أهيم على وجه الأرض منذ الصباح الباكر، أخرج من بيتي على ظهر بطني ، أتنقل على دراجتي النارية بين الدروب أتقصى أثر المدارس المفتوحة حديثا في الأحياء الجديدة والإقامات ، أقدم طلبا هنا وطلبا آخر هناك، بيوت الحي تعرفني ، يجودون علي بأكواب العصير و الحلويات .
ساعات يومي أصبحت مزدحمة ، كل ساعة بثمنها ، ساعات خصوصية و أخرى جماعية ، أحل معهم التمارين الكتابية و الشفوية، ارتاح بال الأغنياء وازداد هم الفقراء ، أصبحت الدروس الخصوصية عبئا من الأعباء، ينهالون علي بدعوات الشر و الإفلاس بعد الأداء .
أقبض واجباتي خفية من هنا و تذوب كما أخذتها مرة في العلاج ومرة في المصائب المتتالية هنا وهناك ، حدثني أحد الزملاء الأتقياء لماذا كل هذا العناء ؟ راتبك الدائم القليل فيه البركة و فيه الخير الكثير و الجزاء .
أتناول وجبات الغذاء و العشاء في المطاعم الشعبية ، أقف في الطابور مع العمال المياومين أنتظر دوري ، لعلي أجد طاولة فارغة أرمي جثتي عليها ، حزامي مشدود على خاصرتي حتى آخر ثقب فيه ، أصبح وجهي شاحبا وظهري مقوسا ، اشتعل رأسي شيبا ، قل بصري ، لبست نظارة مجهرية .
غرني الزمان الذي كان يمضي بسرعة تناولني شابا يافعا ، عظاما فتية و لحما طريا ثم رماني كهلا عجوزا ، أبنائي يكبرون تحت أنظار أمهم ، ألفوا صورتي المبروزة المعلقة على الحائط .
عدت ذات يوم متأخرا إلى بيتي ، تسللت كعادتي إلى غرفتي أمشي على مشط رجلي ، علقت معطفي على المشجب وراء الباب ، خلعت حذائي ، دخلت فراشي ارتمى ابني إلى حضن أمه خائفا مرتعشا وقال بصوت مرتفع : من أنت ؟ قلت له نم يا ولدي لا تخف إنني أبوك .
محمد يوب
06-02-10
ساعات يومي أصبحت مزدحمة ، كل ساعة بثمنها ، ساعات خصوصية و أخرى جماعية ، أحل معهم التمارين الكتابية و الشفوية، ارتاح بال الأغنياء وازداد هم الفقراء ، أصبحت الدروس الخصوصية عبئا من الأعباء، ينهالون علي بدعوات الشر و الإفلاس بعد الأداء .
أقبض واجباتي خفية من هنا و تذوب كما أخذتها مرة في العلاج ومرة في المصائب المتتالية هنا وهناك ، حدثني أحد الزملاء الأتقياء لماذا كل هذا العناء ؟ راتبك الدائم القليل فيه البركة و فيه الخير الكثير و الجزاء .
أتناول وجبات الغذاء و العشاء في المطاعم الشعبية ، أقف في الطابور مع العمال المياومين أنتظر دوري ، لعلي أجد طاولة فارغة أرمي جثتي عليها ، حزامي مشدود على خاصرتي حتى آخر ثقب فيه ، أصبح وجهي شاحبا وظهري مقوسا ، اشتعل رأسي شيبا ، قل بصري ، لبست نظارة مجهرية .
غرني الزمان الذي كان يمضي بسرعة تناولني شابا يافعا ، عظاما فتية و لحما طريا ثم رماني كهلا عجوزا ، أبنائي يكبرون تحت أنظار أمهم ، ألفوا صورتي المبروزة المعلقة على الحائط .
عدت ذات يوم متأخرا إلى بيتي ، تسللت كعادتي إلى غرفتي أمشي على مشط رجلي ، علقت معطفي على المشجب وراء الباب ، خلعت حذائي ، دخلت فراشي ارتمى ابني إلى حضن أمه خائفا مرتعشا وقال بصوت مرتفع : من أنت ؟ قلت له نم يا ولدي لا تخف إنني أبوك .
محمد يوب
06-02-10
تعليق