" أ تعلمُ أنِّـي كُـلَّما سمعتُ بُكاء طفلٍ في الجوار ، .. تحسَّستُ بطني ؟ "
-
-
كُنتَ أعظمَ أحلاميَ التِي تهاوَت ، يا سيِّد الأشياء المُتورِّمةِ فِي قلبي .
حينَ أنوِي أن أكتُبَ عنكَ تتضاءلُ أصواتٌ في حلقي حـتَّى تموت ، ما فائدةُ الشوق إن كان القدَرُ ألا تُبصره ؟
أُحدثك عنِّي ؟
عن أحلامِي الَّـتي كُنتَ وُجهتها الأبرز ، والأجمل ، ثُم انسلَّت من يَدي كَقطرةِ ماء ؟
هل أخافُ أكثرَ من القدرِ البشري ؟
هل أؤمن بالأحلام كما لا ينبغي ؟ ..
رسمتُكَ في خيالي صُورة دقيقة ، وضعتُ لك اسمًا ، ولُعبًا ، وأصدقاء وكُتُبًا ، ثُم رحَـلت ..
فقط ؟
أتعلمُ أنَّ صُور الأطفال تُبكيني ؟
أنِّي أكره الجامعة والزيارات كي لا أرى امرأةً تحملُ طفلاً ؟
أترَى كم كان رحيلُكَ قاسيًا ، وأبكرَ كثيرًا من أن تُسعفني حكمتي لأُدركه ؟
الأساطير لا تمُوت برحيل أصحابِها ، وأنتَ أُسطورتي الخالدة ، الحُلم الذي يترُكُ أطلالاً لا تغيب ، وإن غبتَ ، وإن كان القدرُ أن تموتَ قبل حتَّى أن أراك ، وإن كانَت فُرجتُك الفارغة في قلبِي تئزُّ خواءً حتَّى أختنق !
ما أقربَك وما أبعدَك ، ..
صوتُكَ وطنٌ يسكُنُني ، يتردّد كحكايةٍ بائِدة ، كأغنيةٍ من الأرشيفِ ، كترانيم المطر على نوافذ الجيران .
ورحلَ المطَرُ يا صغيري ورحلتْ ، دون أن تُشفق على قلبي بِذكرى للأيّامِ الخواء ، غيرَ صوتٍ يذبلُ في الفراغ ثُم لا يغيبْ .
تعليق