النمر الجديد
ذهبت ونفسي لعالم السيرك فشاهدنا العرض التالي :يدخل النمر إلى الغابة وقد لبس معطفاً من جلد الأفعى ، فتهاجمه النمور منكرة : أيها الكافر يا زنديق ، يا مغضوب الوالدين .
ثم تمزق معطفه الجميل ، ينظر النمر فيهم ، ثم يمدّ يده في جيبه ويخرج بكل هدوء غليوناً وعلبة تبغ وقداحة جميلة مرصعة بالجواهر ، ثم يبدأ بوضع قليل من التبغ في الغليون، وعيون النمور تحملق فيه
يقترب أحدهم ويقول له بصوت هامس : ما هذا الشيء .
ينظر فيه النمر الجديد ثم يبتسم ابتسامة ساخرة: ويشعل الغليون بالقداحة بحركة استعراضية، يرتفع صوت النمور متعجبة.
يبدأ النمر بالتدخين ونفث الدخان فوق رأسه.
تقترب النمور أكثر فأكثر وهي تشتم الغليون وتحملق في الدخان الكثيف.
- هل تريدون مثلها.؟ يقول النمر الجديد.
وكيف : تقول عيون النمور.
كلكم يرى كيف أصبحت المعيشة غالية وصعبة، تركضون طوال الأسبوع ولا تجنون غير أرنب هزيل ، أو فأر حقول، أنا أنصحكم بالوظيفة.
وظيــــفــــة..؟؟!! قالــــــــــــت النمور.
نعم وظيفة تأخذون ألف دولار في الشهر وتأكلون كل يوم فخذا من اللحم .
وتلبسون أجمل الثياب وتنامون في أجمل الأقفاص ، ويصفق لكم كل الناس كأنكم ملوك في موكب مهيب.
ما رأيكم ؟
نظرت النمور باستغراب وتأمل.
قال أحدهم : هل.. هل تسمح أن أجرب هذا الغليون.
ثم ودعت النمور الغابة وسارت نحو السيرك
بعد أيام كان لكل نمر قفص جميل
وبجانب أقفاص النمور كان هناك أقفاص للجواميس البرية وأقفاص للفيلة الهندية وأقفاص فيها ممثلات وفنانين ومصورين وراقصين وشعراء وأدباء ومذيعين وعازفين ومهرجين وملوكاً وحكام دول عربية.
طارق شفيق حقي
22/12/2010
تعليق