الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

الكلاب والسحاب

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن العويس
    كاتب مسجل
    • Aug 2009
    • 268

    الكلاب والسحاب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    في القديم قيل : ما ضَرَّ السحاب نِباحُ الكلاب
    ولهذه المقولة دلالات كبيرة ، وذلك أن الكلاب عندما ترى السماء وقد حملت كثيراً من الغيوم وذهبت زُرقتها وصفاؤها تبدأُ بالنِّباح ، لعلمها بما ستجلبها عليها هذه الغيوم ، من مطر وبرد .
    وفي كتاب الحيوان : أنَّ الثعلب يتحايلُ على الكَلاّب ولا يتحايلُ على الكلاب . لِعلمه أن الحيلةَ تجوزُ عليه ولا تجوزُ على الكلاب .
    إذاً هي تنبح تُهددُ السماء ولكن من أين للسماء أن تنتبه لهذا النِباح .
    وفي الحياة ثمة فئةٍ كبيرة تَنبح على أصحاب العقول والفكر والفلسفة ولهذا لا ينتبه العظماء إلى تلك الأصوات .
    وقد كان الفيلسوف الألماني نيتشة يقول : لا يُعجبُنا الجيد حينما لا نكون في مستواه . وما مردُّ ذلك إلالما تحمله النفوس من الأنا المتورمة ، ولقد نبه الإمام أبو حامد الغزالي إلى مثل ذلك حيث يقول أن النفوس تحمل النفسَ الحيوانية والشيطانيَّة والإلهية ( الأنا ) والإنسانية . فالإصبع الصغير الخنصر يريدُ أن يُقَطِّع الوسطى والبنصر لأنها أطول منه . هذه الأنا الأنانية التي تسيطر على الإنسان في معظم مراحل حياته لا تعتاش ولا تتغذى سوى على الألم والتعاسة ولذلك تثير فيه بشكل دائم الشعور بالخوف والاضطراب والغضب وحتى العنف .

    فليت ذا الإنسان عرف مُستواه وبحث واجتهد لينهض بنفسه وعقله ، واستخدم أدوات تفكير ناضجة مصدرها العلم والمعرفة ، ولا يستخدم أدوات تفكير بالية مبعثها الحقد وذم الآخرين .
    ولقد قرأتُ كِتاباً عنوانهُ ( أعجب العجب ـــ كِتابٌ وضع لمن لا يُعجبه العجب ) وهذا الكتاب وضع للذين يرفضون كل شيءٍ ويسفهون أي فكرة ، وما ذلك ناتجٌ إلا لقلة المعرفة .
    وثمة من قرأ من الكتب غبرتها ، كالذي يريدُ أن يتعلَّمَ مهنة النجارة بنشارة الخشب .
    وقد ورد في كتاب العالم والمتعلم :
    أن العالم جاء بثوبٍ أبيض ، وسألَ طلابه الثلاثة : ما لون هذا الثوب ؟ فقال الأول : أبيض ، وقال الثاني أسود ، وقال الثالث أحمر ، فقال العالم للمتعلم : لقد صدقت إنه أبيض ، ولكن ما تقول في ما قاله أصحابك ؟ قال الأول : أنا أقول أبيض ولعلهم قد صدقوا ، فقال العالم . إن كان جادّاً فيما يقول ، فهذا لا يعلم شيئاً . ومن هنا تنطلق المرفة فعلى الذي يعرف الصواب أن يُنبِّهَ الغافلين والجهلة
    وكذلك ثمة فئة كبيرة تبحث بعقول مستنيرة تَفيدُ وتستفيد ، إنهم كثر ومتواجدون في كل مكان وبيننا وفي كل مكان .
    فلينظر الإنسان إلى نفسه أولاً ويسألُ نفسه بعض الأسئلة ومن خلال هذه الأسئلة ينطلق بنفسه ليصل إلى ما يُريد ومنها :
    ماذا أريد ؟ هل بالإمكان تحقيق ذلك ؟ كيف يتحقق ؟ أين أنا الآن ؟
    فإن كان صادقاً حينها سيجد نفسه وسينطلق .
    أما إن ظل يدور في حلقة فكره الفارغة لن يتعلم شيئاً ولن يصل إلى ما يريد ، فهو عالمٌ بكل شيء وهو لا يعرف شيئاً .
    وكما قال أحمد مطر في إحدى لافتاته : وإن أردتها بالمجمل أخوك ليس له مستقبل .
    ولكي لا أفرد نفسي ، قد كان عبد الكريم قاسم يفتتح مستشفى للأمراض العقلية ، ومما قاله في خطابه أثناء افتتاح ذلك المشفى ، أشار إليه وقال : هذا المشفى لي ولكم وللأمة العربية . وفهمكم كفاية .
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 11929

    #2
    سلام الله عليك

    أكثر ما لفت انتباهي في هذه المقالة هي اللغة المميزة والحافظة القوية

    كل عام أنت بخير أستاذ شمس الدين

    تعليق

    • حسن العويس
      كاتب مسجل
      • Aug 2009
      • 268

      #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      ما عليك زود أستاذ طارق فأنت الأستاذ في اللغة .
      كل عام وأنتم بخير وعساكم من عواده

      تعليق

      يعمل...