اظفر بذات الرّوح
بالأمس قد شاهدتـُهم
يتوضّؤون بمهجة القمر المذاب على سواقيك
الحزينة
ويجفـّفون وجوههم
بسحائب الغضب المطلـّة من جراحِكْ
بالأمس قد شاهدتـُهم
من كلّ صوبٍ قد أتوا يتناسلون
لينقشوا تاريخ موتكَ فوق نعشكَ
فأعطهم ـ إن شئت ـ تاريخ الولادةِِ
والشهادة ، وأعطهم تاريخ جرحكَ
كيف أشرق برعمـــًـا ، ثـمّ استحالَ
غداة موتك وردة ً
ثمّّ أعطهم أشكال حزنك حين يومضُ
في عيون الشاهدين على احتضاركَ
وأعطهم أطوار موتكَ
كيف أعشب ، ثمّ أخصب ، ثم أزهرَ
في دماركَ
أعطهم ما تشتهي أحلامهم
واظفر بآيات انتصاركْ
* * *
بالأمس قد جاؤوا زرافاتٍ
إلى أعتاب موتك يبحثون عن الوصيّةِ
ثم ولـّـوا مدبرينْ
فرأيت وجهك طافحـًا بمرارة الشكوى
وآلام السنين
ولمستُ رعشة قلبك المدمى تدبّ بأضــــلعي
ما بين أنفاسي وفي رجـْـع الهواجس ِ
والظنون
وسمعتُ صوتكَ ناضحـًا بالدهشة الحيرى
وزخــّــات الأنين
ربـّـاه ماذا يبتغي السّـلطان من موتي ؟
أحـُـزْني؟ أم أناشيدي وطهري ؟
أم بقايا من دمي المنساب من جرحي الدّفينْ ؟
ربــّــاه ما خبـّـأت بين جوانحي إلا مناي
ونبل أوجاعي ، وإيماني بأنـّـكَ إنْ رضيتَ
فسوف تغدو النـّـار في صدري نعيمـًـا
ثمّ يغدو الدمع في عينيّ قنديلا ً
وإنـّـي ، قد عجلـْت إليك يا ربّي ، فهل ترضى ؟
ليشرق من دمي الحق ُّ المبين
* * *
جاؤوا و راحوا ، ثمّ جاؤوا ، ثمّ راحوا
دونما أثر ٍ ، سوى ما خلــّـفـتْ كفـّـاكَ
حين نقشت فوق الماء أمنية ً سحيقهْ
فابصرْ إذًا :
في هفهفات الحزن ما لا يبصرونْ
واحلـُـم ْ ، فحقـّـك أن ترى
في الأفق ما لا يدركون
لملمْ هشيم الليل من حجرات جرحك
واحترس من أن يراك الغافلون
النـّـائمون على عرائش زهوهم
إلا إذا ماتوا
فعند الموت يصحوا النائمون
طـَـبْ يا أليف الوجد وجدًا
لن يضير النـّـور في عينيك أقواسُ اللهبْ
وانعمْ بوابل جرحك الممتدّ من أقصى الشمال
إلى الجنوب ، ومن ضفاف الجرح في الأقصى
إلى شط ّ العربْ.
* * *
(4)
لمــْــلمْ شظــايا النــّــورْ من غـــُـرّة الـفـَجـْـــر ِ
واســفـَـحْ على الديجورْ حـممـــًا من الصّـــدْر ِ
فاح الشـّــذا المعـْـطـورْ من مـنبـَـع السّــــحـْـر ِ
وانـْـداح فيـْـضُ النـّـور كـالمـوْج في البحــْــر ِ
وأنـا طـريــدُ دُهـــُـورْ في أضْـلــُعي جـمْري
هـلْْْ جـْـرحيَ المغـْـدورْ قـَـدْ حــارَ في أمْــري
أوَغِـبـْـطــة ٌٌُ و سـُـرورْ أمْ زفــْــرة ُ الـقـَــهـْـر
أمْ قـلـبيَ الـمـفـطـُــورْ يـنـْـسـابُ في شعـري
فـي مـقــلـتيّ الـنـّـــورْ والنـّـــارُ في خــِـدْري
وأدور ثــــُــــــمّ أدورْ أ دْ ري ، ولا أ دْ ري
أهــُـو الدّجى المـنـْـثورْ أمْ وحــْـشــة ُ الـقـبـْـر
أمْ أنـــّــة ُ الـمـصْـدورْ في الرّوح تستـشـْـري
هل في دمي المهـْـدورْ ( قـَـسـَـمٌ لـِذِي حِجْر ِ)
أإخـَـالــُـــني منـْــذ ُورْ لنــــوائـِـب الدّهـــــْــر ِ
أمْ طـــائر مأســُـــــور قـدْ لـــجّ في الأســـْـــر
لا كــأسيَ المكــْــــدور يصـْــفــُـو ولا نهـْـري
والخوف محض شعورْ في مهــْـجتي يسـْــري
والليْـــل كالمـسـْـعـُـورْ يمـْـشـــي على إثــْـري
وأســــير أيـْـن أســـيرْ يقـْـتـــــاتـُـني قهـْـري
كالسـّــائل المنـْــهـُـــورْ أمـْـشـي إلى قـبـْـــري
• * *
هذي فلول الحزن يا محبوبتي
هبـّت ـ غداة ـ رسمت في عينيك خارطة الفصولْ
وعكفت ـ رغم القحط ـ أرشف من شذا شفتيكِ
ريـّـا مهجة تندى ويفجؤها الذبول
فسكبت فوق الجرح وابل فرحتي
وزعمت أنّ الشوك بين أضالعي ورد ٌ
وأنّ دخان أسئلتي
بحلقي سلسبيل
ومضيت أخفي ذلّ أيـــّـــامي ببردة كبريائي
وانكساراتي بحلمي
واحتضار الروح في الجسم الهزيل
هذي فلول الحزن يا محبوبتي
جاءت تبارك حلمنا المسفوح في أعشار قلبينا
فهل هذا التماع النصل ؟
أم نجم على دمنا يسيل ؟؟
كلّ الكؤوس تدافعت ما بين أيدينا
فمن منا تداعى الكأس من يده
ومن منـّـــا القتيل ؟!
شعــــــــــــر
حســـــــــــــن النيفــــــــــــــــــــــــــي :wink:
بالأمس قد شاهدتـُهم
يتوضّؤون بمهجة القمر المذاب على سواقيك
الحزينة
ويجفـّفون وجوههم
بسحائب الغضب المطلـّة من جراحِكْ
بالأمس قد شاهدتـُهم
من كلّ صوبٍ قد أتوا يتناسلون
لينقشوا تاريخ موتكَ فوق نعشكَ
فأعطهم ـ إن شئت ـ تاريخ الولادةِِ
والشهادة ، وأعطهم تاريخ جرحكَ
كيف أشرق برعمـــًـا ، ثـمّ استحالَ
غداة موتك وردة ً
ثمّّ أعطهم أشكال حزنك حين يومضُ
في عيون الشاهدين على احتضاركَ
وأعطهم أطوار موتكَ
كيف أعشب ، ثمّ أخصب ، ثم أزهرَ
في دماركَ
أعطهم ما تشتهي أحلامهم
واظفر بآيات انتصاركْ
* * *
بالأمس قد جاؤوا زرافاتٍ
إلى أعتاب موتك يبحثون عن الوصيّةِ
ثم ولـّـوا مدبرينْ
فرأيت وجهك طافحـًا بمرارة الشكوى
وآلام السنين
ولمستُ رعشة قلبك المدمى تدبّ بأضــــلعي
ما بين أنفاسي وفي رجـْـع الهواجس ِ
والظنون
وسمعتُ صوتكَ ناضحـًا بالدهشة الحيرى
وزخــّــات الأنين
ربـّـاه ماذا يبتغي السّـلطان من موتي ؟
أحـُـزْني؟ أم أناشيدي وطهري ؟
أم بقايا من دمي المنساب من جرحي الدّفينْ ؟
ربــّــاه ما خبـّـأت بين جوانحي إلا مناي
ونبل أوجاعي ، وإيماني بأنـّـكَ إنْ رضيتَ
فسوف تغدو النـّـار في صدري نعيمـًـا
ثمّ يغدو الدمع في عينيّ قنديلا ً
وإنـّـي ، قد عجلـْت إليك يا ربّي ، فهل ترضى ؟
ليشرق من دمي الحق ُّ المبين
* * *
جاؤوا و راحوا ، ثمّ جاؤوا ، ثمّ راحوا
دونما أثر ٍ ، سوى ما خلــّـفـتْ كفـّـاكَ
حين نقشت فوق الماء أمنية ً سحيقهْ
فابصرْ إذًا :
في هفهفات الحزن ما لا يبصرونْ
واحلـُـم ْ ، فحقـّـك أن ترى
في الأفق ما لا يدركون
لملمْ هشيم الليل من حجرات جرحك
واحترس من أن يراك الغافلون
النـّـائمون على عرائش زهوهم
إلا إذا ماتوا
فعند الموت يصحوا النائمون
طـَـبْ يا أليف الوجد وجدًا
لن يضير النـّـور في عينيك أقواسُ اللهبْ
وانعمْ بوابل جرحك الممتدّ من أقصى الشمال
إلى الجنوب ، ومن ضفاف الجرح في الأقصى
إلى شط ّ العربْ.
* * *
(4)
لمــْــلمْ شظــايا النــّــورْ من غـــُـرّة الـفـَجـْـــر ِ
واســفـَـحْ على الديجورْ حـممـــًا من الصّـــدْر ِ
فاح الشـّــذا المعـْـطـورْ من مـنبـَـع السّــــحـْـر ِ
وانـْـداح فيـْـضُ النـّـور كـالمـوْج في البحــْــر ِ
وأنـا طـريــدُ دُهـــُـورْ في أضْـلــُعي جـمْري
هـلْْْ جـْـرحيَ المغـْـدورْ قـَـدْ حــارَ في أمْــري
أوَغِـبـْـطــة ٌٌُ و سـُـرورْ أمْ زفــْــرة ُ الـقـَــهـْـر
أمْ قـلـبيَ الـمـفـطـُــورْ يـنـْـسـابُ في شعـري
فـي مـقــلـتيّ الـنـّـــورْ والنـّـــارُ في خــِـدْري
وأدور ثــــُــــــمّ أدورْ أ دْ ري ، ولا أ دْ ري
أهــُـو الدّجى المـنـْـثورْ أمْ وحــْـشــة ُ الـقـبـْـر
أمْ أنـــّــة ُ الـمـصْـدورْ في الرّوح تستـشـْـري
هل في دمي المهـْـدورْ ( قـَـسـَـمٌ لـِذِي حِجْر ِ)
أإخـَـالــُـــني منـْــذ ُورْ لنــــوائـِـب الدّهـــــْــر ِ
أمْ طـــائر مأســُـــــور قـدْ لـــجّ في الأســـْـــر
لا كــأسيَ المكــْــــدور يصـْــفــُـو ولا نهـْـري
والخوف محض شعورْ في مهــْـجتي يسـْــري
والليْـــل كالمـسـْـعـُـورْ يمـْـشـــي على إثــْـري
وأســــير أيـْـن أســـيرْ يقـْـتـــــاتـُـني قهـْـري
كالسـّــائل المنـْــهـُـــورْ أمـْـشـي إلى قـبـْـــري
• * *
هذي فلول الحزن يا محبوبتي
هبـّت ـ غداة ـ رسمت في عينيك خارطة الفصولْ
وعكفت ـ رغم القحط ـ أرشف من شذا شفتيكِ
ريـّـا مهجة تندى ويفجؤها الذبول
فسكبت فوق الجرح وابل فرحتي
وزعمت أنّ الشوك بين أضالعي ورد ٌ
وأنّ دخان أسئلتي
بحلقي سلسبيل
ومضيت أخفي ذلّ أيـــّـــامي ببردة كبريائي
وانكساراتي بحلمي
واحتضار الروح في الجسم الهزيل
هذي فلول الحزن يا محبوبتي
جاءت تبارك حلمنا المسفوح في أعشار قلبينا
فهل هذا التماع النصل ؟
أم نجم على دمنا يسيل ؟؟
كلّ الكؤوس تدافعت ما بين أيدينا
فمن منا تداعى الكأس من يده
ومن منـّـــا القتيل ؟!
شعــــــــــــر
حســـــــــــــن النيفــــــــــــــــــــــــــي :wink:
تعليق