الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

عَرْكُ الرَّحَى

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو شامة المغربي
    السندباد
    • Feb 2006
    • 16639


    عَرْكُ الرَّحَى




    عَرْكُ الرَّحَى
    ... فمَا إن سلق بعضهم بعضاً بألسنة حدادٍ، حتى نشب القتال وشبت حربٌ هوجاء، فمال كلٌّ منهم بالأذية على أخيه، وقطعوا على مرأى منهم ومسمع حبل الوداد، وتقاذفوا بأحقادهم المعتمة السوداء، ثمَّ تراشقوا بخطاباتٍ مثقلة بالهجاء ودامس المداد، فرمى كل منهم الآخر بحجارة عداوته العمياء، وأعملوا في ما بينهم سيوف مقت شدادٍ، وبرماح كرههم الشديد تراموا ونصبوا بينهم حرابَ البغضاء، ثم قطعوا عهداً على أنفسهم أن لا يلبسَ أحدٌ منهم على قتلاهُ ثوب الحدادِ، وتمادوا في غيهم وطغيانهم وأبواْ إلا إيثار أمَّ قشعَم وركوب الظلماء
    ...
    اجتثوا من أفئدتهم خلاصة ما كان قد جمع بينهم من اتحاد، وغرسواْ فيها قهراً وغصباً نيران الفرقة والشحناء، فدقواْ لتناحرهم أوتاد الشناعة والعناد، وَهبَّت كل طائفة على أخواتها بريحها الخبيثة الرعناء، ثمَّ أطلقوا جميعاً العنان للهيبهم بعدما نثروا الرَّماد، ودسوا سموم أفاعي مكائدهم الرقطاء، فصنعواْ لنومهم من منكراتهم أقبح الوسَادِ، ثمَّ اتخذوا من جثت إخوانهم الفراش والغطاء، فطابت لهم رؤية آثار أفعالهم الحمقاء، وظنوا أنَّ كلَّ صيحة لهُم هزيمة لمَن سواهم، وهي لنصرهم أسٌّ وعماد ...

    أنشدَ كلُّ فريق قصيدة العبث ومعلقة سفك الدماء، ونثر أشواك بأسه وقطران صريح الفساد، فأنبتوا في أرضهم وابلاً من العقبات الكأداء، ثم كره الجميع الخروج من ظلمات الجهل والتخلي عن خطبة غيابات جبروتهم العصمَاء، وأبواْ إلاَّ أن يعرضوا عن الحق وينأوا عن سبيل الرشَاد، فجادُوا على النور بالأعين العشوَاء، وأصبح كل حزب بالذي اقترفت يداه فرحاً بين الأنداد، فضلَّ سعيهم وخاب مسعاهم إذ ألقوا النصح الجميل خلف ظهورهم، ولم يضنوا عليه بآذانهم الصماء، وحسبوا واهمين أن لهم مع النصر بعد الجهادِ ألف ميعاد وميعادٍ، وأن لهم في حرب إخوانهم المكرمة والخاتمة الحسناء،
    ثم إنهم جزموا برفعة شأنهم وعلو مكانتهم بعد أن غرسَ الخراب والهلاك أنيابهما في البلاد والعبادِ، فوسمُوا من سوَاهم بالهزيمة والذلة النكراء، ونسبوا إليهم تمَام العزة وَمَجْدَ الأمجَادِ ...

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com
  • عبد الله نفاخ
    كاتب
    • Mar 2010
    • 808
    • ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
      إمام الأدب العربي (الرافعي)

    #2
    وا عاراً لمن يرى في قتل أخيه شرفاً ........ وا عاراً لمن يرى في حرب أخيه قوة ........ وا عاراً لمن يرى في قطع الأواصر عظمة ....
    تلك عقيدة الجبن الشوهاء ...... و لا يقول بها إلا من غشى قلبه السوادُ...
    سلمك الله أستاذي ..... و سلّم هذه اللغة التي تحرق شياطين الحداثة غيظاً و كمداً
    و لهم أقول ..... هذه قصة بنيت بلغة القديم رغماً عن أنوفكم ، و خطتها يدا أستاذ كبير ..... فموتوا بغيظكم

    تعليق

    • مصطفى البطران
      شاعر سوري- مشرف
      • Jun 2007
      • 1125

      #3

      إنها المقامة الحداثوية في هجاء وذم الفرق الضالة
      من متشاعرين أو متفاصحين في هذي
      الديار الشآمية والمغربيةولكل الناطقين بالعربية
      تفضح هؤلاء بكل بوح جميل وأحرف منمقة سنية
      دمت مبدعا لتظل ناصرا للعروبة والفصاحة ومناصرا للشاعرية
      هذه كلمات أراد ان يرد بها عليك أخوك مصطفى
      بكل تواضع وبدون اية عنطزة أو عنجهية فاقبل رده فهو مناصر لك
      ومؤيد لأياديك البيضاء العلية في كل زمان ومكان غاب فيها عنا أصول وحقائق الأبجدية
      التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى البطران; 07-03-2010, 02:14 PM.

      تعليق

      • بنور عائشة
        كاتب مسجل
        • Mar 2007
        • 239

        #4
        تحياتي ...

        أخي الكريم كُرمت بك اللغة وسعدت بقلم راق يعرك كلماتها عرك الرحى ..

        عرك الرحى لم تترك للقارئة مثلي إلا وقفة تقدير واعجاب واعتزاز بك ..
        بصدق ... رقي كلماتك ولغتك يجعلني أهيم بين حروفها وأتلذذ لذة النشوة ، فتعتريني حمى الاكبار بفكر مميز مثلكم .. يذكرني بقامات رجال الفكر العظام وعلى رأسهم الرافعي ، وبصدق كبير رفعت فنزلت منزلته العليا ، ويكفيني فخـــرا أن أقول ما أجمل ما تخط أناملك .. وفخر العربية ورجالها أن تكون من رجالها الكبـــار ...

        جميل جدا .. جدا وبدون مجاملة هذا الرقي .. ووفقك الله إلى ما تصبوا إليه .

        سعداء بك في هذا المحفل الذي تزينه ورود معبقة بأريج لغتنا الرائعة والتي عوّدتنا أن تغطس في قاع يّمهــا لنتمتع بلألئهــا ومرجانها على يديك .

        أعجز أمام هذه النصوص الراقية في التعبير عن ما يخالجني من أحاسيس طيبة اتجاهها .

        بالتوفيق والمزيد من العطاء والمزيد من عرك الرحى ، فبالفعل عركت اللغة عركا لا يستهان به ، وكنت سيدها .


        مع خالص الود ..
        عائشة بنور

        تعليق

        • أبو شامة المغربي
          السندباد
          • Feb 2006
          • 16639


          #5
          شكر وتقدير ...

          تعليق

          • أبو شامة المغربي
            السندباد
            • Feb 2006
            • 16639


            #6
            عَرْكُ الرَّحَى

            تعليق

            • أبو شامة المغربي
              السندباد
              • Feb 2006
              • 16639


              #7
              عيد مبارك سعيد ...

              تعليق

              • أبو شامة المغربي
                السندباد
                • Feb 2006
                • 16639


                #8
                عيد أضحى مبارك سعيد ...





                د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

                aghanime@hotmail.com

                تعليق

                يعمل...