الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

الأَوَانُ

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو شامة المغربي
    السندباد
    • Feb 2006
    • 16639


    الأَوَانُ





    الأَوَانُ
    ... فلما رأى نفسه قد تجاوز من العمر مبلغ الشيوخ، وأيقن أنه يزداد مع مرور الأيام وهناً على وهن، ورأى ابنه قد اشتد عوده وأدرك سن الشباب، قرر أن يبادر وحيده بوصيته الأخيرة قبل أن يعجل به أجله، ومخافة أن يضعف في رأيه كما هزل في بدنه، وخشية أن تسبقه الأهواء إلى قرة عينه ببعض سطواتها، أو تثب عليه الدنيا وتفترسه ببعض فتنها، وحتى لا يحول حائل بينه وبين الإفضاء إليه بما في نفسه وبحصاد تجاربه في الحياة، وتداركا منه لابنه قبل أن يصير صعبا نفورا، وقبل أن تتسرب القسوة إلى قلبه، ويتسلل الانشغال إلى عقله بالتافه من الأمور والمفسد منها، دعاه على وجه السرعة إلى مجالسته، وشرع يوصيه ...
    ... ثم اعلم يا بني أنك لن تستطيع الإحاطة بنعم ذي الجلال والإكرام ولو ألححت، ولن تبلغ الغاية في عد عطاياه ولو حرصت، وأنك إذا أطعت هواك وأجبت نفسك الأمارة بالسوء ما أفلحت، ثم ليس لك من سبيل إلى النجاة ممن وقودها بنو جنسك والحجارة سوى الاستقامة، واحذر التمادي في أي صنيع حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس خشية الملامة، فذاك على الإثم دليل لك وعلامة، وإياك ثم إياك أن تحقر من المعروف شيئا فتجني الحسرة وتحصد الندامة ...
    بسمع مرهف وانتباه شديد مكث الشاب بالقرب من والده مترقبا يصغي إليه، فأحس بصوت هذا الرجل الذي رباه صغيرا وكأنه سحر بيان ينساب في أذنيه لأول مرة، وخيلت إليه كلمات الوصية تسعى أمام عينيه بأفئدة خافقة ووجوه مشرقة، وتبعث في قلبه دوحة وقار مورقة، وشلال أنوار متدفقة ...
    نظر الشاب إلى رأس والده المشتعل شيبا، فغاص بتفكيره ملياً في بياض الشعر الواعظ متأملاً، وما أنهى غوصه إلا دمعة صافية رآها قد انحدرت مع متم الوصية من عين والده اليمنى، فلم يتمالك نفسه إذ أكب دامع العينين على ظهر يده المتجعدة فقبلها...

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

    aghanime@hotmail.com
  • عائده محمد نادر
    كاتب مسجل
    • Nov 2008
    • 368

    #2
    رد: الأَوَانُ

    الزميل الكاتب

    أبو شامه المغربي
    قصة أقرب للموعظة والنصح
    وموعظة حسنة عسانا أن نحسن الإستماع إليها قبل أن يفوت الأوان
    تحياتي واحترامي

    تعليق

    • الحمداني سيد العلى
      كاتب مسجل
      • Jan 2009
      • 7

      #3
      رد: الأَوَانُ

      الفاضل أبو شامة المغربي

      إنه الأوان ..لغة سلسة رصينة ، وموضوع له أثره في النفس
      العبرة في قصتك ألمت بها أفكار أدت المعنى واختيار الألفاظ زاد قوتها
      الإبداع القيم يفرض نفسه لأن المبدع متمكن وملم باللغة ،وإنك كذلك ورب الكعبة
      أشكرك جزيل الشكر

      تعليق

      • بنور عائشة
        كاتب مسجل
        • Mar 2007
        • 239

        #4
        رد: الأَوَانُ

        تحيةطيبة....


        أما آن الآوان أن نقف مع أبنائنا وقفة الناصح والواعظ والمرشد والحبيب والأخ والصديق ..

        مواقف لشخصيات متعددة اختزلتها الآوان في حياتنا وعلاقاتنا مع أبنائنــــا التي أصبحت بعيدة كل البعد عن اهتماماتنا اليوم .

        أبناؤنا وأنفسنا بحاجة ماسة إلى لحظات تأمل ولحظات تفكير مع النفس ..

        ـ الآوان قصة وعظية رائعة متمكنة بأسلوبها ولغتها الراقية إذ تضع القارئ ينسجم معها فكريا ووجدانيا وتأمليا منها في حياته وأسلوبا يتقيد به ممارسة وتفكيرا إلى أبعد من ذلك كما فعل لقمــــــــــــــــان مع ابنــــــــــه ..

        دمــت كاتبا مميزا لغة وأسلوبا وفكرة إنسانية نحتاجها في أيامنا التعسة .


        بالتوفيق ....

        تعليق

        • مصطفى طاهري
          كاتب مسجل
          • Sep 2008
          • 255

          #5
          رد: الأَوَانُ

          سحر بيان ينساب

          العزيز الفاضل اخي عبد الفتاح :

          قرأت النص فابهرني على جميع المستويات ، ولا يسعني الا ان اردد نفس العبارة التي جاءت في هذا النص
          المتلالئ:انه سحر بيان ينساب ...

          لك اخي محبتي وتقديري

          تعليق

          • أبو شامة المغربي
            السندباد
            • Feb 2006
            • 16639


            #6
            شكر وتقدير ...





            سلام الله عليكم أهل الجود والكرم
            عائده محمد نادر - الحمداني سيد العلى - بنور عائشة - مصطفى طاهري
            ورحمته جل جلاله وبركاته
            وبعد ...
            لكم جميعا من أخيكم أبي شامة المغربي شذى الشكر الجزيل وندى نداه، ولكم ندى التقدير الجميل وشذى شذاه على حسن الاحتفال وتمام العناية بما نثرت من حروف قصصية على أديم هذه الأرض المزهرة الخافقة بكل نبض جليل، والمورقة النابضة بكل خفق حرف عربي أصيل ...
            ثم لكم الشكر ذاته والتقدير نفسه على ما أشرق وحلق وتألق من كلماتكم الآسرة الساحرة في سماء هذه الواحة العامرة السنية، والله أسأل أن يتقبل باقي القراء الكرام والقارئات الكريمات قصتي تلك وسائر قصصي بقبول حسن، وينبتوها نباتا حسنا، وعسى أن يجعلها من علم الإنسان بالقلم ما لم يعلم سبحانه من أهل ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، وأن يباعد بيننا وبين أي زبد سيذهب آجلا أم عاجلا جفاء ما نأت السماء عن الأرض ...
            حياكم الله

            د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

            aghanime@hotmail.com
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي; 01-26-2009, 12:54 AM.

            تعليق

            • أبو شامة المغربي
              السندباد
              • Feb 2006
              • 16639


              #7
              الأَوَانُ .. من قصص أبي شامة المغربي

              تعليق

              يعمل...