العقل والوحي
تعليقا على مقال الاستاذ (سالم يفوت)عن العقل والوحي في نظرية المعرفة الرشدية أقول
تقييم مشروع ابن رشد ينبغي ان يكون منصفاً ومن منظور حديث يستفيد من كل ما وجدناه حتى الان. فمثلا اذ يعتبر ابن رشد ان المتكلمين عولوا على النقل والتسليم كلام غير صحيح بل منهجهم عقلي لكنه مستنير بالوحي وحين يتحدث عن اليقين العقلي فما هو ذلك اليقين؟ هل هنالك يقين حقاً مع العقل؟ واذ يعتبر البرهان هو اعلى مراتب المعرفة فما البرهان الذي كان يتعامل به ابن رشد غير المنطق الارسطي الذي نجده في غاية التخلف الان؟ وحين يدعو بنتيجة ذلك الى تاويل الوحي واقامته ليوافق البرهان على وقته فهل كان ذلك ليكون صحيحا؟ ماذا سيكون موقفنا من ذلك التاويل الان؟ كل عصر نغير تاويل النص ليتفق مع منهجية ابن رشد؟ ان النفخ في رؤية ابن رشد ومنهجه غير منصف في هذا العصر رغم انه يدفعنا الى التقرب من الرؤية والمنهج الغربي المعاصر. لكن المطلوب نقد موضوعي لفلسفة ابن رشد اخذين بنظر الاعتبار منهج الغزالي واعتراضاته على الفلسفة الارسطية وفهم ابن سينا والفارابي ومحاولتهم التوفيق مع عقيدة الاسلام.
لا ينكر ان لأبي الوليد محمد ابن رشد التفاتات مفيدة وعبقرية في بعض المواضع لكن تقديمه الفلسفي لم يخرج عن الاطار الارسطي اليوناني. وهذا ما جعله يوكد على البرهان وكما نعم انه البرهان الفلسفي اليوناني الذي يجعله اعلى من الوحي. ولو كان ابن رشد منصفا لتقدم بنقد جدي لارسطو الذي ترجمه وشرحه وياتي ببديل افضل مما جاء به ابن سينا والفارابي الذين عاب عليهم انه م لم يفهموا ارسطو.
دعوتي في مشروعي لتجديد علم الكلام مشابهة لدعوة ابن رشد لكنها تقول ان نترك ما هو غيب (جليل الكلام) للغيب ونعالج ما هو واقع نتلمسه نتعامل معه بضوء البرهان وهداية الوحي.
اكرر هنالك ايجابيات في رؤية ابن رشد لكن منهجه لم يكن صحيحاً. ويمكننا الان بضوء استقامة منهجية البرهان فهم الوحي بما يختلف مع الفهم السائد مستخدمين حجج البرهان لكن ذلك التاويل لا ينبغي ان يتناقض مع وجوه النص المقبولة وينبغي ان يتفق مع جملة القواعد الاساسية للايمان الذي سيحوي دوما جوانب تسليمية انما الواجب شرح تلك الجوانب من منظور البرهان.
د باسل الطائي
تعليقا على مقال الاستاذ (سالم يفوت)عن العقل والوحي في نظرية المعرفة الرشدية أقول
تقييم مشروع ابن رشد ينبغي ان يكون منصفاً ومن منظور حديث يستفيد من كل ما وجدناه حتى الان. فمثلا اذ يعتبر ابن رشد ان المتكلمين عولوا على النقل والتسليم كلام غير صحيح بل منهجهم عقلي لكنه مستنير بالوحي وحين يتحدث عن اليقين العقلي فما هو ذلك اليقين؟ هل هنالك يقين حقاً مع العقل؟ واذ يعتبر البرهان هو اعلى مراتب المعرفة فما البرهان الذي كان يتعامل به ابن رشد غير المنطق الارسطي الذي نجده في غاية التخلف الان؟ وحين يدعو بنتيجة ذلك الى تاويل الوحي واقامته ليوافق البرهان على وقته فهل كان ذلك ليكون صحيحا؟ ماذا سيكون موقفنا من ذلك التاويل الان؟ كل عصر نغير تاويل النص ليتفق مع منهجية ابن رشد؟ ان النفخ في رؤية ابن رشد ومنهجه غير منصف في هذا العصر رغم انه يدفعنا الى التقرب من الرؤية والمنهج الغربي المعاصر. لكن المطلوب نقد موضوعي لفلسفة ابن رشد اخذين بنظر الاعتبار منهج الغزالي واعتراضاته على الفلسفة الارسطية وفهم ابن سينا والفارابي ومحاولتهم التوفيق مع عقيدة الاسلام.
لا ينكر ان لأبي الوليد محمد ابن رشد التفاتات مفيدة وعبقرية في بعض المواضع لكن تقديمه الفلسفي لم يخرج عن الاطار الارسطي اليوناني. وهذا ما جعله يوكد على البرهان وكما نعم انه البرهان الفلسفي اليوناني الذي يجعله اعلى من الوحي. ولو كان ابن رشد منصفا لتقدم بنقد جدي لارسطو الذي ترجمه وشرحه وياتي ببديل افضل مما جاء به ابن سينا والفارابي الذين عاب عليهم انه م لم يفهموا ارسطو.
دعوتي في مشروعي لتجديد علم الكلام مشابهة لدعوة ابن رشد لكنها تقول ان نترك ما هو غيب (جليل الكلام) للغيب ونعالج ما هو واقع نتلمسه نتعامل معه بضوء البرهان وهداية الوحي.
اكرر هنالك ايجابيات في رؤية ابن رشد لكن منهجه لم يكن صحيحاً. ويمكننا الان بضوء استقامة منهجية البرهان فهم الوحي بما يختلف مع الفهم السائد مستخدمين حجج البرهان لكن ذلك التاويل لا ينبغي ان يتناقض مع وجوه النص المقبولة وينبغي ان يتفق مع جملة القواعد الاساسية للايمان الذي سيحوي دوما جوانب تسليمية انما الواجب شرح تلك الجوانب من منظور البرهان.
د باسل الطائي