الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

الببلومانيا.. داء علماء المكتبات

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.ألق الماضي
    ......
    • Dec 2005
    • 9795
    • sigpic
      ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
      وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
      وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
      فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
      أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
      من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
      ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
      من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
      ثروت سليم

    الببلومانيا.. داء علماء المكتبات

    هناك مرض لا يصيب إلا أمناء المكتبات ومن شابههم، وهذا المرض يسمى الببلومانيا، أي جنون الكتب، وأرجو من أمناء المكتبات بأن لا يغضبوا عليّ، لأني أفشيت سراً لا ينبغي لأحدٍ أن يعلمه غيرهم.

    على أية حال، فإن هذا المرض، كما أعتقد هو من الصعب تشخيصه، إذ إن المصابين به، لا يشعرون بقلقٍ إزاءه أبداً، فهم دائماً مسرورون مبتهجون، لا سيما عندما يحصل أحدهم على كتابٍ نادر، إذ سوف يصبح الواحد منهم في حالة هستيرية عارمة، وذلك فقط بمجرد أن اقتنى الكتاب. إن المصابين بالببلومانيا، يتميزون عن غيرهم بحبهم الشديد للكتب، فهم يعشقون شكلها، ورائحتها، وصوت صفحاتها، كما إنهم مبالغون بخوفهم الشديد عليها، فهم يخشون عليها من الماء، ومن النار، ومن عبث الأطفال. إن هذه الميزات، كما نلاحظ، ليست علامات على الإصابة بالمرض إطلاقاً، بل هي وبكل صدق، تعتبر صفات إيجابية، يتميزون بها هؤلاء الببلومانيون عن غيرهم. لكن، إذا سألتم عن العلامات الحقيقية للمرض، فهي كما أشار إليها عالم المكتبات محمد أمين البنهاوي، إلى أن المصابين بالببلومانيا حريصون على تجليد كتبهم بجلود غير مألوفة كجلد الفيل والثعبان والحوت، بل لقد بلغ بأحدهم الهوس، بحيث جعل غلاف كتابه ملفوفاً بجلد إنسان، وهذه تعتبر حالات شاذة جداً!.

    ومن الحالات الشاذة أيضاً هي أن الببلومانيين قد يأكلون الكتب، وهذه حقيقة، فلقد قيل إن أحد المصابين بهذا المرض، أقام لأصدقائه وليمة عشاء، قدم خلالها حساءً لذيذاً ممزوجاً بأوراق مغلية من ديوان أحد الشعراء! والأغرب من ذلك كله هو أن بعض المصابين بهذا المرض، قد يستطيعون معرفة المالك الأول للكتاب إذا كان الكتاب مختلفاً فيه!. لا، بل إن باستطاعة الواحد منهم أن يتعرف على عمر الكتاب من خلال صوت الورقات، بل ومن خلال لمسها أيضاً، بل باستطاعتهم تمييز ذلك من خلال نظرة سريعة في الكتاب!

    ولعل من أشهر المصابين بهذا المرض من علمائنا الأوائل هو (ابن الملقن) الذي أصيب بالجنون عندما افتقد كتبه، وأما أشهر المصابين به من العصر الحديث، فهو الشاعر العالمي (بوريس باسترناك).

    أخيراً، فإني أعتقد بأن هذا المرض لن يستشري إلا في وسط مجتمع أصبحت القراءة فيه عنصراً من عناصر الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها, ولهذا فإن الوطن العربي هو من أقل المجتمعات إصابةً بهذا المرض، نظراً لتدني عدد القراء فيه.


    منصور عبدالله المشوح - القصيم

    المصدر
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة
يعمل...