه الطرقات نجد انه عندما حرق الروماني سبيون قرطاج في اليوم السابع خرج من معقل هذه الشوارع حوالي 50000 نسمة . (ص 19 )
معبد Esculape (ص 20 ) وقصر عليسة Didon
أشهر معبد بالمدينة وأكثرهم ثراء هو معبد أسكيلاب وكان موجودا بالأكروبول Acropole ونجده يُتوّج تلّ البيرصة ، كان موجودا بمكان مرتفع وشديد الانحدار ولايمكن الوصول الى ساحة المبعد إلا عن طريق مدرج ( 60 درجة ) واحتمال أنه بجانب هذا المعبد نجد قصر عليسة ومن بهو القصر يمكن مشاهدة البحر وكل مدينة قرطاج .
داخل أصوار بيرصة نجد معبد عشتار Astarte المشهور جدا .
مكان معبد صاتورن Saturne الذي وضع فيه الرحالة حانون Hannon نسخة عن رحلته وبه نجد أرشيف الجمهورية .
معبد هرقل كخادم للمدينة ومعبد عليسة كانا وسط المدينة ومعبدان إغريقيان ومعبد جوبيتار Jupiter ( أنظر قسم حنبعل لوالده …) معابد لسيراس Ceres و بروسربين Procerpine ، خزينة الكولة Aerarium منزل حنون وحنبعل . جسور وسجن .
أسوار مدينة قرطاج .
لكل جزء من المدينة أسوار خاصة : الأحياء الثلاثة ، قلب المدينة ، بيرصة ، ميغارا Megara ، سيراكوس Syracuse ، تيشي Tyche ، نيابوليس Neapolis ، أشردين Achradine ، وأرتيجي Ortygie
وسأرجع لمدينة قرطاج وقرطاج عدة مرات مستقبلا …….
Recherches sur la topographie de carthage
Par M. Dureau de la Malle
Avec des notes
Par M. Dusgate
Paris 1835
.................................................. ................
كل الإنسانية مدينة بالشكر للشاميين والمصريين
يقول فرنسوا ( ص 12 ) : عندما نرجع للأصل ، كل الكتابات المعروفة يرجعوا إلى عدد صغير من الأنظمة ، وكلهم كانوا أنظمة هيروغليفية ، وحسب الظاهر ولدوا بطريقة متحررة من بعضهم وهم :
الهيروغليف المصري
الكتابة الصينية
الخط المسماري الفارسي والسوميري ( l ecriture anarienne )
والهيروغليف المكسيكي
هؤلاء الأنظمة الأربعة رغم بقائهم أساسا ككتابات رمزية كلهم تحولوا إلى أنظمة صوتية.
( ص 59 ) لا يوجد نظام متعلق بالرسم والخط أظهر تناقضا باللغة التي يجب تصويرها أكثر من الخط المسماري الأشوري … أيضا ، هل حقا هذه الظاهرة الأكثر غرابة في تاريخ الكتابة ان تمديد الزواج الغير متكافئ حوالي خمسة عشر قرنا بين النظام المتعلق بالرسم والخط واللغة التي يكتبونها. نتساءل كيف هذه الوحدة لم تنقطع مباشرة عند تكوينها وكيف البابليون والأشوريون تمكنوا من البقاء قرونا يستعملون نظام كتابة معقدا بإفراط ، غامض ، دون وضوح ، قطعا عكس العبقرية الأكثر حميمة للسان قومهم، دون ان يفتشوا عن تحسينه والخروج من مكوناته ، نظام أكثر دقة وكمالا يتناسب ولغتهم . وبطبيعة الحال نفهم كيف فور استلامهم تركيب أبجدية الاثنين وعشرون حرفا التي اخترعها الفينيقيون عجلوا ليجعلوا منها كتابتهم في كل الميادين العامة ، واحتفظوا بكتابهم القديمة فقط للحفلات الدينية.
ص 90 : وهكذا الفينيقيون الوحيدين ، عن طريق جمع كل ظروفهم ، كانوا مؤهلين ان يسحبوا التطور الأخير من الاكتشافات المصرية .ويدفعوا بالتركيب الأبجدي إلى النتيجة العملية باختراعهم الأبجدية الدقيقة .
ص 91 : هنا يتكلم الكاتب عن ما قاله القدامى الذين مجدوا الفينيقيين ثم يقول :
هنا ، الشهادات الأدبية القديمة حول الفينيقيين تأكدها اكتشافات العلم العصري وهم الذين نشروا أبجديتهم في كل المساحة الأرضية .
ص 93 : وفي الواقع ، ان القدامى يقولون بالاجماع ان أبناء ” كنعان ” هم الذين اكتشفوا أول أبجدية هناك كمية كبيرة مذهلة من الشهادات تشير بأن أحرفهم مسحوبة من نظام الخط المصري . وسنشونيتون Sanchoniathon ( مؤرخ فينيقي ) معروف باسم تاووته ( Taaouth ) وتعني Thoth – Hermes يقول أن العلوم المصرية كانت أول معلم للفينيقيين في فن تصوير النطق البشري .
…………………….إلخ
L Alphabet Phenicien
Dans l Ancien Monde
Francoit Lenormant
Paris
Imprimerie A. Laine et J. Havard
1866
……………………………………………….
خطبة الرحالة حنون أمام الشعب بقرطاج احتفظ لنا بها التاريخ لأن عالم الرياضيات بيثاغوراس Pythagore كان من بين الحاضرين ومن الوثائق القرطاجية النادرة التي بقيت على قيد الحياة ( سيتم ترجمتها عن قريب ) ، لكن ما بقي لنا من خطبة الرحالة هملكون هو ما كتبه الشاعر Rufus Festus Avienus (1)عاش في القرن الرابع ، لكن هل يمكن لنا أن نثق بشاعر كمرجع تاريخي علمي ، لأنه كما يقول لوقيان السوري ، الشاعر مستعد ان يخلق أي كلمة كانت من أجل الحفاظ على القافية .
عندما اكتشف القرطاجيون انجلترا أعطوها اسم ألفيون أو ألبيون – Al-Bion Al-Fion وإرلندا كان اسمها الجزيرة المقدسة .
مقاطع عن الرحلة البحرية التي قام بها الرحالة القرطاجي هملكون Himilcon إلى أوروبا : ( وما نلاحظه هنا هو ان الرحالة القرطاجي Pytheas اتبع خطى هملكون وواصل رحلة الى إزلندا وجزيرة غرينلند )
أراضي هذا الكون الواسع يمتدون إلى بعيد ومحاطون بالمياه من كل الجهات . هنا أين أمواج المحيط تضغط وتصطدم لتدخل إلى حوض بحرنا يبدأ المحيط الأطلنطي ، هنا مدينة غدير Gaddir ( اسم فينيقي ويعني : المدينة المحاطة بالأرصفة ) التي كان اسمها سابقا طرتسّوس Tartessus ، هنا نجد أعمدة هرقل ، عبيلة وكلبي Abila – Calpé ( عبيلة اسم شرقي بحت لعدة أماكن بالمشرق ) ، الأراضي المجاورة يسارا تنتمي لليبيين ، المنطقة الأخرى بالجزء البعيد نجدها عرضة للرياح الشمالية الصاخبة . يسكنها السلتيون ( الكلتيون Celtes ) ، وهنا يرتفع الرأس البحري المسمى في القديم Oestrymnon ، حيث كل قمته الحجرية تنحني وتمتد حتى إلى الوسط المعتدل . وعند قدميه نجد الخليج المعروف عند السكان باسم خليج Oestrymnon وبهذا الخليج ترتفع جزر Oestrymnides الغنية بالقصدير والرصاص …. تدوم الرحلة يومين من هنا إلى الجزيرة المقدسة ( ارلندا ) كما كانوا يسمونها سابقا .
في عهد هيرودوت Herodotos نجد ان معلومات الإغريق عن العالم محدودة جدا ولا تفوت المناطق المجاورة لهم ولا يعرفون شيئا عن أوروبا ككل ، وحتى عن إسبانيا كانت معلوماتهم سطحية ، وهذا ينفي ما يقوله يعض الغربيين عن وجودهم في مرسيليا منذ القدم ، وأظن حتى في عهد الإسكندر الأكبر المنطقة الإغريقية الموجودة قرب أوروبا كان يسكنها شعوب ” متوحشة ” كما يقولون :
نجد في كناب تاريخ شمال أوروبا (2) : المؤرخ هيرودوت Herodotos الذي مدنا بكل المعلومات حول شمال شرقي أوروبا وغرب آسيا دليل على معرفة لا يعرفها القدامى من الإغريقيين والرومان سواء من الذين عاشوا قبله أو بعده ، ( ويتكلم عن رحلاته إلى وسط آسيا ، وإفريقيا والجزيرة العربية وليبيا ( أي شمال إفريقيا ) …. الخ . هذا الرجل المتعلم كان في حوزته إلا القليل من المعلومات عن أوروبا ، وليس فقط عن الجزر البريطانية وشمال أوروبا لكن معلوماته حتى عن الجرمانيين وبلاد الغال ( فرنسا بلجيكا …الخ ) كانت سطحية فقط . ونجده يقول لم يتمكن أي شخص أن يزور شمال أوروبا والمنطقة كانت خالية من السكان ( يقول هيرودوت Herodote ان الثلوج تتساقط دائما لكن في فيصل الصيف أقل من الشتاء أنظر الكتاب الرابع XXXI ) وكان يظن ان نهر Donau يشق وسط أوروبا وتصل مياهه إلى جبال البيريني ويقول بغرب تلك المنطقة يسكن الكلتيون ( السلتيون Celtes . Kelter ) …… مع العلم قبل هيرودوت بمدة طويلة جدا ، أكبر الشعوب القديمة في التجارة وهم القرطاجيون والفينيقيون جلبوا من أقصى شمال أوروبا الجواهر (ص 7 ) .
أما Francois Laurant ( 3 ) يقول : في كل الأحوال القرطاجيون كانت لهم معرفة بهذه الرحلات الجديرة بالذكر ، كلفوا حنون ان يبحر خلف أعمدة هرقل ويبني مستوطنات على السواحل الإفريقية وأن يتجه هملكون إلى الشمال ليكتشف السواحل الغربية لأوروبا :
رحلة حنون أثارت نفس الشكوك التي أثارت الطواف البحري حول القارة الإفريقية مع ذلك نصب تذكاري أصلي نلاحظ وجوده .
Strabon الذي كان يرى ان تلك الأراضي لا يمكن الإقامة بها قال أنها أساطير ( وحتى ) لكن الرحالة Bougainville أثبت ان التفاصيل المذكورة بالرحلة البحرية لحنون لها اتفاق كامل تبعا للاكتشافات العصرية . مع ذلك هناك شكوك في تاريخ وحدود الرحلة . من المحتمل قام حنون برحلته في القرن الخامس ( من زاويتي أظن أن الرحلة حدثت في عهد عالم الرياضيات فيثاغوراس) . ورحلته فاتت جزر الرأس الأخظر ( Republique du Cap Vert ) وهناك من يقول ليبيريا … الخ
1 – Festus Avienus
Description de la terre
Les regions Maritimes
Par MM . E . Despois et ED Saviot
Paris 1843
صفحة 111 – 127 …. الخ
2 – Svenska folkets historia
Från Äldsta till närwarande tider
Första bandet
Tryckt Hos Johan Hörberg
Stockholm 1834
3 - Histoire du droit des gens et des relations internationales
Francois Laurant
Tome I
L Orient
Gand 1850
Page 523
حول رحلات هملكون أنظر كذلك :
a- Christophe Colomb
Vasco de Gama
Par
Emile d Eschanel
Deuxieme Edition
Paris 1865
صفحة 12
b- Histoire d Espagne
Par Ch. Romey
Tome II
Paris 1858
صفحة 414
سأنقل عن الغربيين ولن أكتب حرفا واحدا دون ذكر المصدر
وسأنشر وثائق لم يكتب عنها حرفا واحدا باللغة العربية
"
........................
مجد الغربيون أثينا وروما لكنهم نادوا بمثالية قرطاج .
يقول Rollin (1) : عندما حاصر الإسكندر الأكبر مدينة صور، ليضع أهلها في أمان أعز ما يملكون بعثوا بنسائهم وأطفالهم إلى قرطاج ، وتم استقبالهم والاعتناء بهم برأفة وطيبة وسخاء مثل التي نترقبها من الآباء والأمهات اللذين هم أكثر حنانا وثروة ، بالرغم من انه في ذلك العهد كانت الحرب تضغط بقوة .
هذه الميزات الدائمة لهبة صادقة لهم شرف ومصدر فخر لأمة أكبر من كل الغزوات والانتصارات المجيدة .
وحول حصار الإسكندر الأكبر لصور يقول Quinte-Curce (2 ) : قرطاج كان لها احترام أبي للوطن الأم صور … ( ص 21 ) ويقول ( ص 33 ) وصل صور ثلاثة وثلاثون نائبا برلمانيا من قرطاج …. وبعث أهل صور بنسائهم وأطفالهم لقرطاج .
ويقول : Le Compte de Segur ( 3 ) صفحة 239 : وعندما خرب الاسكندر الأكبر عاصمة الفينيقيين صور ، النساء والأطفال الذين نجوا من المجزرة وجدوا بقرطاج وطنهم الآخر .
وقال عنهم Ampere (3) صفحة 83 : لنترك الغاليين الشعوب المتوحشة ( الغربيين ) إلى شعوب متحضرة ، رأينا بلاد الغال الأيبيرية والكلتية وسنراها إغريقية ورومانية . سنترك ورائنا ظلمة العهد البدائي : وسندخل إلى عالم النور .
لكن قبل ظهور الإغريق والرومان ، ألم يزر سواحلنا أقدم المتحضرين ، بهذا الشعب الذي ازدهاره سبق بعدة قرون حرب طراودة ، بهذا الشعب الذي قضاءه وقدره ينتهي عندما يبدأ قدر اليونانيين ؟
إنهم الفينيقيون …….
علاقة قرطاج بالدين :
يقول Rollin (ص 143 ) : حسبما يظهر من الكثير من خيوط التاريخ ، يرى جنرالات قرطاج كواجب رئيسي أن يبدؤوا وينتهوا كل معاملاتهم بعبادة الآلهة .
(ص144 ) : ليس الخواص فقط يعتزون بالظهور في كل الحفلات الدينية لتمجيد الآلهة ، نرى انه إلهام وذوق الأمة كلها . بوليبيوس احتفظ لنا بمعاهدة سلام بين فيليب ابن ديمتريوس ملك مقدونيا والقرطاجيين ونجد بطريقة حساسة جدا احترام القرطاجيين للآلهة ، واقتناعهم الحميم بان الآلهة يساعدون ويقودون الأعمال البشرية ، وبالخصوص المعاهدات الوقورة التي تكون باسمهم ، تحت أنظارهم وبحضورهم .
وتم ذكر خمسة أو ستة آلهة …. ويقول سأذكر المصطلحات نفسها لتكون لنا بعض الأفكار عن الفقه القرطاجي : ( ملاحظة : سأنقل أسماء الآلهة كما ذكرها ) هذه المعاهدة عقدت بحضور جوبيتار Jupiter وجونن Junon وأبولون Apollon و بحضور جن القرطاجيين وهرقل وايولاوس Iolaus بحضور مارس ونبتون وتريتون Triton وبحضور الآلهة الذين يصاحبون جيوش قرطاج والشمس والقمر والأرض وبحضور الأودية والمزارع والمياه وبحضور كل الألهة التي تملكهم قرطاج . ( من يريد أن يقرأ كل المعاهدة لينظر إلى بوليبيوس 5 )
وكان للقرطاجيين آلهتان ممجدتان على وجه الخصوص وهما :
الأولى :
الآلهة سيلاست Celeste اسمها كذلك اوراني Urani وهي القمر والتي يتوسلون لها للنجدة عندما تحدث لهم نكبة بالخصوص في حالة الجفاف لكي تنزل المطر ( هذه الآلهة بقيت الناس تعبدها حتى في القرن الخامس ميلادي وبعد سقوط روما وكان لها معبد كبير بقرطاج حسب شهود عيان ( 6 ) الغريب في الأمر ان أغسطين تكلم عنها بصفة الماضي حسب ما فهمت )
الثانية :
الآلهة الثانية التي يعظمها خاصة القرطاجيون والتي يقدمون لها قرابين بشرية هي ساتورن Saturne المعروفة عندهم باسم ملوك Moloch في الكتب . هذه العقيدة أتت من صور إلى قرطاج و فيلون Filon ذكر ما قاله سنشونياتون الفينيقي ٍ Sanchoniaton حيث نرى ان هناك عادة من صور ، عند حدوث كارثة كبرى الملوك يضحون بأبنائهم ليخففوا من غضب الآلهة ….. الخ
لكن Quinte – Curce يقول ( ص 35 ) ويتكلم هنا عن الإسكندر الأكبر عندما حاصر مدينة صور : ….. وارتفعت كذلك عدة أصوات تنادي بإحياء عادة دينية قديمة جدا دخلت طي النسيان منذ قرون كثيرة ويظنوها بأنها مسرة للآلهة وهي التضحية بطفل من الأحرار
ملاحظة : الكاتب هنا يعتمد على ما قاله فيلون Filon الذي كان يحمل الجنسية الرومانية ” وقيل انه يهودي ؟؟ “ لكن الكثير من أفراد عائلته تركوا اليهودية واعتنقوا وثنية روما . ( كتبت عن هذا سابقا )
لا أريد أن أنقل ما قاله بلوتارك اليوناني Plutarque لأنه لا يخفي عنصريته تجاه قرطاج وما قاله البقية …
لكن أظن ان Quinte Curce يقول ان هذه العادة الدينية لم يتم استعمالها منذ قرون طويلة
أظن ان جماعة Corteze والقساوسة الأسبان قالوا نفس الشيء عن منتزوما والكهنة وكيف يقدمون البشر كقرابين للآلهة ، لكن هناك شكوك حول ما قالوه
وأظن ان كل الأديان والإيديولوجيات والدول بكل بقاع العالم إلى غاية هذه الثانية يقدمون بالبشر كقرابين لترضية الرب او الدولة أو الإيديولوجية وأظن ان آلهة الحرية بنيورك قدموا لها عشرات وعشرات الملايين من الأرواح لترضى علينا …..
1 – Rollin
Nouvelles Edition
Par M. Letronne
Paris
M DCCC XXI
Livre second
Histoire des Carthaginois
Premiere Partie
.................................................. ..........
وهذا ما قاله غربي عن قرطاج عايش الثورة الفرنسية وكان بأعلى هرم السلطة وساهم في بناء الدولة الحديثة ، تحمل مسؤوليات عليا مدنية وعسكرية ، ساهم في الحرب الأهلية الأمريكية كتب الكثير من الكتب ، تقابل مع فولتير …. الخ هذا الغربي يرى ان دولة قرطاج أسمى من الدولة الإلهية المسيحية .
بينما ينادي بعض العلماء والمفكرين الكبار جدا منذ العهد العباسي والأندلسي وإلى يومنا هذا بحكمة أثينا وشيوخ أثينا ومنطق أثينا ، ويقولون الحل الوحيد ليخرج المشرق من سباته هي عبادة أثينا وديمقراطيتها ووصل بهم التعصب الأعمى ليقولوا ان المشرق لم يقدم شيئا يذكر منذ القدم نجد ان هذا الغربي مجد قرطاج وكأنه قرطاجي ورآها كمثال أعلى يجب على الغرب أن يقتاد به …….
ويؤسفني أن أرى أن بعض أهل المشرق الذين يتكلمون باسم قرطاج ينشرون أشياء ليس لها أي أساس من الصحة لخدمة السياسيين والعولمة .؟؟؟؟
يقول L.Ph. Segur (1) (ص 238 ) حقد الرومانيين على قرطاج تركهم يريدون مسح اسمها من الكون ، وبما أنهم خربوا كل أرشيف البلاد لا نعرف شيئا عن بداية تاريخ قرطاج !!!
وأخيرا كل ما نعرفه عن قرطاج أتانا من الرومانيين ، مصدر مشكوك في مصداقيته .
الحقد القاسي المتصلب للمنتصرين بقي حيا على دمار وموت المغلوبين . مسحوا قوانينهم ، وتركوهم ينسون لغتهم ، حذفوا اسمهم من قائمة الشعوب ، مثلما حطموا جدران بيوتهم ، حرقوا كل أرشيفهم وكتبهم … لا يمكن لنا أن نحكم عن شعب حسب شهادة أعدائه ، إنه من المستحيل رفض احترام والإعجاب بجمهورية لمدة سبع مئة سنة تتمتع بحكمة قوانينها والسلام في داخل حدودها ، وكسبت بسلاحها وتقنيتها كثيرا من الشهرة والثروة .
ص 243 : هناك قانون يمنع أهل قرطاج على دراسة اللغة اليونانية ( ملاحظة : ليس لي أي تعليق عن ما قرأته من واحد وآخر كتب عن حنبعل أو الفيلسوف عزربعل ؟؟؟ ) .
ص 236 : اسم زوج عليسة هو عسرباس Aserbas أو Secherbas أو Siche وكان مشهورا بالفضائل الرئيسية الأربعة وبثروته.
ص 237 : وعدت عليسة أن لا تتزوج أي كان بعد موت زوجها ، لكن ملك Getules ( قبيلة بشمال إفريقيا تعاملت مع الرومان … ) هددها بالحرب ان لا تتزوجه . الملكة لا تريد ان تخون وعدها أو تعرض شعبها للخطر ، فطلبت فترة للتفكير ثم قدمت قربانا لروح زوجها سيشي ، ثم صعدت على المحرقة وطعنت نفسها بالخنجر ورمت بجسمها في النيران .
أسطورة فرجيليوس حول Enee و Didon أي عليسة ، إنها مجرد خرافة تخيلها هذا الشاعر لكي يمدح تفاهة أهل روما .
حسب الظاهر القرطاجيون وفاء لذكرى عليسة لا يريدون قط أي حاكم آخر نظرا لكونها رفضت أن تكون زوجة لشخص آخر بعد زوجها سيشي فعملوا بعدها بالنظام الجمهوري ( ملاحظة : هذا الملك البربري إيارب Iarbe أراد ان يتزوجها ليحكم قرطاج ، ومتى تأسست اليونان التي تنادون بديمقراطيتها ومتى عرفت النظام الجمهوري ؟؟؟ )
ص 239 : كلمة Poeni التي اشتقوا منها كلمة Punique مشتقة بالتأكيد من كلمة Pheniciens ( عشرات المراجع الغربية تقول نفس الشيء )
ص 240 : هنا يرد على ما يقوله بلوتارك حول ادعائه بان القرطاجيين كانوا يقدمون الأرواح البشرية كقرابين للآلهة : كل الشعوب القديمة قدمت القرابين للآلهة إلى أن دخلت المسيحية ، إلغاؤها للقرابين كان من أحسن الأشياء التي قدمتها هذه الديانة الأخلاقية ، ثورة سعيدة لو تمكنت من منع صعود الكثير من الطغاة والمتعصبين الذين طلبوا بنفس القرابين مثل Saturne ( هنا أظن يتكلم حتى عن اليهود بأنهم قدموا البشر كقرابين … )
ص 240 : من الواجب ان تكون الحكومة القرطاجية مبنية على أسس صحيحة لأنها لمدة خمسة قرون أنقذت هذه الجمهورية من سلسلة من الطغاة ومن الفوضى .
( أعتذر للجميع ، نتيجة خلل بالجهاز لم أتمكن من نشر كل المقال ، لكن سأواصل الكتابة عن قرطاج ومن كل الزوايا )
ملاحظة فقط : حول رفض البابا بيوس السادس له كسفير لفرنسا بإيطاليا ؟؟؟؟؟ كل شخص له الحرية الكاملة ليراه مثلما يريد
1 – Histoire ancienne
M. Le Comte de Segur
Nouvelle Edition II
Didier et Cie
Paris 1858
.................................................. .........
ان لا تستحي فافعل ما تشاء ، وكما يقول أهل قريتي ” اللسان ما فيهش عظم ” بينما . 1. Lambert يقول حرفيا الإغريق حيوانات متوحشة وأجلاف والفينيقيون والمصريون هم الذين أدخلوهم للحضارة وخاصة الفينيقيين ، أرى أن مفكرينا العظماء المبجلين الذين نرى فوق صدورهم الأوسمة ويحصلون على جوائز يقولون ان الإغريق صنعوا عقل الكون وخلقوا كل شيء ، وعندما يتكلمون عن قرطاج أو الإسكندرية لا يستحون عندما يقولون ان الفكر الهليني صنع ثقافتهما ….
حسب ما فهمت من Lambert عثروا بـــ Moselle بفرنسا على آثار فينيقية لكن بعض الأفراد أرادوا ان ينسبوا تلك الآثار لليونانيين وحدث صراع بينه وبينهم ، ويذكر لنا الكاتب حتى ما هو منقوش باللغة الفينيقية فوق الآثار التي عثروا عليها بمرسيليا ……
يقول Lambert :
وهكذا ، الفينيقيون الذين لم يتركوا لنا تقريبا شيئا يذكر من أدبهم نجدهم تركوا لنا بالعالم المتحضر بصمات من حضارتهم أكثر من أكبر أي شعب آخر متمدنا وإنتاجه كان غزيرا .
في يومنا هذا يبدأ الأطفال تعليمهم بالأعمال الفنية الفينيقية ، يصورون في أبجديتهم الأحرف الفينيقية ، يحسبون الحساب حسب منوال فينيقي بحت .
ها هو تاج مجدهم الذي غير قابل للنقاش ولا جدال فيه ( ص 34 )
علاقة الفينيقيين بالإغريق ( ص 27 … )
أيها السادة ، لم يتقرر بعد بان الفينيقيين لم يمروا نهائيا ب Moselle ( فرنسا ) وفي حاجة لأطلب منكم الاعتذار لأني سأحملكم أكثر من طاقتكم في ميدانكم …. ( ثم يتكلم هنا الكاتب عن الآثار القديمة التي عثروا عليها بالمنطقة )
الفينيقيون ليسوا بغرباء عنا نهائيا ، وأتجرأ ان أقول بأننا مدينين لهم بكثرة منافعهم أكثر من شهادتنا لتقديرهم ، من حقهم ان يمجدوا أنفسهم ، وليس دون سبب بأنهم علمونا كيف نـُهجي ( epeler ) ونكتب ونحسب وهذا بالضبط ما أريد أن أشير إليه أمام أعينكم في شكل ملاحظة سريعة .
حتى بعد ثلاثة آلاف سنة ، الفينيقيون مازال لهم عناوين جدية لمعرفتنا كذلك لهم لليونانيين والرومان .
إحتياطنا اللغوي من الكلتية Celtique ، لكن يوجد كذلك بلغتنا اليونانية والرومانية . لكن اليونانيون والرومان بدورهم اقترضوا الكثير من الفينيقيين .
اليونان لم تكن دائما هذه الأمة البليغة والمهذبة التي أشعت بحيوية وسط شعوب متوحشة . لقد مرت قرون قبل ان يستقر الجنس الهلّيني فوق أرضه . أولا كان البيلاسجيون ( السكان الأصليين لليونان ) ثم الهلينيون هاجروا بسرعة من أواسط آسيا وحشدهم الكبير المتماسك قام بهجوم مفاجئ ورفسوا أوروبا مثل الحيوانات الوحشية التي تم طردها من بين الأشجار ، حثالة وأناس لا يسوون شيئا بدون شك من بكتريان ( مناطق أفغانستان وأزبكستان وطجاكستان ) أو من الهند .
لقد كانت مهمة لصنع من هؤلاء الأجلاف بشر .
حسب الظاهر المصريون والفينيقيون يتصارعون على الشرف لمن قام بتوليدهم وسط الحضارة . واحد اسمه Danaus وأخر Silex وآخر Cecrops أتوا للهلينيين بالفنون المصرية . البلد الوحيد Thebes أكيد ان أصلها فينيقي ، لكن لفينيقي مشهور خلـّد اسمه للأجيال القادمة في الأزمنة القديمة جدا . ….
مهما كان التأثير المصري على الجنس الهليني حسب الظاهر لم يتركوا نفس الآثار التي تركها الفينيقيون .
الفينيقيون لم يكونوا عدوانيين إلا في بعض الحالات الخاصة ….
أقرب جيران للفينيقيين من الجهة الأخرى من البحر هم اليونانيون ، وهناك نقلوا جهد حضارتهم المجيدة .
استسلم الفينيقيون بالمشرق أمام الشعوب الأخرى المزاحمة وقرطاج فقط تكلمت عن كفاحها العظيم ( ص 29 )
De la Moselle
Annee 1859
Metz 1860
De l influence des Pheniciens
Sur la civilisation Greque
Et de leur origine nationale
Par M. Eliezer Lambert
.................................................. ..
يقول Dureau قرطاج أدخلت شمال إفريقيا إلى الحضارة ، وبسقوطها سقطت أسيا واليونان ، وعندما أشعلوا فيها النيران أعلنوا عن خراب الحريات بالكون . (ص 7 )
المعابد بمدينة قرطاج في العهد القديم أي قبل ان تحرقها روما :
مكان الميدان والبيرصة Byrsa
يقول Dureau مكان Cothon ( أي الميناء المحفور ) يعطينا مكان الأغورا Agora أي Forum ( الساحة أو الميدان ) لأنها قريبة من الميناء ومعبد أبولون Apollon موجود بهذا المكان . والبرلمان ان له إجتماعات عادية يعقدها بالكيري Curie واحتمال بقاعة من قاعات معبد أبولون والأمور السرية يتشاورون عنها في معبد Esculape بالبيرصة . (ص 18 )
البيرصة :
مكان البيرصة مهم جدا لأنه سيعطينا المكان المحدد للدفاع المثلث وجزء من مدينة ميغارا Megara المكان المحصن جدا بكل المدينة . نصعد من Agora عن طريق ثلاثة طرق محاطة بعمارات تتكون من ستة طوابق وهذه المنطقة بها أكثر كثافة سكنية بالمدينة . شوارعها كانت عريضة ، ولتكن لنا فكرة عن طول هذه الطرقات نجد انه عندما حرق الروماني سبيون قرطاج في اليوم السابع خرج من معقل هذه الشوارع حوالي 50000 نسمة . (ص 19 )
معبد Esculape (ص 20 ) وقصر عليسة Didon
أشهر معبد بالمدينة وأكثرهم ثراء هو معبد أسكيلاب وكان موجودا بالأكروبول Acropole ونجده يُتوّج تلّ البيرصة ، كان موجودا بمكان مرتفع وشديد الانحدار ولايمكن الوصول الى ساحة المبعد إلا عن طريق مدرج ( 60 درجة ) واحتمال أنه بجانب هذا المعبد نجد قصر عليسة ومن بهو القصر يمكن مشاهدة البحر وكل مدينة قرطاج .
داخل أصوار بيرصة نجد معبد عشتار Astarte المشهور جدا .
مكان معبد صاتورن Saturne الذي وضع فيه الرحالة حانون Hannon نسخة عن رحلته وبه نجد أرشيف الجمهورية .
معبد هرقل كخادم للمدينة ومعبد عليسة كانا وسط المدينة ومعبدان إغريقيان ومعبد جوبيتار Jupiter ( أنظر قسم حنبعل لوالده …) معابد لسيراس Ceres و بروسربين Procerpine ، خزينة الكولة Aerarium منزل حنون وحنبعل . جسور وسجن .
أسوار مدينة قرطاج .
لكل جزء من المدينة أسوار خاصة : الأحياء الثلاثة ، قلب المدينة ، بيرصة ، ميغارا Megara ، سيراكوس Syracuse ، تيشي Tyche ، نيابوليس Neapolis ، أشردين Achradine ، وأرتيجي Ortygie
وسأرجع لمدينة قرطاج وقرطاج عدة مرات مستقبلا …….
Recherches sur la topographie de carthage
Par M. Dureau de la Malle
Avec des notes
Par M. Dusgate
Paris 1835
.................................................. ................
كل الإنسانية مدينة بالشكر للشاميين والمصريين
يقول فرنسوا ( ص 12 ) : عندما نرجع للأصل ، كل الكتابات المعروفة يرجعوا إلى عدد صغير من الأنظمة ، وكلهم كانوا أنظمة هيروغليفية ، وحسب الظاهر ولدوا بطريقة متحررة من بعضهم وهم :
الهيروغليف المصري
الكتابة الصينية
الخط المسماري الفارسي والسوميري ( l ecriture anarienne )
والهيروغليف المكسيكي
هؤلاء الأنظمة الأربعة رغم بقائهم أساسا ككتابات رمزية كلهم تحولوا إلى أنظمة صوتية.
( ص 59 ) لا يوجد نظام متعلق بالرسم والخط أظهر تناقضا باللغة التي يجب تصويرها أكثر من الخط المسماري الأشوري … أيضا ، هل حقا هذه الظاهرة الأكثر غرابة في تاريخ الكتابة ان تمديد الزواج الغير متكافئ حوالي خمسة عشر قرنا بين النظام المتعلق بالرسم والخط واللغة التي يكتبونها. نتساءل كيف هذه الوحدة لم تنقطع مباشرة عند تكوينها وكيف البابليون والأشوريون تمكنوا من البقاء قرونا يستعملون نظام كتابة معقدا بإفراط ، غامض ، دون وضوح ، قطعا عكس العبقرية الأكثر حميمة للسان قومهم، دون ان يفتشوا عن تحسينه والخروج من مكوناته ، نظام أكثر دقة وكمالا يتناسب ولغتهم . وبطبيعة الحال نفهم كيف فور استلامهم تركيب أبجدية الاثنين وعشرون حرفا التي اخترعها الفينيقيون عجلوا ليجعلوا منها كتابتهم في كل الميادين العامة ، واحتفظوا بكتابهم القديمة فقط للحفلات الدينية.
ص 90 : وهكذا الفينيقيون الوحيدين ، عن طريق جمع كل ظروفهم ، كانوا مؤهلين ان يسحبوا التطور الأخير من الاكتشافات المصرية .ويدفعوا بالتركيب الأبجدي إلى النتيجة العملية باختراعهم الأبجدية الدقيقة .
ص 91 : هنا يتكلم الكاتب عن ما قاله القدامى الذين مجدوا الفينيقيين ثم يقول :
هنا ، الشهادات الأدبية القديمة حول الفينيقيين تأكدها اكتشافات العلم العصري وهم الذين نشروا أبجديتهم في كل المساحة الأرضية .
ص 93 : وفي الواقع ، ان القدامى يقولون بالاجماع ان أبناء ” كنعان ” هم الذين اكتشفوا أول أبجدية هناك كمية كبيرة مذهلة من الشهادات تشير بأن أحرفهم مسحوبة من نظام الخط المصري . وسنشونيتون Sanchoniathon ( مؤرخ فينيقي ) معروف باسم تاووته ( Taaouth ) وتعني Thoth – Hermes يقول أن العلوم المصرية كانت أول معلم للفينيقيين في فن تصوير النطق البشري .
…………………….إلخ
L Alphabet Phenicien
Dans l Ancien Monde
Francoit Lenormant
Paris
Imprimerie A. Laine et J. Havard
1866
……………………………………………….
خطبة الرحالة حنون أمام الشعب بقرطاج احتفظ لنا بها التاريخ لأن عالم الرياضيات بيثاغوراس Pythagore كان من بين الحاضرين ومن الوثائق القرطاجية النادرة التي بقيت على قيد الحياة ( سيتم ترجمتها عن قريب ) ، لكن ما بقي لنا من خطبة الرحالة هملكون هو ما كتبه الشاعر Rufus Festus Avienus (1)عاش في القرن الرابع ، لكن هل يمكن لنا أن نثق بشاعر كمرجع تاريخي علمي ، لأنه كما يقول لوقيان السوري ، الشاعر مستعد ان يخلق أي كلمة كانت من أجل الحفاظ على القافية .
عندما اكتشف القرطاجيون انجلترا أعطوها اسم ألفيون أو ألبيون – Al-Bion Al-Fion وإرلندا كان اسمها الجزيرة المقدسة .
مقاطع عن الرحلة البحرية التي قام بها الرحالة القرطاجي هملكون Himilcon إلى أوروبا : ( وما نلاحظه هنا هو ان الرحالة القرطاجي Pytheas اتبع خطى هملكون وواصل رحلة الى إزلندا وجزيرة غرينلند )
أراضي هذا الكون الواسع يمتدون إلى بعيد ومحاطون بالمياه من كل الجهات . هنا أين أمواج المحيط تضغط وتصطدم لتدخل إلى حوض بحرنا يبدأ المحيط الأطلنطي ، هنا مدينة غدير Gaddir ( اسم فينيقي ويعني : المدينة المحاطة بالأرصفة ) التي كان اسمها سابقا طرتسّوس Tartessus ، هنا نجد أعمدة هرقل ، عبيلة وكلبي Abila – Calpé ( عبيلة اسم شرقي بحت لعدة أماكن بالمشرق ) ، الأراضي المجاورة يسارا تنتمي لليبيين ، المنطقة الأخرى بالجزء البعيد نجدها عرضة للرياح الشمالية الصاخبة . يسكنها السلتيون ( الكلتيون Celtes ) ، وهنا يرتفع الرأس البحري المسمى في القديم Oestrymnon ، حيث كل قمته الحجرية تنحني وتمتد حتى إلى الوسط المعتدل . وعند قدميه نجد الخليج المعروف عند السكان باسم خليج Oestrymnon وبهذا الخليج ترتفع جزر Oestrymnides الغنية بالقصدير والرصاص …. تدوم الرحلة يومين من هنا إلى الجزيرة المقدسة ( ارلندا ) كما كانوا يسمونها سابقا .
في عهد هيرودوت Herodotos نجد ان معلومات الإغريق عن العالم محدودة جدا ولا تفوت المناطق المجاورة لهم ولا يعرفون شيئا عن أوروبا ككل ، وحتى عن إسبانيا كانت معلوماتهم سطحية ، وهذا ينفي ما يقوله يعض الغربيين عن وجودهم في مرسيليا منذ القدم ، وأظن حتى في عهد الإسكندر الأكبر المنطقة الإغريقية الموجودة قرب أوروبا كان يسكنها شعوب ” متوحشة ” كما يقولون :
نجد في كناب تاريخ شمال أوروبا (2) : المؤرخ هيرودوت Herodotos الذي مدنا بكل المعلومات حول شمال شرقي أوروبا وغرب آسيا دليل على معرفة لا يعرفها القدامى من الإغريقيين والرومان سواء من الذين عاشوا قبله أو بعده ، ( ويتكلم عن رحلاته إلى وسط آسيا ، وإفريقيا والجزيرة العربية وليبيا ( أي شمال إفريقيا ) …. الخ . هذا الرجل المتعلم كان في حوزته إلا القليل من المعلومات عن أوروبا ، وليس فقط عن الجزر البريطانية وشمال أوروبا لكن معلوماته حتى عن الجرمانيين وبلاد الغال ( فرنسا بلجيكا …الخ ) كانت سطحية فقط . ونجده يقول لم يتمكن أي شخص أن يزور شمال أوروبا والمنطقة كانت خالية من السكان ( يقول هيرودوت Herodote ان الثلوج تتساقط دائما لكن في فيصل الصيف أقل من الشتاء أنظر الكتاب الرابع XXXI ) وكان يظن ان نهر Donau يشق وسط أوروبا وتصل مياهه إلى جبال البيريني ويقول بغرب تلك المنطقة يسكن الكلتيون ( السلتيون Celtes . Kelter ) …… مع العلم قبل هيرودوت بمدة طويلة جدا ، أكبر الشعوب القديمة في التجارة وهم القرطاجيون والفينيقيون جلبوا من أقصى شمال أوروبا الجواهر (ص 7 ) .
أما Francois Laurant ( 3 ) يقول : في كل الأحوال القرطاجيون كانت لهم معرفة بهذه الرحلات الجديرة بالذكر ، كلفوا حنون ان يبحر خلف أعمدة هرقل ويبني مستوطنات على السواحل الإفريقية وأن يتجه هملكون إلى الشمال ليكتشف السواحل الغربية لأوروبا :
رحلة حنون أثارت نفس الشكوك التي أثارت الطواف البحري حول القارة الإفريقية مع ذلك نصب تذكاري أصلي نلاحظ وجوده .
Strabon الذي كان يرى ان تلك الأراضي لا يمكن الإقامة بها قال أنها أساطير ( وحتى ) لكن الرحالة Bougainville أثبت ان التفاصيل المذكورة بالرحلة البحرية لحنون لها اتفاق كامل تبعا للاكتشافات العصرية . مع ذلك هناك شكوك في تاريخ وحدود الرحلة . من المحتمل قام حنون برحلته في القرن الخامس ( من زاويتي أظن أن الرحلة حدثت في عهد عالم الرياضيات فيثاغوراس) . ورحلته فاتت جزر الرأس الأخظر ( Republique du Cap Vert ) وهناك من يقول ليبيريا … الخ
1 – Festus Avienus
Description de la terre
Les regions Maritimes
Par MM . E . Despois et ED Saviot
Paris 1843
صفحة 111 – 127 …. الخ
2 – Svenska folkets historia
Från Äldsta till närwarande tider
Första bandet
Tryckt Hos Johan Hörberg
Stockholm 1834
3 - Histoire du droit des gens et des relations internationales
Francois Laurant
Tome I
L Orient
Gand 1850
Page 523
حول رحلات هملكون أنظر كذلك :
a- Christophe Colomb
Vasco de Gama
Par
Emile d Eschanel
Deuxieme Edition
Paris 1865
صفحة 12
b- Histoire d Espagne
Par Ch. Romey
Tome II
Paris 1858
صفحة 414
تعليق