الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.ألق الماضي
    ......
    • Dec 2005
    • 9795
    • sigpic
      ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
      وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
      وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
      فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
      أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
      من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
      ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
      من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
      ثروت سليم

    ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

    سنحاول في هذا الكتيب أن نجمع ما نستطيعه من قصائد أو أبيات منتقاة كانت درة في جبين الشعر العربي، بل إن بعضها قد رفع اسم صاحبها وخلده في سجل الخالدين
    شروط الكتيب :
    1/ لا يشترط إيراد القصيدة كاملة ، لكن الأهم هو مراعاة تسلسل الأبيات ؛ أي لا أقفز وأنتقي كما أشاء ؛ حتى لا تفقد القصيدة وحدتها .
    2/ ذكر اسم الشاعر ، وعصره.
    3/ ذكر المصدر الذي أخذت عنه.
    4/ إن كانت الأبيات من مخزون الذاكرة ينص على ذلك ؛ لندع الفرصة للتصحيح إن كان هناك خطأ.
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 11929

    #2
    رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

    جميل جداً
    لكن عيون الشعر هي قصائد كثيرة جداً قد يصبح كتاب بأجزاء
    لذلك أقترح ان نحدد موضعاً لهذه القصائد

    مثلاً عيون الشعر العربي في الغزل
    ثم عيون الشعر في الغزل العذري
    ثم عيون الشعر العربي في المديح
    والرثاء ....

    تعليق

    • د.ألق الماضي
      ......
      • Dec 2005
      • 9795
      • sigpic
        ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
        وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
        وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
        فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
        أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
        من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
        ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
        من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
        ثروت سليم

      #3
      رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

      لا أتوقع أن ما سيدون هنا سيصل إلى المئات
      أما بخصوص التحديد أخشى أن لا نجد من يحفظ في هذا المجال أوذاك
      أو يقرأ فيه أو........
      لذا الأفضل أن يكون قصائد مختارة من عيون الشعر العربي
      أو مختارات..........

      تعليق

      • د.ألق الماضي
        ......
        • Dec 2005
        • 9795
        • sigpic
          ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
          وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
          وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
          فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
          أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
          من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
          ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
          من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
          ثروت سليم

        #4
        رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

        أنشودة المطر
        بدر شاكر السياب
        ( العراق )
        عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
        أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
        عيناك حين تبسمان تورق الكروم
        وترقص الأضواء ...كالأقمار في نهر
        يرجه المجذاف وهنا ساعة السحر
        كأنما تنبض في غوريهما النجوم......
        ***
        وتغرقان في ضباب من أسى شفيف
        كالبحر سرًح اليدين فوقه المساء
        دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف
        والموت والميلاد والظلام والضياء
        فتستفيق ملء روحي رعشة البكاء
        ونشوة وحشية تعانق السماء
        كنشوة الطفل إذا خاف من القمر !
        كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
        وقطرة فقطرة تذوب في المطر...
        وكركر الأطفال في عرائش الكروم
        ودغدغت صمت العصافير على الشجر
        أنشودة المطر...
        مطر ...
        مطر ...
        مطر ...
        تثاءب المساء والغيوم ما تزال
        تسح ما تسح من دموعها الثقال
        كأن طفلا بات يهذي قبل أن ينام :
        بأن أمه – التي أفاق منذ عام
        فلم يجدها ثم حين لج في السؤال
        قالوا له : " بعد غد تعود .. " –
        لابد أن تعود
        وإن تهامس الرفاق أنها هناك
        في جانب التل تنام نومة اللحود
        تسف من ترابها وتشرب المطر
        كأن صيادا حزينا يجمع الشباك
        ويلعن المياه والقدر
        وينثر الغناء حيث يأفل القمر
        مطر..
        مطر..
        أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟
        وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر ؟
        وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟
        بلا انتهاء – كالدم المراق كالجياع
        كالحب كالأطفال كالموتى – هو المطر!
        ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
        وعبر أمواج الخليج تمسح البروق
        سواحل العراق بالنجوم والمحار
        كأنها تهم بالشروق
        فيسحب الليل عليها من دم دثار
        أصيح بالخليج : " يا خليج
        يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى !"
        فيرجع الصدى
        كأنه النشيج :
        " يا خليج
        يا واهب المحار والردى .."
        أكاد أسمع العراق يذخر الرعود
        ويخزن البروق في السهول والجبال
        حتى إذا ما فض عنها ختمها الرجال
        لم تترك الرياح من ثمود
        في الواد من أثر
        أكاد أسمع القرى تئن والمهاجرين
        يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع
        عواصف الخليج والرعود منشدين:
        " مطر...
        مطر...
        مطر...
        وفي العراق جوع
        وينثر الغلال فيه موسم الحصاد
        لتشبع الغربان والجراد
        وتطحن الشوان والحجر
        رحى تدور في الحقول...حولها بشر
        مطر...
        مطر...
        مطر...
        وكم ذرفنا ليلة الرحيل من دموع
        ثم اعتللنا – خوف أن نلام – بالمطر...
        مطر...
        مطر...
        ومنذ أن كنا صغارا كانت السماء
        تغيم في الشتاء
        ويهطل المطر
        وكل عام – حين يعشب الثرى – نجوع
        ما مر عام والعراق ليس فيه جوع
        مطر...
        مطر...
        مطر...
        في كل قطرة من المطر
        حمراء أو صفراء من أجنة الزهر
        وكل دمعة من الجياع والعراة
        وكل قطرة تراق من دم العبيد
        فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
        أو حلمة توردت على فم الوليد
        في عالم الغد الفتي واهب الحياة!
        مطر...
        مطر...
        مطر...
        سيعشب العراق بالمطر..."
        أصيح بالخليج :" يا خليج...
        يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى!"
        فيرجع الصدى
        كأنه النشيج :
        " يا خليج
        يا واهب المحار والردى"
        وينثر الخليج من هباته الكثار
        على الرمال: رغوة الأجاج والمحار
        وما تبقى من عظام بائس غريق
        من المهاجرين ظل يشرب الردى
        من لجة الخليج والقرار
        وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيق
        من زهرة يربها الفرات بالندى
        وأسمع الصدى
        يرن في الخليج
        " مطر...
        مطر...
        مطر...
        في كل قطرة من المطر
        حمراء أو صفراء من أجنة الزهر
        وكل دمعة من الجياع والعراة
        وكل قطرة تراق من دم العبيد
        فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
        أو حلمة توردت على فم الوليد
        في عالم الغد الفتي واهب الحياة "
        ويهطل المطر...
        ديوان أنشودة المطر
        ص 142 – 150
        بيروت
        دار مكتبة الحياة

        تعليق

        • طارق شفيق حقي
          المدير العام
          • Dec 2003
          • 11929

          #5
          رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

          المشاركة الأصلية بواسطة ألق الماضي
          لا أتوقع أن ما سيدون هنا سيصل إلى المئات
          أما بخصوص التحديد أخشى أن لا نجد من يحفظ في هذا المجال أوذاك
          أو يقرأ فيه أو........
          لذا الأفضل أن يكون قصائد مختارة من عيون الشعر العربي
          أو مختارات..........
          باعتبار أنك أنت معدة الكتيب وصاحبة الفكرة لك ما تريدين

          لكن بالتأكيد عيون الشعر العربي لا تحصى وقد تصبح أجزاء كحل للكثرة
          كما أرى أنك وضعت قصيدة من الشعر الحديث هل نضع فقط من الشعر الحديث
          أم من القديم والحديث؟؟

          سلمك الله
          التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي; 02-05-2006, 01:04 AM.

          تعليق

          • طارق شفيق حقي
            المدير العام
            • Dec 2003
            • 11929

            #6
            رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

            لا تعذليه للشاعر ابن زريق البغدادي


            لا تــعذليـــه فـــإن العـــذل يولــعــه قـد قلت حقـاً ، ولكـن ليس يسمعه

            جــاوزت فــي لومـــه حــداً أضـر بـه مـــن حيــث قــدرتِ أن اللـوم ينفعــه

            فاستعملي الرفق في تأنيـبه بــدلاً مــن عذله، فهو مضنى القلب موجعه

            قـــد كان مضطلعاً بالخطـب يحملــه فــضيِّقــت بخطــــوب الدهـــر أضلعــه

            يكفيه من لوعة التـشـتـيت أن لـــه مـــن النـــوى كـــلَّ يــوم مــا يـروّعــه

            مــا آب مـــن سفــر ٍ إلا وأزعــجــه رأي إلـــى سفــر ٍ بالعـــزم يــزمـــعـه

            كــــأنمـــا هـو في حل ٍ ومـرتحــل مـــوكّـــل بــــفــضـــاء الله يــــذرعـــه

            إن الزمـــان أراه في الرحيل غنىً ولـــو إلــى السنـد أضحى وهو يزمعه

            ومـــا مجـــاهـــدة الإنسان توصلـه رزقـــاً ولا دعــة الإنـــســان تـقــطعــه

            قــد وزع الله بـيــن الخلق رزقهمو لــم يــخلــق اللهُ مــن خلـق ٍ يضيّعــه

            لكنهم كلِفـوا حرصاً ، فلست ترى مسترزقــاً ، وســوى الـغـايـات تقنعه

            والحرص في الرزق والأرزاق قد قُسمت بـغــي ، ألا إن بغـــي المرء يصرعه

            والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه إرثـــاً ، ويـمنـعـــه من حيـث يطمعه

            استـــودع الله فـــي بغــداد لي قمراً بالــكــرخ مــن فلك الأزرار مطلـعـه

            ودعــتــه وبــودّي لـــو يـــودعــنـي صــفـــو الحــيـــاة وأنـــي لا أودعــه

            وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحىً وأدمــعــي مــسـتـهـلات وأدمــعــه

            لا أكــذب الله ، ثـــوب الصبر منخرقٌ عــنــي بفــرقـتــه ، لـكـن أرقّـعــه

            إنـي أوســع عــذري فــي جنـايتـه بــالبـيـن عنـه ، وجرمي لا يوسعه

            رُزقت ملكــاً فلــم أحسن سياسته وكــلُّ مـن لا يسوس المُلك يخلعه

            ومـــن غــدا لابساً ثوب النعيــم بلا شـكر ٍ عليــه ، فــإن الله يــنــزعــه

            اعتضتُ من وجه خلي بعد فـرقـتـه كـأســـاً أُجـــرّع مــنــهــا مـا أجرّعه

            كم قائلٍ لي ذقت البين ، قلت له: الــذنــبُ ذنــبـــي لــسـت أدفــعــه

            ألا أقــمــت فــكـان الرشد أجمعـه لــو أنـنـي يــوم بــان الـرشد أتبعـه

            إنــي لأقطـــع أيــامــي وأنـفـدهـا بــحسـرةٍ مـنـه فـي قلبـي تُقطّعـه

            بــمــن إذا هـــجــع النوّام بـتُ لـه بـلوعةٍ منـه ليلـي، لست أهـجـعـه

            لا يطمئن لجنبي مضجعٌ ، وكـــذا لا يطمئـن لـــه مــذ بِـنـتُ مضـجعـه

            ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني بـــه ، ولا أن بــي الأيــام تفجـعــه

            حتى جرى البين فـيـما بـيننا بيــدٍ عـــســراء ، تمنعني حظي وتمنعه

            قد كنت من ريب دهري جازعاً فرِقاً فــلــم أوقَّ الــذي قـد كنت أجزعه

            بالله يا منزل العيش الذي درست آثــاره ، وعفـــت مــذ بـنـتُ أربـعـــه

            هـــل الــزمــان مُعيــد فيك لذتـنـا أم الليــالــي التـي أمضتــه تُـرجعـه

            فـــي ذمـــة الله من أصبحت منزله وجـــاد غــيــث علـى مغناك يُمرعه

            مـــن عنـــده لـــي عهــد لا يضيعه كــمـــا لـــه عهــد صدقٍ لا أضيّـعـه

            ومــن يـصـدّع قــلبــي ذكــره ، وإذا جــرى علــى قلـبـه ذكري يصدّعه

            لأصـبـرن لـــدهـــر ٍ لا يـمتـعـــنـــي بــه ، ولا بـــي فـــي حــال ٍ يمتعه

            عـــلــمـــاً بأن اصطباري مُعقبٌ فرجاً فأضــيـــق الأمــر إن فكـرت أوسعه

            عسى الليالي التي أضنت بفرقـتـنا جسمي ، ستجمعني يوما وتجمعه

            وإن تـــغـــل أحـــداً مـــنـــا منـيـتــه فـــمــا الـــذي بـقضــاء الله يصنعـــه
            التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي; 02-05-2006, 06:24 PM.

            تعليق

            • د.ألق الماضي
              ......
              • Dec 2005
              • 9795
              • sigpic
                ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
                وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
                وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
                فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
                أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
                من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
                ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
                من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
                ثروت سليم

              #7
              رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

              المشاركة الأصلية بواسطة طارق شفيق حقي
              باعتبار أنك أنت معدة الكتيب وصاحبة الفكرة لك ما تريدين

              لكن بالتأكيد عيون الشعر العربي لا تحصى وقد تصبح أجزاء كحل للكثرة
              كما أرى أنك وضعت قصيدة من الشعر الحديث هل نضع فقط من الشعر الحديث
              أم من القديم والحديث؟؟

              سلمك الله
              سنضع من القديم والحديث
              تحياتي

              تعليق

              • د.ألق الماضي
                ......
                • Dec 2005
                • 9795
                • sigpic
                  ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
                  وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
                  وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
                  فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
                  أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
                  من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
                  ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
                  من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
                  ثروت سليم

                #8
                رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

                المشاركة الأصلية بواسطة طارق شفيق حقي
                لا تعذليه

                لا تــعذليـــه فـــإن العـــذل يولــعــه قـد قلت حقـاً ، ولكـن ليس يسمعه

                جــاوزت فــي لومـــه حــداً أضـر بـه مـــن حيــث قــدرتِ أن اللـوم ينفعــه

                فاستعملي الرفق في تأنيـبه بــدلاً مــن عذله، فهو مضنى القلب موجعه

                قـــد كان مضطلعاً بالخطـب يحملــه فــضيِّقــت بخطــــوب الدهـــر أضلعــه

                يكفيه من لوعة التـشـتـيت أن لـــه مـــن النـــوى كـــلَّ يــوم مــا يـروّعــه

                مــا آب مـــن سفــر ٍ إلا وأزعــجــه رأي إلـــى سفــر ٍ بالعـــزم يــزمـــعـه

                كــــأنمـــا هـو في حل ٍ ومـرتحــل مـــوكّـــل بــــفــضـــاء الله يــــذرعـــه

                إن الزمـــان أراه في الرحيل غنىً ولـــو إلــى السنـد أضحى وهو يزمعه

                ومـــا مجـــاهـــدة الإنسان توصلـه رزقـــاً ولا دعــة الإنـــســان تـقــطعــه

                قــد وزع الله بـيــن الخلق رزقهمو لــم يــخلــق اللهُ مــن خلـق ٍ يضيّعــه

                لكنهم كلِفـوا حرصاً ، فلست ترى مسترزقــاً ، وســوى الـغـايـات تقنعه

                والحرص في الرزق والأرزاق قد قُسمت بـغــي ، ألا إن بغـــي المرء يصرعه

                والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه إرثـــاً ، ويـمنـعـــه من حيـث يطمعه

                استـــودع الله فـــي بغــداد لي قمراً بالــكــرخ مــن فلك الأزرار مطلـعـه

                ودعــتــه وبــودّي لـــو يـــودعــنـي صــفـــو الحــيـــاة وأنـــي لا أودعــه

                وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحىً وأدمــعــي مــسـتـهـلات وأدمــعــه

                لا أكــذب الله ، ثـــوب الصبر منخرقٌ عــنــي بفــرقـتــه ، لـكـن أرقّـعــه

                إنـي أوســع عــذري فــي جنـايتـه بــالبـيـن عنـه ، وجرمي لا يوسعه

                رُزقت ملكــاً فلــم أحسن سياسته وكــلُّ مـن لا يسوس المُلك يخلعه

                ومـــن غــدا لابساً ثوب النعيــم بلا شـكر ٍ عليــه ، فــإن الله يــنــزعــه

                اعتضتُ من وجه خلي بعد فـرقـتـه كـأســـاً أُجـــرّع مــنــهــا مـا أجرّعه

                كم قائلٍ لي ذقت البين ، قلت له: الــذنــبُ ذنــبـــي لــسـت أدفــعــه

                ألا أقــمــت فــكـان الرشد أجمعـه لــو أنـنـي يــوم بــان الـرشد أتبعـه

                إنــي لأقطـــع أيــامــي وأنـفـدهـا بــحسـرةٍ مـنـه فـي قلبـي تُقطّعـه

                بــمــن إذا هـــجــع النوّام بـتُ لـه بـلوعةٍ منـه ليلـي، لست أهـجـعـه

                لا يطمئن لجنبي مضجعٌ ، وكـــذا لا يطمئـن لـــه مــذ بِـنـتُ مضـجعـه

                ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني بـــه ، ولا أن بــي الأيــام تفجـعــه

                حتى جرى البين فـيـما بـيننا بيــدٍ عـــســراء ، تمنعني حظي وتمنعه

                قد كنت من ريب دهري جازعاً فرِقاً فــلــم أوقَّ الــذي قـد كنت أجزعه

                بالله يا منزل العيش الذي درست آثــاره ، وعفـــت مــذ بـنـتُ أربـعـــه

                هـــل الــزمــان مُعيــد فيك لذتـنـا أم الليــالــي التـي أمضتــه تُـرجعـه

                فـــي ذمـــة الله من أصبحت منزله وجـــاد غــيــث علـى مغناك يُمرعه

                مـــن عنـــده لـــي عهــد لا يضيعه كــمـــا لـــه عهــد صدقٍ لا أضيّـعـه

                ومــن يـصـدّع قــلبــي ذكــره ، وإذا جــرى علــى قلـبـه ذكري يصدّعه

                لأصـبـرن لـــدهـــر ٍ لا يـمتـعـــنـــي بــه ، ولا بـــي فـــي حــال ٍ يمتعه

                عـــلــمـــاً بأن اصطباري مُعقبٌ فرجاً فأضــيـــق الأمــر إن فكـرت أوسعه

                عسى الليالي التي أضنت بفرقـتـنا جسمي ، ستجمعني يوما وتجمعه

                وإن تـــغـــل أحـــداً مـــنـــا منـيـتــه فـــمــا الـــذي بـقضــاء الله يصنعـــه
                لم تتقيد بالشروط ، وأقلها ذكر قائل النص

                تعليق

                • محمود الحسن
                  كاتب مسجل
                  • Jan 2006
                  • 486
                  • محجوب بأمر من السيد الوزير

                  #9
                  رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

                  السلام عليكم أنا تعجبني قصيدة يعزُّ علي الأحبة ِ بـ " الشامِ " لأبي فراس الحمداني ووجدتها أخيرا كاملةً في موقع أدب
                  يعزُّ علي الأحبة بـالشامِ حَبيبٌ***** بَاتَ مَمْنُوعَ المَنَامِ
                  وَإني لَلصّبُورُ عَلى الرّزَايَا*****وَلَكِنّ الكِلامَ عَلى الكِلامِ
                  جُرُوحٌ لا يَزَلْنَ يَرِدْنَ مِنّي *****على جرحٍ قريبِ العهدِ دامِ
                  تاملني " الدمستقُ " إذ رآني*****،فَأبْصَرَ صِيغَة َ اللّيْثِ الهُمَامِ
                  أتُنكِرُني كَأنّكَ لَسْتَ تَدْري *****بِأني ذَلِكَ البَطَلُ المُحَامي
                  وَأني إذْ نَزَلْتُ عَلى دُلُوكٍ*****تَرَكْتُكَ غَيْرَ مُتّصِلِ النّظَامِ
                  وَلَمّا أنْ عَدَدْتُ صَلِيبَ رَأيِي*****تَحَلّلَ عِقْدُ رَأيِكَ في المَقَامِ
                  وَكُنْتَ تَرَى الأنَاة وَتَدّعِيها*****فأعجلكَ الطعانُ عنِ الكلامِ
                  و بتَّ مؤرقاً ، منْ غيرِ سهدٍ*****حمى جفنيكَ طيبَ النومِ حامِ
                  و لا أرضى الفتى ما لمْ يكملْ *****برأيِ الكهلِ إقدامَ الغلامِ
                  فَلا هُنّئْتَهَا نُعْمَى بِأسْرِي*****وَلا وُصِلَتْ سُعُودُكَ بِالتّمَامِ
                  أمَا مِنْ أعْجَبِ الأشْيَاءِ عِلْجٌ*****يُعَرّفُني الحَلالَ مِنَ الحَرَامِ
                  و تكنفهُ بطارقة ٌ تيوسُ *****تباري بالعثانينِ الضخامِ
                  لهمْ خلقُ الحميرِ فلستَ تلقى*****فتى منهمْ يسيرُ بلاَ حزامِ
                  يُرِيغُونَ العُيُوبَ، وَأعجَزَتْهُمْ*****وأيُّ العيبِ يوجدُ في الحسامِ
                  و أصعبُ خطة ٍ وأجلُّ أمرٍ*****مُجَالَسَة ُ اللّئَامِ عَلى الكِرَامِ
                  أبِيتُ مُبَرّأ من كُلّ عَيبٍ*****و أصبحُ سالماً منْ كلِّ ذامِ
                  وَمَنْ لَقيَ الّذي لاقَيْتُ هَانَتْ*****عَلَيْهِ مَوَارِدُ المَوْتِ الزّؤامِ
                  ثناءٌ طيبٌ لا خلفَ فيهِ ****** وَ آثَارٌ كَآثَارِ الغَمَامِ
                  و علمُ فوارسِ الحيينِ أني*****قَلِيلٌ مَنْ يَقُومُ لَهُمْ مَقَامي
                  وَفي طَلَبِ الثّنَاءِ مَضَى بُجَيْرٌ*****وَجَادَ بِنَفْسِهِ كَعبُ بنُ مَامِ
                  أُلامُ عَلى التّعَرّضِ للمَنَايَا*****وَلي سَمَعٌ أصَمُّ عَنِ المَلامِ
                  بنو الدنيا إذا ماتوا سواءٌ*****وَلَوْ عَمَرَ المُعَمّرُ ألْفَ عَامِ
                  إذَا مَا لاَحَ لي لَمَعَانُ بَرْقٍ*****بَعَثْتُ إلى الأحِبّة ِ بِالسّلامِ

                  تعليق

                  • طارق شفيق حقي
                    المدير العام
                    • Dec 2003
                    • 11929

                    #10
                    رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

                    القصيدة الدمشقية لنزار قباني


                    هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ
                    إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
                    أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي
                    لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ
                    و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم
                    سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
                    زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
                    وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
                    مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني
                    و للمـآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
                    للياسمـينِ حقـوقٌ في منازلنـا..
                    وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
                    طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا
                    فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
                    هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ
                    ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ
                    هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي
                    فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
                    كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها
                    حتّى أغازلها... والشعـرُ مفتـاحُ
                    أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً
                    فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّـاحُ؟
                    خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..
                    فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ
                    تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها..
                    وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ
                    أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي
                    حتى يفتّـحَ نوّارٌ... وقـدّاحُ
                    ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟
                    أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
                    والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟
                    إذا تولاهُ نصَّـابٌ ... ومـدّاحُ؟
                    وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟
                    وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟
                    حملت شعري على ظهري فأتبِعني
                    ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟

                    تعليق

                    • طارق شفيق حقي
                      المدير العام
                      • Dec 2003
                      • 11929

                      #11
                      رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )


                      ثلاثة أمنيات على بوابة السنة الجديدة
                      مظفر النواب






                      مرة أخرى على شباكنا تبكي
                      ولا شيء سوى الريح
                      وحبات من الثلج.. على القلب
                      وحزن مثل أسواق العراق
                      مرة أخرى أمد القلب
                      بالقرب من النهر زقاق
                      مرة أخرى أحنى نصف أقدام الكوابيس.. بقلبي
                      وأضيء الشمع وحدي
                      وأوافيهم على بعد
                      وما عدنا رفاق
                      لم يعد يذكرني منذ اختلفنا احد غير الطريق
                      صار يكفي
                      فرح الأجراس يأتي من بعيد.. وصهيل الفتيات الشقر
                      يستنهض عزم الزمن المتعب
                      والريح من القمة تغتاب شموعي
                      رقعة الشباك كم تشبه جوعي
                      و (أثينا) كلها في الشارع الشتوي
                      ترسي شعرها للنعش الفضي.. والأشرطة الزرقاء..
                      واللذة
                      هل أخرج للشارع؟
                      من يعرفني؟
                      من يشتريني بقليل من زوايا عينها؟
                      تعرف تنويني.. وشداتي.. وضمي.. وجموعي..
                      أي إلهي ان لي أمنية
                      ان يسقط القمع بداء القلب
                      والمنفى يعودون الى أوطانهم ثم رجوعي
                      لم يعد يذكرني منذ اختلفنا غير قلبي.. والطريق
                      صار يكفي
                      كل شيء طعمه.. طعم الفراق
                      حينما لم يبق وجه الحزب وجه الناس
                      قد تم الطلاق
                      حينما ترتفع القامات لحناً أممياً
                      ثم لا يأتي العراق
                      كان قلبي يضطرب.. كنت أبكي
                      كنت أستفهم عن لون عريس الحفل
                      عمن وجه الدعوة
                      عمن وضع اللحن
                      ومن قاد
                      ومن أنشد
                      أستفهم حتى عن مذاق الحاضرين
                      يا إلهي ان لي أمنية ثالثة
                      ان يرجع اللحن عراقياً
                      وان كان حزين
                      ولقد شقّ المذاق
                      لم يعد يذكرني منذ اختلفنا أحد في الحفل
                      غير الإحتراق
                      كان حفلاً أممياً إنما قد دعي النفط
                      ولم يدع العراق
                      يا إلهي رغبة أخرى إذا وافقت
                      ان تغفر لي بعد أمي
                      والشجيرات التي لم أسقها منذ سنين
                      وثيابي فلقد غيرتها أمس.. بثوب دون أزرار حزين
                      صارت الأزرار تخفى.. ولذا حذرت منها العاشقين
                      لا يقاس الحزن بالأزرار.. بل بالكشف
                      في حساب الخائفين

                      تعليق

                      • طارق شفيق حقي
                        المدير العام
                        • Dec 2003
                        • 11929

                        #12
                        رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

                        معلقة زهير بن أبى سلمى
                        شاعر جاهلي


                        أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ
                        بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ

                        وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا
                        مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ

                        بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً
                        وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ

                        وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً
                        فَـلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـمِ

                        أَثَـافِيَ سُفْعاً فِي مُعَرَّسِ مِرْجَـلِ
                        وَنُـؤْياً كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّـمِ

                        فَلَـمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَـا
                        أَلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ وَاسْلَـمِ

                        تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِـنٍ
                        تَحَمَّلْـنَ بِالْعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُـمِ

                        جَعَلْـنَ القَنَانَ عَنْ يَمِينٍ وَحَزْنَـهُ
                        وَكَـمْ بِالقَنَانِ مِنْ مُحِلٍّ وَمُحْـرِمِ

                        عَلَـوْنَ بِأَنْمَـاطٍ عِتَاقٍ وكِلَّـةٍ
                        وِرَادٍ حَوَاشِيْهَـا مُشَاكِهَةُ الـدَّمِ

                        وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَـهُ
                        عَلَيْهِـنَّ دَلُّ النَّـاعِمِ المُتَنَعِّــمِ

                        بَكَرْنَ بُكُورًا وَاسْتَحْرَنَ بِسُحْـرَةٍ
                        فَهُـنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَـمِ

                        وَفِيْهـِنَّ مَلْهَـىً لِلَّطِيْفِ وَمَنْظَـرٌ
                        أَنِيْـقٌ لِعَيْـنِ النَّـاظِرِ المُتَوَسِّـمِ

                        كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ فِي كُلِّ مَنْـزِلٍ
                        نَـزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّـمِ

                        فَـلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُـهُ
                        وَضَعْـنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّـمِ

                        ظَهَرْنَ مِنْ السُّوْبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَـهُ
                        عَلَى كُلِّ قَيْنِـيٍّ قَشِيْبٍ وَمُفْـأَمِ

                        فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَهُ
                        رِجَـالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُـمِ

                        يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا
                        عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ

                        تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا
                        تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ

                        وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً
                        بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ

                        فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِـنٍ
                        بَعِيـدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَـمِ

                        عَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَـا
                        وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ

                        تُعَفِّـى الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَـتْ
                        يُنَجِّمُهَـا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْـرِمِ

                        يُنَجِّمُهَـا قَـوْمٌ لِقَـوْمٍ غَرَامَـةً
                        وَلَـمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَـمِ

                        فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُـمْ
                        مَغَـانِمُ شَتَّـى مِنْ إِفَـالٍ مُزَنَّـمِ

                        أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَـةً
                        وَذُبْيَـانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَـمِ

                        فَـلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُـمْ
                        لِيَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَـمِ

                        يُؤَخَّـرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَـرْ
                        لِيَـوْمِ الحِسَـابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَـمِ

                        وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ
                        وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ

                        مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً
                        وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ

                        فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا
                        وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ

                        فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ
                        كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ

                        فَتُغْـلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا
                        قُـرَىً بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ

                        لَعَمْـرِي لَنِعْمَ الحَـيِّ جَرَّ عَلَيْهِـمُ
                        بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَـمِ

                        وَكَانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّـةٍ
                        فَـلاَ هُـوَ أَبْـدَاهَا وَلَمْ يَتَقَـدَّمِ

                        وَقَـالَ سَأَقْضِي حَاجَتِي ثُمَّ أَتَّقِـي
                        عَـدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلْجَـمِ

                        فَشَـدَّ فَلَمْ يُفْـزِعْ بُيُـوتاً كَثِيـرَةً
                        لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَـمِ

                        لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاحِ مُقَـذَّفٍ
                        لَـهُ لِبَـدٌ أَظْفَـارُهُ لَـمْ تُقَلَّــمِ

                        جَـريءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقَبْ بِظُلْمِـهِ
                        سَرِيْعـاً وَإِلاَّ يُبْدِ بِالظُّلْـمِ يَظْلِـمِ

                        دَعَـوْا ظِمْئهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا
                        غِمَـاراً تَفَرَّى بِالسِّـلاحِ وَبِالـدَّمِ

                        فَقَضَّـوْا مَنَايَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَصْـدَرُوا
                        إِلَـى كَلَـأٍ مُسْتَـوْبَلٍ مُتَوَخِّـمِ

                        لَعَمْرُكَ مَا جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُـمْ
                        دَمَ ابْـنِ نَهِيْـكٍ أَوْ قَتِيْـلِ المُثَلَّـمِ

                        وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ
                        وَلاَ وَهَـبٍ مِنْهَـا وَلا ابْنِ المُخَـزَّمِ

                        فَكُـلاً أَرَاهُمْ أَصْبَحُـوا يَعْقِلُونَـهُ
                        صَحِيْحَـاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْـرِمِ

                        لِحَـيِّ حَلالٍ يَعْصِمُ النَّاسَ أَمْرَهُـمْ
                        إِذَا طَـرَقَتْ إِحْدَى اللَّيَالِي بِمُعْظَـمِ

                        كِـرَامٍ فَلاَ ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَـهُ
                        وَلا الجَـارِمُ الجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَـمِ

                        سَئِمْـتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِـشُ
                        ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْـأَمِ

                        وأَعْلـَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَـهُ
                        وَلكِنَّنِـي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَـمِ

                        رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ
                        تُمِـتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ

                        وَمَنْ لَمْ يُصَـانِعْ فِي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ
                        يُضَـرَّسْ بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِـمِ

                        وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ
                        يَفِـرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ

                        وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِـهِ
                        عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ

                        وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُـهُ
                        إِلَـى مُطْمَئِـنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَـمِ

                        وَمَنْ هَابَ أَسْـبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَـهُ
                        وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّـمِ

                        وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ
                        يَكُـنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْـدَمِ

                        وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّـهُ
                        يُطِيـعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْـذَمِ

                        وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِـهِ
                        يُهَـدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَـمِ

                        وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَـهُ
                        وَمَنْ لَم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَم يُكَـرَّمِ

                        وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ
                        وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ

                        وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِـبٍ
                        زِيَـادَتُهُ أَو نَقْصُـهُ فِـي التَّكَلُّـمِ

                        لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُـؤَادُهُ
                        فَلَمْ يَبْـقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالـدَّمِ

                        وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّـيْخِ لا حِلْمَ بَعْـدَهُ
                        وَإِنَّ الفَتَـى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُـمِ

                        سَألْنَـا فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُداً فَعُدْتُـمُ
                        وَمَنْ أَكْـثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْـرَمِ

                        تعليق

                        • طارق شفيق حقي
                          المدير العام
                          • Dec 2003
                          • 11929

                          #13
                          رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

                          معلقة عنترة بن شداد
                          شاعر جاهلي



                          هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ
                          أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ

                          يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي
                          وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي

                          فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا
                          فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ

                          وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا
                          بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ

                          حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ
                          أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ

                          حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ
                          عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ

                          عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا
                          زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ

                          ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ
                          مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ

                          كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا
                          ِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ

                          إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا
                          زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ

                          مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا
                          وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ

                          فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً
                          سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ

                          إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ
                          عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ

                          وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ
                          سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ

                          أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا
                          غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ

                          جَـادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُـرَّةٍ
                          فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ

                          سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ
                          يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ

                          وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ
                          غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـمِ

                          هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَهُ بذِراعِـهِ
                          قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ

                          تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ
                          وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ

                          وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى
                          نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيلِ المَحْـزِمِ

                          هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَا شَدَنِيَّـةَ
                          لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَـرَّمِ

                          خَطَّـارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَـةٌ
                          تَطِـسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُفٍّ مِيْثَمِ

                          وكَأَنَّمَا تَطِـسُ الإِكَامَ عَشِيَّـةً
                          بِقَـريبِ بَينَ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّـمِ

                          تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ
                          حِـزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِـمِ

                          يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِـهِ وكأَنَّـهُ
                          حَـرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّـمِ

                          صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ
                          كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَمِ

                          شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ
                          زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ الدَّيْلَـمِ

                          وكَأَنَّما يَنْأَى بِجـانبِ دَفَّها الـ
                          وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ

                          هِـرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لـهُ
                          غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَـمِ

                          بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّـما
                          برَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ

                          وكَـأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَـداً
                          حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ قُمْقُـمِ

                          يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ
                          زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ

                          إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِـي
                          طَـبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ المُسْتَلْئِـمِ

                          أَثْنِـي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِـي
                          سَمْـحٌ مُخَالقَتي إِذَا لم أُظْلَـمِ

                          وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ
                          مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعمِ العَلْقَـمِ

                          ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا
                          رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَـمِ

                          بِزُجاجَـةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ
                          قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُقَـدَّمِ

                          فإِذَا شَـرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ
                          مَالـي وعِرْضي وافِرٌ لَم يُكلَـمِ

                          وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً
                          وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمـي

                          وحَلِـيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً
                          تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَـمِ

                          سَبَقَـتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنَـةٍ
                          ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ

                          هَلاَّ سأَلْتِ الخَيـلَ يا ابنةَ مالِـكٍ
                          إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِـمَا لَم تَعْلَمِـي

                          إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالـةِ سَابِـحٍ
                          نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَلَّـمِ

                          طَـوْراً يُـجَرَّدُ للطَّعانِ وتَـارَةً
                          يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ

                          يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي
                          أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ

                          ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ
                          لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا مُسْتَسْلِـمِ

                          جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنـةٍ
                          بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ

                          فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ
                          ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ

                          فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ
                          يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ

                          ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا
                          بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ

                          رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا
                          هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ

                          لـمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ
                          أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَسُّـمِ

                          عَهـدِي بِهِ مَدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا
                          خُضِـبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَـمِ

                          فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ
                          يِمُهَنَّـدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْـذَمِ

                          بَطـلٌ كأَنَّ ثِيـابَهُ في سَرْجـةٍ
                          يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَـوْأَمِ

                          ياشَـاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لـهُ
                          حَـرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْـرُمِ

                          فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي
                          فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي

                          قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً
                          والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي

                          وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايـةٍ
                          رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ

                          نُبّئـتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِـي
                          والكُـفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ

                          ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى
                          إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ

                          في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِـي
                          غَمَـرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُـمِ

                          إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ
                          عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي

                          لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ
                          يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ

                          يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا
                          أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ

                          مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ
                          ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ

                          فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ
                          وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ

                          لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى
                          وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي

                          ولقَـدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَـا
                          قِيْلُ الفَـوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْـدِمِ

                          والخَيـلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِسـاً
                          مِن بَيْنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَرَ شَيْظَـمِ

                          ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي
                          لُـبِّي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُبْـرَمِ

                          ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ
                          للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ

                          الشَّـاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا
                          والنَّـاذِرَيْـنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِـي

                          إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَـا
                          جَـزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَـمِ

                          تعليق

                          • طارق شفيق حقي
                            المدير العام
                            • Dec 2003
                            • 11929

                            #14
                            رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

                            معلقة عمرو بن كلثوم
                            أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا

                            وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
                            مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا
                            إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا
                            تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ
                            إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا
                            تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ
                            عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا
                            صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو
                            وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا
                            وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو
                            بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا
                            وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ
                            وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَـا
                            وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا
                            مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَـا
                            قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا
                            نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا
                            قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً
                            لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَـا
                            بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعْنـاً
                            أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا
                            وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ
                            وَبَعْـدَ غَـدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَـا
                            تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ
                            وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا
                            ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ
                            هِجَـانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَـا
                            وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً
                            حَصَـاناً مِنْ أُكُفِّ اللاَمِسِيْنَـا
                            ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـتْ
                            رَوَادِفُهَـا تَنـوءُ بِمَا وَلِيْنَـا
                            وَمأْكَمَةً يَضِيـقُ البَابُ عَنْهَـا
                            وكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَـا
                            وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَو رُخَـامٍ
                            يَرِنُّ خَشَـاشُ حَلِيهِمَا رَنِيْنَـا
                            فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقبٍ
                            أَضَلَّتْـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِيْنَـا
                            ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَـا
                            لَهـا مِن تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا
                            تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّـا
                            رَأَيْتُ حُمُـوْلَهَا أصُلاً حُدِيْنَـا
                            فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَـرَّتْ
                            كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا
                            أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا
                            وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا
                            بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً
                            وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا
                            وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ
                            عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا
                            وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ
                            بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا
                            تَرَكْـنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ
                            مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَهَـا صُفُـوْنَـا
                            وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ
                            إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا
                            وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا
                            وَشَـذَّبْنَا قَتَـادَةَ مَنْ يَلِيْنَـا
                            مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا
                            يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا
                            يَكُـوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـدٍ
                            وَلُهْـوَتُهَا قُضَـاعَةَ أَجْمَعِيْنَـا
                            نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا
                            فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا
                            قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ
                            قُبَيْـلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَـا
                            نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ
                            وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا
                            نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا
                            وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا
                            بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ
                            ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا
                            كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا
                            وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا
                            نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا
                            وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا
                            وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو
                            عَلَيْـكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا
                            وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ
                            نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا
                            وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ
                            عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا
                            نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ
                            فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَـا
                            كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم
                            مَخَـارِيْقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا
                            كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ
                            خُضِبْـنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا
                            إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ
                            مِنَ الهَـوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا
                            نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ
                            مُحَافَظَـةً وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا
                            بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً
                            وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا
                            حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً
                            مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا
                            فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ
                            فَتُصْبِـحُ خَيْلُنَـا عُصَباً ثُبِيْنَـا
                            وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ
                            فَنُمْعِــنُ غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا
                            بِـرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ
                            نَـدُقُّ بِهِ السُّـهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا
                            أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا
                            تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
                            أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
                            فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
                            بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ
                            نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا
                            بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ
                            تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا
                            تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً
                            مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا
                            فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ
                            عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا
                            إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ
                            وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا
                            عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتْ
                            تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا
                            فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ
                            بِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا
                            وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ
                            أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا
                            وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ
                            زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا
                            وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً
                            بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا
                            وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ
                            بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا
                            وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ
                            فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا
                            مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ
                            تَجُـذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا
                            وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً
                            وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا
                            وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى
                            رَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا
                            وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى
                            تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا
                            وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
                            وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
                            وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا
                            وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا
                            وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا
                            وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا
                            فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ
                            وَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا
                            فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا
                            وَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا
                            إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ
                            أَلَمَّـا تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا
                            أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْ
                            كَتَـائِبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْنَـا
                            عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي
                            وَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا
                            عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ
                            تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَـا
                            إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمـاً
                            رَأَيْـتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا
                            كَأَنَّ غُضُـوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُـدْرٍ
                            تُصَفِّقُهَـا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَـا
                            وَتَحْمِلُنَـا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ
                            عُـرِفْنَ لَنَا نَقَـائِذَ وَافْتُلِيْنَـا
                            وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً
                            كَأَمْثَـالِ الرِّصَائِـعِ قَدْ بَلَيْنَـا
                            وَرِثْنَـاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ
                            وَنُـوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْنَـا
                            عَلَـى آثَارِنَا بِيْـضٌ حِسَـانٌ
                            نُحَـاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُوْنَـا
                            أَخَـذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْـداً
                            إِذَا لاَقَـوْا كَتَـائِبَ مُعْلِمِيْنَـا
                            لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْـرَاسـاً وَبِيْضـاً
                            وَأَسْـرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا
                            تَـرَانَا بَارِزِيْـنَ وَكُلُّ حَـيٍّ
                            قَـدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْنـاً
                            إِذَا مَا رُحْـنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا
                            كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَـا
                            يَقُتْـنَ جِيَـادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ
                            بُعُوْلَتَنَـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا
                            ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْـرٍ
                            خَلَطْـنَ بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَـا
                            وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَـرْبٍ
                            تَـرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَـا
                            كَـأَنَّا وَالسُّـيُوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ
                            وَلَـدْنَا النَّـاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَـا
                            يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَي
                            حَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِـهَا الكُرِيْنَـا
                            وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ
                            إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا
                            بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا
                            وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا
                            وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا
                            وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا
                            وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا
                            وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا
                            وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
                            وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
                            وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً
                            وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
                            أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا
                            وَدُعْمِيَّـا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا
                            إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً
                            أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا
                            مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
                            وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
                            إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ
                            تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا

                            تعليق

                            • طارق شفيق حقي
                              المدير العام
                              • Dec 2003
                              • 11929

                              #15
                              رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

                              معلقة
                              إمرؤ القيس

                              قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ
                              بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

                              فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها
                              لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ

                              تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا
                              وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ

                              كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا
                              لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

                              وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ
                              يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّـلِ

                              وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ
                              فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

                              كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا
                              وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ

                              إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَـا
                              نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ

                              فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً
                              عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي

                              ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِـحٍ
                              وَلاَ سِيَّمَا يَوْمٍ بِدَارَةِ جُلْجُـلِ

                              ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَي مَطِيَّتِـي
                              فَيَا عَجَباً مِنْ كُوْرِهَا المُتَحَمَّـلِ

                              فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَـا
                              وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ

                              ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ
                              فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاَتُ إنَّكَ مُرْجِلِي

                              تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعـاً
                              عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ

                              فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـهُ
                              ولاَ تُبْعـِدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّـلِ

                              فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِـعٍ
                              فَأَلْهَيْتُهَـا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْـوِلِ

                              إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ
                              بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَـوَّلِ

                              ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَـذَّرَتْ
                              عَلَـيَّ وَآلَـتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّـلِ

                              أفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّـلِ
                              وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي

                              أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِلِـي
                              وأنَّـكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَـلِ

                              وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ
                              فَسُلِّـي ثِيَـابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُـلِ

                              وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي
                              بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّـلِ

                              وبَيْضَـةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَـا
                              تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَـلِ

                              تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَا وَمَعْشَـراً
                              عَلَّي حِرَاصاً لَوْ يُسِرُّوْنَ مَقْتَلِـي

                              إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ
                              تَعَـرُّضَ أَثْنَاءَ الوِشَاحِ المُفَصَّـلِ

                              فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَـا
                              لَـدَى السِّتْرِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّـلِ

                              فَقَالـَتْ : يَمِيْنَ اللهِ مَا لَكَ حِيْلَةٌ
                              وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِـي

                              خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِي تَجُرُّ وَرَاءَنَـا
                              عَلَـى أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّـلِ

                              فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَـى
                              بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ

                              هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِهَا فَتَمَايَلَـتْ
                              عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَـلِ

                              مُهَفْهَفَـةٌ بَيْضَـاءُ غَيْرُ مُفَاضَــةٍ
                              تَرَائِبُهَـا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَــلِ

                              كَبِكْرِ المُقَـانَاةِ البَيَاضَ بِصُفْــرَةٍ
                              غَـذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرُ المُحَلَّــلِ

                              تَـصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أسِيْلٍ وَتَتَّقــِي
                              بِـنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِـلِ

                              وجِـيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِـشٍ
                              إِذَا هِـيَ نَصَّتْـهُ وَلاَ بِمُعَطَّــلِ

                              وفَـرْعٍ يَزِيْنُ المَتْنَ أسْوَدَ فَاحِــمٍ
                              أثِيْـثٍ كَقِـنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِــلِ

                              غَـدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلَى العُــلاَ
                              تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَــلِ

                              وكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّــرٍ
                              وسَـاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّــلِ

                              وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَـا
                              نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّـلِ

                              وتَعْطُـو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْنٍ كَأَنَّــهُ
                              أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْكُ إِسْحِـلِ

                              تُضِـيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَــا
                              مَنَـارَةُ مُمْسَى رَاهِـبٍ مُتَبَتِّــلِ

                              إِلَى مِثْلِهَـا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَــةً
                              إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْـوَلِ

                              تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَـا
                              ولَيْـسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاكِ بِمُنْسَـلِ

                              ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُـهُ
                              نَصِيْـحٍ عَلَى تَعْذَالِهِ غَيْرِ مُؤْتَــلِ

                              ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ
                              عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي

                              فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّـى بِصُلْبِــهِ
                              وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَاءَ بِكَلْكَــلِ

                              ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي
                              بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ

                              فَيَــا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَـهُ
                              بِـأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْــدَلِ

                              وقِـرْبَةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْتُ عِصَامَهَــا
                              عَلَى كَاهِـلٍ مِنِّي ذَلُوْلٍ مُرَحَّــلِ

                              وَوَادٍ كَجَـوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُــهُ
                              بِـهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْعِ المُعَيَّــلِ

                              فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا عَوَى : إِنَّ شَأْنَنَــا
                              قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْتَ لَمَّا تَمَــوَّلِ

                              كِــلاَنَا إِذَا مَا نَالَ شَيْئَـاً أَفَاتَـهُ
                              ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْـزَلِ

                              وَقَـدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَـا
                              بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِدِ هَيْكَــلِ

                              مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعــاً
                              كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ

                              كَمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْـدُ عَنْ حَالِ مَتْنِـهِ
                              كَمَا زَلَّـتِ الصَّفْـوَاءُ بِالمُتَنَـزَّلِ

                              عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كأنَّ اهْتِـزَامَهُ
                              إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَـلِ

                              مَسْحٍ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَى
                              أَثَرْنَ الغُبَـارَ بِالكَـدِيْدِ المُرَكَّـلِ

                              يُزِلُّ الغُـلاَمُ الخِفَّ عَنْ صَهَـوَاتِهِ
                              وَيُلْوِي بِأَثْوَابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ

                              دَرِيْرٍ كَخُـذْرُوفِ الوَلِيْـدِ أمَرَّهُ
                              تَتَابُعُ كَفَّيْـهِ بِخَيْـطٍ مُوَصَّـلِ

                              لَهُ أيْطَـلا ظَبْـيٍ وَسَاقَا نَعَـامَةٍ
                              وإِرْخَاءُ سَرْحَانٍ وَتَقْرِيْبُ تَتْفُـلِ

                              ضَلِيْعٍ إِذَا اسْتَـدْبَرْتَهُ سَدَّ فَرْجَـهُ
                              بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْزَلِ

                              كَأَنَّ عَلَى المَتْنَيْنِ مِنْهُ إِذَا انْتَحَـى
                              مَدَاكَ عَرُوسٍ أَوْ صَلايَةَ حَنْظَـلِ

                              كَأَنَّ دِمَاءَ الهَـادِيَاتِ بِنَحْـرِهِ
                              عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْـبٍ مُرَجَّـلِ

                              فَعَـنَّ لَنَا سِـرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَـهُ
                              عَـذَارَى دَوَارٍ فِي مُلاءٍ مُذَبَّـلِ

                              فَأَدْبَرْنَ كَالجِزْعِ المُفَصَّـلِ بَيْنَـهُ
                              يِجِيْدٍ مُعَمٍّ فِي العَشِيْرَةِ مُخْـوَلِ

                              فَأَلْحَقَنَـا بِالهَـادِيَاتِ ودُوْنَـهُ
                              جَوَاحِـرُهَا فِي صَرَّةٍ لَمْ تُزَيَّـلِ

                              فَعَـادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجَـةٍ
                              دِرَاكاً وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَاءٍ فَيُغْسَـلِ

                              فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِن بَيْنِ مُنْضِجٍ
                              صَفِيـفَ شِوَاءٍ أَوْ قَدِيْرٍ مُعَجَّـلِ

                              ورُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصُرُ دُوْنَـهُ
                              مَتَى تَـرَقَّ العَيْـنُ فِيْهِ تَسَفَّـلِ

                              فَبَـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُهُ ولِجَامُـهُ
                              وَبَاتَ بِعَيْنِـي قَائِماً غَيْرَ مُرْسَـلِ

                              أصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيْكَ وَمِيْضَـهُ
                              كَلَمْـعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّـلِ

                              يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِـبٍ
                              أَمَالَ السَّلِيْـطَ بِالذُّبَالِ المُفَتَّـلِ

                              قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَـارِجٍ
                              وبَيْنَ العـُذَيْبِ بُعْدَمَا مُتَأَمَّـلِ

                              عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبِـهِ
                              وَأَيْسَـرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُـلِ

                              فَأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ
                              يَكُبُّ عَلَى الأذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ

                              ومَـرَّ عَلَى القَنَـانِ مِنْ نَفَيَانِـهِ
                              فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُلِّ مَنْـزِلِ

                              وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَـةٍ
                              وَلاَ أُطُمـاً إِلاَّ مَشِيْداً بِجِنْـدَلِ

                              كَأَنَّ ثَبِيْـراً فِي عَرَانِيْـنِ وَبْلِـهِ
                              كَبِيْـرُ أُنَاسٍ فِي بِجَـادٍ مُزَمَّـلِ

                              كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُـدْوَةً
                              مِنَ السَّيْلِ وَالأَغثَاءِ فَلْكَةُ مِغْـزَلِ

                              وأَلْقَى بِصَحْـرَاءِ الغَبيْطِ بَعَاعَـهُ
                              نُزُوْلَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المُحَمَّلِ

                              كَأَنَّ مَكَـاكِيَّ الجِـوَاءِ غُدَّبَـةً
                              صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَـلِ

                              كَأَنَّ السِّبَـاعَ فِيْهِ غَرْقَى عَشِيَّـةً
                              بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عُنْصُـلِ

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                              أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة
                              يعمل...