مُتْ وأنتَ قاعد

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 13242

    مُتْ وأنتَ قاعد

    مُتْ وأنتَ قاعد



    في الشارع الطويل الفارغ، وقف شابٌ كسير النظرات، حزين البسمة ينتظر حافلة تقله إلى منزله وهو يحتضن الشارع بنظرات حيرى تلف على نفسها قسمات من السكون ... يشابه السكون الذي يتبع اتخاذ القرار الصعب، كذاك الذي ينازع المرء على إنسانيته .. أشلاء من الحزن بدت على مُحيَّاه، الغبش يجلل تفكيره، هموم أسرة ينوء كاهله بها تفرض نفسها على تفكيره، وينصرف عنها وكأن سيلاً قد داهمه، ليصابَ بشللٍ عقلي يشابه يداً خدرة ... كان مستعجلاً وحالما توقفت أمامه تلك الحافلة الرمادية الهرمة _ وكأنها قد فرَّت من متحف للآثار _ ركب فيها متشككاً لأنه لم يشاهد عليها أيَّ كتابة تدلُّ على وجهتها، وحالما أغلق الباب وجلس ظهره إلى


    ظهر السائق على المقعد الصغير حيث لم يوجد مقعد فارغ .. ألقى التحية بحكم العادة .. لكنه لم يتلقَّ أيَّ ردٍّ ؟!!

    رفعت عينيَّ وتأمّلْتُ الوجوه أمامي .. بهتُّ للوهلة الأولى .. يا لها من صدفةٍ غريبةٍ، كان جميع الركاب مسنين وقد نالت السنون منهم منالاً ليس بقليل .. وجوهٌ مضطربةُ النظراتِ، تعبةٌ كتعب مسافرٍ قادمٍ من أقصى البلاد .. والترهلات والتجاعيد عند العنق تزداد أكثر فتأخذ شكل حبلٍ خشنٍ ثخينٍ يلتفُّ ببطءٍ ورويَّةٍ ... ينظرون بكسل إلى الأمام وإلى الأمام فقط .. لا يعبؤون بما يحدث خارجاً على اليمين أو



    اليسار .. سارت بنا الحافلة بسرعة وهي تجتاز كل السيارات ولا تقف عند أيِّ إشارةِ مرورٍ .. اندهشت من تلك السرعة المتواترة وغير المنسجمة مع كبر السائق والراكبين، فأدرت رأسي مخاطباً السائق: لِمَ العجلةُ يا عم ؟ فأطلت عليَّ من المرآة الأمامية عينا صقر هرم وقال: الزمن لا ينتظر أحداً يا ولدي ولعلي أوفق بتمكين أحدهم من النزول .. فاتخاذ القرار في هذه الأيام أصبح من أسهل الأمور .. ؟ دارت كلماته في رأسي واصطدمت بجدار قاسٍ وحين لم أفهم شيئاً هززت بكتفيَّ غير عابئ بكلام رجلٍ عجوزٍ بينما أخذت سرعة الحافلة تزداد أكثر .. ؟ .



    أخذت يد السائق تعبث بإبرة المذياع فجاءنا صوت المذيع العتيق .. توفي اليوم الأستاذ أبو عمر المدير القديم لمدرسة الاتحاد العامة عن عمرٍ يناهز الثمانين وقد وُجِدَ في بيته بعد أن مضى على وفاته يومان دون أن يدري أحدٌ به، وفي الحيِّ الغربيِّ توفي الشيخ حسن عن عمرٍ يناهز الخامسة والسبعين، أما في وسط المدينة ... وتابع المذيع أخبار الوفيات، سرَتْ بي قشعريرة مرَّتْ كتيار كهربائيٍّ من هول هذه الأخبار، لم تحوِ نشرة الأخبار سوى أخبار الوفاة، لا حول ولا قوة إلا بالله .. رفعت رأسي وتأمَّلْتُ الراكبين أمامي الذين كانوا قد أنهوا قراءة الفاتحة لتوِّهِم والكل قد تلبَّسَتْهُ حالة خشوع غريبٍ، وشقَّتِ الرهبةُ طريقها نحو وجوهِهم فزادتها عمقاً، وسمعت أحدهم يقول لجاره: أتعرف أبا محمود _ رحمة الله عليه _ لقد تلقَّيْتُ منه رسالةً، اسمع ما قال فيها: حين حاصرتني عقارب الساعة وعلَتْ نيران الوقت في السماء تلتهب غضباً أسوداً ترمَّلتِ الأحلامُ بين دمعة ودقة ... عصَّر القلب في دورات الساعة الانتهازية وأصبحت العقارب سهاماً تنغرز في الخاصرة .. جاوزت نفسي حدَّ الوقت بعيداً عن غياهب الضمير والتفافاته وكُنه القرارات وامتعاض أصحابي ونعمت يومها بصرخة راحة دون رقابة .. دون رقابة ؟!! فقال له جاره: أهو أيضاً، لا حول ولا قوة إلا بالله ، يا لهذه الدنيا .. ؟ فتحت عينيَّ مستغرباً: رسالة من عالم الموت .. كيف هذا ؟ .. آه .. لعل العمر له دوره .. وأخذت سرعة الحافلة تزداد أكثر .. ؟ .



    نظرت من النافذة .. ما هذا الطريق الغريب .. لأول مرةٍ أشاهده .. دقَّقْتُ النَّظرَ وقلت في نفسي وكأن الناس لا يشاهدوننا .. ولا حتى شرطي المرور حين تجاوزنا الإشارة الماضية بسرعة جنونيَّةٍ، كذلك السيارات التي تجاوزناها، والمشاة أيضاً ... وفجأة توقَّفَتِ الحافلةُ وركب بها شخص مُسِنٌّ متهدِّل الكرش، أصلع الرأس بعينين خضراوتين جاحظتين وشفةٍ سفليَّةٍ متدلِّيةٍ وذقن أبيض .. أغلق الباب وراءه إلا أنه لم يجلس على المقعد الشاغر بجانبي بل جلس على أرض الحافلة .. استغربت فعلته وقلت له: تفضَّل يا عم، اجلس مكاني، تأمَّلني قليلاً وهو مستنِدٌ على فخذ معاون السائق المسنِّ وأجابني: إذا أنا جلست على المقعد هل سأعجِّلُ من وصولي فأجبته: لا ولكن سوف .. فقاطعني وهو يتأملني مليَّاً مما أدخل القشعريرة إلى جسدي وقال: هذا حال الدنيا .. هذا حال الدنيا، وانهار باكياً بكاءً مُرَّاً وهو يخفي وجهه بيده مخفضاً رأسه .. !! .
    انهال ذلك الموقف عليَّ بفجائيَّتِهِ فصدمني وهزَّ ذاك الجدار المتعالي فما كان مني إلا أن اقتربت منه وقبل أن ألمس كتفه أمسك يدي ذاك العجوز الجالس أمامي وقال: أتركه يا ولدي .. أتركه في همِّه ..

    - لكن ألا تراه ؟! ..
    -
    فقاطعني بلهجة صارمة: - هذا حال الدنيا يا أسفي على هذا الزمان وعلى أهل هذا الزمان .. وازدادت سرعة الحافلة أكثر ؟! .

    بعد فترة تفكير عصيبةٍ مرَّت بي حانت مني التفاتةٌ إلى معاون السائق، كان رجلاً قصيراً مسنَّاً متهدِّل الثياب أشعث الشعر بيده لفة قد قضم منها قضمةً ولم يتابع لسبب كنت أجهله، انسلَّتْ الريبـة إلى قلبي .. يـا لهذه السيارة الغريبة لم يُنزلِ السائقُ لحدِّ الآن أيَّ شخص !
    انبرى صوت أحد الركاب قاطعاً أفكاري وقال: أنزلني عند البناية التالية، فردَّدَ معاون السائق الكلمات وراء الراكب وهو يذكرني بذلك الشخص الذي يعيد الكلام وراء إمام الجامع أثناء الصلاة .. فأجابه السائق: عند البناية التالية ممنوع الوقوف، فيقول الرجل المسنُّ بأسًى واضحٍ: إيه .. لربما يحالفني الحظُّ في الدورة القادمة، وبعد قليل صاح آخر: أنزلني عند البيت الكبير، فيجيب السائق: عند البيت الكبير ممنوع الوقوف، فيردِّدُ المسنُّ: لعلي أتمكن من النزول في المرة التالية قالها وهو يتنهَّدُ بحسرة مُرَّةٍ. أرسلت سهماً هدفه ذاك الجدار المتعالي الذي أخذ يرتج شيئاً فشيئاً ... ؟ ولكن كيف هذا، متى سننزل ؟ قلت ذلك محدِّقاً في العجوز الذي أمامي بعد أن استغربت كلامهم العجيب فاستنفرت كلماتي اهتمام الحاضرين ونظروا إليَّ جميعاً باستغراب واضح .. تأملني ذاك العجوز برهة وقال بصوت حزين .. لا تستعجل يا ولدي فقد مضى من عمري ثلاث سنين وأنا أدور بهذه السيارة ..
    - أتقصد أنكم تركبون بها كلَّ يومٍ أي متفقون مع السائق ..
    ارتفع صوت عجوز وراءه وهو يلفظ كلماته هازئاً: لقد مضى من عمري ثماني سنين وأنا ألفُّ بهذه السيارة ولم يحالفني الحظُّ في النزول منها لأن عبارة ممنوع الوقوف ما زالت مكانها واليوم قد تغيَّرت وأصبحت الوقوف ممنوع .. ؟؟ .

    شلَّ تفكيري وكأنَّ شلالاً من الماء البارد قد انهال فيه وأخذت لبناتُ الجدار تتزعزع واحدة تلو الأخرى وفجأة توقَّفتِ السيارة أمام مبنى كتب عليه دائرة المحالين على التقاعد فجاء الموظَّفُ وأعطى كلاً راتبه فنزلت مسرعاً من تلك السيارة التي عاودت مسيرها من جديد فقلت في نفسي متخلصاً من كلِّ شعور بالحيرة أو الحزن: آن الأوان لأن أرجع والدي للمنزل فهو أيضاً متـ..قاعد .
  • عشتار
    كاتب مسجل
    • Mar 2005
    • 188

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الأستاذ طارق شفيق حقي

    لا أعرف من أي أبدأ في قراءة هذه القصة ..

    في كل جملة فيها أجد موضوعاً كبيراً يستحق الكتابة عنه والبحث فيه
    لذلك سأبدأ من آخر كلمة فيها:
    متــ.. قاعد
    أول ما يخطر ببالي عند قراءة هذه الكلمة هي مسرحية صموئيل بيكت ( في انتظار غودو)
    في تلك المسرحية نرى فعلاً كيف يمكن أن نموت ونحن قاعدين
    رجلان جالسان تحت شجرة لا يفعلان شيء سوى انتظار شخص يسمى غودو
    وهو ليس أكثر من رمز للموت
    عندما تكون الحياة فارغة من أي قيمة.. لا يبقى لنا سوى أن ننتظر غودو
    عندها تتحول الحياة لمجرد مسرح عبثي..
    تماماً كما يفعل ركاب تلك الحافلة!!

    منذ الكلمات الأولى في القصة يتسلل إليك جو الكآبة ورائحة الموت المنبعثة منها..
    من الشارع الفارغ.. من نظرات الشاب وابتسامته الكئيبة وهمومه التي تمر بمخيلته سريعاً والتي من الواضح أنه اعتاد عليها وكأنها فنجان قهوة يومي يتناوله سريعاً قبل أن يبدأ بالحياة..
    سكون الشارع وصمته يوحي بشيء من برودة الجو المخيفة..
    هذا الوصف يرسم المشهد الأول في مخيلتنا بالأبيض والأسود.. لا وجود للألوان فيه أبداً


    تلك الحافلة الرمادية الهرمة _ وكأنها قد فرَّت من متحف للآثار _ ركب فيها متشككاً لأنه لم يشاهد عليها أيَّ كتابة تدلُّ على وجهتها،
    حافلة رمادية..
    تماماً كلون القبور!!
    طالما أن الحافلة هي رمز للحياة .. والرمادي رمز للموت
    كيف اجتمعا معاً؟؟
    يا إلهي
    كم هي مخيفة الحياة عندما نعيشها في قبر قبل أن نسكنه فعلاً..
    حتى القبر نفسه يحوي على شاهد يدل على صاحبه
    بينما الحافلة هنا لا تحوي أي كتابة تدل على وجهتها أو هويتها
    أذكر هنا ما حدث مع أليس في بلاد العجائب
    وصلت أليس لمفترق طرق.. ولم تعرف أي الطريقين تسلك
    فسألت أحدهم أن يدلها على الطريق الأنسب
    فسألها: أين تريدين الذهاب؟؟
    قالت: لا أدري..
    قال: إذاً اختاري الطريق الذي تشاءين!!

    هذا يعني أن الطريق لا يهم كثيراً عندما لا نعرف ما هي وجهتنا وأين نريد الذهاب فعلاً
    عندما يرى الإنسان الحياة مجرد طريق يعبره فلن يهتم كثيراً لنوع الحافلة التي يستقلها أو المكان الذي يجلس فيه..
    وهذا تماماً ما عبر عنه ذلك المسن الذي جلس على أرض الحافلة:

    إذا أنا جلست على المقعد هل سأعجِّلُ من وصولي
    ويمكن لهذه العبارة أن تفسر بطريقة أخرى
    وأن نتخذها كقاعدة في الحياة
    ليس مهما من أنت أو أين تجلس.. المهم ماذا ستفعل وماذا ستترك بعد أن ترحل عن هذا المقعد
    أحياناً يمكن لآذن في مدرسة أن يترك أثراً أكثر من مدير فيها
    نحن من يعطي الكرسي والمنصب قيمة وليس العكس..



    ينظرون بكسل إلى الأمام وإلى الأمام فقط .. لا يعبؤون بما يحدث خارجاً على اليمين أو اليسار

    إنها السلبية واللامبالاة
    يموت الإنسان فعلاً عندما يقرر هو ذلك
    الموت لا يكون بموت الجسد .. الموت الحقيقي هو موت الروح
    ولهذا قد نجد الكثير من الأحياء ليسوا أكثر من جثث تتحرك
    بينما هناك أموات ليسوا موجودين بأجسادهم بينما أرواحهم مازالت موجودة بيننا
    وذلك لأنهم حافظوا عليها وهم أحياء لذلك ستستمر وتحافظ على بقائهم حتى بعد موتهم



    سارت بنا الحافلة بسرعة وهي تجتاز كل السيارات ولا تقف عند أيِّ إشارةِ مرورٍ

    هذا أكبر خطأ يرتكبه الإنسان بحق حياته
    عندما يعتقد أن هدفه هو فقط الوصول إلى نهاية الرحلة
    مشكلته أنه لا يعرف كيف يجعل من الطريق نفسه متعة بحد ذاتها
    هؤلاء الركاب يقومون بقتل الزمن والزمن هو نحن .. كل لحظة فيه تعني حياتنا نحن
    فهم يغتالون أعمارهم دون أن يشعروا
    نكون آثمين عندما نقرر التوقف عن الحياة
    ونتوقف عن الحياة عندما نقرر ألا نفعل أي شيء



    ربما القصة بشكل عام تصف حال مجموعة من الرجال المسنين المتقاعدين
    بعد أن توقفوا عن العمل .. ليس لأنهم لا يستطيعون تقديم شي.. ولكن لأن مدة صلاحيتهم قد انتهت حسب شروط الاستهلاك الوظيفي.. وفجأة تتحول حياتهم إلى مجرد فراغ بلا قيمة أو معنى بعد أن كانت منظمة ودقيقة ..
    لكن ليس الموظفون وحدهم من يعانون من هذه المشكلة
    فالأصعب من ذلك هو عندما يقرر الإنسان بنفسه أن يتقاعد عن الحياة


    آن الأوان لأن أرجع والدي للمنزل فهو أيضاً متـ..قاعد .
    هذه العبارة مؤلمة جداً
    وكأنها توجه صفعة لضمير كل شاب
    ليرجع إلى أولئك المتـ..قاعدين الذين هم في أمس الحاجة إلى وجوده بجانبهم في هذا الوقت
    على الأقل ليساعدهم على عدم التفكير بانتظار غودو
    لأن الانتظار بحد ذاته عبودية
    عندما تقرر أن تنتظر شيء ما.. فإنك بهذا تتوقف عن الحياة إلى أن يأتي ذلك الشيء
    بينما الحرية هي أن لا تنتظر شيئاً...( كما تقول أحلام مستغانمي )



    أخيراً
    أتمنى من الأستاذ طارق أن يلقي لنا المزيد من الأضواء حول النص
    فهو فعلاً نص جميل جداً وقد عجزت فعلاً عن فهم جميع الرموز الموجودة فيه
    هناك مثلاً مسألة السرعة وشخصية الشاب وبكاء الرجل المسن..
    أيضاً معنى عبارة "ممنوع الوقوف" وسبب تحولها لـ "الوقوف ممنوع .. ؟؟ ." !!!


    تحياتي
    كيف يمكننا تأسيس حضارهْ؟
    ونحن نستعمل
    المسدسات الكاتمة للحب...

    تعليق

    • طارق شفيق حقي
      المدير العام
      • Dec 2003
      • 13242

      #3
      [align=center:35c21b7eba] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      عجزت عن الرد عن هذا النقد هنا

      ولربما قد ولدت ناقدة مميزة هي عشتار


      قد أمسكت كل حرف واستجوبته فاخبرها عن حاله وعن مراده


      محققة ناجحة

      النص حقا قد كتب بحالة من الاستغراق

      وقد جمع الحوار وتركيب الشخصيات وقتها من تحليل لشخصيات من الحياة

      حالات غريبة مر بها المرء

      كانت موجودة في القصة

      طبعا هناك بعض الرموز كما قلت لم تعرجين عليها لكنك لامست مفاصل القصة الرئيسية


      هذه الحافلة تمثل الحياة بأسرها

      والركاب هم شريحة من المجتمع ركب مع ذلك الشاب بمجرد ان فكر بحالهم



      تحياتي عشتروت[/align:35c21b7eba]

      تعليق

      • أبو زينب
        كاتب مسجل
        • Jun 2007
        • 338

        #4
        رد: مُتْ وأنتَ قاعد

        السلام عليكم
        يسرني ان اتواصل معكم واكتشف كل يوم شيئ جديد في بحثي المتواضع .....أعجبتني القصة حيث اعتمد فيها الكاتب السرد وتعاقب الاحداث بسرعة كما وظف الكاتب عبارات موحية تدل على سعة خياله وثقافته الغزيرة ومن خلال القراءة كنت من بين ركاب الحافلة الهرمة حيث سرح بي خيالي بعيدا وكنت أتصور الاحداث كأنها حقيقية
        فأنا لست ناقد بل مجرد رأي ...أشكر أخي حقي المربدي المحب للعلم والاداب والثقافة والمحافظ على مكانة اللغة العربية بارك الله فيكم ...واني كل يوم استفيد منكم شكرا...شكرا

        السلام عليكم............ابوبكر ....الجزائر
        التعديل الأخير تم بواسطة أبو زينب; 06-26-2007, 06:00 PM. سبب آخر: تصحيح ومراجعة

        تعليق

        • طارق شفيق حقي
          المدير العام
          • Dec 2003
          • 13242

          #5
          رد: مُتْ وأنتَ قاعد

          المشاركة الأصلية بواسطة بوبكر قليل
          السلام عليكم
          يسرني ان اتواصل معكم واكتشف كل يوم شيئ جديد في بحثي المتواضع .....أعجبتني القصة حيث اعتمد فيها الكاتب السرد وتعاقب الاحداث بسرعة كما وظف الكاتب عبارات موحية تدل على سعة خياله وثقافته الغزيرة ومن خلال القراءة كنت من بين ركاب الحافلة الهرمة حيث سرح بي خيالي بعيدا وكنت أتصور الاحداث كأنها حقيقية
          فأنا لست ناقد بل مجرد رأي ...أشكر أخي حقي المربدي المحب للعلم والاداب والثقافة والمحافظ على مكانة اللغة العربية بارك الله فيكم ...واني كل يوم استفيد منكم شكرا...شكرا

          السلام عليكم............ابوبكر ....الجزائر
          سلام الله عليك أخي الكريم أبو بكر
          عذرا للتأخر في الرد وذلك بسبب قليل من المشاغل

          سررت بردك الجميل ووصولك لمعاني القصة

          أحي فيك حبك للحرف واللغة والعلم

          حياك الله

          تعليق

          • نسمة الريف
            كاتب مسجل
            • Aug 2009
            • 101

            #6
            رد: مُتْ وأنتَ قاعد

            الأخ الكريم
            هاهي دي قصة أخرى تستوقفني..
            لاحظت أنك تكثف من توظيف الرموز في قصصك وهذا أمر أحبذه في هذا النوع من الكتابات..
            أبدأبالعنوان الذي اختير بعناية (مت وأنت قاعد)والذي يمكن أن نغير ترتيب الكلمات فيه ليصير متقاعد أنت أو أنت متقاعد فيعرفنا بكلمات الجلوس والموت والفراغ... ثم ذلك الشاب_العجوز الذي يمثل شريحة كبرى من مجتمعنا شاخ فيها الشباب قبل الأوان لضيق صدورهم وقصر نفسهم وانهيارهم أمام أول مشكلة تصادفهم..مرورا بقطار الزمن أو حافلة الحياة كما سميتها والتي سافرت مع ركابها إلى اللاوجهة إن صح التعبير..
            اشتغل الكاتب على الوصف فوفاه حقه ثم صور المفارقات بين الماضي والحاضر ماض يميزه الحزم والتفكير وحاضر تطغى عليه السرعة والعجلة والأنانية واللامبالاة بالقوانين وبالناس..
            (اتخاذ القرار أصبح من الأمور السهلة هذه الأيام) (مضى على وفاته يومان دون أن يدري به أحد)
            كما اشتغل الكاتب على تيمة الموت وما يرتبط به من خوف وألم وحسرة بل وراحة...
            ثم هل الجلوس على المقعد يحقق إضافة ما؟ قد نجلس على الأرض أو قد لانجلس أبدالكن العجلة تدور وحافلة الزمن تتابع سيرها فهل نتدارك أنفسنا ونفعل شيئا ذا قيمة يحسب لنا ويجنبنا عناء الندم كما حدث لذلك العجوز الذي رفض الجلوس بعد أن تقلد منصبا هاما _ربما_ قبل أن يتقاعد؟؟؟
            ثم الغش الذي تسرب إلى كل مناحي حياتنا (قضم قضمة ولم يتابع لسبب كنت أجهله) أو ربما هو فقدان الرغبة في كل شيء حتى الأكل..
            ولا أدري لم شدتني( البناية) و(البيت الكبير) ولا أدري لم تصورتهما مستشفى ومنزل عائلة (كان فيما مضى كبيرا) مستشفى يؤدي خدمات بالأدوار وما ينتج عن ذلك من عناء المسنين وشقاء الفقراء..ومنزل العائلة الذي فقد قيما نبيلة في زمننا هذا ولم يعد يحسب فيه أي حساب لكبير السن الذي كان فيه محترما ذات يوم..
            ثم ممنوع الوقوف والوقوف ممنوع ألا يشير هذا إلى جمود في الأحوال والمآل وتغيير في القشور دون الجوهر؟
            وفي النهاية أبى الكاتب إلا أن يحمل قصته نداء إلى الناس _الشباب_ للاهتمام بكبار السن المتقاعدين الذين فقدوا كل أمل في الحياة وأصبحوا يعتبرون الموت راحة بعد أن فقدوا أدمى شزوط العناية والاهتمام..
            تراني وفقت في الإمساك ببعض خيوط القصة؟؟

            تعليق

            • طارق شفيق حقي
              المدير العام
              • Dec 2003
              • 13242

              #7
              رد: مُتْ وأنتَ قاعد

              سلام الله عليك أختي الكريمة نسمة الريف
              لو أردت مخرجاً للقصة
              يقف عند كل تفاصيلها ليحولها للعالم القريب
              لكنت بحق تستحقين أن تخرجي هذه القصة بهذا التفسير الجميل
              لك كل تحية وسلام

              تعليق

              يعمل...