صائد السحاب قصة للأطفال

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 13242

    صائد السحاب قصة للأطفال

    صائد السحاب


    نزل الأستاذ زهير من السيارة حاملاً حقيبة صغيرة ..تلفت يميناً..يساراً فهذه أول مرة يزور أخته بعد أن انتقلت إلى هذه القرية بحكم عمل زوجه ,تابع طريقه حتى توسط الجلسة بين أخته وزوجها ولؤي جالس على رجل خاله ورامي على رجله الأخرى وهما فرحين بزيارة خالهما العزيز,وبعد أن ذهب أبو لؤي إلى عمله ودخلت أم لؤي إلى المطبخ لتعد طعام الغداء , خرج لؤي و رامي مع خالهما العزيز إلى الحديقة ..تسابقوا ولعبوا,ركضوا خلف الفراشات ...وحين تعبوا جلسوا تحت شجرة التوت الكبيرة - قال لؤي الذي بلغ من العمر خمس سنين بشيء من الانزعاج بعد أن نظر إلى السماء وقد


    قطب حاجبيه: يبدو إنها ستمطر ...قال الخال : لماذا أنت غاضب هكذا..ألا تحب المطر..قال رامي الذي بلغ من العمر ثلاث سنوات : مطر..مطر....أردف لؤي أنا لا أحب.....قال رامي : أنا لا أحبه.....- قال الخال: ولماذا لا تحب المطر يا لؤي أجاب لؤي:أنا لا أحب المطر لأنه يحرمنا من اللعب أنا لا أحبه ..ردد رامي : لا أحبه..لا أحبه ...فقرب الخال الطفلين منه وقال :أتحب الحمّام يا لؤي ...قال لؤي نعم أحبه...-


    ولماذا تحبه..صمت لؤي قليلاً ثم قال:لأني أقف تحت الدوش وألعب بالماء وأغدو بعدها نظيفاً ...- قال رامي : وأنا ألعب بالبطة في الماء....- قال الخال : كذلك فإن العشب والأشجار والأزهار تستحم حين يهطل المطر ...ألم ترها تحرك أغصانها وأوراقها فرحة بهطول المطر ...قال لؤي: نعم رأيتها من النافذة ولكني لم أعرف بأنها تستحم ثم سكت لؤي قليلاً وقال : خالوه...كيف يهطل المطر......-قال الخال : إنها قصة


    طويلة....لكن أتعرف صائد السحاب - صائد السحاب ...ومن هو صائد السحاب ....- صائد السحاب هو رجل ضخم بلحية طويلة يطير في الهواء فوق السهول والأنهار ..يقترب منكل زهرة وعشبة يحادث كل ثمرة و ورقة ويطير بعيداً إلى البحار حيث تمتزج زرقة البحر..بزرقة السماء والشمس الصفراء ترسل أشعتها لتنتشر بين زرقة السماء وزرقة البحر وهناك يعمل صائد السحاب وهو يحمل خلف ظهره سلة كبيرة وعندها اقترب الطفلان أكثر من خالهما وهما يراقبان شفتاه اللتان تخرجان ذلك الكلام الغريب ...


    ويحلق صائد السحاب من هنا إلى هناك بين السماء والأرض وهو يبحث عن ندف الغمام حيث تتبخر قطرات الماء وتتحول إلى بخار فيجمعها صائد السحاب بشبكة ناعمة الخيوط ويضعها خلفه في السلة ..-لكن ما هو بخار الماء خالوه قال لؤي ..-أرأيت يا لؤي ذلك الشيء الذي يخرج من الماء حين تسلق لك ماما البيض.....- نعم.. نعم كنت أتدفأ عليها .....-وأنا أيضاً قال رامي ...-قال الخال : هو ذا بخار الماء ....


    قال رامي : وصائد السحاب يجمعه...-نعم وتساعده أيضاً الطيور والنوارس فهي تطير بعيداً وتقترب من صفحة الماء وتسأل الأمواج عنها فترمي لها الأمواج بندف صغيرة تحملها النوارس لتضعها في سلة صائد السحاب وكلما رأيت أسراباً من الطيور مجتمعة فاعرف إنها تساعد صائد السحاب في عمله ويبدأ صائد السحاب بجمع بخار الماء على شكل ندف من الغيم حتى تمتلئ سلته فيطير بها أبعد إلى مكان تجمع الغيوم ثم يجمع


    ندف الغيوم الكثيرة و يربطها بخيوط العنكبوت التي تجمع له الكثير منها قبل هطول المطر....- خيوط العنكبوت قال رامي.... - نعم ألم تر ذات مرة خيوطا تلمع تحت أشعة الشمس تنزل من السماء ......- سكت رامي قليلاً ثم أومأ برأسه بالإيجاب ...-هذه الخيوط تكون قد سقطت من صائد السحاب سهواً وهو يربط ندف الغيم بها وبعد ذلك يجمع أكوام الغيم ويصفها بجانب بعضها البعض وهنا يأتي دور القمر الشقي ....- وهل للقمر دور أيضاً دور في مساعدة صائد السحاب ....- نعم فصائد السحاب يقوم بمهمة صعبة ويجب أن يساعده أحدهم في تفريغ الماء المتجمع في أكوام الغيم ويكون صائد



    السحاب قد تعب من عمله المجهد فيستلقي فوق تلال الغيم وينده للغيم قائلاً : ها قد جاء دورك يا صديقي فما أن يسمعه القمر حتى يشرق سعادة فهذا هو عمله المفضل فيقفز إلى سطح الغيم وعندها يهطل قليلاً من المطر وهي بداية المطر ثم يبدأ القمر بالرقص والقفز من هنا إلى هناك وهو يصيح : مطر ..مطر والماء الموجود في الغيم يتفرغ تحت ثقل القمر الذي علا صوته مطر ..مطر فتشاركه الطبيعة غنائه وهي تتمايل وتتراقص فرحةً بالمطر وحبيباته تغسلها وهي فرحة مسرورة تشارك القمر غنائه وتعلو الأصوات حتى تصل إلى أذن القمر فيتوقف عن إتمام مهمته ويمد رأسه بين


    فتحات الغيوم ليراقب الأشجار والأعشاب وهي تغتسل بالماء فيأتينا ضوء القمر عبر الفتحة التي ينظر منها فتشكل برقاً أبيض اللون ... وما أن يراه صائد السحاب قد تقاعس عن أداء مهمته حتى يصيح به صوتاً عاليا ً وعندها نسمع نحن على الأرض الرعد فيتابع القمر مهمته وحين ينتهي من إفراغ الغيمات من قطرات المطر ينسج له صائد السحاب جسراً جميلاً ملوناً هو قوس قزح فيصعد القمر على قوس قزح ويعود إلى السماء فرحاً بهذا الجسر الجميل الملون وصائد السحاب يشكره قائلاً:إلى لقاء جديد يا



    صديقي القمر الشقي فيقول القمر : أنا مستعد دائما ...متى أردت مساعدتي ما عليك إلا أن تنظر إلى السماء ويتابع القمر صعوده إلى السماء بينما يعاود صائد السحاب عمله من جديد وهو يبحث عن ندف الغيم الصغيرة فوق السهول والجبال والوديان والبحار يعد حمّاماً جديداً للطبيعة......



    والآن أعرفت كيف يهطل المطر يا لؤي...- نعم عرفت إنه صائد السحاب ... أنا أحب المطر وعندها جاءهم نداء إلى الغداء فتسابقوا مسرعين إلى البيت بينما كانت عين تراقبهم من بين شقوق الغمام.
    طارق شفيق حقي
    حلب 12 / 2 / 2000
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي; 10-10-2009, 10:10 PM.
  • جمال النجار
    كاتب مسجل
    • Sep 2004
    • 181

    #2
    خى العزيز الاستاذ طارق
    رائع كعادتك دائما
    وقصتك هذه تثير قضية اعتقد انها يجب ان تثار
    ما هو الادب الذى يجب ان ترعاه الدول العربية بامكانيات حكوماتها
    اعتقد ان قصتك من النوع الذى يجب ان يحظى برعاية حكوماتنا الرشيدة بدلا من ذلك السقه الذى يكرس التخلف العقلى فى نفوس اطفالنا والذى يبثه الاعلام الرسمى العربى ليل نهار
    دمت لنا
    جمال النجار

    تعليق

    • راهب الشوق
      كاتب مسجل
      • May 2004
      • 163

      #3
      لم اقرأ القصه لانها للاطفال
      سأدعو ابنه اخي التي في شهرها ال 16 لتعطيكم رأيها
      سلام
      كن ساكنا في ذا الزمان بسيره ** وعن الوري كن راهبا في ديره
      واغسل يديك من الزمان واهله ** واحذر مودتهم تنل من خيـره
      اني اطلعت فلم اجد لي صاحبا** اصحبه في الدهر ولا في غيره
      فتركت اسفلهم لكثره شره ** وتركت اعلاهم لقله خيـــــره

      تعليق

      • عربي جعفر
        كاتب مسجل
        • Jul 2004
        • 33

        #4
        اخى الكاتب
        ان قصة الطفل يجب ان تكون تثقيفية تعليمية هادفة لعقل الطفل .. مستوحاه من الحياة المعيشية .. ملفتة للانتباة للطفل ..بعيدة عن الاسفاف والتدني ..
        وهذا ما تلمسته في قصتكم

        تعليق

        يعمل...