الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

على إيقاع كلمات سبارتكوس ( نزف قلم : محمدسنجر

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سنجر
    كاتب مسجل
    • Apr 2006
    • 181

    على إيقاع كلمات سبارتكوس ( نزف قلم : محمدسنجر

    ( معلق أنا على باب المشفى ،
    و جبهتي لسكرات الموت محنية ،
    لأنني لم أحنها بالذل حية ،
    حاولت استبيان صورتي المنعكسة على زجاج النافذة المقابلة ،
    أرى رأسي تتدلى على صدري ،
    صرخ في وجهي من خلف كمامته البيضاء ،
    قبل أن يغرس مشرطه بين أحشائي )
    ـ زنديق ، مارق ،
    تخطيت كل الخطوط الحمراء ...
    ( تذكرت ما حدث ،
    خيمت على قلبي الشكوك ،
    عندما جن الليل ،
    تسللت بين طرقات المشفى ،
    تتبعت نقاط النزف الحمراء المتناثرة هنا و هناك ،
    اختبأت بين مئات الثلاجات ،
    رأيت بعيني إحدى ملائكة الرحمة ،
    تخرج من إحداها بقايا من أعضاء الصغار ،
    تلقيها هناك للجياع من كلاب الأغنياء ،
    حاولت منع الغضب الذي تأجج بصدري ،
    فشلت ، فصرخت )
    ـ يا أولاد الكلاااااب ......
    ( لم أكمل بعدها كلمة واحدة ،
    دقة قوية اخترقت رأسي ،
    فقدت الوعي ،
    ساعات مرت أم أيام و سنوات ؟
    أفقت لأجدني هكذا ، معلق فوق هذا الباب ،
    عبرة لمن من الفقراء يعتبر ،
    نظرت لصورتي هناك ،
    وجدتني مجوف البطن بلا أحشاء ،
    لافتة مقلوبة الكلمات شنقت إلى جواري ،
    حاولت فك رموز ( شفرة دافنشي ) ،
    من اليسار لليمين ،
    ذ خ
    ن ا ت ع ط ق
    و
    ة ث ل ا ث ل ا
    ا ن ا ج م
    حاولت النظر لأسفل ،
    أتفقد هؤلاء الذين تجمهروا أمام الباب ،
    لعل صوتي يصل إليهم ، صرخت )
    ـ يا من تصطفون على باب المشفى ،
    مطأطئي الرؤوس ،
    تنتظرون دوركم كي تبيعوا أعضائكم لمن يدفع بالدولار و الدرهم و الريال ،
    لا تخافوا ... و لترفعوا أعينكم إلي ،
    لأنكم مشنقون إلى جانبي ... ،
    فلترفعوا عيونكم إلي ،
    لربما .. إذا التقت عيونكم المكحلة بذل الفقر في عيني ،
    يخرس الألم بجانبي ... لأنكم رفعتم رأسكم .. مرة ،
    يا من ولدتم في مخادع الرقيق ،
    إياكم أن تتألموا من شدة الجوع ،
    فصوت قرقرة أمعائكم تجذب كلاب أسيادكم ،
    إياكم أن تقولوا و لو مرة واحدة ( لا ) ،
    و لترفعوا عيونكم للاعتراض المشنوق فوق الباب ،
    فسوف تنتهون مثلي غدا ،
    فما نحن إلا قطعة غيار ،
    و الجزار ينتظر الإشارة ،
    و ودعوا زوجاتكم قبل الخروج كل صباح ،
    إني تركت زوجتي بلا وداع ،
    و إذا رأيتم طفلي على ذراعها بلا ذراع ،
    فعلموه الانحناء ،
    نعم ،
    علموه الانحناء ،
    إذا ما رأى اللصوص يقتبسون من جسده الأعضاء ،
    فأمروه بالتزام الصمت و علموه الانحناء ،
    انصحوا له أن يحافظ على ما تبقى من حياته ،
    فالدين النصيحة ،
    و ليحيا محاولا إخفاء الفضيحة ،
    حتى و لو بفص من كبد أو نصف كلية ،
    و لينحني كل صباح ليلثم أيدي الأغنياء ،
    و إذا ما تجرعوا دمه في كبرياء ،
    فليدعوا لهم بالهناء و الشفاء ،
    فلا أمل هناك ،
    أيها الأغبياء ،
    لا ترهقوا أنفسكم و تذهبوا لمستوصف بعيد ،
    فخلف كل جزار يموت ،
    جزار جديد ،
    و خلف كل فقير معلق على الأبواب ،
    أحزان تموت ،
    و دموع مهما سالت أنهارا ،
    سيأتي يوما تجف ،
    يا سيدي ، يا من ورثت عن أبيك الحكمة ،
    يا كبير ملائكة الرحمة ،
    لقد أخطأت في حقك .. إني أعترف ،
    أرجوك ،
    دعني معلق ـ على باب زويلة ـ ألثم كفك المنقوش بدماء أطفالي كل مساء ،
    امنحني شرف تقبيل نعل حذائك ،
    أمحو ما علقت به من نجاسة،
    فلقد أخطأت في حقك يا ملك النخاسة ،
    دعني أكفر عن خطيئتي ،
    فلقد غوتني مبادئي البالية فلم أسن لك القوانينا ،
    فعلى الأقل اجعلني ممن يسن لك السكاكينا ،
    و لكن أرجوك و كلي رجاء ،
    إن كنت مصرا على بيع كل ما يقع تحت يديك من أعضاء ،
    أن ترحم صغار الفقراء ،
    فلقد شدوا الأحزمة على بطونهم في وضاعة،
    و العالم أمسى على أبواب المجاعة ،
    أما أنتم يا من تقفون على الباب ،
    مطأطئي الرؤوس ،
    لا ترهقوا أنفسكم و تذهبوا لمستوصف بعيد ،
    فخلف كل جزار يموت ،
    جزار جديد ،
    يلمع بين يديه منجلا من حديد ،
    و إن رأيتم في الطريق ،
    مبعوث لجان حقوق الرقيق ،
    فأقرئوه مني السلام ،
    و أخبروه أني انتظرت طويلا طويلا ،
    فقد مر ألف أمس و يوم و غد ،
    و لم يأت كما بالأمس قد وعد ،
    و إذا رأيتم طفلي النحيف ،
    يجلس إلى الرصيف ،
    يستجدي كسرة من رغيف ،
    فعلموه أن يبيع ما تيسر له من أعضاء ،
    فإن لم يقبل بها النخاس لوهن أو لداء ،
    فعلى الأقل علموه الانحناء ،
    علموه الانحنــــاء ،
    علموه الانحنــــــــــاء ،
    علموه الانحنــــــــــــــــــاء .
يعمل...