الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

صرخة الاول من حزيران

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نارين شيخ شمو
    كاتب
    • Nov 2008
    • 167
    • لو جئت في البلد الغريب إليّ ما كمل اللقاء
      الملتقى بك والعراق على يديك هو اللقاء

    صرخة الاول من حزيران

    صرخة الاول من حزيران


    السكون سيد المدينة , العيون غافية والعقول غارقة بأحلام القزح, هدوء يرافقه زقزقة عصافير محلقة بالقرب من سطوح المنازل, سماء زرقتها ممزوجة ببياض رمادي .

    انه صباح الواحد من حزيران (1986) , امي تئن وتتألم لكنها تكتم وجعها وتخرس اهاتها لكي لا توقظ الاخرين . اقتربت الساعة السادسة و السادسة والنصف الى السابعة الا دقائق وامي تسكن المها بعظ كفيها واصابعها وانا اضاعف المها، أتلاطم كموج هائج، بجدران الرحم، لا يمكنها ضبط حركتي الشقية , هي تشعر بسعادة موجعة وتحتاج والدي لجانبها تتمناه معها لحظة ولادتي. نائمون حتى الابنية والقصور والحدائق وملاهي الاطفال عدا شاحنات كبيرة ينثر ضجتها الاثير معلن عن صباح جديد وانا ارفسها محتجة رافضة الخروج من عالمي الصغير الدافئ ، امي لم تفهمني لحظتها ، اعتقدت اني أعجل عليها الخروج وانبهها الاستعجال بولادتي . ملامح امي اصفرت و بدا العرق ينسال من جبينها ، انينها ايقظ جدتي ، وبضجيج جدتي استيقظ النائمون، كان صوتها يزعجني، حينها شعرتُ بالخوف ، تكورتُ في نهاية الرحم ، اخاف الخروج لعالم الاصوات العالية ،اخاف جدتي والاصوات البشعة التي سمتها امي ب(اصوات الشاحنات ) ،فقط انين امي يطمئنني ويمنحني الأمان . هناك حركة سريعة تحدث في العالم المجهول (الخارجي) واصوات غريبة. انا مرتعبة ، تغلفني المخاوف من الاتي ، هناك، نعم هناك شيء يقترب مني ، يا الهي يريد الامساك بي ، ابتعد عني ، اه انه اعمى لايسمع ولا يرى ، انه بشع ، مربع الشكل تتدلاه خمس اشكال طويلة رفيع سريع الحركة تحاول التقاطي ، احاربها بيديّ وقدميّ لن اترك نفسي لها, لا لا ارجوك لا تفصليني عن وجودي، الا انها تغتصب ارادتي وتقبض علي من عنقي فراَسي وتسحبني دون رحمة ، تعلو صياحاتي ابكي تتبع بكائي زغاريد وضحكات، انظر لحولي, عالم مصنوع لا يقاس بعالمي الحقيقي واحجام كبيرة مخيفة ، ما بهم؟ صدقاً اخافهم ..أهم مجانين ؟ يقابلون بكائي بضحكات ساخرة وصريخ وزغاريد . والمراة السمينة الغليظة الشفتين تصلبني من كاحلي وتدلى جسدي، تؤلمني قبضتها القاسية كانها تتلاعب بي لاتنزلني ، الصورة ليست مألوفة , كل الاشياء مختلفة اجساد معكوسة. غريب هذا العالم ، لاافهمه ، ابكي، اريد العودة لدياري ، اثور فتترك قدمي وتنزلني ، الكل يقترب مني ،رؤوس غريبة ، عيون تحدق بي ، شعر اسود وبني ، صوفي واخر ناعم , ابتعدوا .. ابعدوني عنهم وبالاخص عن جدتي ذات الشعر الابيض الكثيف التي رفضت تقبيلي وشتمت امي لاني لم الد ذكراً . لا احد يسمعني الا امي سمعتها تطلبني واحداهن حملتني برفق ، هنا اشعر بالامان واثق انني ساكون بخير وكأن ذراعاكِ يا امي وصدرك دياري الاول . ماذا يا امي ؟ ماذا قلت؟ انها الساعة الثامنة صباحاً.

    نارين شيخ شمو
  • عبد الله نفاخ
    كاتب
    • Mar 2010
    • 808
    • ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
      إمام الأدب العربي (الرافعي)

    #2
    ما أقدرك أيتها الرائعة
    أيتها الكاتبة الكبيرة التي تستحق أن نفخربها كل الفخر .....
    رؤية عميقة ، و شاعرية متناهية ، و إحساس بثقل وطأة هذا العالم المحيط المملوء حزناً و كمداً
    ما كنت احسبك و أنت الكاتبة الأديبة العميقة المعاني لم تبلغي بعد الخامسة و العشرين ، فما ستقولين إذن بعد سنوات ؟؟؟؟ ..... و أي إبداع ستقدمين ؟؟
    بارك الله بك
    و دمت بألف خير

    تعليق

    • مصطفى البطران
      شاعر سوري- مشرف
      • Jun 2007
      • 1125

      #3


      قصة مميزة بلغة سهلة محببة واقعية حيناً وساخرة حيناً آخر
      إنها نارين التي تغزل عالم طفولتها بأسلوب شيق ماتع تعكس العادات والتقاليد الشرقية في استقبال الانثى
      إنها تصل إلينا بكل سهولة ولا أرى فيما اقرأ إلا بشارة سارة بولادة مولودة اسمها نارين وكاتبة وأديبة تحمل الاسم ذاته ... لا عدمنا قصك الجميل وأسلوبك الشيق ... بكل ود وسرور ... البطران من غير بطر


      تعليق

      • بنت الشهباء
        كاتب مسجل
        • May 2006
        • 2150
        • أمينة أحمد خشفة

        #4
        أتيت هنا يا نارين غاليتي لنسعد بهذا القصص الجميل الرائع الذي يحمل معه كنوز الحكمة ولؤلؤ الكلم ...
        بل هو رسالة طفولية بريئة تتهادى يمنة وشمالا لعلّها تستند إلى من يرعاها ويضمها ويحميها من غدرات الزمان ...
        فلم تجد حولها... الكل لم يرحب بها ذلك لأنها أنثى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟..........
        لكن يبقى الحنان والصدر الدافئ يرتقب قدومها ليهبها أجمل وأسمى آيات العطاء والحب ....
        إنها الأم الرؤوم التي أبت إلا أن تكون فلذة كبدها منها ولها وإليها ....
        بارك الله يرعاك البريئ الوضاء يا نارين ، وزادك الله ألقا وتميزا
        ودمت بألف خير

        تعليق

        • نارين شيخ شمو
          كاتب
          • Nov 2008
          • 167
          • لو جئت في البلد الغريب إليّ ما كمل اللقاء
            الملتقى بك والعراق على يديك هو اللقاء

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عبد الله نفاخ
          ما أقدرك أيتها الرائعة
          المشاركة الأصلية بواسطة عبد الله نفاخ
          المشاركة الأصلية بواسطة عبد الله نفاخ

          أيتها الكاتبة الكبيرة التي تستحق أن نفخربها كل الفخر .....


          رؤية عميقة ، و شاعرية متناهية ، و إحساس بثقل وطأة هذا العالم المحيط المملوء حزناً و كمداً
          ما كنت احسبك و أنت الكاتبة الأديبة العميقة المعاني لم تبلغي بعد الخامسة و العشرين ، فما ستقولين إذن بعد سنوات ؟؟؟؟ ..... و أي إبداع ستقدمين ؟؟
          بارك الله بك
          و دمت بألف خير





          الرائع عبدالله نفاخ
          لا ادري اذا كنت حقاً استحق منكم عطاء الكلمة هذه
          عزيزي لازلت اتعلم الخطى واستكشف هذا العالم لعلني اعثر على روابط تشدني للأنتماء اليه
          لك خالص تقديري ومحبتي

          نارين
          التعديل الأخير تم بواسطة نارين شيخ شمو; 11-29-2010, 12:07 PM.

          تعليق

          • نارين شيخ شمو
            كاتب
            • Nov 2008
            • 167
            • لو جئت في البلد الغريب إليّ ما كمل اللقاء
              الملتقى بك والعراق على يديك هو اللقاء

            #6
            الشاعر مصطفى البطران
            هذا النص جاء ترجمة لأحاسيس حزين وفرح احتلتني وانا اقلب صور طفولتي
            فرحت بقرأتك للنص
            شكراً لهذا المرور
            لك محبتي وتقديري
            نارين

            تعليق

            • نارين شيخ شمو
              كاتب
              • Nov 2008
              • 167
              • لو جئت في البلد الغريب إليّ ما كمل اللقاء
                الملتقى بك والعراق على يديك هو اللقاء

              #7
              بنت الشهباء
              سيدتي أستكفي بقول قرأت رسالتي بكل تمعن وحب
              فألف شكراً لك
              دمت لنا

              نارين

              تعليق

              يعمل...