الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

الشكوك

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • غير مسجل

    الشكوك

    جهلاءُ دهري لم يعوا التفسيرا = وتوهّموا في شكّهم تبريرا
    وتجرّعوا سوءَ الشكوك كأنّهم = في رملةٍ يتوجّسون غديرا
    وتمضْمضوا كالظامئين بمرتعٍ = ماءَ المبازل مغسِلاً وعصيرا
    فإذا بهم ساروا لكلّ رذيلةٍ = وتوسّدوا كاليائسين عسيرا
    عجباً لمقتنع بأنّ وجودنا = من صدفةٍ جاءت به تحويرا
    إنْ كان هذا الخلق منبع صدفةٍ = فالعدل أن ندنوا لها تكبيرا
    بل تستحقُ بأنْ نمجّد قدرها = ولها نخرُّ مذلّةً وشكورا
    إنْ كان خلق الكائنات بصدفةٍ = منْ أنشأ الأولى لها تسخيرا
    كم صدفة يحتاجُ خلق خليّة = قد حيّرت في خلقها التفكيرا
    كيف الجمال وسحره قد أينعا = من صدفةٍ لا تملك التقديرا
    ألعقلُ دوماً حين يبحرُ حوله = لم يكتشفْ في الكائنات فطورا
    حاولتُ في نفسي تخيّل خالقي = وحدودَ كونٍ رقعةً وعصورا
    وسألتُ نفسي والوساوس ديدني = من كان من قبل الوجود ظهيرا
    هل جاءَ من عدم فيفنى بعده = أو كان قبلاً أوّلاً وأخيرا
    فإذا بعقلي بل كياني كلّه = كالطالبين من الدجى تنويرا
    وشعرت أنّي لم يعدْ في ذاكري = إلّا شرودا فارغاً وقصورا
    وتصاغرت نفسي كأنّ بروحها = بين الترائب لا تجيد زفيرا
    إنْ متّ يومي والشكوك وساوسي = ماذا أحاورُ منكراً ونكيرا
    لا للشكوك وإنْ يوسوس جاهداً = أبليسُ في قلبي دجى وشرورا
    من عاش أعمى في الحياة ونائماً = يصحو على جرس الممات بصيرا
    لن يلبس الإلحادَ إلّا جاهلاً = قد عاشَ في وهج الدليل ضريرا
    من قال إنّ الخلق فعل طبيعةٍ = تبري العليلَ وتنشئ ألتأثيرا
    أين الطبيعة من صغائر ذرّة = إنْ تنشطرْ تعلُ السماءَ سعيرا
    هل جاء من بيض الدجاجة ثعلبٌ = أو يُعطنا رحم الغزال بعيرا
    هلّا سألت النفسَ كيف توازنت = نسبُ الأناث مع الذكور دهورا
    هذي الطبيعة إنّما قد خُلّقت = فيها الصفات تسايرُ التطويرا
    ألعلمُ يثلجُ في الصدور أدلّةً = تعلو , وتبقى للعليم سفيرا
    ألعلمُ ينبئنا بصدق حقيقةٍ = يحتاجُ خلق الكائنات قديرا
    رغم العلوم فلا تزال سلالة = ترجو بصوت الملحدين زئيرا
    لكنّ صوتهمو نعيقُ بهائم = ويجولُ فوق النائمين شخيرا
    ونظرتُ حولي لم أجدْ في عالمي = إلّا جهولاً يهتدي وفقيرا
    فعرفتُ أنّك للوجود ضرورة = ورأيتُ نورك في الوجود منيرا
    ورأيتُ رحمتك الوجودَ تصوغه = ورأيتُ حلمك في النفوس مُجيرا
    ورأيتك المولى , بخلقك منصف = ورأيتُ سترك للعباد مصيرا
    وقهرتَ دونك بالفناء وأنّهم = منذ الولادة يحفرون قبورا
    ولقد عرفتك عند كلّ خليقةٍ = فبها رأيتك مرشداً وأميرا
    وعرفتُ أنّك للخلائق عروة = فالكلّ يجري مُحكماً وأسيرا
    ورأيت من حولي نعيمك رافداً = للعالمين مودّةً ونشورا
    ورزقت دون مُسائلٍ أو طالبٍ = ونشرت رزقكَ للوجود وفيرا
    وخلقت بالحرفين كلّ خليقةٍ = من قبل أنْ كان الدّخان سديرا
    وغفرت إلّا الشرك لم تغفرْ له = ووصفت نفسك للمسيء غفورا
    ووجدتُ حولي كلّ شيء ناطقاً = قد خاب من عاش الدليل كفورا
    ما كان خلقك للوجود لحاجةٍ = بل كان خلقك منّةً وطهورا
    وإذا رأيت فهل رأيت تفاوتاً = في الكائنات وهل رأيت قصورا
    وإذا عزمت بأن تبرهن ناقصاً = يرتدّ عزمك خاسئاً وحسيرا
    إنْ كنت في شكٍ وقلبك حائر = فاسألْ لمعرفة الجواب خبيرا
    ينبيك أن الخلق قدرة خالق = فاقَ الوجودَ مساحةً وحضورا
    من عاشَ يلحدُ والنعيم يحفّه = نكرَ الجميل وقاحةً وفجورا
    ورحمت خلقك رغم سوء فعالهم = وبعثت فيهم مرشداً وبشيرا
    فإذا همو سيف يجاهر نسله = رسلَ السّماء ومن يقوم نذيرا
    من ذا أكون ومن أكون لأدّعي = أنّ الزراعة لا تريد بذورا
    فلتشهد الأكوان أبقى مسلماً = وموحداً , عرفَ الجليلَ فطورا
    وإذا مَررتُ على المعاصي ساهياً = ستجيرني بمصيبةٍ تذكيرا
    فصبرتُ فيها وأرتجوتك راضياً = فوجدتك الكافي بها ونصيرا
    تبّاً لقلبي إنْ دعوتك موجساً = ألاّ تكون الى الضروع مجيرا
    سلّمتُ أمري للعزيز وإنّني = بالغيب أؤمن واثقاً وقريرا
    أنت البقاء وما سواك بخالدٍ = وعلوت خلقك قاهراً وكبيرا
    لن يستمرّ الكون في ميزانه = إنْ كان يحوي للعزيز نظيرا
    ألنارُ مثوى المشركين ودارهم = فبها أذيقوا خسّة وثبورا
    سبحان من خلقَ الوجودَ وما له = ندّ ينازعه العُلا تدبيرا
    سبحان مَنْ جمُّ العطاء يزيده = جوداً , فيغني عائلاً وفقيرا
    سبحانه عمّا تغلغل في النفو= س من الشكوك تساؤلاً وغرورا
  • مصطفى البطران
    شاعر سوري- مشرف
    • Jun 2007
    • 1125

    #2
    بوركت وبوركت أنفاسك العطر ة الفواحة

    تعليق

    يعمل...