استرداد الله ... ناهض حتر
ﺃﺳﺘﻤﻴﺢ ﺍﻟﻘﺮّﺍﺀ ﻋﺬﺭﺍً، ﻓﺄﺑﺪﺃ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ. ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺁﺏ، ﺍﻟﻌﺎﻡ 1998، ﻛﻨﺖُ ﻋﺎﺋﺪﺍً ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﻲ ﻋﻤّﺎﻧﻲ، ﺣﻴﻦ ﻫﺎﺟﻤﻨﻲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺑﻠﻄﺠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺘﺎﺓ، ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺒﺮﺡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺟﺴﺪﻱ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ. ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ، ﻭﺟﺪﺕُ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻱ؛ ﻓﺎﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻔﻨّﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺇﺗﻼﻑ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﻌﺎﺋﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ، ﻣﺎ ﺁﺫﻥ ﺑﻤﻮﺗﻲ؛
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻳﻌﺎﻧﻘﻨﻲ، ﻭﻟﻢ ﺃﻋﺎﻧﻘﻪ. ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻮ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﻋﺔ، ﺑﻴﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔٍ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔٍ ﻭﺃﺧﺮﻯ، ﻛﻨﺖُ ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﺇﻟﻰ ﺗﻤﻠّﻜﻲ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﺣﺘﻰ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺳﻬﺮ ﺃﻃﺒﺎﺋﻲ ـــ ﻭﻫﻢ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ـــ ﻟﻮﺩﺍﻋﻲ، ﻛﻨﺖُ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻐﻴﺒﻮﺑﺔ، ﺃﺗﺠﺮّﻉ ﺍﻵﻻﻡ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً: ﻟﻦ ﺃﻣﻮﺕ ﺍﻵﻥ!
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ـــ ﻭﻻ ﺑﺪّ ـــ ﺃﻧﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﻠﻦ ﻳﻨﺎﻝ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ! ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪ، ﻟﻴﻤﺎﺭﺱ ﺭﺿﻮﺍﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺑﻼ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻨﺪﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
ﻣﺬ ﺫﺍﻙ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻌﻲ، ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻭﻣﻤﺘﻌﺔ، ﺗﺮﺍﻧﻲ، ﻓﺠﺄﺓ، ﺃﺗﺮﻧّﻢ ﺑﻘﺼﻴﺪﺓ ﺷﺎﻋﺮﻱ ﺍﻟﻤﻔﻀّﻞ، ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ «ﻧﻮﺭ»: (ﻫﻨﺎﻟﻚَ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻧﻮﺭُ/ ﻟﻨﺠﻢٍ/ ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﻈُﻠُﻤﺎﺕِ ﻋﻨّﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺘﻮﺭُ ـــ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻗﻮّﻩ/ ﺗﺮﺍﻓﻘﻨﺎ/ ﻭﺗﺪﺭﻛُﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦُ ﻋﻠﻰ ﻓﻢِ ﺍﻟﻬﻮّﻩ ـــ ﻭﻧﺤﻦُ ﻧﻌﻴﺶُ/ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻚُّ ﻳﺤﺮﺳُﻨﺎ/ ﻭﻳﻠﻤﺴُﻨﺎ ﺑﻠﻄﻒٍ ﻏﺎﻣﺾٍ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﺮﺋﻴّﺎ/ ﻭﺇﻻّ/ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺣﻴّﺎ؟
ﻣﻨﺬ ﺻﻴﻒ 2011، ﻟﻢ ﺃﺭﺩّﺩ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺍﻧﻴﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﺪﻱّ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺇﺫﺍ ﻫﺎﺟﻤﻨﻲ ﺍﻟﺒﻠﻄﺠﻴﺔ؛ ﻓﺒﻠﻄﺠﻴﺔ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻛﺒﻠﻄﺠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ـــ ﻭﺇﻥْ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪﺓ ـــ ﺇﻧﻬﻢ ﻣﺤﺼّﻨﻮﻥ ﺇﻟﻬﻴﺎً، ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺫﺑﺢ «ﺍﻷﻏﻴﺎﺭ»، ﻭﻣﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﻮﺍﺳﺎﺓ ﺫﻭﻳﻬﻢ.
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺮﺗَﻬَﻦ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻄﻠَﻖ، ﺍﻧﺸﻘﺎﻕٌ ﺷﺎﻣﻞٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﻟﺤﻀﻮﺭ، ﻟﺨّﺼﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺟﺒﺮﺍﻥ: «ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺖَ ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺒﺒﺖَ، ﻓﻼ ﺗﻘﻞ: ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ، ﻟﻜﻦ ﻗﻞ: ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻠﻪ»؛ ﻟﻴﺲ ﺷﻴﺌﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻛﺄﺩﺍﺓ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ، ﺣﺮﺍً، ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ.
ﺇﻧﻬﺎ ﺣﻜﺎﻳﺔٌ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ، ﻫﻨﺎ، ﻣﺘّﺴﻊٌ. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﻬﺎﺩٌ ﻷﻗﻮﻝ ﺇﻧﻨﻲ، ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻱّ، ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﻮّﺓ، ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔٍ ﺇﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ. ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺑﺤﺚُ ﻋﻨﻪ، ﻓﻼ ﺃﺟﺪْﻩ؛
ﺧﺴﺮ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭُ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲُّ، ﺍﻟﻠﻪَ، ﻣﺮﺗﻴﻦ؛ ﻣﺮﺓً ﺑﺎﺗﺒﺎﻋﻪ ﺍﻟﻤﻐﺎﻻﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻮﻳﺔ، ﻭﻣﺮﺓً ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺎﺧﺘﻄﺎﻓﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺷﻴّﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ، ﻓﺸﻞ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﻧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ؛ ﻓﻔﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ، ﺣﻴﺚ ﻳﺤﻀﺮ ﺍﻹﻟﻬﻲّ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ، ﻻ ﻣﻨﺎﺹ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻠﻪ، ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.
ﻫﻨﺎ، ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺍﻟﻤﻤﺰﻗﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﺠﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﺔ، ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺤﻘﻖ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲّ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻼﻣﺮﺋﻲّ؛ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻨﻮﺭ. ﻭﻟﺴﺖُ ﺃﺩﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻓﻴﻘﻴﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ... ﻛﻼ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺩﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺷﺴﺖ؛ ﺳﻮﻑ ﻧﺼﺮﺥ ﺑﻬﻢ، ﺷﺠﻌﺎﻧﺎً، ﺃﻧﺘﻢ ﺳﺠّﺎﻧﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﻤﺜّﻠﻮﻧﻪ.
ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻤﺜّﻞ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖَ ﺃﺑﺪﺍ، ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪٍ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﺃﺑﺪﺍً.
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ـــ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ـــ ﻟﻴﺲ ﺳﻮﻯ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﺧﺘﻄﺎﻓﻪ، ﺍﺣﺘﻜﺎﺭﻩ، ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﺣﺮﺑﺔ ﻓﺎﺷﻴﺔ.
ﺭﺃﻳﺖُ ﺍﻟﻠﻪ، ﻟﻤﺤﺔً... ﻫﺮﺑﺖ، ﻓﻲ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﺘﻮﺍﻧﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺗﻮﺩّﻉ ﺷﻬﻴﺪﻧﺎ، ﺷﻜﺮﻱ ﺑﻠﻌﻴﺪ، ﻓﺒﻜﻴﺖ ﺷﻮﻗﺎً.)
بقلم المثقف المغدور ناهض حتر
ﺃﺳﺘﻤﻴﺢ ﺍﻟﻘﺮّﺍﺀ ﻋﺬﺭﺍً، ﻓﺄﺑﺪﺃ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ. ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺁﺏ، ﺍﻟﻌﺎﻡ 1998، ﻛﻨﺖُ ﻋﺎﺋﺪﺍً ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﻲ ﻋﻤّﺎﻧﻲ، ﺣﻴﻦ ﻫﺎﺟﻤﻨﻲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺑﻠﻄﺠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺘﺎﺓ، ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺒﺮﺡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺟﺴﺪﻱ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ. ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ، ﻭﺟﺪﺕُ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻱ؛ ﻓﺎﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻔﻨّﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺇﺗﻼﻑ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﻌﺎﺋﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ، ﻣﺎ ﺁﺫﻥ ﺑﻤﻮﺗﻲ؛
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻳﻌﺎﻧﻘﻨﻲ، ﻭﻟﻢ ﺃﻋﺎﻧﻘﻪ. ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻮ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﻋﺔ، ﺑﻴﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔٍ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔٍ ﻭﺃﺧﺮﻯ، ﻛﻨﺖُ ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﺇﻟﻰ ﺗﻤﻠّﻜﻲ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﺣﺘﻰ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺳﻬﺮ ﺃﻃﺒﺎﺋﻲ ـــ ﻭﻫﻢ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ـــ ﻟﻮﺩﺍﻋﻲ، ﻛﻨﺖُ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻐﻴﺒﻮﺑﺔ، ﺃﺗﺠﺮّﻉ ﺍﻵﻻﻡ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً: ﻟﻦ ﺃﻣﻮﺕ ﺍﻵﻥ!
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ـــ ﻭﻻ ﺑﺪّ ـــ ﺃﻧﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﻠﻦ ﻳﻨﺎﻝ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ! ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪ، ﻟﻴﻤﺎﺭﺱ ﺭﺿﻮﺍﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺑﻼ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻨﺪﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
ﻣﺬ ﺫﺍﻙ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻌﻲ، ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻭﻣﻤﺘﻌﺔ، ﺗﺮﺍﻧﻲ، ﻓﺠﺄﺓ، ﺃﺗﺮﻧّﻢ ﺑﻘﺼﻴﺪﺓ ﺷﺎﻋﺮﻱ ﺍﻟﻤﻔﻀّﻞ، ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ «ﻧﻮﺭ»: (ﻫﻨﺎﻟﻚَ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻧﻮﺭُ/ ﻟﻨﺠﻢٍ/ ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﻈُﻠُﻤﺎﺕِ ﻋﻨّﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺘﻮﺭُ ـــ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻗﻮّﻩ/ ﺗﺮﺍﻓﻘﻨﺎ/ ﻭﺗﺪﺭﻛُﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦُ ﻋﻠﻰ ﻓﻢِ ﺍﻟﻬﻮّﻩ ـــ ﻭﻧﺤﻦُ ﻧﻌﻴﺶُ/ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻚُّ ﻳﺤﺮﺳُﻨﺎ/ ﻭﻳﻠﻤﺴُﻨﺎ ﺑﻠﻄﻒٍ ﻏﺎﻣﺾٍ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﺮﺋﻴّﺎ/ ﻭﺇﻻّ/ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺣﻴّﺎ؟
ﻣﻨﺬ ﺻﻴﻒ 2011، ﻟﻢ ﺃﺭﺩّﺩ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺍﻧﻴﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﺪﻱّ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺇﺫﺍ ﻫﺎﺟﻤﻨﻲ ﺍﻟﺒﻠﻄﺠﻴﺔ؛ ﻓﺒﻠﻄﺠﻴﺔ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻛﺒﻠﻄﺠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ـــ ﻭﺇﻥْ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪﺓ ـــ ﺇﻧﻬﻢ ﻣﺤﺼّﻨﻮﻥ ﺇﻟﻬﻴﺎً، ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺫﺑﺢ «ﺍﻷﻏﻴﺎﺭ»، ﻭﻣﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﻮﺍﺳﺎﺓ ﺫﻭﻳﻬﻢ.
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺮﺗَﻬَﻦ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻄﻠَﻖ، ﺍﻧﺸﻘﺎﻕٌ ﺷﺎﻣﻞٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﻟﺤﻀﻮﺭ، ﻟﺨّﺼﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺟﺒﺮﺍﻥ: «ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺖَ ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺒﺒﺖَ، ﻓﻼ ﺗﻘﻞ: ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ، ﻟﻜﻦ ﻗﻞ: ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻠﻪ»؛ ﻟﻴﺲ ﺷﻴﺌﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻛﺄﺩﺍﺓ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ، ﺣﺮﺍً، ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ.
ﺇﻧﻬﺎ ﺣﻜﺎﻳﺔٌ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ، ﻫﻨﺎ، ﻣﺘّﺴﻊٌ. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﻬﺎﺩٌ ﻷﻗﻮﻝ ﺇﻧﻨﻲ، ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻱّ، ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﻮّﺓ، ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔٍ ﺇﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ. ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺑﺤﺚُ ﻋﻨﻪ، ﻓﻼ ﺃﺟﺪْﻩ؛
ﺧﺴﺮ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭُ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲُّ، ﺍﻟﻠﻪَ، ﻣﺮﺗﻴﻦ؛ ﻣﺮﺓً ﺑﺎﺗﺒﺎﻋﻪ ﺍﻟﻤﻐﺎﻻﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻮﻳﺔ، ﻭﻣﺮﺓً ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺎﺧﺘﻄﺎﻓﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺷﻴّﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ، ﻓﺸﻞ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﻧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ؛ ﻓﻔﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ، ﺣﻴﺚ ﻳﺤﻀﺮ ﺍﻹﻟﻬﻲّ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ، ﻻ ﻣﻨﺎﺹ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻠﻪ، ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.
ﻫﻨﺎ، ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺍﻟﻤﻤﺰﻗﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﺠﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﺔ، ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺤﻘﻖ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲّ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻼﻣﺮﺋﻲّ؛ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻨﻮﺭ. ﻭﻟﺴﺖُ ﺃﺩﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻓﻴﻘﻴﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ... ﻛﻼ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺩﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺷﺴﺖ؛ ﺳﻮﻑ ﻧﺼﺮﺥ ﺑﻬﻢ، ﺷﺠﻌﺎﻧﺎً، ﺃﻧﺘﻢ ﺳﺠّﺎﻧﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﻤﺜّﻠﻮﻧﻪ.
ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻤﺜّﻞ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖَ ﺃﺑﺪﺍ، ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪٍ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﺃﺑﺪﺍً.
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ـــ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ـــ ﻟﻴﺲ ﺳﻮﻯ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﺧﺘﻄﺎﻓﻪ، ﺍﺣﺘﻜﺎﺭﻩ، ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﺣﺮﺑﺔ ﻓﺎﺷﻴﺔ.
ﺭﺃﻳﺖُ ﺍﻟﻠﻪ، ﻟﻤﺤﺔً... ﻫﺮﺑﺖ، ﻓﻲ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﺘﻮﺍﻧﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺗﻮﺩّﻉ ﺷﻬﻴﺪﻧﺎ، ﺷﻜﺮﻱ ﺑﻠﻌﻴﺪ، ﻓﺒﻜﻴﺖ ﺷﻮﻗﺎً.)
بقلم المثقف المغدور ناهض حتر
تعليق