مسلّة
شعر
أحمد العسكري
أحمد العسكري
ستنبحُ في رأسِكَ الأسئِلهْ
وتمشي بها غيمةً مُثقلهْ
لماذا أنا , من أنا , ما أكون
وعيناكَ تبحثُ كالبوصلهْ
شمالُكَ حُزنُكَ لا تقتفيه
ولا تتّبِع خُطوةَ السابِلهْ
سيأخُذكَ الدربُ أخذَ الضرير
ويسبِقُكَ الرَحلُ والراحِلهْ
ودقّاتُ قلبكَ مثل الخيول
تُطارِدُ بالدَمِّ مُستعجِلهْ
فيومٌ كما شمّةُ الياسمين
ويومٌ كما سقطةُ المِقصلهْ
وكفٌ تُصافحها تشتريك
وأخرى كأن بها قُنبلهْ
مسلةُ حُزنٍ هي الذكريات
وسِفرٌ لأيامكَ المُقبلهْ
تذكّر بأن المنايا تدور
ودوامةُ الموتِ مُستفحِلهْ
ومُزهِرةُ الروضِ عمّا قريب
تُطأطِئُ ألوانها ذابِلهْ
وهل فرحةٌ في وليدٍ جديد
ستبكي على روحهِ القابلهْ
تعلّق بمن عينهُ لاتنام
وحبلُكَ اياتهُ المُنزله
فما منكَ الاءهُ بالبعيد
ولا عينهُ عنك بالغافله
أطعهُ يُطيعُكَ حتى الجماد
وتصغُرُ في عينكَ المُعضِله
ستسمو بروحكَ فوقَ الحياة
فما الخمرُ يرويكَ كالبسمله
ولا تسترح للذنوب الصغار
فهُنَّ الدليلاتُ في القافله
سيدخلنَ نفسكَ في الكُبريات
كما يدخلُ المِرودُ المكحله
ولاتنس نفسكَ عندَ الكريم
ولا تُثقِلنَّ أبا العائِله
فهذا يُضيفُكَ فيمن يُعيل
وذاكَ يُعيلُكَ ما فضّله
وعِش بالقليل لأن الكثير
إذا حلَّ في مركبٍ أثقله
وإن دناءةَ نفس البخيل
ككلبٍ حريصٍ على مزبله
ولا تقربنَّ الجِدالَ العقيم
إذا صارَ لغواً بِلا طائِله
كفى المرء عزاً بصمتٍ مَهيب
ولكنَ معناهُ كالفاصِله
فرأيٌّ تُخالِفهُ قد يكون
هو الحلُّ في لُجةِ المسأله
ولا تستخِر نخوةً في لئيم
ولا تستشِر من بهِ باطِله
وجمِّل مقامَكَ بينَ الرجال
وإن سِرتَ في الربعِ كُن أجمَلَه
وإن ساءَ نفسكَ فعلٌ قبيح
تذكّر بأنكَ لن تفعله
وأشفِق على فاقةٍ في الفقير
فما أنت أعلاهُ في المنزِله
ولكنهُ رزقُ ربٍ كريم
يوزِّعُهُ حيثُما استعمله
بُنيَّ ولا تلتفِت للوراء
فتلكَ هي الطعنةُ القاتله
-------------------
تعليق