الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

المعلقــــــــــــــــــات ... التعريف بهـــــــــــا

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو شامة المغربي
    السندباد
    • Feb 2006
    • 16639


    المعلقــــــــــــــــــات ... التعريف بهـــــــــــا


    المعلقة الأولى لامرئ القيس

    هذه المعلقة هي الأولى في المعلقات وهيمن أغنى الشعر الجاهلي وقد أولاها الأقدمون عناية بالغة، وجعلها رواة المعلقاتفاتحة كتبهم، كما جعلها رواة الديوان القصيدة الأولى فيه، وعني بها الدارسونالمحدثون من عرب ومستشرقين، فترجموها إلى عدة لغات أجنبية.
    وأما الشاعر امرؤالقيس فهو امرؤ القيس بن حُجْر بن الحارث من قبيلة كندة القحطانيّة، ولد بنجد، كانأبوه ملكاً من سلالة ملوك، وابن عمته عمرو بن هند ملك الحيرة، وأمه فاطمة أختمهلهل وكليب من سادة تغلب.

    ما كاد الشاعر يشب ويصلب عوده حتى انطلق لسانه بالشعرمتأثراً بخاله مهلهل، وكان يهوى التشبيب في شعره، حتى قيل إنه شبّب بزوجة أبيه،فما كان من أبيه إلا أن نهاه عن النسيب، ثم طرده من كنفه حين لم ينته عن قول الشعرالبذيْ، فلحق الشاعر بعمه شرحبيل، وإذا بابنة عمه فاطمة المعروفة بعنيزة، تمدشاعريته وتخصبها حتى تكون المعلقة إحدى ثمار هذا المد.

    وقد كان حجر والد الشاعرملكاً على بني أسد وغطفان و قد نقم أهلها عليه فقتلوه وأوصى رجلاً أن يخبر أولادهبمقتله، وقد بلغ الخبر امرأ القيس وأقسم أن يثأر لأبيه ممن قتلوه.

    بلغ شعر امرئالقيس الذي وصل إلينا زهاء ألف بيت منجمة في مائة قطعة بين طويلة وقصيرة نجدها في ديوانه، ومن يستعرض هذا الديوان يجد فيه موضوعات كثيرة أبرزها الغزل، ووصفالطبيعة والظعائن، ثم الشكوى والمدح والهجاء والرثاء إلى جانب الفخر والطرد.

    منزلته الشعرية: أجمع الأقدمون على أن امرأ القيس واحد من شعراء الطبقة الأولى فيالعصر الجاهلي وهم زهير والنابغة والأعشى وامرؤ القيس و قد شهد له بالسبق نقاد ورواة شعاء وبلغاء، لأن خصائصه الفنية جعلته يفوق سواه، وأخيراً توفي امرؤالقيس في الطريق قريباً من أنقرة بقروح تشبه الجدري.


    د. أبو شامة المغربي
    kalimates@maktoob.com





  • أبو شامة المغربي
    السندباد
    • Feb 2006
    • 16639


    #2
    المعلقات السبــــع ... معلقة امرئ القيس ( الجزء الأول)


    المعلقة الأولى لامرئ القيس


    قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيـبٍ ومَنْـزِلِ
    بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَـلِ
    فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُهـا
    لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُـوبٍ وشَمْـألِ
    تَرَى بَعَـرَ الأرْآمِ فِـي عَرَصَاتِهَـا
    وَقِيْعَانِهَـا كَأنَّـهُ حَــبُّ فُلْـفُـلِ
    كَأنِّي غَدَاةَ البَيْـنِ يَـوْمَ تَحَمَّلُـوا
    لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِـفُ حَنْظَـلِ
    وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّـي مَطِيَّهُـمُ
    يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِـكْ أَسَـىً وَتَجَمَّـلِ
    وإِنَّ شِفَائِـي عَـبْـرَةٌ مُهْـرَاقَـةٌ
    فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِـنْ مُعَـوَّلِ
    كَدَأْبِكَ مِـنْ أُمِّ الحُوَيْـرِثِ قَبْلَهَـا
    وَجَارَتِهَـا أُمِّ الرَّبَـابِ بِمَـأْسَـلِ
    إِذَا قَامَتَا تَضَـوَّعَ المِسْـكُ مِنْهُمَـا
    نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّـا القَرَنْفُـلِ
    فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَـةً
    عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِـي
    ألاَ رُبَّ يَـوْمٍ لَـكَ مِنْهُـنَّ صَالِـحٍ
    وَلاَ سِيَّمَـا يَـوْمٍ بِـدَارَةِ جُلْجُـلِ
    ويَوْمَ عَقَـرْتُ لِلْعَـذَارَي مَطِيَّتِـي
    فَيَا عَجَباً مِـنْ كُوْرِهَـا المُتَحَمَّـلِ
    فَظَلَّ العَـذَارَى يَرْتَمِيْـنَ بِلَحْمِهَـا
    وشَحْمٍ كَهُـدَّابِ الدِّمَقْـسِ المُفَتَّـلِ
    ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِـدْرَ عُنَيْـزَةٍ
    فَقَالَتْ لَكَ الوَيْـلاَتُ إنَّـكَ مُرْجِلِـي
    تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْـطُ بِنَـا مَعـاً
    عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
    فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِـي زِمَامَـهُ
    ولاَ تُبْعِدِيْنِي مِـنْ جَنَـاكِ المُعَلَّـلِ
    فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْـتُ ومُرْضِـعٍ
    فَأَلْهَيْتُهَا عَـنْ ذِي تَمَائِـمَ مُحْـوِلِ
    إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَـهُ
    بِشَقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَـا لَـمْ يُحَـوَّلِ
    ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْـبِ تَعَـذَّرَتْ
    عَلَـيَّ وَآلَـتْ حَلْفَـةً لـم تَحَلَّـلِ
    أفاطِمَ مَهْـلاً بَعْـضَ هَـذَا التَّدَلُّـلِ
    وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي
    أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِـلِـي
    وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُـرِي القَلْـبَ يَفْعَـلِ
    وإِنْ تَكُ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّـي خَلِيقَـةٌ
    فَسُلِّي ثِيَابِي مِـنْ ثِيَابِـكِ تَنْسُـلِ
    وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَـاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي
    بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَـارِ قَلْـبٍ مُقَتَّـلِ
    وبَيْضَـةِ خِـدْرٍ لاَ يُـرَامُ خِبَاؤُهَـا
    تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْـرَ مُعْجَـلِ
    تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَـا وَمَعْشَـراً
    عَلَّي حِرَاصاً لَوْ يُسِـرُّوْنَ مَقْتَلِـي
    إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَـتْ
    تَعَرُّضَ أَثْنَـاءَ الوِشَـاحِ المُفَصَّـلِ
    فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّـتْ لِنَـوْمٍ ثِيَابَهَـا
    لَدَى السِّتْـرِ إلاَّ لِبْسَـةَ المُتَفَضِّـلِ
    فَقَالَتْ : يَمِيْنَ اللهِ مَـا لَـكَ حِيْلَـةٌ
    وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِـي
    خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِي تَجُـرُّ وَرَاءَنَـا
    عَلَى أَثَرَيْنـا ذَيْـلَ مِـرْطٍ مُرَحَّـلِ
    فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَـيِّ وانْتَحَـى
    بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَـافٍ عَقَنْقَـلِ
    هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِهَـا فَتَمَايَلَـتْ
    عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَـلِ
    مُهَفْهَفَـةٌ بَيْضَـاءُ غَيْـرُ مُفَاضَـةٍ
    تَرَائِبُهَـا مَصْقُولَـةٌ كَالسَّجَنْـجَـلِ
    كَبِكْرِ المُقَانَـاةِ البَيَـاضَ بِصُفْـرَةٍ
    غَذَاهَا نَمِيْرُ المَـاءِ غَيْـرُ المُحَلَّـلِ
    تَصُدُّ وتُبْدِي عَـنْ أسِيْـلٍ وَتَتَّقِـي
    بِنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْـرَةَ مُطْفِـلِ
    وجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْـسَ بِفَاحِـشٍ
    إِذَا هِـيَ نَصَّـتْـهُ وَلاَ بِمُعَـطَّـلِ
    وفَرْعٍ يَزِيْنُ المَتْـنَ أسْـوَدَ فَاحِـمٍ
    أثِيْـثٍ كَقِنْـوِ النَّخْلَـةِ المُتَعَثْكِـلِ
    غَدَائِرُهُ مُسْتَشْـزِرَاتٌ إلَـى العُـلاَ
    تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّـى وَمُرْسَـلِ
    وكَشْحٍ لَطِيـفٍ كَالجَدِيْـلِ مُخَصَّـرٍ
    وسَاقٍ كَأُنْبُـوبِ السَّقِـيِّ المُذَلَّـلِ
    وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَا
    نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ
    وتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْـنٍ كَأَنَّـهُ
    أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْـكُ إِسْحِـلِ
    تُضِيءُ الظَّـلامَ بِالعِشَـاءِ كَأَنَّهَـا
    مَنَـارَةُ مُمْسَـى رَاهِـبٍ مُتَبَـتِّـلِ
    إِلَى مِثْلِهَا يَرْنُـو الحَلِيْـمُ صَبَابَـةً
    إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْـوَلِ
    تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَـا
    ولَيْسَ فُؤَادِي عَنْ هَـوَاكِ بِمُنْسَـلِ
    ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْـوَى رَدَدْتُـهُ
    نَصِيْحٍ عَلَى تَعْذَالِـهِ غَيْـرِ مُؤْتَـلِ


    د. أبو شامة المغربي
    kalimates@maktoob.com

    تعليق

    • أبو شامة المغربي
      السندباد
      • Feb 2006
      • 16639


      #3
      المعلقات السبــــع ... معلقة امرئ القيس ( الجزء الثاني)


      المعلقة الأولى لامرئ القيس

      ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَـى سُدُوْلَـهُ
      عَلَـيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُمُـوْمِ لِيَبْتَلِـي
      فَقُلْـتُ لَـهُ لَمَّـا تَمَطَّـى بِصُلْبِـهِ
      وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَـاءَ بِكَلْـكَـلِ
      ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْـلُ ألاَ انْجَلِـي
      بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِـكَ بِأَمْثَـلِ
      فَيَا لَكَ مَـنْ لَيْـلٍ كَـأنَّ نُجُومَـهُ
      بِأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَـى صُـمِّ جَنْـدَلِ
      وقِرْبَـةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْـتُ عِصَامَهَـا
      عَلَى كَاهِـلٍ مِنِّـي ذَلُـوْلٍ مُرَحَّـلِ
      وَوَادٍ كَجَوْفِ العَيْـرِ قَفْـرٍ قَطَعْتُـهُ
      بِهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْـعِ المُعَيَّـلِ
      فَقُلْتُ لَهُ لَمَّـا عَـوَى : إِنَّ شَأْنَنَـا
      قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْـتَ لَمَّـا تَمَـوَّلِ
      كِلاَنَا إِذَا مَـا نَـالَ شَيْئَـاً أَفَاتَـهُ
      ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْـزَلِ
      وَقَدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِـي وُكُنَاتِهَـا
      بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِـدِ هَيْـكَـلِ
      مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِـلٍ مُدْبِـرٍ مَـعـاً
      كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ
      كَمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْدُ عَنْ حَـالِ مَتْنِـهِ
      كَمَـا زَلَّـتِ الصَّفْـوَاءُ بِالمُتَنَـزَّلِ
      عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كـأنَّ اهْتِزَامَـهُ
      إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْـيُ مِرْجَـلِ
      مَسْحٍ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَـى
      أَثَـرْنَ الغُبَـارَ بِالكَدِيْـدِ المُرَكَّـلِ
      يُزِلُّ الغُلاَمُ الخِفَّ عَـنْ صَهَوَاتِـهِ
      وَيُلْوِي بِأَثْـوَابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ
      دَرِيْـرٍ كَخُـذْرُوفِ الوَلِيْـدِ أمَـرَّهُ
      تَتَابُـعُ كَفَّيْـهِ بِخَيْـطٍ مُـوَصَّـلِ
      لَهُ أيْطَـلا ظَبْـيٍ وَسَاقَـا نَعَامَـةٍ
      وإِرْخَاءُ سَرْحَـانٍ وَتَقْرِيْـبُ تَتْفُـلِ
      ضَلِيْعٍ إِذَا اسْتَدْبَرْتَـهُ سَـدَّ فَرْجَـهُ
      بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْـزَلِ
      كَأَنَّ عَلَى المَتْنَيْنِ مِنْـهُ إِذَا انْتَحَـى
      مَدَاكَ عَرُوسٍ أَوْ صَلايَـةَ حَنْظَـلِ
      كَـأَنَّ دِمَـاءَ الهَادِيَـاتِ بِنَـحْـرِهِ
      عُصَـارَةُ حِنَّـاءٍ بِشَيْـبٍ مُرَجَّـلِ
      فَعَـنَّ لَنَـا سِـرْبٌ كَـأَنَّ نِعَاجَـهُ
      عَـذَارَى دَوَارٍ فِـي مُـلاءٍ مُذَبَّـلِ
      فَأَدْبَرْنَ كَالجِـزْعِ المُفَصَّـلِ بَيْنَـهُ
      بِجِيْدٍ مُعَمٍّ فِـي العَشِيْـرَةِ مُخْـوَلِ
      فَأَلْحَقَنَـا بِالهَـادِيَـاتِ ودُوْنَــهُ
      جَوَاحِرُهَا فِـي صَـرَّةٍ لَـمْ تُزَيَّـلِ
      فَعَادَى عِدَاءً بَيْـنَ ثَـوْرٍ ونَعْجَـةٍ
      دِرَاكاً وَلَمْ يَنْضَـحْ بِمَـاءٍ فَيُغْسَـلِ
      فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِن بَيْنِ مُنْضِـجٍ
      صَفِيفَ شِـوَاءٍ أَوْ قَدِيْـرٍ مُعَجَّـلِ
      ورُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصُـرُ دُوْنَـهُ
      مَتَـى تَـرَقَّ العَيْـنُ فِيْـهِ تَسَفَّـلِ
      فَبَـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُـهُ ولِجَـامُـهُ
      وَبَاتَ بِعَيْنِي قَائِمـاً غَيْـرَ مُرْسَـلِ
      أصَاحِ تَرَى بَرْقـاً أُرِيْـكَ وَمِيْضَـهُ
      كَلَمْعِ اليَدَيْـنِ فِـي حَبِـيٍّ مُكَلَّـلِ
      يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْـحُ رَاهِـبٍ
      أَمَـالَ السَّلِيْـطَ بِالذُّبَـالِ المُفَتَّـلِ
      قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْـنَ ضَـارِجٍ
      وبَيْـنَ العُذَيْـبِ بُعْدَمَـا مُتَـأَمَّـلِ
      عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْـمِ أَيْمَـنُ صَوْبِـهِ
      وَأَيْسَـرُهُ عَلَـى السِّتَـارِ فَيَذْبُـلِ
      فَأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ حَـوْلَ كُتَيْفَـةٍ
      يَكُبُّ عَلَى الأذْقَـانِ دَوْحَ الكَنَهْبَـلِ
      ومَرَّ عَلَـى القَنَـانِ مِـنْ نَفَيَانِـهِ
      فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُـلِّ مَنْـزِلِ
      وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِـذْعَ نَخْلَـةٍ
      وَلاَ أُطُمـاً إِلاَّ مَشِـيْـداً بِجِـنْـدَلِ
      كَأَنَّ ثَبِيْـراً فِـي عَرَانِيْـنِ وَبْلِـهِ
      كَبِيْرُ أُنَـاسٍ فِـي بِجَـادٍ مُزَمَّـلِ
      كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِـرِ غُـدْوَةً
      مِنَ السَّيْلِ وَالأَغثَاءِ فَلْكَـةُ مِغْـزَلِ
      وأَلْقَى بِصَحْـرَاءِ الغَبيْـطِ بَعَاعَـهُ
      نُزُوْلَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المُحَمَّـلِ
      كَـأَنَّ مَكَاكِـيَّ الجِـوَاءِ غُـدَّبَـةً
      صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحيـقٍ مُفَلْفَـلِ
      كَأَنَّ السِّبَاعَ فِيْـهِ غَرْقَـى عَشِيَّـةً
      بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عُنْصُـل

      د. أبو شامة المغربي
      kalimates@maktoob.com

      تعليق

      • أبو شامة المغربي
        السندباد
        • Feb 2006
        • 16639


        #4
        المعلقات السبــــع ... معلقة زهير بن أبي سلمى (ترجمة الشاعر)


        المعلقة الثانية لزهير بن أبي سلمى
        (ترجمة الشاعر)
        هو زهير بن أبي سلمى واسم أبيسلمى رباح بن ربيعة ينتهي نسبه إلى مزينة احدى قبائل مضر. نشأ وعاش في بني عبدالله بن غطفان فقد كان أبوه قد تزوج امرأة منهم وأقام هو وأولاده بينهم. يعدزهير في الطبقة الأولى من شعراء الجاهلية مع امرىء القيس والنابغة والأعشى ويفضله كثير من الرواة على أصحابه.
        كان زهير رواية لأوس بن حجر التميمي زوج أمه وقد تاثر به وسار على طريقته في تنقيح الشعر لكنه تفوق على أستاذه حتى أخمله. يدورأكثر شعر زهير على المدح والوصف والحكمة وله قليل من الاعتذار والهجاء.
        وكاناكثر مدحه لساداة بني مرة من ذبيان وخاصة هرم بن سنان، فقد كان منقطعاً إليه وكانهرم يجزل له الجوائز، وقد مدح معه أباه سنان بن أبي حارثة والحارث بن عوف بنسنان وحصن بن حذيفة.
        عُمّر زهير طويلاً جاوز الثمانين أو التسعين و يقال إنه توفيقبل البعثة بسنة ولم يتصل الشعر قي أسرة في الجاهلية كما اتصل في أسرة زهير فقدكان أبوه شاعراً وأختاه سلمى والخنساء شاعرتين وابناه كعب وبحير وحفيده عقبة وابن حفيده العوام بن عقبة جميعاً شعراء. وكان خاله بشامة بن الفدير شاعرغطفان.


        د. أبو شامة المغربي
        kalimates@maktoob.com

        تعليق

        • أبو شامة المغربي
          السندباد
          • Feb 2006
          • 16639


          #5
          المعلقات السبــــع ... معلقة زهير بن أبي سلمى


          المعلقة الثانية لزهير بن أبي سلمى


          أَمِـنْ أُمِّ أَوْفَـى دِمْنَـةٌ لَـمْ تَكَـلَّـمِ

          بِحَوْمَـانَـةِ الــدُّرَّاجِ فَالمُتَثَـلَّـمِ

          وَدَارٌ لَـهَـا بِالرَّقْمَتَـيْـنِ كَأَنَّـهَـا

          مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِـي نَوَاشِـرِ مِعْصَـمِ

          بِهَا العِيْـنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِيـنَ خِلْفَـةً

          وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِـنْ كُـلِّ مَجْثَـمِ

          وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِيـنَ حِجَّـةً

          فَلأيَـاً عَرَفْـتُ الـدَّارَ بَعْـدَ تَوَهُّـمِ

          أَثَافِيَ سُفْعـاً فِـي مُعَـرَّسِ مِرْجَـلِ

          وَنُؤْياً كَجِـذْمِ الحَـوْضِ لَـمْ يَتَثَلَّـمِ

          فَلَمَّا عَرَفْـتُ الـدَّارَ قُلْـتُ لِرَبْعِهَـا

          أَلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْـعُ وَاسْلَـمِ

          تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِـنْ ظَعَائِـنٍ

          تَحَمَّلْنَ بِالْعَلْيَاءِ مِـنْ فَـوْقِ جُرْثُـمِ

          جَعَلْنَ القَنَانَ عَـنْ يَمِيـنٍ وَحَزْنَـهُ

          وَكَمْ بِالقَنَـانِ مِـنْ مُحِـلٍّ وَمُحْـرِمِ

          عَلَـوْنَ بِأَنْمَـاطٍ عِـتَـاقٍ وكِـلَّـةٍ

          وِرَادٍ حَوَاشِيْهَـا مُشَاكِـهَـةُ الــدَّمِ

          وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَانِ يَعْلُـوْنَ مَتْنَـهُ

          عَلَيْـهِـنَّ دَلُّ النَّـاعِـمِ المُتَنَـعِّـمِ

          بَكَرْنَ بُكُـورًا وَاسْتَحْـرَنَ بِسُحْـرَةٍ

          فَهُـنَّ وَوَادِي الـرَّسِّ كَالْيَـدِ لِلْفَـمِ

          وَفِيْهِـنَّ مَلْهَـىً لِلَّطِيْـفِ وَمَنْـظَـرٌ

          أَنِيْـقٌ لِعَيْـنِ النَّاظِـرِ المُتَـوَسِّـمِ

          كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْـنِ فِـي كُـلِّ مَنْـزِلٍ

          نَزَلْنَ بِـهِ حَـبُّ الفَنَـا لَـمْ يُحَطَّـمِ

          فَلَمَّـا وَرَدْنَ المَـاءَ زُرْقـاً جِمَامُـهُ

          وَضَعْنَ عِصِـيَّ الحَاضِـرِ المُتَخَيِّـمِ

          ظَهَرْنَ مِنْ السُّوْبَـانِ ثُـمَّ جَزَعْنَـهُ

          عَلَـى كُـلِّ قَيْنِـيٍّ قَشِيْـبٍ وَمُفْـأَمِ

          فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَـافَ حَوْلَـهُ

          رِجَالٌ بَنَـوْهُ مِـنْ قُرَيْـشٍ وَجُرْهُـمِ

          يَمِينـاً لَنِعْـمَ السَّيِّـدَانِ وُجِدْتُـمَـا

          عَلَى كُلِّ حَالٍ مِـنْ سَحِيْـلٍ وَمُبْـرَمِ

          تَدَارَكْتُمَـا عَبْسًـا وَذُبْيَـانَ بَعْدَمَـا

          تَفَانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُـمْ عِطْـرَ مَنْشَـمِ

          وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُـدْرِكِ السِّلْـمَ وَاسِعـاً

          بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِـنَ القَـوْلِ نَسْلَـمِ

          فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْـرِ مَوْطِـنٍ

          بَعِيدَيْنِ فِيْهَـا مِـنْ عُقُـوقٍ وَمَأْثَـمِ

          عَظِيمَيْنِ فِـي عُلْيَـا مَعَـدٍّ هُدِيْتُمَـا

          وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْـدِ يَعْظُـمِ

          تُعَفِّى الكُلُـومُ بِالمِئيـنَ فَأَصْبَحَـتْ

          يُنَجِّمُهَا مَـنْ لَيْـسَ فِيْهَـا بِمُجْـرِمِ

          يُنَجِّمُهَـا قَـوْمٌ لِـقَـوْمٍ غَـرَامَـةً

          وَلَمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُـمْ مِـلْءَ مِحْجَـمِ

          فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِـمُ مِـنْ تِلاَدِكُـمْ

          مَغَانِـمُ شَتَّـى مِـنْ إِفَـالٍ مُـزَنَّـمِ

          أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْـلاَفَ عَنِّـى رِسَالَـةً

          وَذُبْيَانَ هَـلْ أَقْسَمْتُـمُ كُـلَّ مُقْسَـمِ

          فَلاَ تَكْتُمُـنَّ اللهَ مَـا فِـي نُفُوسِكُـمْ

          لِيَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْتَـمِ اللهُ يَعْـلَـمِ

          يُؤَخَّرْ فَيُوضَعْ فِـي كِتَـابٍ فَيُدَّخَـرْ

          لِيَـوْمِ الحِسَـابِ أَوْ يُعَجَّـلْ فَيُنْقَـمِ

          وَمَا الحَرْبُ إِلاَّ مَـا عَلِمْتُـمْ وَذُقْتُـمُ

          وَمَا هُوَ عَنْهَـا بِالحَدِيـثِ المُرَجَّـمِ

          مَتَـى تَبْعَثُوهَـا تَبْعَثُوهَـا ذَمِيْـمَـةً

          وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُوهَـا فَتَـضْـرَمِ

          فَتَعْرُكُكُـمْ عَـرْكَ الرَّحَـى بِثِفَالِهَـا

          وَتَلْقَـحْ كِشَافـاً ثُـمَّ تُنْتَـجْ فَتُتْئِـمِ

          فَتُنْتِـجْ لَكُـمْ غِلْمَـانَ أَشْـأَمَ كُلُّهُـمْ

          كَأَحْمَـرِ عَـادٍ ثُـمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ

          فَتُغْلِـلْ لَكُـمْ مَـا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا

          قُرَىً بِالْعِـرَاقِ مِـنْ قَفِيْـزٍ وَدِرْهَـمِ

          لَعَمْرِي لَنِعْـمَ الحَـيِّ جَـرَّ عَلَيْهِـمُ

          بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَـمِ

          وَكَانَ طَوَى كَشْحـاً عَلَـى مُسْتَكِنَّـةٍ

          فَـلاَ هُـوَ أَبْدَاهَـا وَلَــمْ يَتَـقَـدَّمِ

          وَقَالَ سَأَقْضِي حَاجَتِـي ثُـمَّ أَتَّقِـي

          عَدُوِّي بِأَلْـفٍ مِـنْ وَرَائِـيَ مُلْجَـمِ

          فَشَـدَّ فَلَـمْ يُفْـزِعْ بُيُوتـاً كَثِيـرَةً

          لَدَى حَيْثُ أَلْقَـتْ رَحْلَهَـا أُمُّ قَشْعَـمِ

          لَدَى أَسَـدٍ شَاكِـي السِـلاحِ مُقَـذَّفٍ

          لَـهُ لِبَـدٌ أَظْـفَـارُهُ لَــمْ تُقَـلَّـمِ

          جَريءٍ مَتَى يُظْلَـمْ يُعَاقَـبْ بِظُلْمِـهِ

          سَرِيْعـاً وَإِلاَّ يُبْـدِ بِالظُّلْـمِ يَظْـلِـمِ

          دَعَوْا ظِمْئهُـمْ حَتَـى إِذَا تَـمَّ أَوْرَدُوا

          غِمَـاراً تَفَـرَّى بِالسِّـلاحِ وَبِالـدَّمِ

          فَقَضَّوْا مَنَايَا بَيْنَهُـمْ ثُـمَّ أَصْـدَرُوا

          إِلَـى كَــلَأٍ مُسْتَـوْبَـلٍ مُتَـوَخِّـمِ

          لَعَمْرُكَ مَا جَـرَّتْ عَلَيْهِـمْ رِمَاحُهُـمْ

          دَمَ ابْـنِ نَهِيْـكٍ أَوْ قَتِيْـلِ المُثَـلَّـمِ

          وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَـلٍ

          وَلاَ وَهَبٍ مِنْهَـا وَلا ابْـنِ المُخَـزَّمِ

          فَكُـلاً أَرَاهُـمْ أَصْبَحُـوا يَعْقِلُـونَـهُ

          صَحِيْحَـاتِ مَـالٍ طَالِعَـاتٍ بِمَخْـرِمِ

          لِحَيِّ حَلالٍ يَعْصِـمُ النَّـاسَ أَمْرَهُـمْ

          إِذَا طَرَقَتْ إِحْـدَى اللَّيَالِـي بِمُعْظَـمِ

          كِرَامٍ فَلاَ ذُو الضِّغْـنِ يُـدْرِكُ تَبْلَـهُ

          وَلا الجَارِمُ الجَانِي عَلَيْهِـمْ بِمُسْلَـمِ

          سَئِمْتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَـنْ يَعِـشُ

          ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَـا لَـكَ يَسْـأَمِ

          وأَعْلَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْـسِ قَبْلَـهُ

          وَلكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِـي غَـدٍ عَـمِ

          رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ

          تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِـىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ

          وَمَنْ لَمْ يُصَانِعْ فِـي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ

          يُضَـرَّسْ بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَـأ بِمَنْسِـمِ

          وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ

          يَفِرْهُ وَمَـنْ لا يَتَّـقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ

          وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَـلْ بِفَضْلِـهِ

          عَلَى قَوْمِـهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ

          وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْـدَ قَلْبُـهُ

          إِلَـى مُطْمَئِـنِّ البِـرِّ لا يَتَجَمْـجَـمِ

          وَمَنْ هَابَ أَسْبَـابَ المَنَايَـا يَنَلْنَـهُ

          وَإِنْ يَرْقَ أَسْبَـابَ السَّمَـاءِ بِسُلَّـمِ

          وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ

          يَكُـنْ حَمْـدُهُ ذَمـاً عَلَيْـهِ وَيَنْـدَمِ

          وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَـاجِ فَإِنَّـهُ

          يُطِيعُ العَوَالِـي رُكِّبَـتْ كُـلَّ لَهْـذَمِ

          وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِـهِ بِسِلاحِـهِ

          يُهَدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِـمْ النَّـاسَ يُظْلَـمِ

          وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَـدُواً صَدِيقَـهُ

          وَمَنْ لَـم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَـم يُكَـرَّمِ

          وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَـنْ خَلِيقَـةٍ

          وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ

          وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَـكَ مُعْجِـبٍ

          زِيَادَتُـهُ أَو نَقْصُـهُ فِـي التَّكَـلُّـمِ

          لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْـفٌ فُـؤَادُهُ

          فَلَمْ يَبْقَ إَلا صُـورَةُ اللَّحْـمِ وَالـدَّمِ

          وَإَنَّ سَفَـاهَ الشَّيْـخِ لا حِلْـمَ بَعْـدَهُ

          وَإِنَّ الفَتَـى بَعْـدَ السَّفَاهَـةِ يَحْلُـمِ

          سَألْنَـا فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُـداً فَعُـدْتُـمُ

          وَمَنْ أَكْثَرَ التّسْـآلَ يَوْمـاً سَيُحْـرَمِ










          د. أبو شامة المغربي
          kalimates@maktoob.com

          تعليق

          • أبو شامة المغربي
            السندباد
            • Feb 2006
            • 16639


            #6
            المعلقات السبع .. معلقة عمرو بن كلثوم (ترجمة الشاعر)


            المعلقة الثالثة لعمرو بن كلثوم


            هذه المعلقة هي الخامسة في المعلقات وهي من أغنى الشعر الجاهلي بالعناصر الملجمية والفوائد التاريخية والاجتماعية وأما مقياس جمالها الغني فهو ما تحركه لدى سماعها في النفس من نبض الحماسة وشعور العزة والاندفاع.

            وأما الشاعر عمرو بن كلثوم فهو من قبيلة تغلب كان أبوه كلثوم سيد تغلب وأمه ليلى بنت المهلهل المعروف ( بالزير ) وفي هذا الجو من الرفعة والسؤدد نشأ الشاعر شديد الإعجاب بالنفس و بالقوم أنوفاً عزيز الجانب، فساد قومه و هو في الخامسة عشرة من عمره.



            تقع معلقة ابن كلثوم في ( 100 ) بيت أنشأ الشاعر قسماً منها في حضرة عمرو بن هند ملك الحيرة وكانت تغلب قد انتدبت الشاعر للذود عنها حين احتكمت إلى ملك الحيرة، لحل الخلاف الناشب بين قبيلتي بكر و تغلب.
            وكان ملك الحيرة (عمرو بن هند) أيضاً مزهواً بنفسه وقد استشاط عضباً حين وجد أن الشاعر لا يقيم له ورناً ولم يرع له حرمة ومقاماً فعمد إلى حيلة يذله بها فأرسل (عمروبن هند) إلى عمرو بن كلثوم (يستزيره) وأن يزير معه أمه، ففعل الشاعر ذلك وكان ملك الحيرة قد أوعز إلى أمه أن تستخدم ليلى أم الشاعر و حين طلبت منها أن تناولها الطبق قالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها . . . ثم صاحت ( واذلاه يالتغلب ! فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم فوثب إلى سيف معلق بالرواق فضرب به رأس عمرو بن هند ملك الحيرة وعلى إثر قتل الملك نظم الشاعر القسم الثاني من المعلقة وزاده عليها.
            ( وهي منظومة على البحر الوافر).
            ومن أطرف ما ذكر عن المعلقة أن بني تغلبكباراً و صغاراً كانوا يحفظونها ويتغنون بها زمناً طويلاً.
            توفي الشاعر سنة نحو 600 للميلاد بعد أن سئم الأيام والدهر.



            د. أبو شامة المغربي





            الملفات المرفقة

            تعليق

            • أبو شامة المغربي
              السندباد
              • Feb 2006
              • 16639


              #7
              المعلقات السبع .. معلقة عمرو بن كلثوم (الجزء الأول)


              المعلقة الثالثة لعمرو بن كلثوم





              أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا
              وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا

              مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُـصَّ فِيْهَـا
              إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا

              تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ
              إِذَا مَـا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا

              تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ
              عَلَيْـهِ لِمَالِـهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا

              صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو
              وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا

              وَمَا شَرُّ الثَّلاَثَـةِ أُمَّ عَمْـرٍو
              بِصَاحِبِكِ الـذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا

              وَكَأْسٍ قَـدْ شَرِبْـتُ بِبَعْلَبَـكٍّ
              وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَا

              وَإِنَّا سَوْفَ تُدْرِكُنَـا المَنَايَـا
              مُقَـدَّرَةً لَـنَـا وَمُقَدِّرِيْـنَـا

              قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَـا ظَعِيْنَـا
              نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا

              قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً
              لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَـا

              بِيَوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْبـاً وَطَعْنـاً
              أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا

              وَأنَّ غَداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ
              وَبَعْدَ غَـدٍ بِمَـا لاَ تَعْلَمِيْنَـا

              تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَـى خَـلاَءٍ
              وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا

              ذِرَاعِي عَيْطَـلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ
              هِجَانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْـرَأ جَنِيْنَـا

              وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً
              حَصَاناً مِنْ أُكُـفِّ اللاَمِسِيْنَـا

              ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـتْ
              رَوَادِفُهَا تَنـوءُ بِمَـا وَلِيْنَـا

              وَمأْكَمَةً يَضِيقُ البَابُ عَنْهَـا
              وكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَـا

              وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَو رُخَـامٍ
              يَرِنُّ خَشَاشُ حَلِيهِمَـا رَنِيْنَـا

              فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقـبٍ
              أَضَلَّتْـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِيْـنَـا

              ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَـا
              لَها مِـن تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا

              تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْـتُ لَمَّـا
              رَأَيْتُ حُمُوْلَهَا أصُـلاً حُدِيْنَـا

              فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ
              كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا

              أَبَا هِنْدٍ فَـلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا
              وَأَنْظِرْنَـا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْـنَـا

              بِأَنَّا نُـوْرِدُ الرَّايَـاتِ بِيْضـاً
              وَنُصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَـدْ رُوِيْنَـا

              وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ
              عَصَيْنَا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا

              وَسَيِّدِ مَعْشَـرٍ قَـدْ تَوَّجُـوْهُ
              بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَا

              تَرَكْنَ الخَيْـلَ عَاكِفَـةً عَلَيْـهِ
              مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَـهَـا صُفُـوْنَـا

              وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِـذِي طُلُـوْحٍ
              إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَا

              وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَـيِّ مِنَّـا
              وَشَذَّبْنَـا قَتَـادَةَ مَـنْ يَلِيْنَـا

              مَتَى نَنْقُلْ إِلَى قَـوْمٍ رَحَانَـا
              يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا

              يَكُوْنُ ثِقَالُهَـا شَرْقِـيَّ نَجْـدٍ
              وَلُهْوَتُهَا قُضَاعَـةَ أَجْمَعِيْنَـا

              نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الأَضْيَـافِ مِنَّـا
              فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا

              قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِـرَاكُـمْ
              قُبَيْلَ الصُّبْحِ مِـرْدَاةً طَحُوْنَـا

              نَعُمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِـفُّ عَنْهُـمْ
              وَنَحْمِلُ عَنْهُـمُ مَـا حَمَّلُوْنَـا

              نُطَاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّا
              وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَا

              بِسُمْرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ
              ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا

              كَأَنَّ جَمَاجِمَ الأَبْطَـالِ فِيْهَـا
              وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا

              نَشُقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا
              وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا

              وَإِنَّ الضِّغْنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْدُو
              عَلَيْكَ وَيُخْرِجُ الـدَّاءَ الدَّفِيْنَـا

              وَرِثْنَا المَجْدَ قَدْ عَلِمَـتْ مَعَـدٌّ
              نُطَاعِنُ دُوْنَـهُ حَتَّـى يَبِيْنَـا

              وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ
              عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَا

              نَجُذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْـرِ بِـرٍّ
              فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَـاذَا يَتَّقُوْنَـا

              كَأَنَّ سُيُوْفَنَـا منَّـا ومنْهُـم
              مَخَارِيْـقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْـنَـا

              كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ
              خُضِبْنَ بِأُرْجُـوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا

              إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ
              مِنَ الهَوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا

              نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْـوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ
              مُحَافَظَـةً وَكُنَّـا السَّابِقِيْنَـا

              بِشُبَّانٍ يَـرَوْنَ القَتْـلَ مَجْـداً
              وَشِيْبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا

              حُدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِـمُ جَمِيْعـاً
              مُقَارَعَةً بَنِيْهِـمْ عَـنْ بَنِيْنَـا

              فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ
              فَتُصْبِحُ خَيْلُنَا عُصَبـاً ثُبِيْنَـا

              وَأَمَّا يَوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ
              فَنُمْعِـنُ غَــارَةً مُتَلَبِّبِيْـنَـا

              بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْرٍ
              نَدُقُّ بِهِ السُّهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا




              د. أبو شامة المغربي








              تعليق

              • أبو شامة المغربي
                السندباد
                • Feb 2006
                • 16639


                #8
                المعلقات السبع .. معلقة عمرو بن كلثوم (الجزء الثاني)


                معلقة عمرو بن كلثوم
                (الجزء الثاني)

                أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا
                تَضَعْضَعْنَا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا

                أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
                فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا

                بِاَيِّ مَشِيْئَةٍ عَمْرُو بْـنَ هِنْـدٍ
                نَكُوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَـا قَطِيْنَـا

                بِأَيِّ مَشِيْئَةٍ عَمْرَو بْـنَ هِنْـدٍ
                تُطِيْعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا

                تَهَدَّدُنَـا وَتُوْعِدُنَـا رُوَيْــداً
                مَتَـى كُنَّـا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا

                فَإِنَّ قَنَاتَنَا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ
                عَلى الأَعْدَاءِ قَبَلَـكَ أَنْ تَلِيْنَـا

                إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَأَزَّتْ
                وَوَلَّتْـهُ عَشَوْزَنَـةً زَبُـوْنَـا

                عَشَوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَـتْ أَرَنَّـتْ
                تَشُجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا

                فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ
                بِنَقْصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا

                وَرِثْنَا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ
                أَبَاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا

                وَرَثْتُ مُهَلْهِلاً وَالخَيْـرَ مِنْـهُ
                زُهَيْراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا

                وَعَتَّابـاً وَكُلْثُوْمـاً جَمِيْـعـاً
                بِهِمْ نِلْنَـا تُـرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا

                وَذَا البُرَةِ الذِي حُدِّثْـتَ عَنْـهُ
                بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَـا

                وَمِنَّا قَبْلَـهُ السَّاعِـي كُلَيْـبٌ
                فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا

                مَتَى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ
                تَجُذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا

                وَنُوْجَدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُـمْ ذِمَـاراً
                وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا

                وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى
                رَفَدْنَا فَـوْقَ رِفْـدِ الرَّافِدِيْنَـا

                وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَى
                تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُـوْرُ الدَّرِيْنَـا

                وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
                وَنَحْنُ العَازِمُوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا

                وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا
                وَنَحْنُ الآخِذُوْنَ لِمَـا رَضِيْنَـا

                وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا
                وَكَانَ الأَيْسَرِيْنَ بَنُـو أَبَيْنَـا

                فَصَالُوا صَوْلَةً فِيْمَـنْ يَلِيْهِـمْ
                وَصُلْنَا صَوْلَةً فِيْمَـنْ يَلِيْنَـا

                فَآبُـوا بِالنِّهَـابِ وَبِالسَّبَايَـا
                وَأُبْنَـا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَـا

                إِلَيْكُمْ يَـا بَنِـي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ
                أَلَمَّـا تَعْرِفُـوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا

                أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّـا وَمِنْكُـمْ
                كَتَائِـبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْـنَـا

                عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِي
                وَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا

                عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ
                تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَا

                إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْماً
                رَأَيْتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا

                كَأَنَّ غُضُوْنَهُنَّ مُتُـوْنُ غُـدْرٍ
                تُصَفِّقُهَا الرِّيَـاحُ إِذَا جَرَيْنَـا

                وَتَحْمِلُنَا غَدَاةَ الـرَّوْعِ جُـرْدٌ
                عُرِفْنَ لَنَـا نَقَائِـذَ وَافْتُلِيْنَـا

                وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً
                كَأَمْثَالِ الرِّصَائِـعِ قَـدْ بَلَيْنَـا

                وَرِثْنَاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ
                وَنُوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْـنَـا

                عَلَى آثَارِنَـا بِيْـضٌ حِسَـانٌ
                نُحَاذِرُ أَنْ تُقَسَّـمَ أَوْ تَهُوْنَـا

                أَخَذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِـنَّ عَهْـداً
                إِذَا لاَقَـوْا كَتَائِـبَ مُعْلِمِيْنَـا

                لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْرَاسـاً وَبِيْضـاً
                وَأَسْرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا

                تَرَانَـا بَارِزِيْـنَ وَكُـلُّ حَـيٍّ
                قَدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَـا قَرِيْنـاً

                إِذَا مَا رُحْنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا
                كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَا

                يَقُتْنَ جِيَادَنَا وَيَقُلْـنَ لَسْتُـمْ
                بُعُوْلَتَنَـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا

                ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْرٍ
                خَلَطْنَ بِمِيْسَمٍ حَسَبـاً وَدِيْنَـا

                وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ
                تَرَى مِنْهُ السَّوَاعِـدَ كَالقُلِيْنَـا

                كَأَنَّـا وَالسُّيُـوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ
                وَلَدْنَا النَّاسَ طُـرّاً أَجْمَعِيْنَـا

                يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْدَي
                حَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِهَـا الكُرِيْنَـا

                وَقَدْ عَلِمَ القَبَائِـلُ مِـنْ مَعَـدٍّ
                إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِهَـا بُنِيْـنَـا

                بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَـا
                وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَـا

                وَأَنَّا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا
                وَأَنَّا النَّازِلُوْنَ بِحَيْـثُ شِيْنَـا

                وَأَنَّا التَارِكُـوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا
                وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا

                وَأَنَّا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
                وَأَنَّا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا

                وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً
                وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَـدِراً وَطِيْنَـا

                أَلاَ أَبْلِغْ بَنِـي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا
                وَدُعْمِيَّـا فَكَيْـفَ وَجَدْتُمُوْنَـا

                إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفاً
                أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا

                مَلأْنَا البَرَّ حَتَّى ضَـاقَ عَنَّـا
                وَظَهرَ البَحْرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا

                إِذَا بَلَغَ الفِطَـامَ لَنَـا صَبِـيٌّ
                تَخِرُّ لَـهُ الجَبَابِـرُ سَاجِديْنَـا









                د. أبو شامة المغربي







                تعليق

                • أبو شامة المغربي
                  السندباد
                  • Feb 2006
                  • 16639


                  #9
                  المعلقات السبع .. معلقة طرفة بن العبد (ترجمة طرفة بن العبد)


                  ترجمة طرفة بن العبد





                  هو عمرو بن العبد الملقب (طرفة) من بنيبكر بن وائل، ولد حوالي سنة 543 في البحرين من أبوين شريفين وكان له من نسبهالعالي ما يحقق له هذه الشاعرية فجده و أبوه وعماه المرقشان وخاله المتلمس كلهمشعراء مات أبوه وهو بعد حدث فكفله أعمامه إلا أنهم أساؤوا تريبته وضيقوا عليهفهضموا حقوق أمه.
                  وما كاد طرفة يفتح عينيه على الحياة حتى قذف بذاته في أحضانهايستمتع بملذاتها فلها وسكر ولعب و بذر وأسرف فعاش طفولة مهملة لاهية طريدة راحيضرب في البلاد حتى بلغ أطراف جزيرة العرب، ثم عاد إلى قومه يرعى إبل معبد أخيه، ثمعاد إلى حياة اللهو بلغ في تجواله بلاط الحيرة فقربه عمرو بن هند فهجا الملك فأوقعالملك به مات مقتولاً وهو دون الثلاثين من عمره سنة 569.
                  من آثاره: ديوان شعرأشهر ما فيه المعلقة نظمها الشاعر بعد ما لقيه من ابن عمه من سوء المعاملة وما لقيهمن ذوي قرباه من الاضطهاد في المعلقة ثلاثة أقسام كبرى ( 1 ) القسم الغزالي من ( 1ـ 10 ) ـ ( 2 ) القسم الوصفي ( 11 ـ 44 ) ـ ( 3 ) القسم الإخباري ( 45 ـ 99 ).
                  وسبب نظم المعلقة (إذا كان نظمها قد تم دفعة واحدة، فهو ما لقيه من ابن عمه من تقصيروإيذاء وبخل وأثرة والتواء عن المودة وربما نظمت القصيدة في أوقات متفرقة فوصفالناقة الطويل ينم على أنه وليد التشرد، ووصف اللهو والعبث يرجح أنه نظم قبلالتشرد، وقد يكون عتاب الشاعر لابن عمه قد نظم بعد الخلاف بينه و بين أخيه معبد.
                  شهرة المعلقة و قيمتها: بعض النقاد فضلوا معلقة طرفة على جميع الشعر الجاهلي لمافيها من الشعر الإنساني ـ العواصف المتضاربة ـ الآراء في الحياة ـ والموت جمالالوصف ـ براعة التشبيه، وشرح لأحوال نفس شابة و قلب متوثب.
                  في الخاتمة ـ يتجلىلنا طرفة شاعراً جليلاً من فئة الشبان الجاهليين ففي معلقته من الفوائد التاريخيةالشيء الكثير كما صورت ناحية واسعة من أخلاق العرب الكريمة وتطلعنا على ما كانللعرب من صناعات وملاحة وأدوات ... وفي دراستنا لمعلقته ندرك ما فيها من فلسفةشخصية ومن فن وتاريخ.






                  د. أبو شامة المغربي










                  تعليق

                  • أبو شامة المغربي
                    السندباد
                    • Feb 2006
                    • 16639


                    #10
                    المعلقات السبــع .. معلقة طرفة بن العبد

                    معلقة طرفة بن العبد

                    عَفَتِ الدِّيَـارُ مَحَلُّهَـا فَمُقَامُهَـا
                    بِمِنىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَـا فَرِجَامُهَـا

                    فَمَدَافِعُ الرَّيَّانِ عُـرِّيَ رَسْمُهَـا

                    خَلِقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِىَّ سِلامُهَـا

                    دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْدَ عَهْـدِ أَنِيسِهَـا

                    حِجَجٌ خَلَونَ حَلالُهَـا وَحَرامُهَـا

                    رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَـا

                    وَدَقُّ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَـا

                    مِنْ كُلِّ سَارِيَـةٍ وَغَـادٍ مُدْجِـنٍ

                    وَعَشِيَّـةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُـهَـا

                    فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَـانِ وأَطْفَلَـتْ

                    بِالجَهْلَتَيْـنِ ظِبَاؤُهَـا وَنَعَامُهَـا

                    وَالعِيْنُ سَاكِنَةٌ عَلَـى أَطْلائِهَـا

                    عُوذاً تَأَجَّلُ بِالفَضَـاءِ بِهَامُهَـا

                    وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا

                    زُبُـرٌ تُجِـدُّ مُتُونَهَـا أَقْلامُهَـا

                    أَوْ رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤورُهَـا

                    كَفِفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُـنَّ وِشَامُهَـا

                    فَوَقَفْتُ أَسْأَلُهَا وَكَيـفَ سُؤَالُنَـا

                    صُمًّا خَوَالِدَ مَا يَبِيْـنُ كَلامُهَـا

                    عَرِيتْ وَكَانَ بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا

                    مِنْهَا وغُودِرَ نُؤيُهَـا وَثُمَامُهَـا

                    شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِيْنَ تَحَمَّلُـوا

                    فَتَكَنَّسُوا قُطُنـاً تَصِـرُّ خِيَامُهَـا

                    مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِـلُّ عَصِيَّـهُ

                    زَوْجٌ عَلَيْـهِ كِلَّـةٌ وَقِرَامُـهَـا

                    زُجَلاً كَأَنَّ نِعَاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَـا

                    وَظِبَاءَ وَجْـرَةَ عُطَّفـاً آرَامُهَـا

                    حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّـرَابُ كَأَنَّهَـا

                    أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَـا وَرِضَامُهَـا

                    بَلْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارِ وقَدْ نَـأَتْ

                    وتَقَطَّعَـتْ أَسْبَابُهَـا ورِمَامُهَـا

                    مُرِّيَـةٌ حَلَّـتْ بِفَيْـد وجَـاوَرَتْ

                    أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَـا

                    بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْـنِ أَوْ بِمُحَجَّـرٍ

                    فَتَضَمَّنَتْهَـا فَـرْدَةٌ فَرُخَامُـهَـا

                    فَصُوائِـقٌ إِنْ أَيْمَنَـتْ فَمِظَنَّـةٌ

                    فِيْهَا رِخَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَـا

                    فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُـهُ

                    وَلَشَرُّ وَاصِـلِ خُلَّـةٍ صَرَّامُهَـا

                    وَاحْبُ المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ

                    بَاقٍ إِذَا ظَلَعَـتْ وَزَاغَ قِوَامُهَـا

                    بِطَلِيـحِ أَسْفَـارٍ تَرَكْـنَ بَقِيَّـةً

                    مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَـا وسَنَامُهَـا

                    وَإِذَا تَعَالَى لَحْمُهَـا وتَحَسَّـرَتْ

                    وتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَـلالِ خِدَامُهَـا

                    فَلَهَا هِبَابٌ فِـي الزِّمَـامِ كَأَنَّهَـا

                    صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا

                    أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقَـبَ لاحَـهُ

                    طَرْدُ الفُحُولِ وضَرْبُهَا وَكِدَامُهَـا

                    يَعْلُو بِهَا حُدْبَ الإِكَـامِ مُسَحَّـجٌ

                    قَدْ رَابَـهُ عِصْيَانُهَـا وَوِحَامُهَـا

                    بِأَحِزَّةِ الثَّلْبُـوتِ يَرْبَـأُ فَوْقَهَـا

                    قَفْرُ المَرَاقِـبِ خَوْفُهَـا آرَامُهَـا

                    حَتَّى إِذَا سَلَخَـا جُمَـادَى سِتَّـةً

                    جَزْءاً فَطَالَ صِيَامُـهُ وَصِيَامُهَـا

                    رَجَعَا بِأَمْرِهِمَـا إِلـىَ ذِي مِـرَّةٍ

                    حَصِدٍ ونُجْعُ صَرِيْمَـةٍ إِبْرَامُهَـا

                    ورَمَى دَوَابِرَهَا السَّفَا وتَهَيَّجَـتْ

                    رِيْحُ المَصَايِفِ سَوْمُهَا وسِهَامُهَا

                    فَتَنَازَعَا سَبِطـاً يَطِيْـرُ ظِلالُـهُ

                    كَدُخَانِ مُشْعَلَةٍ يُشَـبُّ ضِرَامُهَـا

                    مَشْمُولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابـتِ عَرْفَـجٍ

                    كَدُخَانِ نَـارٍ سَاطِـعٍ أَسْنَامُهَـا

                    فَمَضَى وقَدَّمَهَا وكَانَـتْ عَـادَةً

                    مِنْهُ إِذَا هِـيَ عَـرَّدَتْ إِقْدَامُهَـا

                    فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعَا

                    مَسْجُـورَةً مُتَجَـاوِراً قُلاَّمُـهَـا

                    مَحْفُوفَةً وَسْطَ اليَـرَاعِ يُظِلُّهَـا

                    مِنْهُ مُصَـرَّعُ غَابَـةٍ وقِيَامُهَـا

                    أَفَتِلْـكَ أَمْ وَحْشِيَّـةٌ مَسْبُوعَـةٌ

                    خَذَلَتْ وهَادِيَةُ الصِّوَارِ قِوَامُهَـا

                    خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فَلَمْ يَـرِمْ

                    عُرْضَ الشَّقَائِقِ طَوْفُهَا وبُغَامُهَا

                    لِمُعَفَّـرٍ قَهْـدٍ تَنَـازَعَ شِـلْـوَهُ

                    غُبْسٌ كَوَاسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُهَـا

                    صَادَفْنَ مِنْهَـا غِـرَّةً فَأَصَبْنَهَـا

                    إِنَّ المَنَايَا لا تَطِيْـشُ سِهَامُهَـا

                    بَاتَتْ وأَسْبَلَ واكِفٌ مِـنْ دِيْمَـةٍ

                    يُرْوَى الخَمَائِلَ دَائِماً تَسْجَامُهَـا

                    يَعْلُو طَرِيْقَـةَ مَتْنِهَـا مُتَوَاتِـرٌ

                    فِي لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُـومَ غَمامُهَـا

                    تَجْتَافُ أَصْـلاً قَالِصـاً مُتَنَبِّـذَا

                    بِعُجُوبِ أَنْقَـاءٍ يَمِيْـلُ هُيَامُهَـا

                    وتُضِيءُ فِي وَجْهِ الظَّلامِ مُنِيْـرَةً

                    كَجُمَانَةِ البَحْرِيِّ سُـلَّ نِظَامُهَـا

                    حَتَّى إِذَا حَسَرَ الظَّلامُ وأَسْفَـرَتْ

                    بَكَرَتْ تَزِلُّ عَنِ الثَّرَى أَزْلامُهَـا

                    عَلِهَتْ تَرَدَّدُ فِي نِهَـاءِ صُعَائِـدٍ

                    سَبْعـاً تُؤَامـاً كَامِـلاً أَيَّامُهَـا

                    حَتَّى إِذَا يَئِسَتْ وَأَسْحَقَ حَالِـقٌ

                    لَمْ يُبْلِـهِ إِرْضَاعُهَـا وفِطَامُهَـا

                    فَتَوَجَّسَتْ رِزَّ الأَنِيْـسِ فَرَاعَهَـا

                    عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيْسُ سَقَامُهَا

                    فَغَدَتْ كِلاَ الفَرْجَيْنِ تَحْسِبُ أَنَّـهُ

                    مَوْلَى المَخَافَةِ خَلْفُهَا وأَمَامُهَـا

                    حَتَّى إِذَا يِئِسَ الرُّمَاةُ وأَرْسَلُـوا

                    غُضْفاً دَوَاجِنَ قَافِـلاً أَعْصَامُهَـا

                    فَلَحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لَهَـا مَدْرِيَّـةٌ

                    كَالسَّمْهَرِيَّـةِ حَدُّهَـا وتَمَامُهَـا

                    لِتَذُودَهُنَّ وأَيْقَنَـتْ إِنْ لَـمْ تَـذُدْ

                    أَنْ قَدْ أَحَمَّ مَعَ الحُتُوفِ حِمَامُهَـا

                    فَتَقَصَّدَتْ مِنْهَا كَسَابِ فَضُرِّجَـتْ

                    بِدَمٍ وغُودِرَ فِي المَكَرِّ سُخَامُهَـا

                    فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَ اللَّوَامِعُ بِالضُّحَى

                    واجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرَابِ إِكَامُهَـا

                    أَقْضِي اللُّبَانَـةَ لا أُفَـرِّطُ رِيْبَـةً

                    أَوْ أنْ يَلُـومَ بِحَاجَـةٍ لَوَّامُهَـا

                    أَوَلَمْ تَكُنْ تَـدْرِي نَـوَارِ بِأَنَّنِـي

                    وَصَّالُ عَقْـدِ حَبَائِـلٍ جَذَّامُهَـا

                    تَـرَّاكُ أَمْكِنَـةٍ إِذَا لَـمْ أَرْضَهَـا

                    أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَا

                    بَلْ أَنْتِ لا تَدْرِينَ كَمْ مِـنْ لَيْلَـةٍ

                    طَلْـقٍ لَذِيـذٍ لَهْوُهَـا وَنِدَامُهَـا

                    قَدْ بِتُّ سَامِرَهَا وغَايَـةَ تَاجِـرٍ

                    وافَيْتُ إِذْ رُفِعَتْ وعَـزَّ مُدَامُهَـا

                    أُغْلِى السِّبَاءَ بِكُلِّ أَدْكَـنَ عَاتِـقِ

                    أَوْ جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتَامُهَـا

                    بِصَبُوحِ صَافِيَةٍ وجَـذْبِ كَرِينَـةٍ

                    بِمُـوَتَّـرٍ تَأْتَـالُـهُ إِبْهَامُـهَـا

                    بَاكَرْتُ حَاجَتَهَا الدَّجَاجَ بِسُحْـرَةٍ

                    لأَعَلَّ مِنْهَا حِيْنَ هَـبَّ نِيَامُهَـا

                    وَغدَاةَ رِيْحٍ قَـدْ وَزَعْـتُ وَقِـرَّةٍ

                    قَد أَصْبَحَتْ بِيَدِ الشَّمَالِ زِمَامُهَـا

                    وَلَقَدْ حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِـي

                    فُرْطٌ وِشَاحِي إِذْ غَدَوْتُ لِجَامُهَـا

                    فَعَلَوْتُ مُرْتَقِباً عَلَـى ذِي هَبْـوَةٍ

                    حَرِجٍ إِلَـى أَعْلامِهِـنَّ قَتَامُهَـا

                    حَتَّى إِذَا أَلْقَتْ يَـداً فِـي كَافِـرٍ

                    وأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُـورِ ظَلامُهَـا

                    أَسْهَلْتُ وانْتَصَبَتْ كَجِذْعِ مُنِيْفَـةٍ

                    جَرْدَاءَ يَحْصَرُ دُونَهَـا جُرَّامُهَـا

                    رَفَّعْتُهَـا طَـرْدَ النَّعَـامِ وَشَلَّـهُ

                    حَتَّى إِذَا سَخِنَتْ وخَفَّ عِظَامُهَـا

                    قَلِقَتْ رِحَالَتُهَا وأَسْبَـلَ نَحْرُهَـا

                    وابْتَلَّ مِنْ زَبَدِ الحَمِيْمِ حِزَامُهَـا

                    تَرْقَى وتَطْعَنُ فِي العِنَانِ وتَنْتَحِي

                    وِرْدَ الحَمَامَةِ إِذْ أَجَـدَّ حَمَامُهَـا

                    وكَثِيْـرَةٍ غُرَبَاؤُهَـا مَجْهُـولَـةٍ

                    تُرْجَى نَوَافِلُهَا ويُخْشَـى ذَامُهَـا

                    غُلْبٍ تَشَـذَّرُ بِالذَّحُـولِ كَأَنَّهَـا

                    جِنُّ البَـدِيِّ رَوَاسِيـاً أَقْدَامُهَـا

                    أَنْكَرْتُ بَاطِلَهَا وبُـؤْتُ بِحَقِّهَـا

                    عِنْدِي وَلَمْ يَفْخَرْ عَلَّـي كِرَامُهَـا

                    وجَزُورِ أَيْسَارٍ دَعَـوْتُ لِحَتْفِهَـا

                    بِمَغَالِـقٍ مُتَشَابِـهٍ أَجْسَامُـهَـا

                    أَدْعُو بِهِـنَّ لِعَاقِـرٍ أَوْ مُطْفِـلٍ

                    بُذِلَتْ لِجِيْرَانِ الجَمِيْـعِ لِحَامُهَـا

                    فَالضَّيْفُ والجَارُ الجَنِيْبُ كَأَنَّمَـا

                    هَبَطَا تَبَالَةَ مُخْصِبـاً أَهْضَامُهَـا

                    تَأْوِي إِلَى الأطْنَابِ كُـلُّ رَذِيَّـةٍ

                    مِثْلِ البَلِيَّـةِ قَالِـصٍ أَهْدَامُهَـا

                    ويُكَلِّلُونَ إِذَا الرِّيَـاحُ تَنَاوَحَـتْ

                    خُلُجاً تُمَـدُّ شَوَارِعـاً أَيْتَامُهَـا

                    إِنَّا إِذَا الْتَقَتِ المَجَامِعُ لَـمْ يَـزَلْ

                    مِنَّـا لِـزَازُ عَظِيْمَـةٍ جَشَّامُهَـا

                    ومُقَسِّمٌ يُعْطِي العَشِيـرَةَ حَقَّهَـا

                    ومُغَذْمِـرٌ لِحُقُوقِهَـا هَضَّامُهَـا

                    فَضْلاً وَذُو كَرَمٍ يُعِيْنُ عَلَى النَّدَى

                    سَمْحٌ كَسُوبُ رَغَائِـبٍ غَنَّامُهَـا

                    مِنْ مَعْشَرٍ سَنَّتْ لَهُـمْ آبَاؤُهُـمْ

                    ولِكُـلِّ قَـوْمٍ سُنَّـةٌ وإِمَامُهَـا

                    لا يَطْبَعُونَ وَلا يَبُـورُ فَعَالُهُـمْ

                    إِذْ لا يَمِيْلُ مَعَ الهَوَى أَحْلامُهَـا

                    فَاقْنَعْ بِمَا قَسَـمَ المَلِيْـكُ فَإِنَّمَـا

                    قَسَمَ الخَلائِـقَ بَيْنَنَـا عَلاَّمُهَـا

                    وإِذَا الأَمَانَةُ قُسِّمَتْ فِي مَعْشَـرٍ

                    أَوْفَى بِأَوْفَـرِ حَظِّنَـا قَسَّامُهَـا

                    فَبَنَى لَنَا بَيْتـاً رَفِيْعـاً سَمْكُـهُ

                    فَسَمَا إِليْـهِ كَهْلُهَـا وغُلامُهَـا

                    وَهُمُ السُّعَاةُ إِذَا العَشِيرَةُ أُفْظِعَتْ

                    وَهُمُ فَوَارِسُهَـا وَهُـمْ حُكَّامُهَـا

                    وَهُـمُ رَبيْـعٌ لِلْمُجَـاوِرِ فِيهُـمُ

                    والمُرْمِلاتِ إِذَا تَطَـاوَلَ عَامُهَـا

                    وَهُمُ العَشِيْرَةُ أَنْ يُبَطِّئَ حَاسِـدٌ

                    أَوْ أَنْ يَمِيْلَ مَعَ العَـدُوِّ لِئَامُهَـا



                    د. أبو شامة المغربي

                    kalimates@maktoob.com
                    الملفات المرفقة

                    تعليق

                    • أبو شامة المغربي
                      السندباد
                      • Feb 2006
                      • 16639


                      #11
                      المعلقات السبـــع .. معلقة عنترة بن شداد (ترجمة الشاعر)



                      ترجمة عنترة بن شداد
                      هو عنترة بن شداد العبسي من قيس عيلان منمضر وقيل: شداد جده غلب على اسم أبيه، وإنما هو عنترة بن عمرو بن شداد، واشتقاق اسم عنترة من ضرب من الذباب يقال له العنتر، وإن كانت النون فيه زائدة فهومن العَتْرِ والعَتْرُ الذبح والعنترة أيضاً هو السلوك في الشدائد والشجاعة فيالحرب.
                      وإن كان الأقدمون بأيهما كان يدعى: بعنتر أم بعنترة فقد اختلفوا أيضاً فيكونه اسماً له أو لقباً. كان عنترة يلقب بالفلحاء ـ لفلح ـ أي شق في شفته السفلى، وكان يكنى بأبي المعايش وأبي أوفى وأبي المغلس لجرأته في الغلس أو لسواده الذي هوكالغلس، وقد ورث ذاك السواد من أمه زبيبة، إذ كانت أمه حبشية وبسبب هذا السوادعدة القدماء من أغربة العرب.
                      وشاءت الفروسية والشعر والخلق السمح أن تجتمع فيعنترة، فإذا بالهجين ماجد كريم، وإذا بالعبد سيد حر.
                      ومما يروى أن بعض أحياءالعرب أغاروا على قوم من بني عبس فأصابوا منهم، فتبعهم العبسيون فلحقوهم فقاتلوهمعما معهم وعنترة فيهم فقال له أبوه: كر يا عنترة ، فقال عنترة: العبد لا يحسنالكر إنما يحسن الحلاب والصر، فقال: كر وأنت حر، فكر وأبلى بلاء حسناً يومئذفادعاه أبوه بعد ذلك وألحق به نسبه، وقد بلغ الأمر بهذا الفارس الذي نال حريتهبشجاعته أنه دوخ أعداء عبس في حرب داحس والغبراء، الأمر الذي دعا الأصمعي إلى القولبأن عنترة قد أخذ الحرب كلها في شعره وبأنه من أشعر الفرسان.
                      أما النهاية التيلقيها فارسنا الشاعر فالقول فيها مختلف فئة تقول بأن إعصاراً عصف به وهو شيخ هرم، فمات به وفئة تقول بأنه أغار يوماً على قوم فجرح فمات متأثراً بجراحه، ولعلالقول الثاني هو الأقرب إلى الصحة.
                      بدأ عنترة حياته الأدبية شاعراً مقلاً حتى سابهرجل من بني عبس فذكر سواده وسواد أمه وأخوته وعيره بذلك وبأنه لا يقول الشعر،فرد عنترة المذمة عن نفسه، وابتدر ينشر المعلقة، ثم صار بعدها من الشعراء ومما لاشك فيه أن حبه لعبلة قد أذكى شاعريته فصار من الفرسان الشعراء.

                      د. أبو شامة المغربي

                      kalimates@maktoob.com

                      تعليق

                      • أبو شامة المغربي
                        السندباد
                        • Feb 2006
                        • 16639


                        #12
                        المعلقات السبـــع .. معلقة عنترة بن شداد

                        معلقة عنترة بن شداد
                        هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مـنْ مُتَـرَدَّمِ
                        أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعـدَ تَوَهُّـمِ

                        يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَـواءِ تَكَلَّمِـي

                        وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي

                        فَوَقَّفْـتُ فيهـا نَاقَتـي وكَأنَّهَـا

                        فَـدَنٌ لأَقْضـي حَاجَـةَ المُتَلَـوِّمِ

                        وتَحُلُّ عَبلَـةُ بِالجَـوَاءِ وأَهْلُنَـا

                        بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَـلَّـمِ

                        حُيِّيْتَ مِنْ طَلَـلٍ تَقـادَمَ عَهْـدُهُ

                        أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعـدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ

                        حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَـتْ

                        عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَـةَ مَخْـرَمِ

                        عُلِّقْتُهَا عَرْضـاً وأقْتـلُ قَوْمَهَـا

                        زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيـسَ بِمَزْعَـمِ

                        ولقد نَزَلْتِ فَـلا تَظُنِّـي غَيْـرهُ

                        مِنّي بِمَنْزِلَـةِ المُحِـبِّ المُكْـرَمِ

                        كَيفَ المَزارُ وقـد تَربَّـع أَهْلُهَـا

                        بِعُنَيْزَتَيْـنِ وأَهْلُـنَـا بِالغَيْـلَـمِ

                        إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِـراقَ فَإِنَّمَـا

                        زَمَّـت رِكَائِبُكُـمْ بِلَيْـلٍ مُظْلِـمِ

                        مَا رَاعَنـي إلاَّ حَمولـةُ أَهْلِهَـا

                        وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِـمِ

                        فِيهَا اثْنَتـانِ وأَرْبعـونَ حَلُوبَـةً

                        سُوداً كَخافيةِ الغُـرَابِ الأَسْحَـمِ

                        إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُـروبٍ وَاضِـحٍ

                        عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيـذُ المَطْـعَـمِ

                        وكَـأَنَّ فَـارَةَ تَاجِـرٍ بِقَسِيْمَـةٍ

                        سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَـمِ

                        أوْ روْضةً أُنُفـاً تَضَمَّـنَ نَبْتَهَـا

                        غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليـسَ بِمَعْلَـمِ

                        جَادَتْ علَيـهِ كُـلُّ بِكـرٍ حُـرَّةٍ

                        فَتَرَكْـنَ كُـلَّ قَـرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ

                        سَحّـاً وتَسْكابـاً فَكُـلَّ عَشِيَّـةٍ

                        يَجْرِي عَلَيها المَاءُ لَـم يَتَصَـرَّمِ

                        وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ

                        غَرِداً كَفِعْـل الشَّـاربِ المُتَرَنّـمِ

                        هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَـهُ بذِراعِـهِ

                        قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَـادِ الأَجْـذَمِ

                        تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ

                        وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَـمَ مُلْجَـمِ

                        وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى

                        نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيـلِ المَـحْـزِمِ

                        هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَـا شَدَنِـيَّـةَ

                        لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّـرابِ مُصَـرَّمِ

                        خَطَّـارَةٌ غِـبَّ السُّـرَى زَيَّافَـةٌ

                        تَطِسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُـفٍّ مِيْثَـمِ

                        وكَأَنَّمَا تَطِـسُ الإِكَـامَ عَشِيَّـةً

                        بِقَريبِ بَينَ المَنْسِمَيْـنِ مُصَلَّـمِ

                        تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَمـا أَوَتْ

                        حِزَقٌ يَمَانِيَّـةٌ لأَعْجَـمَ طِمْطِـمِ

                        يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِـهِ وكـأَنَّـهُ

                        حَرَجٌ على نَعْـشٍ لَهُـنَّ مُخَيَّـمِ

                        صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ

                        كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَـمِ

                        شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ

                        زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَـاضِ الدَّيْلَـمِ

                        وكَأَنَّما يَنْـأَى بِجانـبِ دَفَّهـا ال

                        وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ

                        هِرٍّ جَنيـبٍ كُلَّمـا عَطَفَـتْ لـهُ

                        غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَيـنِ وَبِالفَـمِ

                        بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الـرِّدَاعِ كَأَنَّمـا

                        بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّـمِ

                        وكَـأَنَّ رُبًّـا أَوْ كُحَيْـلاً مُقْعَـداً

                        حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِـبَ قُمْقُـمِ

                        يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسـرَةٍ

                        زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ

                        إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِنـاعَ فإِنَّنِـي

                        طَبٌّ بِأَخـذِ الفَـارسِ المُسْتَلْئِـمِ

                        أَثْنِي عَلَيَّ بِمَـا عَلِمْـتِ فإِنَّنِـي

                        سَمْـحٌ مُخَالقَتـي إِذَا لـم أُظْلَـمِ

                        وإِذَا ظُلِمْتُ فـإِنَّ ظُلْمِـي بَاسِـلٌ

                        مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعـمِ العَلْـقَـمِ

                        ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامـةِ بَعْدَمـا

                        رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشـوفِ المُعْلَـمِ

                        بِزُجاجَـةٍ صَفْـراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ

                        قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمـالِ مُقَـدَّمِ

                        فإِذَا شَرَبْـتُ فإِنَّنِـي مُسْتَهْلِـكٌ

                        مَالي وعِرْضي وافِـرٌ لَـم يُكلَـمِ

                        وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً

                        وكَما عَلمتِ شَمائِلـي وتَكَرُّمـي

                        وحَلِيـلِ غَانِيـةٍ تَرَكْـتُ مُجـدَّلاً

                        تَمكُو فَريصَتُـهُ كَشَـدْقِ الأَعْلَـمِ

                        سَبَقَتْ يَدايَ لـهُ بِعاجِـلِ طَعْنَـةٍ

                        =ورِشاشِ نافِذَةٍ كَلَـوْنِ العَنْـدَمِ

                        هَلاَّ سأَلْتِ الخَيلَ يا ابنـةَ مالِـكٍ

                        إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِمَا لَـم تَعْلَمِـي

                        إِذْ لا أزَالُ عَلَـى رِحَالـةِ سَابِـحٍ

                        نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَـلَّـمِ

                        طَـوْراً يُجَـرَّدُ للطَّعـانِ وتَـارَةً

                        يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ

                        يُخْبِركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَـةَ أنَّنِـي

                        أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَمِ

                        ومُدَّجِـجٍ كَـرِهَ الكُمـاةُ نِزَالَـهُ

                        لامُمْعـنٍ هَرَبـاً ولا مُسْتَسْـلِـمِ

                        جَادَتْ لهُ كَفِّـي بِعاجِـلِ طَعْنـةٍ

                        بِمُثَقَّفٍ صَـدْقِ الكُعُـوبِ مُقَـوَّمِ

                        فَشَكَكْتُ بِالرُّمْـحِ الأَصَـمِّ ثِيابـهُ

                        ليسَ الكَريمُ على القَنـا بِمُحَـرَّمِ

                        فتَركْتُهُ جَـزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ

                        يَقْضِمْنَ حُسْنَ بَنانـهِ والمِعْصَـمِ

                        ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْـتُ فُروجَهـا

                        بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِمِ

                        رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَـتَـا

                        هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ

                        لمَّـا رَآنِـي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ

                        أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَـسُّـمِ

                        عَهدِي بِـهِ مَـدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا

                        خُضِبَ البَنَانُ ورَأُسُـهُ بِالعَظْلَـمِ

                        فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ

                        بِمُهَنَّدٍ صافِـي الحَديـدَةِ مِخْـذَمِ

                        بَطلٌ كـأَنَّ ثِيابَـهُ فـي سَرْجـةٍ

                        يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَـوْأَمِ

                        ياشَاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّـتْ لـهُ

                        حَرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لـم تَحْـرُمِ

                        فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي

                        فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي

                        قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً

                        والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي

                        وكأَنَّمَـا التَفَتَـتْ بِجِيـدِ جَدَايـةٍ

                        رَشَاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُـرٍ أَرْثَـمِ

                        نُبّئتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِـرِ نِعْمَتِـي

                        والكُفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْـسِ المُنْعِـمِ

                        ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى

                        إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ

                        في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِي

                        غَمَرَاتِها الأَبْطَـالُ غَيْـرَ تَغَمْغُـمِ

                        إِذْ يَتَّقُونَ بيَ الأَسِنَّـةَ لـم أَخِـمْ

                        عَنْها ولَكنِّـي تَضَايَـقَ مُقْدَمـي

                        لمَّا رَأيْتُ القَـوْمَ أقْبَـلَ جَمْعُهُـمْ

                        يَتَذَامَرُونَ كَـرَرْتُ غَيْـرَ مُذَمَّـمِ

                        يَدْعُونَ عَنْتَـرَ والرِّمـاحُ كأَنَّهـا

                        أشْطَانُ بِئْرٍ فـي لَبـانِ الأَدْهَـمِ

                        مازِلْتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْـرَةِ نَحْـرِهِ

                        ولِبانِـهِ حَتَّـى تَسَرْبَـلَ بِالـدَّمِ

                        فَازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنـا بِلِبانِـهِ

                        وشَكَـا إِلَـىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ

                        لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى

                        وَلَكانَ لو عَلِـمْ الكَـلامَ مُكَلِّمِـي

                        ولقَدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَا

                        قِيْلُ الفَوارِسِ وَيْكَ عَنْتَـرَ أَقْـدِمِ

                        والخَيلُ تَقْتَحِمُ الخَبَـارَ عَوَابِسـاً

                        مِن بَيْنَ شَيْظَمَةٍ وَآخَـرَ شَيْظَـمِ

                        ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِـي

                        لُبِّـي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُـبْـرَمِ

                        ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ

                        للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ

                        الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا

                        والنَّاذِرَيْنِ إِذْ لَـم أَلقَهُمَـا دَمِـي

                        إِنْ يَفْعَلا فَلَقَـدْ تَرَكـتُ أَباهُمَـا

                        جَزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْـرٍ قَشْعَـمِ



                        د. أبو شامة المغربي
                        kalimates@maktoob.com

                        تعليق

                        • أبو شامة المغربي
                          السندباد
                          • Feb 2006
                          • 16639


                          #13
                          المعلقات السبـــع .. معلقة الحارث بن حلزة (ترجمة الشاعر)


                          هوالحارث بن ظليم بن حلزّة اليشكري، من عظماء قبيلة بكر بن وائل، كان شديد الفخربقومه حتى ضرب به المثل فقيل : أفخر من الحارث بن حلزة، ولم يبق لنا من أخباره إلاما كان من أمر الاحتكام إلى عمرو بن هند سنة ( 554 ـ 569 ) لأجل حل الخلاف الذي وقعبين القبيلتين بكر وتغلب توفي سنة 580 للميلاد أي في أواخر القرن السادس الميلاديعلى وجه التقريب.

                          أنشد الشاعر هذه المعلقة في حضرة الملك عمرو بن هند رداً علىعمرو بن كلثوم وقيل أنه قد أعدّها وروّاها جماعة من قومه لينشدوها نيابة عنه لأنهكان برص وكره أن ينشدها من وراء سبعة ستور، ثم يغسل أثره بالماء كما كان يفعل بسائرالبرص، ثم عدل عن رأيه وقام بإنشادها بين يدي الملك وبنفس الشروط السابقة، فلماسمعها الملك وقد وقعت في نفسه موقعاً حسناً أمر برفع الستور، وأدناه منه، وأطمعهفي جفنته ومنع أن يغسل أثره بالماء ...
                          كان الباعث الأساسي لإنشاد المعلقة دفاعالشاعر عن قومه وتفنيد أقوال خصمه عمرو بن كلثوم ـ تقع المعلقة في ( 85 ) خمس وثمانين بيتاً نظمت بين عامي ( 554 و 569 ).

                          شرحها الزوزني ـ وطبعت في اكسفورد عام ،1820ثم في بونا سنة 1827 وترجمت إلى اللاتينية والفرنسية وهي همزية على البحرالخفيف تقسم المعلقة إلى:
                          1 ـ مقدمة : فيها وقوف بالديار ـ و بكاء على الأحبة ووصف للناقة ( 1 ـ 14)
                          2 ـ المضمون : تكذيب أقوال التغلبيين من ( 15 ـ 20 ) عدماكتراث الشاعر وقومه بالوشايات ( 21 ـ 31 ) مفاخر البكريين ( 32 ـ 39 ) مخازيالتغلبيين ونقضهم للسلم ( 40 ـ 55 ) استمالة الملك ـ ذكر العداوة ( 59 ـ 64 ) مدحالملك ( 65 ـ 68 ) خدما البكريين للملك ( 69 ـ 83 ( القرابة بينهم وبين الملك ( 84ـ 85 ).

                          قيمة المعلقة : هي نموذج للفن الرفيع في الخطابة والشعر الملحمي وفيهاقيمة أدبية وتاريخية كبيرة تتجلى فيها قوة الفكر عند الشاعر ونفاذ الحجة كما أنهاتحوي القصص وألواناً من التشبيه الحسّي كتصوير الأصوات والاستعداد للحرب وفيهامن الرزانة ما يجعلها أفضل مثال للشعر السياسي والخطابي في ذلك العصر.
                          وفيالجملة جمعت المعلَّقة العقل والتاريخ والشعر والخطابة ما لم يجتمع في قصيدةجاهلية أخرى.
                          د. أبو شامة المغربي

                          kalimates@maktoob.com

                          تعليق

                          • أبو شامة المغربي
                            السندباد
                            • Feb 2006
                            • 16639


                            #14
                            المعلقات السبـــع .. معلقة الحارث بن حلزة

                            معلقة الحارث بن حلزة

                            آذَنَتـنَـا بِبَينـهـا أَسـمَـاءُ
                            رُبَّ ثَـاوٍ يَمَـلُّ مِنـهُ الثَّـواءُ

                            بَعدَ عَهـدٍ لَنـا بِبُرقَـةِ شَمَّـاءَ

                            فَأَدنَـى دِيَـارِهـا الخَلْـصَـاءُ

                            فَالمحيّـاةُ فَالصّفـاجُ فَأعْنَـاقُ

                            فِـتَـاقٍ فَـعـاذِبٌ فَالـوَفـاءُ

                            فَريَاضُ القَطَـا فَأوْدِيَـةُ الـشُ

                            ربُـبِ فَالشُعبَتَـانِ فَـالأَبْـلاءُ

                            لا أَرَى مَن عَهِدتُ فِيهَا فَأبْكِـي

                            اليَومَ دَلهاً وَمَا يُحَيِّـرُ البُكَـاءُ

                            وبِعَينَيـكَ أَوقَـدَت هِنـدٌ النَّـارَ

                            أَخِيـراً تُلـوِي بِهَـا العَلْـيَـاءُ

                            فَتَنَـوَّرتُ نَارَهَـا مِـن بَعِـيـدٍ

                            بِخَزَازى هَيهَاتَ مِنـكَ الصَّـلاءُ

                            أَوقَدتها بَينَ العَقِيقِ فَشَخصَيـنِ

                            بِعُـودٍ كَمَـا يَلُـوحُ الضِـيـاءُ

                            غَيرَ أَنِّي قَد أَستَعِينُ على الهـم

                            إِذَا خَـفَّ بِالـثَّـوِيِّ النَـجَـاءُ

                            بِـزَفُـوفٍ كَأَنَّـهـا هِـقَـلـةٌ

                            أُمُّ رِئَــالٍ دَوِيَّــةٌ سَقْـفَـاءُ

                            آنَسَت نَبأَةً وأَفْزَعَهـا القَنَّـاصُ

                            عَصـراً وَقَـد دَنَـا الإِمْـسَـاءُ

                            فَتَرَى خَلْفَها مِـنَ الرَّجـعِ وَالـ

                            وَقْـعِ مَنِينـاً كَـأَنَّـهُ إِهْـبَـاءُ

                            وَطِرَاقـاً مِـن خَلفِهِـنَّ طِـرَاقٌ

                            سَاقِطَاتٌ أَلوَتْ بِهَـا الصَحـرَاءُ

                            أَتَلَهَّـى بِهَـا الهَوَاجِـرَ إِذ كُـلُّ

                            ابـنَ هَــمٍّ بَلِـيَّـةٌ عَمـيَـاءُ

                            وأَتَانَا مِنَ الحَـوَادِثِ والأَنبَـاءِ

                            خَطـبٌ نُعنَـى بِـهِ وَنُـسَـاءُ

                            إِنَّ إِخوَانَنـا الأَرَاقِـمَ يَغـلُـونَ

                            عَلَينَـا فِـي قَيلِهِـم إِخْـفَـاءُ

                            يَخلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِـذِي الـ

                            ـذَنبِ وَلا يَنفَعُ الخَلِيَّ الخِـلاءُ

                            زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَن ضَرَبَ العِيـرَ

                            مُـوَالٍ لَنَـا وَأَنَــا الــوَلاءُ

                            أَجمَعُوا أَمرَهُـم عِشـاءً فَلَمَّـا

                            أَصبَحُوا أَصبَحَت لَهُم ضَوْضَـاءُ

                            مِن مُنَادٍ وَمِـن مُجِيـبٍ وَمِـن

                            تَصهَالِ خَيلٍ خِـلالَ ذَاكَ رُغَـاءُ

                            أَيُّهَـا النَاطِـقُ المُرَقِّـشُ عَنَّـا

                            عِندَ عَمروٍ وَهَـل لِـذَاكَ بَقَـاءُ

                            لا تَخَلنَـا عَلَـى غِرَاتِـك إِنّـا

                            قَبلُ مَا قَد وَشَى بِنَـا الأَعْـدَاءُ

                            فَبَقَيـنَـا عَـلَـى الـشَـنـاءَةِ

                            تَنمِينَا حُصُونٌ وَعِـزَّةٌ قَعسَـاءُ

                            قَبلَ مَا اليَـومِ بَيَّضَـت بِعُيـونِ

                            النَّـاسِ فِيهَـا تَغَيُّـظٌ وَإِبَــاءُ

                            فَكَأَنَّ المَنونَ تَردِي بِنَـا أَرعَـنَ

                            جَونـاً يَنجَـابُ عَنـهُ العَمـاءُ

                            مُكفَهِراً عَلَى الحَوَادِثِ لا تَرتُـوهُ

                            للـدَهـرِ مُـؤَيِّـدٌ صَـمَّــاءُ

                            إِرمِـيٌّ بِمِثلِـهِ جَالَـتِ الخَيـلُ

                            فَآبَـت لِخَصمِـهَـا الإِجــلاَءُ

                            مَلِكٌ مُقسِطٌ وأَفضَلُ مَن يَمشِـي

                            وَمِـن دُونَ مَـا لَدَيـهِ الثَّنَـاءُ

                            أَيَّمَـا خُطَّـةٍ أَرَدتُـم فَـأَدوهَـا

                            إِلَينَـا تُشفَـى بِهَـا الأَمــلاءُ

                            إِن نَبَشتُم مَا بَينَ مِلحَـةَ فَـال

                            صَاقِبِ فِيهِ الأَمـوَاتُ وَالأَحَيَـاءُ

                            أَو نَقَشتُـم فَالنَّقـشُ يَجشَمُـهُ

                            النَّاسُ وَفِيهِ الإِسقَـامُ وَالإِبـرَاءُ

                            أَو سَكَتُّم عَنَّا فَكُنَّا كَمَن أَغمَـضَ

                            عَينـاً فِـي جَفنِهَـا الأَقــذَاءُ

                            أَو مَنَعتُم مَا تُسأَلُونَ فَمَـن حُـدِّ

                            ثتُمُـوهُ لَـهُ عَلَينَـا الـعَـلاءُ

                            هَل عَلِمتُم أَيَّامَ يُنتَهَـبُ النَّـاسُ

                            غِـوَاراً لِكُـلِّ حَــيٍّ عُــواءُ

                            إِذ رَفَعنَا الجِمَالَ مِن سَعَـفِ ال

                            بَحرَينِ سَيراً حَتَّى نَهَاهَا الحِسَاءُ

                            ثُمَّ مِلنَا عَلَـى تَمِيـمٍ فَأَحرَمنَـا

                            وَفِينَـا بَنَـاتُ قَــومٍ إِمَــاءُ

                            لا يُقِيمُ العَزيزُ بِالبَلَـدِ السَهـلِ

                            وَلا يَنفَـعُ الذَّلِـيـلَ النِـجَـاءُ

                            لَيسَ يُنجِي الـذِي يُوَائِـل مِنَّـا

                            رَأْسُ طَـوْدٍ وَحَـرَّةٌ رَجــلاءُ

                            مَلِكٌ أَضلَـعَ البَرِيَّـةِ لا يُوجَـدُ

                            فِيهَـا لِـمَـا لَـدَيـهِ كِـفَـاءُ

                            كَتَكَالِيفِ قَومِنَا إِذَا غَزَا المَنـذِرُ

                            هَلِ نَحـنُ لابـنِ هِنـدٍ رِعَـاءُ

                            مَا أَصَابُوا مِن تَغلَبِي فَمَطَلـولٌ

                            عَلَيـهِ إِذَا أُصِـيـبَ العَـفَـاءُ

                            إِذَ أَحَلَّ العَـلاةَ قُبَّـةَ مَيسُـونَ

                            فَأَدنَـى دِيَـارِهَـا العَـوصَـاءُ

                            فَتَـأَوَّت لَـهُ قَرَاضِبَـةٌ مِــن

                            كُـلِّ حَـيٍّ كَأَنَّـهُـم أَلـقَـاءُ

                            فَهَداهُم بِالأَسوَدَيـنِ وأَمـرُ اللهِ

                            بَالِـغٌ تَشقَـى بِـهِ الأَشقِـيَـاءُ

                            إِذ تَمَنَّونَهُم غُـرُوراً فَسَاقَتهُـم

                            إِلَيـكُـم أُمنِـيَّـةٌ أَشـــرَاءُ

                            لَـم يَغُرّوكُـم غُـرُوراً وَلَكـن

                            رَفَعَ الآلُ شَخصَهُـم وَالضَحَـاءُ

                            أَيُّهـا النَاطِـقُ المُبَلِّـغُ عَـنَّـا

                            عِندَ عَمروٍ وَهَل لِـذَكَ انتِهَـاءُ

                            مَـن لَنَـا عِنـدَهُ مِـنَ الخَيـرِ

                            آيَاتٌ ثَلاثٌ فِي كُلِّهِـنَّ القَضَـاءُ

                            آيَةٌ شَارِقُ الشّقِيقَةِ إِذَا جَـاءَت

                            مَعَـدٌّ لِـكُـلِّ حَــيٍّ لِــوَاءُ

                            حَولَ قَيسٍ مُستَلئِمِيـنَ بِكَبـشٍ

                            قَـرَظِـيٍ كَـأَنَّـهُ عَـبــلاءُ

                            وَصَتِيتٍ مِنَ العَواتِـكِ لا تَنهَـاهُ

                            إِلاَّ مُـبـيَـضَّـةٌ رَعــــلاءُ

                            فَرَدَدنَاهُمُ بِطَعـنٍ كَمَـا يَخـرُجُ

                            مِـن خُربَـةِ المَـزَادِ الـمَـاءُ

                            وَحَمَلنَاهُمُ عَلَـى حَـزمِ ثَهـلانِ

                            شِــلالاً وَدُمِّــيَ الأَنـسَـاءُ

                            وَجَبَهنَاهُمُ بِطَعـنٍ كَمَـا تُنهَـزُ

                            فِـي جَمَّـةِ الطَـوِيِّ الــدِلاءُ

                            وَفَعَلنَـا بِهِـم كَمَـا عَلِـمَ اللهُ

                            ومَـا أَن للحَائِنِـيـنَ دِمَــاءُ

                            ثُمَّ حُجراً أَعنَي ابـنَ أُمِّ قَطَـامٍ

                            وَلَــهُ فَارِسِـيَّـةٌ خَـضـرَاءُ

                            أَسَدٌ فِـي اللِقَـاءِ وَردٌ هَمُـوسٌ

                            وَرَبِيـعٌ إِن شَمَّـرَت غَـبـرَاءُ

                            وَفَكَكنَا غُلَّ امرِيِء القَيسِ عَنـهُ

                            بَعدَ مَا طَـالَ حَبسُـهُ والعَنَـاءُ

                            وَمَعَ الجَونِ جَونِ آلِ بَنِي الأَوسِ

                            عَـتُـودٌ كَأَنَّـهـا دَفـــوَاءُ

                            مَا جَزِعنَا تَحتَ العَجَاجَةِ إِذ وَلُّوا

                            شِـلالاً وَإِذ تَلَظَّـى الـصِـلاءُ

                            وَأَقَدنَـاهُ رَبَّ غَسَّـانَ بِالمُنـذِرِ

                            كَرهـاً إِذ لا تُـكَـالُ الـدِمَـاءُ

                            وأَتَينَاهُـمُ بِتِسـعَـةِ أَمــلاكٍ

                            كِــرَامٍ أَسلابُـهُـم أَغــلاءُ

                            وَوَلَدنَا عَمـرو بـنِ أُمِّ أنَـاسٍ

                            مِن قَرِيبٍ لَمَّـا أَتَانَـا الحِبَـاءُ

                            مِثلُهَا تُخرِجُ النَصِيحـةَ للقَـومِ

                            فَـلاةٌ مِـن دُونِـهَـا أَفــلاءُ

                            فَاتْرُكُوا الطَيخَ والتَعَاشِي وَإِمّـا

                            تَتَعَاشَوا فَفِي التَعَاشِـي الـدَّاءُ

                            وَاذكُرُوا حِلفَ ذِي المَجَازِ وَمَـا

                            قُـدِّمَ فِيـهِ العُهُـودُ وَالكُفَـلاءُ

                            حَذَرَ الجَورِ وَالتَعدِّي وَهَل يَنقُضُ

                            مَـا فِـي المَهَـارِقِ الأَهـوَاءُ

                            وَاعلَمُوا أَنَّنَا وَإِيَّاكُـم فِـي مَـا

                            إِشتَرَطنَا يَـومَ إِختَلَفنَـا سَـوَاءُ

                            عَنَناً بَاطِلاً وَظُلمـاً كَمَـا تُعتَـرُ

                            عَن حَجـرَةِ الرَبِيـضِ الظَّبَـاءُ

                            أَعَلَينَا جُنَـاحُ كِنـدَةَ أَن يَغنَـمَ

                            غَازِيـهُـمُ وَمِـنَّـا الـجَـزَاءُ

                            أَم عَلَينَا جَرَّى إيَادٍ كَمَـا نِيـطَ

                            بِجَـوزِ المُحـمَّـلِ الأَعـبَـاءُ

                            لَيسَ منَّا المُضَرَّبُونَ وَلا قَيـسٌ

                            وَلا جَـنــدَلٌ وَلا الـحَــذَّاءُ

                            أَم جَنَايَـا بَنِـي عَتِيـقٍ فَإِنَّـا

                            مِنـكُـم إِن غَـدَرتُـم بُــرَآءُ

                            وَثَمَانُونَ مِـن تَمِيـمٍ بِأَيدِيهِـم

                            رِمَـاحٌ صُدُورُهُـنَّ القَـضَـاءُ

                            تَرَكُوهُـم مُلَحَّبِـيـنَ فَـآبُـوا

                            بِنَهـابٍ يَصَـمُّ مِنهَـا الحُـدَاءُ

                            أَم عَلَينَـا جَـرَّى حَنِيفَـةَ أَمَّـا

                            جَمَّعَت مِـن مُحَـارِبٍ غَبـرَاءُ

                            أَم عَلَينَا جَرَّى قُضَاعَةَ أَم لَيـسَ

                            عَلَينَا فِـي مَـا جَنَـوا أَنـدَاءُ

                            ثُمَّ جَاؤوا يَستَرجِعُونَ فَلَم تَرجِع

                            لَـهُـم شَـامَـةٌ وَلا زَهــرَاءُ

                            لَم يُخَلَّـوا بَنِـي رِزَاحٍ بِبَرقَـاءِ

                            نِطَـاعٍ لَهُـم عَلَيهُـم دُعَــاءُ

                            ثُمَّ فَاؤوا مِنهُم بِقَاصِمَةِ الظَّهـرِ

                            وَلا يَـبـرُدُ الغَلِـيـلَ الـمَـاءُ

                            ثُمَّ خَيلٌ مِن بَعدِ ذَاكَ مَعَ الغَـلاَّقِ

                            لا رَأَفَــــةٌ وَلا إِبــقَــاءُ

                            وَهُوَ الرَّبُّ وَالشَّهِيدُ عَلَى يَـومِ

                            الحَيارَيـنِ وَالـبَـلاءُ بَــلاء


                            د. أبو شامة المغربي
                            kalimates@maktoob.com

                            تعليق

                            • أبو شامة المغربي
                              السندباد
                              • Feb 2006
                              • 16639


                              #15
                              المعلقات السبـــع .. معلقة لبيد بن أبي ربيعة (الجزء الأول)


                              معلقة لبيد بن أبي ربيعة
                              (الجزء الأول)



                              عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَـا
                              بِمِنىً تَأَبَّـدَ غَـوْلُهَا فَرِجَامُهَـا
                              فَمَـدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَـا
                              خَلِقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِىَّ سِلامُهَا
                              دِمَنٌ تَجَـرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَـا
                              حِجَـجٌ خَلَونَ حَلالُهَا وَحَرامُهَا
                              رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَـا
                              وَدَقُّ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَـا
                              مِنْ كُـلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِـنٍ
                              وَعَشِيَّـةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُهَـا
                              فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَـتْ
                              بِالجَهْلَتَيْـنِ ظِبَـاؤُهَا وَنَعَامُهَـا
                              وَالعِيْـنُ سَاكِنَةٌ عَلَى أَطْلائِهَـا
                              عُـوذاً تَأَجَّلُ بِالفَضَاءِ بِهَامُهَـا
                              وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا
                              زُبُـرٌ تُجِدُّ مُتُونَهَـا أَقْلامُهَـا
                              أَوْ رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤورُهَـا
                              كَفِـفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَـا
                              فَوَقَفْـتُ أَسْأَلُهَا وَكَيفَ سُؤَالُنَـا
                              صُمًّـا خَوَالِدَ مَا يَبِيْنُ كَلامُهَـا
                              عَرِيتْ وَكَانَ بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا
                              مِنْهَـا وغُودِرَ نُؤيُهَا وَثُمَامُهَـا
                              شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِيْنَ تَحَمَّلُـوا
                              فَتَكَنَّسُـوا قُطُناً تَصِرُّ خِيَامُهَـا
                              مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عَصِيَّـهُ
                              زَوْجٌ عَلَيْـهِ كِلَّـةٌ وَقِرَامُهَـا
                              زُجَلاً كَأَنَّ نِعَاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا
                              وَظِبَـاءَ وَجْرَةَ عُطَّفاً آرَامُهَـا
                              حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا
                              أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَـا
                              بَلْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارِ وقَدْ نَأَتْ
                              وتَقَطَّعَـتْ أَسْبَابُهَا ورِمَامُهَـا
                              مُرِّيَةٌ حَلَّتْ بِفَيْد وجَـاوَرَتْ
                              أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا
                              بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْنِ أَوْ بِمُحَجَّـرٍ
                              فَتَضَمَّنَتْهَـا فَـرْدَةٌ فَرُخَامُهَـا
                              فَصُـوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فَمِظَنَّـةٌ
                              فِيْهَا رِخَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا
                              فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُـهُ
                              وَلَشَـرُّ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَـا
                              وَاحْبُ المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ
                              بَاقٍ إِذَا ظَلَعَتْ وَزَاغَ قِوَامُهَـا
                              بِطَلِيـحِ أَسْفَـارٍ تَرَكْنَ بَقِيَّـةً
                              مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَا وسَنَامُهَـا
                              وَإِذَا تَعَالَى لَحْمُهَا وتَحَسَّـرَتْ
                              وتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلالِ خِدَامُهَـا
                              فَلَهَـا هِبَابٌ فِي الزِّمَامِ كَأَنَّهَـا
                              صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا
                              أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقَبَ لاحَـهُ
                              طَرْدُ الفُحُولِ وضَرْبُهَا وَكِدَامُهَـا
                              يَعْلُو بِهَا حُدْبَ الإِكَامِ مُسَحَّـجٌ
                              قَـدْ رَابَهُ عِصْيَانُهَـا وَوِحَامُهَـا
                              بِأَحِـزَّةِ الثَّلْبُـوتِ يَرْبَأُ فَوْقَهَـا
                              قَفْـرُ المَـرَاقِبِ خَوْفُهَا آرَامُهَـا
                              حَتَّـى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّـةً
                              جَـزْءاً فَطَالَ صِيَامُهُ وَصِيَامُهَـا
                              رَجَعَـا بِأَمْرِهِمَـا إِلىَ ذِي مِـرَّةٍ
                              حَصِـدٍ ونُجْعُ صَرِيْمَةٍ إِبْرَامُهَـا
                              ورَمَى دَوَابِرَهَا السَّفَا وتَهَيَّجَـتْ
                              رِيْحُ المَصَايِفِ سَوْمُهَا وسِهَامُهَـا
                              فَتَنَـازَعَا سَبِطاً يَطِيْرُ ظِـلالُـهُ
                              كَدُخَانِ مُشْعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَـا
                              مَشْمُـولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابتِ عَرْفَـجٍ
                              كَدُخَـانِ نَارٍ سَاطِعٍ أَسْنَامُهَـا
                              فَمَضَى وقَدَّمَهَا وكَانَتْ عَـادَةً
                              مِنْـهُ إِذَا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدَامُهَـا
                              فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعَـا
                              مَسْجُـورَةً مُتَجَـاوِراً قُلاَّمُهَـا
                              مَحْفُـوفَةً وَسْطَ اليَرَاعِ يُظِلُّهَـا
                              مِنْـهُ مُصَـرَّعُ غَابَةٍ وقِيَامُهَـا
                              أَفَتِلْـكَ أَمْ وَحْشِيَّةٌ مَسْبُـوعَـةٌ
                              خَذَلَتْ وهَادِيَةُ الصِّوَارِ قِوَامُهَـا
                              خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فَلَمْ يَـرِمْ
                              عُرْضَ الشَّقَائِقِ طَوْفُهَا وبُغَامُهَـا
                              لِمُعَفَّـرٍ قَهْـدٍ تَنَـازَعَ شِلْـوَهُ
                              غُبْسٌ كَوَاسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُهَـا






                              د. أبو شامة المغربي
                              التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي; 03-07-2006, 07:28 PM. سبب آخر: تصحيح

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                              أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة
                              يعمل...