بقلم د. محمد حبش
ليس هذا المقال مغازلة لحلب في عرسهاالإسلامي الكبير الذي يملأ اليوم جبين السوريين بالبهجة,
ولا هو بالتاليجزء من الحملة الإعلانية التي تتولى شرطات الإعلان تفعيلها تأكيداً لدور حلب فيصناعة الثقافة الإسلامية, وبالتالي لا يمكن النظر إلى هذا المقال على أنه رصد شامللتاريخ حلب, إنها بكل أمانة قراءة وفاء لرسالة حلب في تاريخ التنوير الإسٍلامي وهيقراءة أشعر أنها تغيب اليوم في غمار ما تشهده المنطقة العربية من امتداد للأصولية, ولست أدري إن كان هذا التخوف هو الذي جعل السيد أكمل الدين إحسان أوغلو الأمينالعام لمنظمة المؤتمر الإسلامي يتغيب عن حضور الافتتاحية ويوفد من يمثله, وهو أمرلا يمكن أن نتقبله بدون عتب ومرارة, مشفوع بتساؤل كبير هل يعرف الأمين العام حقاًتاريخ حلب في التنوير, وهل يوجد عذر يمكن أن يبرر تخلفه عن حضور ذلك الواجب علىالرغم من أن الرجل له قدم راسخة في الأخوة مع سوريا وهو عضو في مجمع اللغة العربيةومن المستحيل أن يكون ابن تركيا لا يعرف وزن حلب في التاريخ والحاضر.
حين بدأ سيفالدولة الحمداني المتوفى 356 ه يطبع حلب بهويتها التاريخية في قرن الحضارةالإٍسلامية القرن الرابع الهجري الذي أرخ له آدم متز فإن الرجل جعل من حلب عاصمةللثقافة العربية والإسلامية, وإلى حاضرته أوى الفارابي القادم من قازخستان شمالآسيا الوسطى ليؤسس للفن الإسلامي الغنائي وفق روح شاعرية متوثبة حيث رسم حركةالكون, من خلال إرهاص متقدم لما أصبح يسميه الحكماء فيما بعد لغة العالم, واستقرتألحانه السبعة دستوراً للموسيقا العربية الخالدة وبالتالي منبعاً للقدود الحلبيةالمطربة, وهو الفن الذي (صنع بسحر) صبا ونهاوند وعجم وبيات وسيكاه وحجاز ورصد. ولكنالفارابي لم يكن إلا شاهداً على مجد المعرفة ومغنياً لها إذ تألقت في حاضرة سيفالدولة واستقطبت الأدب والفن من العالم الإسلامي وكرست نبوغ المتنبي وأبي فراس وابنخالويه وأبي الفرج الأصفهاني وغيرهم من أئمة الفكر والمعرفة المتنوعة الغنية.
يقول شلمبوكر فيكتابه عن القائد البيزنطي نيكفورفوكاس متحدثاً عن سيف الدولة: (هذا القائد المجاهدسيف الدولة لم تصرفه المعارك عن أن يجعل من حلب بيئةً خصبةً للاداب والفنونوالعلوم, فقد فتح قصره لكل فنان موهوب وأديب فّذ فتوافدوا عليه من جميع الاطراف: منالعراق وإيران والشام وبيزنطة وفينيسيا وجنوى. وكان يستمع إلى الشعراء ويتحبب إلىالكتّاب والمصورين, ويمنح المؤرخين الشيء الكثير من عطاياه فيعود هؤلاء إلى بلادهمحاملين إلى شعوبهم صورة رائعة من خلق الرجل العلمي وشخصيته العجيبة ).
ولا أشِك أبداًأن الروح التي كانت ترقد في ضمير سيف الدولة استمرت بعده في ثقافة حلب وروحها فيالتسامح والتنوير, وحين شيد مشهد السقط كان يريد بذلك أن يحيي الجانب الإيجابي منثقافة المظلومية والتفجع التي كان لا بد منها في صناعة تربية الجهاد في مواجهةالتهديد الرومي المستمر, وبالتالي أسهمت في توفير مكان آمن للمستضعفين والمضطهدينمن طوائف صدرت فيها فتاوى التكفير والتفسيق وهام أتباعها في الأرض, ولم تجد حلبحرجاً أن تحتضن فيما بعد سائر طوائف الأمة من سنة وشيعة وصوفية وسلفية, وعرفت هجراتمتعددة احتضنت فيها الناجين من المظالم الصليبية ومن الحروب المغولية, وحين ضاقتالدنيا على الأرمن في مواجهة مذابح الموت الأسود كانت حلب صدراً حنوناً أوى إليهاالأرمن ووجدوا في فيئها الأمن والأمان ولم تشأ حلب أن تفرض عليهم ما لا يريدون, ووفرت لهم السبيل ليصبحوا قوة اقتصادية رائدة يأكلون من خيراتها ويشكرون الله.
ولكن الدورالأبرز لحلب كان في إطلاق رسالة التنوير التي حملها الشيخ عبد الرحمن الكواكبينهاية القرن التاسع عشر حين ردد صيحتيه الكبيرتين في مسمع العالم الإسلامي: طبائعالاستبداد ومصارع الاستعباد, وأم القرى, ولم تكن رسالته تحتمل أي لون من المواربةأو المخاتلة فإعلانه أم القرى رسالة وحدة جامعة للأمة كان يعصف فيها بشيوخ السلاطينالذين يزخرفون أوهام الإقليمية والقطرية والمحلية مكان الوحدة الجامعة, أما صوتهالعالي الذي أطلقه في كتابه الثوري طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد فقد كانتبمثابة إعلان واضح عن إطلاق رسالة التنوير وهي الرسالة التي كان وعاظ السلاطينيركمونها بركام وجوب السمع والطاعة لمن يلي أمر الأمة ولو أكل أموالكم وضربأبشاركم, فإنه ظل الله في الأرض, ويوم بلا أمير شر من أربعين عاماً في ظل إمامجائر.
لم تكن رسالةالكواكبي تحتمل المجاملة أو المداورة فالمكتوب واضح من عنوانه, ولا أظن أن السلطانيحتاج أن يقرأ أكثر من عنوان الكتاب حتى يبدأ بمطاردة عبد الرحمن الكواكبي بعد أنسلط عليه جيشاً من الناقدين الذين يهاجمونه ويكفرونه ويفسقونه ويغمزونه ويهمزونهويلمزونه لوجه الله ودون انتظار عوض, واشتهرت مواقف أبي الهدى الصيادي في إصدارالبيانات المتلاحقة ضد الكواكبي كما هو حال كل من يحمل رسالة تنوير في مواجهةالتخلف والاستبداد.
وعلى الرغم منالكاريزما التي كان الكواكبي يحملها والمنابر الإعلامية التي كانت تقدم له ولكنهوجد نفسه مضطراً للهجرة إلى مصر حيث يمكنه أن يحمل رسالته إلى أعلام التنوير من دونأن يبطش به السلطان, وهكذا فقد قدمت حلب مرة أخرى أكثر صيحات التنوير تأثيراًوفاعلية, وأصبح خطاب الكواكبي ملهماً لكل رموز التحرر والتنوير في الثقافةالمصرية.
وفي عام 1902 موقف محمد رشيد رضا وهو أحد أحد رواد النهضة الذين أهدتهم الشام إلى مصر ليسهموا فيصناعة المشروع النهضوي العربي, وقف ليقول:
أصيب الشرق بفقدرجل عظيم من رجال الإصلاح الإسلامي وعالم عامل من علماء العمران وحكيم من حكماءالاجتماع البشري ألا وهو السائح الشهير والرحالة الخبير السيد الشيخ عبد الرحمنالكواكبي الحلبي, مؤلف كتاب (طبائع الاستبداد) وصاحب سجل جمعية أم القرى الملقببالسيد الفراتي. اختطفت المنية منا بغتة هذا الفاضل الكريم والولي الحميم.
كان الكواكبيأول صوت صارخ في برية الاستبداد المتدثرة بدثار الدين والتي لم تكن تفهم الإسلامإلا ثيوقراطية تتلفح برداء الغيب بدأت مع المنصور الذي قدم نفسه للعالم على أنه ظلالله في الأرض في انحراف واضح عن منهج النبوة الذي قرأناه في سيرة الصديق: إني وليتعليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني, والقوي فيكم ضعيف عندي حتىآخذ منه الحق والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له الحق.
لقد أنجز ثورتهعلى الاستبداد بشقيه السياسي والديني, وإذ رفع صوته بالتمرد على الثيوقراطيا وحقالملوك الإلهي في الحكم فإنه كان يؤصل للعودة إلى منطق الإسلام الأول: وأمرهم شورىبينهم رافضاً منطق الاستبداد والاستعباد, وبالتالي لم يكن لك أن تستمع إلى علي عبدالرازق وقراءته في الالام وأصول الحكم لولا كفاح الفتى الحلبي عبد الرحمن الكواكبي
حلب مرة أخرى فيضمير التنوير الإٍسلامي في العالم, يعيش فيها التياران متجاورين: الكواكبيوالصيادي, ومن حق كل منهما أن يقدم نفسه للحياة, ولا أشك أبداً أن شباب الصحوةالإسلامية يرقبون الكواكبي من جديد بين الشهباء والنيرب, ليقرأ درس الحرية والتنويرفي احتفالية حلب عاصمة للثقافة الإسلامية.
ليس هذا المقال مغازلة لحلب في عرسهاالإسلامي الكبير الذي يملأ اليوم جبين السوريين بالبهجة,

ولا هو بالتاليجزء من الحملة الإعلانية التي تتولى شرطات الإعلان تفعيلها تأكيداً لدور حلب فيصناعة الثقافة الإسلامية, وبالتالي لا يمكن النظر إلى هذا المقال على أنه رصد شامللتاريخ حلب, إنها بكل أمانة قراءة وفاء لرسالة حلب في تاريخ التنوير الإسٍلامي وهيقراءة أشعر أنها تغيب اليوم في غمار ما تشهده المنطقة العربية من امتداد للأصولية, ولست أدري إن كان هذا التخوف هو الذي جعل السيد أكمل الدين إحسان أوغلو الأمينالعام لمنظمة المؤتمر الإسلامي يتغيب عن حضور الافتتاحية ويوفد من يمثله, وهو أمرلا يمكن أن نتقبله بدون عتب ومرارة, مشفوع بتساؤل كبير هل يعرف الأمين العام حقاًتاريخ حلب في التنوير, وهل يوجد عذر يمكن أن يبرر تخلفه عن حضور ذلك الواجب علىالرغم من أن الرجل له قدم راسخة في الأخوة مع سوريا وهو عضو في مجمع اللغة العربيةومن المستحيل أن يكون ابن تركيا لا يعرف وزن حلب في التاريخ والحاضر.
حين بدأ سيفالدولة الحمداني المتوفى 356 ه يطبع حلب بهويتها التاريخية في قرن الحضارةالإٍسلامية القرن الرابع الهجري الذي أرخ له آدم متز فإن الرجل جعل من حلب عاصمةللثقافة العربية والإسلامية, وإلى حاضرته أوى الفارابي القادم من قازخستان شمالآسيا الوسطى ليؤسس للفن الإسلامي الغنائي وفق روح شاعرية متوثبة حيث رسم حركةالكون, من خلال إرهاص متقدم لما أصبح يسميه الحكماء فيما بعد لغة العالم, واستقرتألحانه السبعة دستوراً للموسيقا العربية الخالدة وبالتالي منبعاً للقدود الحلبيةالمطربة, وهو الفن الذي (صنع بسحر) صبا ونهاوند وعجم وبيات وسيكاه وحجاز ورصد. ولكنالفارابي لم يكن إلا شاهداً على مجد المعرفة ومغنياً لها إذ تألقت في حاضرة سيفالدولة واستقطبت الأدب والفن من العالم الإسلامي وكرست نبوغ المتنبي وأبي فراس وابنخالويه وأبي الفرج الأصفهاني وغيرهم من أئمة الفكر والمعرفة المتنوعة الغنية.
يقول شلمبوكر فيكتابه عن القائد البيزنطي نيكفورفوكاس متحدثاً عن سيف الدولة: (هذا القائد المجاهدسيف الدولة لم تصرفه المعارك عن أن يجعل من حلب بيئةً خصبةً للاداب والفنونوالعلوم, فقد فتح قصره لكل فنان موهوب وأديب فّذ فتوافدوا عليه من جميع الاطراف: منالعراق وإيران والشام وبيزنطة وفينيسيا وجنوى. وكان يستمع إلى الشعراء ويتحبب إلىالكتّاب والمصورين, ويمنح المؤرخين الشيء الكثير من عطاياه فيعود هؤلاء إلى بلادهمحاملين إلى شعوبهم صورة رائعة من خلق الرجل العلمي وشخصيته العجيبة ).
ولا أشِك أبداًأن الروح التي كانت ترقد في ضمير سيف الدولة استمرت بعده في ثقافة حلب وروحها فيالتسامح والتنوير, وحين شيد مشهد السقط كان يريد بذلك أن يحيي الجانب الإيجابي منثقافة المظلومية والتفجع التي كان لا بد منها في صناعة تربية الجهاد في مواجهةالتهديد الرومي المستمر, وبالتالي أسهمت في توفير مكان آمن للمستضعفين والمضطهدينمن طوائف صدرت فيها فتاوى التكفير والتفسيق وهام أتباعها في الأرض, ولم تجد حلبحرجاً أن تحتضن فيما بعد سائر طوائف الأمة من سنة وشيعة وصوفية وسلفية, وعرفت هجراتمتعددة احتضنت فيها الناجين من المظالم الصليبية ومن الحروب المغولية, وحين ضاقتالدنيا على الأرمن في مواجهة مذابح الموت الأسود كانت حلب صدراً حنوناً أوى إليهاالأرمن ووجدوا في فيئها الأمن والأمان ولم تشأ حلب أن تفرض عليهم ما لا يريدون, ووفرت لهم السبيل ليصبحوا قوة اقتصادية رائدة يأكلون من خيراتها ويشكرون الله.
ولكن الدورالأبرز لحلب كان في إطلاق رسالة التنوير التي حملها الشيخ عبد الرحمن الكواكبينهاية القرن التاسع عشر حين ردد صيحتيه الكبيرتين في مسمع العالم الإسلامي: طبائعالاستبداد ومصارع الاستعباد, وأم القرى, ولم تكن رسالته تحتمل أي لون من المواربةأو المخاتلة فإعلانه أم القرى رسالة وحدة جامعة للأمة كان يعصف فيها بشيوخ السلاطينالذين يزخرفون أوهام الإقليمية والقطرية والمحلية مكان الوحدة الجامعة, أما صوتهالعالي الذي أطلقه في كتابه الثوري طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد فقد كانتبمثابة إعلان واضح عن إطلاق رسالة التنوير وهي الرسالة التي كان وعاظ السلاطينيركمونها بركام وجوب السمع والطاعة لمن يلي أمر الأمة ولو أكل أموالكم وضربأبشاركم, فإنه ظل الله في الأرض, ويوم بلا أمير شر من أربعين عاماً في ظل إمامجائر.
لم تكن رسالةالكواكبي تحتمل المجاملة أو المداورة فالمكتوب واضح من عنوانه, ولا أظن أن السلطانيحتاج أن يقرأ أكثر من عنوان الكتاب حتى يبدأ بمطاردة عبد الرحمن الكواكبي بعد أنسلط عليه جيشاً من الناقدين الذين يهاجمونه ويكفرونه ويفسقونه ويغمزونه ويهمزونهويلمزونه لوجه الله ودون انتظار عوض, واشتهرت مواقف أبي الهدى الصيادي في إصدارالبيانات المتلاحقة ضد الكواكبي كما هو حال كل من يحمل رسالة تنوير في مواجهةالتخلف والاستبداد.
وعلى الرغم منالكاريزما التي كان الكواكبي يحملها والمنابر الإعلامية التي كانت تقدم له ولكنهوجد نفسه مضطراً للهجرة إلى مصر حيث يمكنه أن يحمل رسالته إلى أعلام التنوير من دونأن يبطش به السلطان, وهكذا فقد قدمت حلب مرة أخرى أكثر صيحات التنوير تأثيراًوفاعلية, وأصبح خطاب الكواكبي ملهماً لكل رموز التحرر والتنوير في الثقافةالمصرية.
وفي عام 1902 موقف محمد رشيد رضا وهو أحد أحد رواد النهضة الذين أهدتهم الشام إلى مصر ليسهموا فيصناعة المشروع النهضوي العربي, وقف ليقول:
أصيب الشرق بفقدرجل عظيم من رجال الإصلاح الإسلامي وعالم عامل من علماء العمران وحكيم من حكماءالاجتماع البشري ألا وهو السائح الشهير والرحالة الخبير السيد الشيخ عبد الرحمنالكواكبي الحلبي, مؤلف كتاب (طبائع الاستبداد) وصاحب سجل جمعية أم القرى الملقببالسيد الفراتي. اختطفت المنية منا بغتة هذا الفاضل الكريم والولي الحميم.
كان الكواكبيأول صوت صارخ في برية الاستبداد المتدثرة بدثار الدين والتي لم تكن تفهم الإسلامإلا ثيوقراطية تتلفح برداء الغيب بدأت مع المنصور الذي قدم نفسه للعالم على أنه ظلالله في الأرض في انحراف واضح عن منهج النبوة الذي قرأناه في سيرة الصديق: إني وليتعليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني, والقوي فيكم ضعيف عندي حتىآخذ منه الحق والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له الحق.
لقد أنجز ثورتهعلى الاستبداد بشقيه السياسي والديني, وإذ رفع صوته بالتمرد على الثيوقراطيا وحقالملوك الإلهي في الحكم فإنه كان يؤصل للعودة إلى منطق الإسلام الأول: وأمرهم شورىبينهم رافضاً منطق الاستبداد والاستعباد, وبالتالي لم يكن لك أن تستمع إلى علي عبدالرازق وقراءته في الالام وأصول الحكم لولا كفاح الفتى الحلبي عبد الرحمن الكواكبي
حلب مرة أخرى فيضمير التنوير الإٍسلامي في العالم, يعيش فيها التياران متجاورين: الكواكبيوالصيادي, ومن حق كل منهما أن يقدم نفسه للحياة, ولا أشك أبداً أن شباب الصحوةالإسلامية يرقبون الكواكبي من جديد بين الشهباء والنيرب, ليقرأ درس الحرية والتنويرفي احتفالية حلب عاصمة للثقافة الإسلامية.
تعليق