الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

سي السيء ( نزف قلم : محمد سنجر )

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سنجر
    كاتب مسجل
    • Apr 2006
    • 181

    سي السيء ( نزف قلم : محمد سنجر )

    جالس أنا بأحد الزوايا هناك ، رائحة البنزين تملأ المكان ،
    جاءني ولد صغير يحمل كوبا من الشاي ، قال ببراءة )
    ـ الأسطى بيمسي .
    ـ ألف شكر يا أسطى جمال .
    ـ ده إنت منورنا و الله يا أستاذ .
    ـ منور بيكم يا أسطى عثمان .
    ( قالها الأسطى عثمان و هو يتواري ببشرته الجنوبية السمراء خلف غطاء المحرك الأبيض ،
    كان يحاول جاهدا فك أحد المسامير الصدئة ،
    بينما تمدد الأسطى جمال أسفل السيارة يفك ( طبة الزيت ) و قد توارت بشرته الناصعة البياض خلف بعض البقع الزيتية السوداء ،
    منذ قليل طلبا مني الحضور بعد ساعتين لاستلام السيارة ،
    و لكنني وجدتها فرصة للبقاء مع نفسي بعض الوقت ،
    أخذتني الأفكار فوق جناحيها ،
    حطت بي هناك ،
    مازال صوت أمي و أختي الكبرى يتردد بمسامعي )
    ـ أعدم عيني إن ما طلقتها لا أنت ابني و لا أعرفك .
    ـ قلت لك أنا شفتها بعيني اللي ها يكلها الدود و هو نازل من عندها .
    ـ طلقها و أنا من بكرة أجوزك ست ستها ، على الأقل جايز ربنا يكرمك بحتة عيل .

    ( تساؤل أحد الصبية أعادني ثانية إلى رائحة البنزين )
    ـ الشاي مظبوط يا أستاذ ؟ مش عاوز سكر ؟
    ـ لا ، ده مية مية .

    ( لفت نظري الشبه الكبير بين الصبي و بين والده الأسطى جمال ،
    فولة و انقسمت نصفين ،
    نفس البشرة ناصعة البياض ، نفس قصة الشعر حتى لونه ، سبحان الله )
    ـ ربنا يخلي لك ابنك يا أسطى جمال .
    ( رد بمنتهى البرود )
    ـ لأ مش ابني ، ده ابن الأسطى عثمان .
    ( عندها دارت بي الدنيا ،
    لا حول و لا قوة إلا بالله ، كيف ؟
    لا يمكن . هل يعقل أن يكون هذا الصبي صاحب البشرة شاهقة البياض ابنا للأسطى عثمان صاحب هذه البشرة السمراء ؟؟؟؟؟
    أي كلام هذا ؟
    خطفتني غربان سوء الظن ، حلقت بي عاليا ،
    اثنان كان الشيطان ثالثهما ، جذبهما ، غاص بهما إلى ظلمات أعماق الرذيلة و الدناءة،
    سلبهما الشيطان ضميرهما فضيعا الأمانة ،
    لا حول و لا قوة إلا بالله ،
    ألهذه الدرجة انحطت الأخلاق في سنواتنا العجاف هذه ؟
    ألهذه الصورة وصلت بنا النخوة ؟ أين أبسط مقومات الرجولة ؟
    كيف ضاعت منا أسمى معاني الصداقة و الزمالة ؟
    أخذت أنظر إليهما ، أتمتم )
    ـ شوف يا أخي الجبروت ، و لا كأنه عمل أي شيء ، و الخنزير ده كمان ، و لا هو هنا ،
    هي الدنيا جرى فيها إيه ؟
    لا بص بص ، و بيكلموا بعض عادي جدا ، و لا كأن فيه حاجة خالص .
    شوف البجاحة يا أخي ؟
    قادرين يحطوا عينهم في عنين بعض إزاي بس ؟ نفسي أفهم ،
    لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، دي القيامة ها تقوم خلاص يا جدعان ،
    حسبي الله و نعم الوكيل .
    ( في هذه الأثناء ذهب الصبي إلى الأب المخدوع )
    ـ الشاي يا با .
    ( رد الأسطى عثمان )
    ـ لا ، الشاي ده بتاع خالك ، أنا طالب قهوة .
    ( عندها تعلق نظري بالصبي و هو يمشي الهوينى حاملا كوب الشاي ،
    يناوله بكل براءة إلى خاله ، الأسطى جمال )
  • عبد المنعم جبر عيسي
    كاتب
    • Aug 2008
    • 811
    • moneim

    #2
    رد: سي السيء ( نزف قلم : محمد سنجر )

    المشاركة الأصلية بواسطة محمد سنجر
    جالس أنا بأحد الزوايا هناك ، رائحة البنزين تملأ المكان ،

    جاءني ولد صغير يحمل كوبا من الشاي ، قال ببراءة )
    ـ الأسطى بيمسي .
    ـ ألف شكر يا أسطى جمال .
    ـ ده إنت منورنا و الله يا أستاذ .
    ـ منور بيكم يا أسطى عثمان .
    ( قالها الأسطى عثمان و هو يتواري ببشرته الجنوبية السمراء خلف غطاء المحرك الأبيض ،
    كان يحاول جاهدا فك أحد المسامير الصدئة ،
    بينما تمدد الأسطى جمال أسفل السيارة يفك ( طبة الزيت ) و قد توارت بشرته الناصعة البياض خلف بعض البقع الزيتية السوداء ،
    منذ قليل طلبا مني الحضور بعد ساعتين لاستلام السيارة ،
    و لكنني وجدتها فرصة للبقاء مع نفسي بعض الوقت ،
    أخذتني الأفكار فوق جناحيها ،
    حطت بي هناك ،
    مازال صوت أمي و أختي الكبرى يتردد بمسامعي )
    ـ أعدم عيني إن ما طلقتها لا أنت ابني و لا أعرفك .
    ـ قلت لك أنا شفتها بعيني اللي ها يكلها الدود و هو نازل من عندها .
    ـ طلقها و أنا من بكرة أجوزك ست ستها ، على الأقل جايز ربنا يكرمك بحتة عيل .

    ( تساؤل أحد الصبية أعادني ثانية إلى رائحة البنزين )
    ـ الشاي مظبوط يا أستاذ ؟ مش عاوز سكر ؟
    ـ لا ، ده مية مية .

    ( لفت نظري الشبه الكبير بين الصبي و بين والده الأسطى جمال ،
    فولة و انقسمت نصفين ،
    نفس البشرة ناصعة البياض ، نفس قصة الشعر حتى لونه ، سبحان الله )
    ـ ربنا يخلي لك ابنك يا أسطى جمال .
    ( رد بمنتهى البرود )
    ـ لأ مش ابني ، ده ابن الأسطى عثمان .
    ( عندها دارت بي الدنيا ،
    لا حول و لا قوة إلا بالله ، كيف ؟
    لا يمكن . هل يعقل أن يكون هذا الصبي صاحب البشرة شاهقة البياض ابنا للأسطى عثمان صاحب هذه البشرة السمراء ؟؟؟؟؟
    أي كلام هذا ؟
    خطفتني غربان سوء الظن ، حلقت بي عاليا ،
    اثنان كان الشيطان ثالثهما ، جذبهما ، غاص بهما إلى ظلمات أعماق الرذيلة و الدناءة،
    سلبهما الشيطان ضميرهما فضيعا الأمانة ،
    لا حول و لا قوة إلا بالله ،
    ألهذه الدرجة انحطت الأخلاق في سنواتنا العجاف هذه ؟
    ألهذه الصورة وصلت بنا النخوة ؟ أين أبسط مقومات الرجولة ؟
    كيف ضاعت منا أسمى معاني الصداقة و الزمالة ؟
    أخذت أنظر إليهما ، أتمتم )
    ـ شوف يا أخي الجبروت ، و لا كأنه عمل أي شيء ، و الخنزير ده كمان ، و لا هو هنا ،
    هي الدنيا جرى فيها إيه ؟
    لا بص بص ، و بيكلموا بعض عادي جدا ، و لا كأن فيه حاجة خالص .
    شوف البجاحة يا أخي ؟
    قادرين يحطوا عينهم في عنين بعض إزاي بس ؟ نفسي أفهم ،
    لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، دي القيامة ها تقوم خلاص يا جدعان ،
    حسبي الله و نعم الوكيل .
    ( في هذه الأثناء ذهب الصبي إلى الأب المخدوع )
    ـ الشاي يا با .
    ( رد الأسطى عثمان )
    ـ لا ، الشاي ده بتاع خالك ، أنا طالب قهوة .
    ( عندها تعلق نظري بالصبي و هو يمشي الهوينى حاملا كوب الشاي ،

    يناوله بكل براءة إلى خاله ، الأسطى جمال )



    عمل أدبي راق شديد الخصوصية .
    وقصة رائعة نجح الكاتب في الربط بين أحداثها ، وخدمة فكرتها .. شدة ( مصرية ) لغتها لا يعيبها بل يزينها ويجملها ويتطلبه مستوي الطبقة الإجتماعية لأبطال العمل ، والبطل في هذه القصة تحيره المرأة وتؤرق فكره .. وقد تصدم مشاعره .. وهي تتمثل في الزوجة ، وما قد يحيط بالحياة الزوجية من خلافات ومشكلات ومكائد .. ترتبط في معظمها بسوء الظن الذي ينبني علي غير أساس سليم ، نجح الكاتب في التنبيه بخطورة هذا الأمر والتحذير من الوقوع فيه ووجه بحرفية إلي كيفية التعامل معه .. كما نجح في ضبط ( مكان ) القصة وبيئتها الشعبية من خلال اللغة مع رسمه الدقيق لشخوصه .. ووصفه الرائع للبيئة الشعبية بكل تعقيداتها .. وإن كنت أعتب علي الأستاذ الكاتب وضعها هنا ، فمكانها الحقيقي منتدي القصة القصيرة .. وأتمني لو تفضلت الأستاذة المشرفة بنقلها إلي هذا القسم .
    تحياتي للأديب المبدع .
    أخوك .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 11-14-2008, 11:08 PM.

    تعليق

    • محمد سنجر
      كاتب مسجل
      • Apr 2006
      • 181

      #3
      رد: سي السيء ( نزف قلم : محمد سنجر )

      المشاركة الأصلية بواسطة عبد المنعم جبر عيسي
      عمل أدبي راق شديد الخصوصية .
      وقصة رائعة نجح الكاتب في الربط بين أحداثها ، وخدمة فكرتها .. شدة ( مصرية ) لغتها لا يعيبها بل يزينها ويجملها ويتطلبه مستوي الطبقة الإجتماعية لأبطال العمل ، والبطل في هذه القصة تحيره المرأة وتؤرق فكره .. وقد تصدم مشاعره .. وهي تتمثل في الزوجة ، وما قد يحيط بالحياة الزوجية من خلافات ومشكلات ومكائد .. ترتبط في معظمها بسوء الظن الذي ينبني علي غير أساس سليم ، نجح الكاتب في التنبيه بخطورة هذا الأمر والتحذير من الوقوع فيه ووجه بحرفية إلي كيفية التعامل معه .. كما نجح في ضبط ( مكان ) القصة وبيئتها الشعبية من خلال اللغة مع رسمه الدقيق لشخوصه .. ووصفه الرائع للبيئة الشعبية بكل تعقيداتها .. وإن كنت أعتب علي الأستاذ الكاتب وضعها هنا ، فمكانها الحقيقي منتدي القصة القصيرة .. وأتمني لو تفضلت الأستاذة المشرفة بنقلها إلي هذا القسم .
      تحياتي للأديب المبدع .
      أخوك .[/CENTER]
      أستاذنا الفاضل
      عبد المنعم جبر عيسى
      أولا : أعتذر على نزول القصة بالخطأ في غير محلها
      فأرجو أن تتقبلوا عذري

      أولا أيضا : شهادة تقدير نثرتها هنا لتطيب متصفحي بعبق ردك
      شهادة تقدير أثبتها بين حنايا القلب
      دمتم بحفظ الرحمن

      يؤخذ علي من خلال الأخوة على المنتديات كتابتي الحوار بالعامية المصرية
      و كانت دائما محل خلاف و اعتراض من البعض
      و لكنني مصمم على نقل الحوار بلغة شخوص القصة
      مهما كان الاعتراض

      جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل
      دمتم بحفظ الرحمن

      تعليق

      يعمل...