المسالك
ق.ق.ج عباس علي العكري - البحرين
يسير حافيا بروية،
ثم ينتعل حذاء غيره؛
ليركض بسرعة فرحا!
ينحرف حينها عن مساره..
فيتعثر ويرتج دماغه...
نقلا عن: الفرحان بوعزة
يسير حافيا بروية / وضعية تعبر عن مشهد دال على هيئة المشي المقرون بالحفا، فهو لا يسرع في خطاه وإنما يسير بروية، فمن خلال ربط كل الجزئيات المكونة للمشد / السير / الحفا/ الروية/ يخرج المشهد عن ما هو مألوف ليتبين لنا عدة دلالات خفية وراء هذا السلوك. فبقدر ما نستوعب الصورة الخارجية بقدر ما نفكر فيما وراءها. وضعية فيها حركة وانتقال بطيء في السير لخصه الكاتب في كلمة /روية/. فلماذا يمشي بتمهل؟ هنا ندخل في عملية استنطاق الحالة التي يوجد عليها البطل، فهو فقير لا يتوفر على حذاء، لذلك يتحاشى كل المعيقات التي يمكن أن تعرقل سيره كالأشواك والحفر وغيرها.. وما أن حصل على حذاء، تغيرت الوضعية من حزن ومذلة وهوان إلى الاعتزاز بالنفس والتطلع إلى ما هو أحسن، فبدل التمهل في المشي غير حالته إلى الركض دون أن يبالي أن الحذاء المستعار ليس على مقاسه، فجازف بحياته وغامر لأنه لم يلبس على قده، ولم يكيف نفسه مع وضعية الحياة الجديدة، فلا بد أن يتعثر ويسقط، فهو سعى إلى التغيير دفعة واحدة مما جر عليه ويلات سوء التكيف الاجتماعي. فالمثل المغربي يقول "البس قدك يواتيك " النص يريد أن يوصل فكرة التغيير المفاجئ غير المبني على مؤهلات نفسية وذاتية واجتماعية ومادية. من المعقول أن يسعى الإنسان نحو التغيير لكن ليس دفعة واحدة، فالتغيير يأتي عن طريق دعامات منها: التدرج والتعلم، والتربية، والتجربة الشخصية، والاستفادة من الخطأ.... فالبطل لم يمر من هذا المسار؛ لذلك سقط في مسار لم يعرف كيف يخرج منه، فكان مآله التعثر والسقوط والفشل. فالانحراف عن المسار فيه نوع من التعثر وارتجاج الدماغ، وهي نتيجة قاسية جسدتها المتوالية السردية الأخيرة، مع أنّ دلالتها توجد في ما قبلها " ينحرف حينها عن مساره" على فرضية أنّ: من يتعثر ويسقط قد ينهض من جديد؛ لتصحيح أخطائه ... النص ضم خمسة أفعال مضارعة / يسير / ينتعل / يركض/ ينحرف/ يتعثر / يرتج/ أفعال تضع القارئ في خضم الأحداث التي تعتمد على عنصر التحول والانتقال من صورة إلى أخرى، صور يتم تعديلها وتشكيلها وفق مواقف تضم نقط ضعف مستمرة. فالبطل انطلق من حالة بدئية شملتها نقطة ضعف /الحفا/ وانتهى بنقطة ضعف أقوى وأشد /التعثر والارتجاج /... نص جميل تميز بفنية التقاط الصورة وتنميطها على مستوى اللغة السريعة التي توصل القارئ إلى الهدف دون ركوب المجاز الغامض والرمزية المغرقة في الإيحاء.. هكذا قرأت هذا النص الجميل أخي المبدع المتألق عباس .. محبتي وتقديري.
ق.ق.ج عباس علي العكري - البحرين
يسير حافيا بروية،
ثم ينتعل حذاء غيره؛
ليركض بسرعة فرحا!
ينحرف حينها عن مساره..
فيتعثر ويرتج دماغه...
نقلا عن: الفرحان بوعزة
يسير حافيا بروية / وضعية تعبر عن مشهد دال على هيئة المشي المقرون بالحفا، فهو لا يسرع في خطاه وإنما يسير بروية، فمن خلال ربط كل الجزئيات المكونة للمشد / السير / الحفا/ الروية/ يخرج المشهد عن ما هو مألوف ليتبين لنا عدة دلالات خفية وراء هذا السلوك. فبقدر ما نستوعب الصورة الخارجية بقدر ما نفكر فيما وراءها. وضعية فيها حركة وانتقال بطيء في السير لخصه الكاتب في كلمة /روية/. فلماذا يمشي بتمهل؟ هنا ندخل في عملية استنطاق الحالة التي يوجد عليها البطل، فهو فقير لا يتوفر على حذاء، لذلك يتحاشى كل المعيقات التي يمكن أن تعرقل سيره كالأشواك والحفر وغيرها.. وما أن حصل على حذاء، تغيرت الوضعية من حزن ومذلة وهوان إلى الاعتزاز بالنفس والتطلع إلى ما هو أحسن، فبدل التمهل في المشي غير حالته إلى الركض دون أن يبالي أن الحذاء المستعار ليس على مقاسه، فجازف بحياته وغامر لأنه لم يلبس على قده، ولم يكيف نفسه مع وضعية الحياة الجديدة، فلا بد أن يتعثر ويسقط، فهو سعى إلى التغيير دفعة واحدة مما جر عليه ويلات سوء التكيف الاجتماعي. فالمثل المغربي يقول "البس قدك يواتيك " النص يريد أن يوصل فكرة التغيير المفاجئ غير المبني على مؤهلات نفسية وذاتية واجتماعية ومادية. من المعقول أن يسعى الإنسان نحو التغيير لكن ليس دفعة واحدة، فالتغيير يأتي عن طريق دعامات منها: التدرج والتعلم، والتربية، والتجربة الشخصية، والاستفادة من الخطأ.... فالبطل لم يمر من هذا المسار؛ لذلك سقط في مسار لم يعرف كيف يخرج منه، فكان مآله التعثر والسقوط والفشل. فالانحراف عن المسار فيه نوع من التعثر وارتجاج الدماغ، وهي نتيجة قاسية جسدتها المتوالية السردية الأخيرة، مع أنّ دلالتها توجد في ما قبلها " ينحرف حينها عن مساره" على فرضية أنّ: من يتعثر ويسقط قد ينهض من جديد؛ لتصحيح أخطائه ... النص ضم خمسة أفعال مضارعة / يسير / ينتعل / يركض/ ينحرف/ يتعثر / يرتج/ أفعال تضع القارئ في خضم الأحداث التي تعتمد على عنصر التحول والانتقال من صورة إلى أخرى، صور يتم تعديلها وتشكيلها وفق مواقف تضم نقط ضعف مستمرة. فالبطل انطلق من حالة بدئية شملتها نقطة ضعف /الحفا/ وانتهى بنقطة ضعف أقوى وأشد /التعثر والارتجاج /... نص جميل تميز بفنية التقاط الصورة وتنميطها على مستوى اللغة السريعة التي توصل القارئ إلى الهدف دون ركوب المجاز الغامض والرمزية المغرقة في الإيحاء.. هكذا قرأت هذا النص الجميل أخي المبدع المتألق عباس .. محبتي وتقديري.
تعليق