الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

غزة جديدة ..

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الحميد دشو
    قاص
    • Dec 2009
    • 69

    قصة قصيرة غزة جديدة ..

    غزة جديدة ..

    بين أزقة الأحياء القديمة في غزة , اختفت الفوارق بين الناس , الكل يتحدى بطريقته , الأطفال كانوا يكبرون بين مخالب البؤس و العوز , و تلتمع فيعيونهم تلك الحماسة الهائلة التي اكتسبوها من قصص الأمهات الحزينة المترعة في الوقتذاته بالتحدي .. تفتح كلمتا " الله أكبر " أبواب الدنيا عامرة أمام أعين الجميع .. بالرغم منذلك الحصار اللعين المطبق على أفئدتهم .. و بني صهيون لا زالوا يتربصون بهم فيمحاولة يائسة لغسل ذاكرتهم من دماء أبنائهم , و نزع مرجل التحدي من عيونهم و قذفهافي ظلام اليأس قبل أن يتبدد وهمهم العذب أمام ضربات رجال المقاومة التي أيقضتهم علىحقيقة مرة أخرى .
    هذا أبو مقداد رجل في العقد السادس من عمره , و واحد منالأهالي ممن ذاقوا مرارة الظلم من الجلاد , كسرت يده , استشهدت زوجته , لكنه أصرعلى جعل نفسه قرباناً للحرية .. مضت أيام الحصار , طالت .. فزع بني صهيون .. قررواقتل إرادة الحياة عند أهالي القطاع , و باشرت يد الحقد بالفتك .. مدت ذراعها لتقترفالجريمة في المدن و القرى مساء يوم كانوني مطير , أبو مقداد يظهر يوماً في حي الشيخعجلين ليختفي أياماً .. لم يتحدث أحد عنه إلا حين انتشر نبأ استشهاده بين أهالي حيه , و لما شيعت جنازته , تساءل الناس : أين كان استشهاده , قيل : كان يعمل على نقلالإمدادات للمقاومين على التخوم الشرقية للمدينة .. في منطقة الشيخ رضوان رجل آخريدعى أبو مقداد .. قيل لأبناء الشهيد أنهم رأوه هناك , و ربما يكون أباهم , و هو فيالعقد السادس من عمره أيضاً , لا يزال حياً يرزق .. ذهب أبناء الشهيد أبو مقدادإليه و بيدهم صورة والدهم , طابقوا الصورة بينهما , كاد أن يتوقف خفقان قلبهم , قالوا له و هم ينظرون بحيرة :
    - صباح الخير يا .... أبي !
    رد عليهم بحنو وعطف :
    - صباح النور يا أبنائي .. ماالذي جاء بكم إلى هنا ؟
    - نريد الاطمئنانعلى صحتك ؟
    أجابهم :
    - بخير و الحمد لله كما تروني .. أتسمعون رصاصهم و دويمدافعهم ؟
    - نعم نسمع ..
    - إذاً اذهبوا و خذوا حذركم ..
    - و أنت ؟
    - سأعود مع أول خيط فجر !
    انصرف الأبناء و هم لا يزالون في حيرة .. في اليومالتالي شهدت المدينة جنازة ثانية لأبي مقداد .. لم يعلق الناس هذه المرة .. بلواروه التراب و عانقوا ذوي الشهيد الآخر , أدركوا الآن أن غزة جديدة ولدت اليوم , وولد معها آلاف الرجال من أمثال أبو مقداد .
  • مصطفى البطران
    شاعر سوري- مشرف
    • Jun 2007
    • 1125

    #2
    رد: غزة جديدة ..

    بوركت أنفاسك المقاومة وبورك بوحك الشجي
    دمت عوناً لنصرة المظلومين في كل مكان
    حقاً إنها ملاحم بطولة ولكن أين من يترجم ذلك إلى أدب ؟؟؟!!!

    تعليق

    • عبد الحميد دشو
      قاص
      • Dec 2009
      • 69

      #3
      رد: غزة جديدة ..

      أشكرك أخي الأستاذ مصطفى على عطر كلماتك و جميل قراءتك
      و إن هذا أقل ما نفعله تجاه أهلنا الصامدون في غزة البطلة .

      تعليق

      يعمل...