الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

مذكرات زوجة عاملة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فتحيه عبد الحميد المغربى
    كاتب مسجل
    • Mar 2009
    • 70

    مذكرات زوجة عاملة

    ...ماأشبة اليوم باالبارحة,,,وماأشبة البارحة بالليلة التى قبلها,,,,هكذا قالتها بتنهيده تنم عن تذمر من رتابة الحياة.
    تنهض كل صباح من فراشها متعبة متثاقلة كأن جبلا قد كُوم على ظهرها,, تتمطى , تؤدى صلاتها وشكر يومها بشكلا آلى مبرمج لا حضور فيه ولا حرارة وقد اكون مغالية لو قلت لك ولا خشوع فيه.
    تجرى مسرعة الى المطبخ (الكوجينه باللهجه الليبية) وعينها على الساعة المتدلية على حائط فى غرفة المعيشة,,,,الساعة تقترب من السادسة والنصف ,,تشعل الموقد ,تفتح حنفية الماء ,وتضع يدها تحت الماء وسرعان ما تبعدها كأن حية لسعتها ((كم هى باردة؟)
    تسكب الماء فى ابريق الشاى وتضعه على الموقد,,تنتظر غليان الماء بتعقبها لقنوات المذياع التى يكون اغلبها يغط فى نوم عميق وخصوصا العربية منها
    يندلق الشاى على الموقد, تفوح رائحة الشاى فى ارجاء البيت معلنة بداية جديدة, وحياة جديدة, وصباح جديد
    ((لماذا لايكون كل صباح هو ميلاد جديد لحياة جديدة بكل ما فيها, صفحة بيضاء من كتاب نطوى صفحاته صفحة تلو الاخرى بتمهل وتؤده وليكن ايضا ببعض محبه حتى لانتلف اوراق الكتاب: نتلف جمال الحياة
    تفتح نافذه حجرتها على حديقة البيت الخلفية, تتطلع الى تلك النباتات التى روتها ليلة البارحة وها هو المطر يغمرها بعطائه مثلما غمرنا نحن ايضا بشعور وافر من السكينة والامان
    لقد اغراها منظر هطول المطر فنزلت الى ساحة البيت وتحت المطر رفعت يديها تستقبل رخاته تغسل وجهها وتبلل شعرها,,,,اغمضت عينيها ورحلت الى سنوات بعيدة كانت تلعب فى المطر مع اولاد الجيران,,,,,كانت الحياة بكل بساطتها جميلة وتحتوينا بكثير من الود والمحبة والالفة ,,الالفة ذلك الشى الذى كنا نحياه واصبحنا نتوق اليه
    (مثلما غزا التصحر اراضينا وسهولنا فهاهو يغزو قلوبنا ومشاعرنا,اين لنا باأرتواء يحيى الموات فينا.
  • مصطفى طاهري
    كاتب مسجل
    • Sep 2008
    • 255

    #2
    رد: مذكرات زوجة عاملة

    المشاركة الأصلية بواسطة فتحيه عبد الحميد المغربى
    ...ماأشبة اليوم باالبارحة,,,وماأشبة البارحة بالليلة التى قبلها,,,,هكذا قالتها بتنهيده تنم عن تذمر من رتابة الحياة.

    تنهض كل صباح من فراشها متعبة متثاقلة كأن جبلا قد كُوم على ظهرها,, تتمطى , تؤدى صلاتها وشكر يومها بشكلا آلى مبرمج لا حضور فيه ولا حرارة وقد اكون مغالية لو قلت لك ولا خشوع فيه.
    تجرى مسرعة الى المطبخ (الكوجينه باللهجه الليبية) وعينها على الساعة المتدلية على حائط فى غرفة المعيشة,,,,الساعة تقترب من السادسة والنصف ,,تشعل الموقد ,تفتح حنفية الماء ,وتضع يدها تحت الماء وسرعان ما تبعدها كأن حية لسعتها ((كم هى باردة؟)
    تسكب الماء فى ابريق الشاى وتضعه على الموقد,,تنتظر غليان الماء بتعقبها لقنوات المذياع التى يكون اغلبها يغط فى نوم عميق وخصوصا العربية منها
    يندلق الشاى على الموقد, تفوح رائحة الشاى فى ارجاء البيت معلنة بداية جديدة, وحياة جديدة, وصباح جديد
    ((لماذا لايكون كل صباح هو ميلاد جديد لحياة جديدة بكل ما فيها, صفحة بيضاء من كتاب نطوى صفحاته صفحة تلو الاخرى بتمهل وتؤده وليكن ايضا ببعض محبه حتى لانتلف اوراق الكتاب: نتلف جمال الحياة
    تفتح نافذه حجرتها على حديقة البيت الخلفية, تتطلع الى تلك النباتات التى روتها ليلة البارحة وها هو المطر يغمرها بعطائه مثلما غمرنا نحن ايضا بشعور وافر من السكينة والامان
    لقد اغراها منظر هطول المطر فنزلت الى ساحة البيت وتحت المطر رفعت يديها تستقبل رخاته تغسل وجهها وتبلل شعرها,,,,اغمضت عينيها ورحلت الى سنوات بعيدة كانت تلعب فى المطر مع اولاد الجيران,,,,,كانت الحياة بكل بساطتها جميلة وتحتوينا بكثير من الود والمحبة والالفة ,,الالفة ذلك الشى الذى كنا نحياه واصبحنا نتوق اليه

    (مثلما غزا التصحر اراضينا وسهولنا فهاهو يغزو قلوبنا ومشاعرنا,اين لنا باأرتواء يحيى الموات فينا.

    العزيزة فتحية

    سعدت بقراءة هذا النص الجميل سردا وغوصا في قلق الذات ...

    تقديري

    تعليق

    • أحمد السقال
      كاتب مسجل
      • Apr 2009
      • 21
      • لا خيل عندك تهديها ولا مال # فليسعد النطق ان لم تسعد الحال
        المتنبي

      #3
      رد: مذكرات زوجة عاملة

      أهلا بالأخت الكريمة فتحية
      أرى أن النص اقترب كثيرا من الخاطرة , لما ركن اليه من تأمل مبتعدا عن نسج الحدث أساس القص
      هذا طبعا اذا ركنا كقراء الى مبدأ التجنيس !!
      تحياتي وتقديري

      تعليق

      يعمل...