~=¤(( موعد عند القبر ))¤=~
بعد مضي زمن قصير من رحيله،،
دخلت المنزل فرأيته في كل ركن وزاوية
رأيته في لعبه المتناثرة وثيابه
وآثاره ومصحفه ..
لكنني لم أرَه يستقبلني كما يفعل دائماً
ثم ..
رأيته حلماً عاطراً ،،
مبتسماً بإشراقة ثغره المعتادة .
فطافت ذكراه عابرة لتنزف آلام الرحيل ، ولتذهب بي ذكريات الوداع
إلى يوم أن أردت الاقتراب منه قُبيل وفاته فلم أستطع ٠
وكلّما مددت يدي إليه
ردني عنه الألم .
كنت أظنه ألم جراح الحادث
فإذا به ألم جراح الوداع .
فكان أول لقاء به عند ( القبر )
==========
يُودّعني ويَرحلُ في سُكونِ
يُودّعني ويُسلمني حُزوني
يُودّعني ويُسلمني حُزوني
يُودعُني ويَمضِي في هُدوءٍ
لِيلحَق رَكبَ رُوّادِ المَنونِ
لِيلحَق رَكبَ رُوّادِ المَنونِ
يُودّعني ويَهْتف لي بِصَمتٍ
فأعجزُ أنْ أَمُدّ له يَميني
فأعجزُ أنْ أَمُدّ له يَميني
يُودّعني بِزفرَاتٍ تَوارتْ
عن الأسْماعِ في لَحْنٍ حَزينِ
عن الأسْماعِ في لَحْنٍ حَزينِ
أَترْحَلُ يابُنيّ وفي فُؤادي
مِن الآلامِ جَمرٌ يَكتويني
مِن الآلامِ جَمرٌ يَكتويني
أَتَرحَلُ يَابُنيّ وَلسْتَ تَخشَى
وظِلّكَ دَائماً مِمّا يَليني
وظِلّكَ دَائماً مِمّا يَليني
أَتَرحَلُ دُونَ أنْ تَشدُو بآيٍ
وَتَرنِيمٍ مِنَ الذِّكرِ المُبينِ
وَتَرنِيمٍ مِنَ الذِّكرِ المُبينِ
أتَترُكني وقَدْ أقرَرتَ عيني
وشَوقِي فِي لِقائِكَ يَحتَويني
وشَوقِي فِي لِقائِكَ يَحتَويني
أتَتْرُكنِي وتَرحَلُ فِي اغتِبَاطٍ
لأَغرَقََ في مَتَاهَاتِ الحَنِينِ
لأَغرَقََ في مَتَاهَاتِ الحَنِينِ
وأُطلِقُ بَعدكَ الآهاتِ حرّى
وتَغسِلهَا دُموعٌ في عيوني
وتَغسِلهَا دُموعٌ في عيوني
بُنَيّ متَى يكُونُ لنَا لقاءٌ
فَأفدِي بالنّفِيسِ وبِالثّمِينِ
فَأفدِي بالنّفِيسِ وبِالثّمِينِ
فَقَالَ وقَدْ تَسربَلَ فِي بَياضٍ
بأَكْفانٍ سَأرْحَلُ بَعدَ حِينِ
بأَكْفانٍ سَأرْحَلُ بَعدَ حِينِ
سَأرحَلُ يَاأبي والمَوتُ حَقٌ
وقَدْ كُتِبَ القَضَاءُ عَلى جَبيني
وقَدْ كُتِبَ القَضَاءُ عَلى جَبيني
سَأرْحَلُ واللّقَاءُ غَدَا قَريباً
(وَعِنْدَ القَبْرِ) مِيعَادُ السّكُونِ
(وَعِنْدَ القَبْرِ) مِيعَادُ السّكُونِ
أبو أسامة ٢٧ / ١١ / ١٤٢٩
.
تعليق