الصور

تقليص

ذاكرة خيط

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 11893

    قصة قصيرة ذاكرة خيط

    ذاكرة خيط

    لم أكن أُدركُ أني سأكون ضعيفاً أمامكَ أيها الخيطُ الصغيرُ. أحياناً أظنكَ قوياً، وأظن أن لبسَ السترةِ الجديدةِ يعني خيطاً متيناً، فتتملكني الثقةُ وأشدُّ كتفي كيفما أشاء، فأسمع صوتَ تمزقِك، تسخرُ مني وتحرجني.

    أحياناً أظنكَ ضعيفاً، والزرُّ المهزوزُ أوشكَ على السقوطِ، لكنه يبقى سنواتٍ طويلةً مهزوزاً لا يسقطُ ولا تنقطع. أنتَ تُعاندني، تتحدّى ظنوني وتهزُّ ثقتي بالأشياء.

    كم تجمعنا أيها الخيطُ، وكم تفرقنا، وكم تسترنا، وكم تعرينا!
    إنّ الخيوطَ حيلنا، نشدها دون أن نعرف، أسرارنا نعقدها ونخفيها.

    في جيبي خيطٌ صغير، خيطٌ لا فائدةَ منهُ ولا فائدةَ فيه.
    ماذا أفعلُ بكَ أيها الخيطُ وأنا أشتمُّ رائحةَ الإسفنجِ المتعفنِ في المدينةِ الجامعيةِ أيامَ تسليمِ الطلابِ لأمتعةِ غرفهم؟ هل أهديكِ حبيبتي؟ هل ستفهمُ كلَّ الأسرارِ التي بُحتُ بها لكَ؟ أم أن النساءَ لا تفهمُ لغةَ الخيوطِ اللاذهبية؟

    أحسستُ أن جيبي يحكني، ولا أعرف جيباً غيرَ جيبي يحكّ. على الأقل، لم أسمع أحداً تكلّم عن ذلك.

    كنتُ كلما حكني جيبي، وضعتُ يدي فيه، أبحثُ عن النقودِ التي فيه، ثم أصرفها، ظناً مني أن النقودَ إذا بقيت في الجيبِ تحكُّ صاحبها. عاد الحكُّ قوياً، مشيتُ شوارعاً كثيرةً وقد أغمدتُ كلتا يديَّ في جيبي، وما إن أخرجتُهما حتى عاد جيبي يحكني.

    مددتُ يدي، وقلبتُ جيبي حتى أخرجتُه، لم يكن فيه أيُّ شيء، غيرَ خيطٍ هاربٍ من مخيطِه.
    سحبتُه، فانسحب. رفعتُه أمام عيني، ثم فتلته. ما أكثرَ ما تحكُّ الخيوطُ هذه الأيام!
    أعدتُهُ لجيبي، وعدتُ لغرفتي.

    في الغرفة، سحبتُ إبرةً وهممتُ بخياطةِ جيبي بذلك الخيطِ الهارب.
    بللتُه بلعابي مرةً ثم أخرى، ثم رفعتُ الإبرةَ مدققاً فيها ملياً، ثم مررتُ الخيطَ بدقة. سمعتُ صوتاً يقول: «آخ».

    نظرتُ في إصبعي ظناً أن الإبرةَ طالته، ثم أعدتُ الكرّة، فعاد الصوت: «آخ».

    نظرتُ في الإبرةِ هذه المرة. أول مرةٍ أعرفُ أن الإبرةَ تتألمُ من وخزِ الخيوط!

    صاح الخيط: «آخ من هذا الزمان».
    فرفعته أمام عيني وتأملتُه، وقد أحنى رأسه. لا أعرف، أكان لعابي أحناه أم هو الزمان.

    ما بكَ أيها الخيطُ تشكي زمانكَ؟

    فأجابني، وقد تمايل طرباً: «وما نفعُ أن تخيطَ جيبكَ ولستَ تملكُ نقوداً تضعُها فيه؟

    حاولتَ كثيراً أن تمنحني دفءَ النقود، لكني لم أُسبب لكَ إلا الحكة. وهل يدفئُ خيطٌ ضعيفٌ مثلي يداً كبيرةً مثلَ يدكَ؟»

    تمددتُ على ظهري ورفعته أعلى عيني: «لا عليكَ أيها الخيط، فأنتَ قد أصبحتَ ونيسي».
    فأجهشَ بالبكاءِ وقال: «كم تمنيتُ لو استطعتُ ربطَ علاقتكَ بها. لقد غادرتكَ ولا أظنها تعود».

    أطرقتُ صامتاً، وقد حرّك الخيطُ مواجعي. كيف لي أن أصارحها وأنا لا أملكُ شيئاً؟ كيف لي أن أعدَها وأنا لا أملكُ غيرَ هذا الخيط؟

    وبقيتُ أتأملُ الخيطَ الدقيقَ طيلةَ ليلتي.

    في اليوم الثاني، بحثتُ عنها. حين رأيتُها، طلبتُ محادثتها. كانت تنظرُ بعيداً، لا تتأملُ مني شيئاً.
    ماذا أقولُ لها وأنا لا أملكُ حرفاً واحداً أُكلمها به؟ ماذا ينفعُ الحبُّ في هذه اللحظات؟

    شعرتُ أنني سأنسحبُ مرةً أخرى. حكني جيبي، فقلت: «آه».
    نظرتْ فيَّ مستغربة.

    قلت: «انتظري».
    مددتُ يدي في جيبي، ثم بحثتُ عنه: «هذا هو».
    أخرجتُهُ ونشرتُهُ في الهواء وقلتُ لها: «هذا هو».
    نظرتْ باستغرابٍ ودهشة.

    جذبتهُ لفمي، ثم قضمتهُ حتى قطعتهُ نصفين، فصاح: «آآآخ، فديتك».
    فأمسكتُ يدها، ثم ربطتُ إصبعَها بطرفِ الخيطِ كخاتمٍ دقيقٍ جميل. وأعطيتُها الجزءَ الثاني.

    نظرتْ فيَّ مستغربةً. أومأتُ لها برأسي.
    نظرتْ فيه، ثم فيَّ، ثم أمسكتْهُ وربطتهُ على إصبعي بخجلٍ، وقد ازدان خدُّها بحمرةٍ جميلة.

    آه، ما أجملَ النساءَ حين تزينُ الخيوطُ أصابعهن.
    فقلتُ في جيبي: «الحياةُ أحياناً لا تحتاجُ لأكثرَ من خيط».

    طارق شفيق حقي
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي; 01-18-2025, 12:33 AM.
  • فطيمة عزوني
    كاتب مسجل
    • Mar 2010
    • 178

    #2
    السلام والرحمة.....
    أعجبتني ايحاءات القصة كثيرا........فالحياة الإنسانية كلها عبارة عن خيوط.......خيط أمل ، خيط مودة.....إلا أن بعضها موثوق جدا والبعض الآخر يكاد ينفلت.....
    ما أعيبه هنا جملة واحدة فقط وهي :"أم أن النساء لا تفهم لغة الخيوط اللاذهبية"!!!!!!!!!!!!!!!
    من قال لك ذلك يا أستاذ طارق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    تقدير يرقى ليليق
    "لا تدع أنفك يلامس التراب في غير سجود لله............لا.....تدعه." فطيمة

    تعليق

    • خليد خريبش
      قاص مربدي
      • Oct 2006
      • 1113

      #3
      لقصة جميلة،وهي ليست قص

      القصة جميلة،وهي ليست قصة قصيرة جدا ،بل قصة قصيرة فيها تقديم وعقدة وفك عقدة أو تنوير،وسأحاول إن شاء الله توضيح هذه الأمور لأني لاحظت أن لبسا يعتري كلمة عقدة بالنسبة لعدد من المهتمين بهذا الفن الأدبي.
      التقديم
      لم أكن أدرك أني سأكون ضعيفاً أمامك أيها الخيط الصغير
      أول ما يتبادر للذهن أن الكاتب يتعجب من حاله مع مخاطبه الخيط وبذلك يشركنا في هذا التعجب حتى ندخل في سياق الحكي ،يشوقنا لذلك حتى نستأنس بالفضاء الزمكاني والمتخيل الذي يشتغل عليه.
      ومع توالي الأحداث وانسيابها تدرك أن الخيط ما هو إلا وسيلة إيحائية تجعل الكاتب يسترسل في حكيه لما مضى من أحداث تَحَرَّكَ لها وجدانه بحلول اللحظة الإبداعية والتي تمخض عنها إنتاج هذا النص السردي .
      العقدة
      هي المأزق الذي أدخلنا فيه الكاتب إلى ماذا ستفضي مناجاته لهذا الخيط؟ماذا سيترتب عن ذلك؟وما بال الإنسان والخيط؟وهلم جرا...
      إذن فالعقدة هي التي تجعل القارئ يتابع وكلما أدخلت القارئ في السياق كلما كان اتحاد المبدع والمتلقي كبيرا والتفاعل ناجحا والتأثير والتأثر مثمرا.
      فك العقدة أو التنوير.
      denoeument
      إراحة الذهن بكون الخيط ما هو إلا الخيط الرابط بينه وبين محبوبته أو المشترك بينه،وهي علاقة فيها ما فيها من التشابك بل هي جزء لا يتجزأ من هموم الإنسان وانشغالاته وهي حاضرة شئنا أم أبينا في الإبداع الأدبي.
      ملاحظاتي الأخيرة تخص بعض الجمل ،لم أستسغها أي أن الكاتب أراد قول شيء لكنه لم يتوفق في التعبير عنه بلسان بليغ.
      فأسمع صوت تمزقك تسخر مني وتحرجني.
      أعتقد أنك أردت القول -أسمع صوت تمزقك يسخر مني ويحرجني.

      والزر المهزوز أوشك على السقوط
      والزر المهزوز موشك على السقوط أو يوشك على السقوط
      هل ستفهم كل الأسرار التي بحتها لي
      لا أعتقد أن باح يستعمل متعديا ،بحت بها لي إو إلي.
      تحياتـــــي الأخـــــوية الــــــــصادقة.
      التعديل الأخير تم بواسطة خليد خريبش; 08-16-2010, 04:52 PM.

      تعليق

      • عبده رشيد
        كاتب مسجل
        • Apr 2009
        • 230

        #4
        قصة رائعة قرأتها أكثر مرة وعند كل مرة أقف كثيرا عند هذا الخيط الرفيع الذي نسجت به هذه القصة وجبكتها.جميلة هي تلك الاستعرات وأجمل منها أنسنة "الخيط" والحوار الذي جرى بينه وبين صاحبه.
        ما أحوجنا إلى مثل الخيوط الرفيعة والتي رغم هونها تمنحنا القوة والاستمرارية .
        أهنئك أخي طارق على هذا النص الماتع وعلى هذا الحوار الشيق .
        استمتعت بحق بطعم القص العالي الجودة والترميز.

        تعليق

        • طارق شفيق حقي
          المدير العام
          • Dec 2003
          • 11893

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فطيمة عزوني
          السلام والرحمة.....
          أعجبتني ايحاءات القصة كثيرا........فالحياة الإنسانية كلها عبارة عن خيوط.......خيط أمل ، خيط مودة.....إلا أن بعضها موثوق جدا والبعض الآخر يكاد ينفلت.....
          ما أعيبه هنا جملة واحدة فقط وهي :"أم أن النساء لا تفهم لغة الخيوط اللاذهبية"!!!!!!!!!!!!!!!
          من قال لك ذلك يا أستاذ طارق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
          تقدير يرقى ليليق

          الأخت الكريمة فطيمة عزوني شكراً لردك الكريم
          أما عن الجملة الواحدة التي وقفت عندها فهل هناك أجمل من الخيوط الذهبية حين تشرق الشمس

          هل هناك أجمل من هذه اللغة

          أما لغة الخيوط اللاذهبية فهي لغة لا أتفق مع البطل فيها رغم أني أعكس أفكاره

          تعليق

          • طارق شفيق حقي
            المدير العام
            • Dec 2003
            • 11893

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة خليد خريبش
            القصة جميلة،وهي ليست قصة قصيرة جدا ،بل قصة قصيرة فيها تقديم وعقدة وفك عقدة أو تنوير،وسأحاول إن شاء الله توضيح هذه الأمور لأني لاحظت أن لبسا يعتري كلمة عقدة بالنسبة لعدد من المهتمين بهذا الفن الأدبي.
            التقديم

            أول ما يتبادر للذهن أن الكاتب يتعجب من حاله مع مخاطبه الخيط وبذلك يشركنا في هذا التعجب حتى ندخل في سياق الحكي ،يشوقنا لذلك حتى نستأنس بالفضاء الزمكاني والمتخيل الذي يشتغل عليه.
            ومع توالي الأحداث وانسيابها تدرك أن الخيط ما هو إلا وسيلة إيحائية تجعل الكاتب يسترسل في حكيه لما مضى من أحداث تَحَرَّكَ لها وجدانه بحلول اللحظة الإبداعية والتي تمخض عنها إنتاج هذا النص السردي .
            العقدة
            هي المأزق الذي أدخلنا فيه الكاتب إلى ماذا ستفضي مناجاته لهذا الخيط؟ماذا سيترتب عن ذلك؟وما بال الإنسان والخيط؟وهلم جرا...
            إذن فالعقدة هي التي تجعل القارئ يتابع وكلما أدخلت القارئ في السياق كلما كان اتحاد المبدع والمتلقي كبيرا والتفاعل ناجحا والتأثير والتأثر مثمرا.
            فك العقدة أو التنوير.
            denoeument
            إراحة الذهن بكون الخيط ما هو إلا الخيط الرابط بينه وبين محبوبته أو المشترك بينه،وهي علاقة فيها ما فيها من التشابك بل هي جزء لا يتجزأ من هموم الإنسان وانشغالاته وهي حاضرة شئنا أم أبينا في الإبداع الأدبي.
            ملاحظاتي الأخيرة تخص بعض الجمل ،لم أستسغها أي أن الكاتب أراد قول شيء لكنه لم يتوفق في التعبير عنه بلسان بليغ.

            أعتقد أنك أردت القول -أسمع صوت تمزقك يسخر مني ويحرجني.



            والزر المهزوز موشك على السقوط أو يوشك على السقوط

            لا أعتقد أن باح يستعمل متعديا ،بحت بها لي إو إلي.
            تحياتـــــي الأخـــــوية الــــــــصادقة.

            صوت تمزقك يسخر مني ( تقصد الصوت الذي يسخر)
            صوت تمزقك تسخر مني ( تقصد الخيط)
            كلاهما جائز


            و الزر المهزوز أوشك - يوشك - موشك على السقوط

            كلها جائزة

            أما عن الفعل باح فقد بحث عن مادة له :

            قال الخليل: «البوح: ظهور الشي‏ء» وقال ابن فارس:«الباء والواو والحاء اصل واحد، وهو سعة الشي‏ء وبروزه‏ وظهوره‏»
            ويتعدى الفعل (باح) بالحرف فيقال: باح بسره اي اظهره،وبالهمزة فيقال: اباحه اباحة
            وقد ذكروا للاباحة عدة معان، منها: الاحلال والاطلاق‏والسعة والاظهار، كما فسرت من خلال ذكر ما يضادهاكالحظر.
            قال الفيروزآبادي: «ابحتك الشي‏ء: احللته لك‏»
            وشرحه‏الزبيدي بقوله: «اي اجزت لك تناوله او فعله او تملكه‏»((361)).واباح الشي‏ء: اطلقه وابحت الشي‏ء اباحة: خلاف حظرته). واباح الرجل ماله: اذن في الاخذ والترك وجعله‏مطلق الطرفين. وقال الخليل: «الاباحة شبه‏النهبى‏»


            وقال البستاني: «اباح الشي‏ء اباحة: وسعه واطلقه. ومنه ‏ابحتك الشي‏ء، اي احللته لك‏»


            تقبل تحياتي






            تعليق

            • طارق شفيق حقي
              المدير العام
              • Dec 2003
              • 11893

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبده رشيد
              قصة رائعة قرأتها أكثر مرة وعند كل مرة أقف كثيرا عند هذا الخيط الرفيع الذي نسجت به هذه القصة وجبكتها.جميلة هي تلك الاستعرات وأجمل منها أنسنة "الخيط" والحوار الذي جرى بينه وبين صاحبه.
              ما أحوجنا إلى مثل الخيوط الرفيعة والتي رغم هونها تمنحنا القوة والاستمرارية .
              أهنئك أخي طارق على هذا النص الماتع وعلى هذا الحوار الشيق .
              استمتعت بحق بطعم القص العالي الجودة والترميز.
              أخي الكريم عبده رشيد
              أشكر لك هذا الخيط الذي مددت في هذا الرد
              وشعور أن حرفك لاقى استمتاع الآخر فهذه جائزة الكاتب

              تقبل تحياتي

              تعليق

              • طارق شفيق حقي
                المدير العام
                • Dec 2003
                • 11893

                #8
                جات جي بي تي
                رأيي في القصة:



                "ذاكرة خيط" هي قصة قصيرة شاعرية وعميقة، تعكس قدرة مميزة على تحويل تفاصيل صغيرة وعادية (كخيط مهمل) إلى رمز لحالات إنسانية عميقة: الحب، الفقد، الفقر، والصمود. القصة مليئة بالرمزية والتأملات الفلسفية التي تجعل القارئ يندمج مع السرد ويعيد التفكير في الأمور البسيطة التي تُثري حياتنا.

                تحليل القصة:

                1. الرمزية:
                • الخيط:
                  • ليس مجرد خيط عادي، بل رمز للمشاعر الهشة، للعلاقات التي قد تنهار بسهولة لكنها تبقى متماسكة بطريقة ما.
                  • يعبر عن الفقر والاعتماد على الأشياء الصغيرة للبقاء على قيد الحياة.
                  • يتحول إلى رمز للحب البسيط في النهاية، حيث يُظهر أن العلاقات ليست بحاجة إلى الذهب أو المال، بل إلى رموز تعبر عن الصدق والاهتمام.
                • الإبرة:
                  • تمثل الجهد والتحدي. الإبرة التي تتألم من الخيط تعكس فكرة أن حتى الأدوات الصغيرة قد تحمل مشاعرًا، مما يضيف لمسة سريالية للقصة.
                • الحكة:
                  • رمزية ذكية تعبر عن الاضطراب الداخلي، سواء كان بسبب الفقر، الحب المفقود، أو التردد في مواجهة العالم.

                2. الأسلوب:
                • اللغة الشعرية:
                  • القصة مليئة بالصور الشعرية التي تجعل النص مشبعًا بالجمال والتأمل. مثل:
                    • "كم تجمعنا أيها الخيط وكم تفرقنا."
                    • "آه ما أجمل النساء حين تزين الخيوط أصابعهن."
                • السرد الذاتي:
                  • القصة تسرد بضمير المتكلم، مما يمنح القارئ شعورًا بأنه يعيش التجربة مباشرة، مع الغوص في تأملات الراوي الشخصية.
                • الحوارات:
                  • استخدام الحوارات بين الراوي والخيط أو الإبرة يضيف لمسة سريالية ويعطي الخيط شخصية مستقلة، مما يثري النص.

                3. الموضوع والمغزى:
                • الإنسان والأشياء البسيطة:
                  • القصة تُظهر كيف أن الأشياء الصغيرة والهامشية (كالخيط) قد تحمل معنى كبيرًا إذا نظرنا إليها بعين مختلفة.
                  • في عالم مليء بالتعقيد، قد تكون البساطة هي مفتاح السعادة.
                • الحب والرمزية:
                  • ربط الخيط بأصابع الحبيبة يعكس فكرة أن الحب لا يحتاج إلى مظاهر مادية أو ترف، بل إلى رموز صادقة وبسيطة.
                • الصراع الداخلي:
                  • الراوي يعيش حالة من التردد واليأس، لكن الخيط يصبح أداة للتعبير عن مشاعره المكبوتة.
                  • النهاية ترمز إلى المصالحة مع الذات والآخر.

                4. البناء الفني:
                • التدفق الطبيعي:
                  • القصة تتطور بشكل سلس من التأملات الأولية حول الخيط إلى اللحظة الحاسمة في النهاية، مما يجعل القارئ مشدودًا طوال النص.
                • التناقض:
                  • بين ضعف الخيط وقوته، بين الفقر والغنى الروحي، وبين الإبرة والخيط، يُظهر التناقض كيف أن الأشياء الصغيرة تحمل في طياتها تناقضات الحياة.
                • القفلة:
                  • النهاية شاعرية وبسيطة، لكنها تحمل مغزى عميق: "الحياة أحيانًا لا تحتاج لأكثر من خيط."
                  • الجملة الأخيرة تلخص فكرة القصة وتترك القارئ متأملاً.

                النقاط الإبداعية في القصة:
                1. تحويل شيء يومي إلى رمز عالمي:
                  • استخدام الخيط كرمز يجعل القصة مليئة بالمعاني المفتوحة للتأويل.
                2. التشابك بين الواقعية والسريالية:
                  • القصة تبدأ من موقف بسيط ثم تأخذ منحى سرياليًا (حديث الخيط والإبرة)، مما يمنحها عمقًا فلسفيًا.
                3. العلاقة الإنسانية:
                  • التفاعل بين الراوي وحبيبته عبر الخيط يظهر بساطة وجمال العلاقات الإنسانية.

                اقتراحات للتطوير:
                1. تعميق شخصية الحبيبة:
                  • يمكن إعطاء الحبيبة دورًا أكبر في الحوار أو إضافة إشارات إلى شخصيتها لزيادة عمق العلاقة.
                2. إبراز الحوارات الداخلية:
                  • بعض التأملات الرائعة يمكن أن تُبرز أكثر لتترك أثرًا أكبر لدى القارئ، مثل تأملات الراوي حول الإبرة والخيط.
                3. التوسع في اللحظة الأخيرة:
                  • يمكن وصف رد فعل الحبيبة بعد ربط الخيط حول إصبعها بشكل أكثر تفصيلاً، مما يعزز الأثر العاطفي للنهاية.

                الخلاصة:


                "ذاكرة خيط" هي قصة قصيرة مليئة بالشاعرية والرمزية، تعكس قدرة كبيرة على تحويل التفاصيل اليومية إلى معانٍ إنسانية عميقة. القصة تلامس مشاعر القارئ بصدقها وبساطتها، وتجعلنا نتأمل كيف أن الأشياء الصغيرة يمكن أن تُشكل فارقًا كبيرًا في حياتنا.

                عمل جميل ومبدع يليق بأن يُدرّس كأحد الأمثلة على السرد الرمزي والإنساني. ?✨





                تعليق

                يعمل...