الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

إهـــــــداء إلى الأخ الكريــــــم وائـــــــــل

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو شامة المغربي
    السندباد
    • Feb 2006
    • 16639


    إهـــــــداء إلى الأخ الكريــــــم وائـــــــــل

    السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ


    السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ//

    في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ

    بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في//

    مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ

    والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً//

    بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ

    أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا//

    صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ

    تخرُّصاً وأحاديثاً ملفَّقة ً//

    لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ

    عجائباً زعموا الأيَّامَ مُجْفلة ً//

    عَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ

    وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة ٍ//

    إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ

    وصيَّروا الأبرجَ العُلْيا مُرتَّبة ً//

    مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ

    يقضون بالأمر عنها وهي غافلة//

    ما دار في فلك منها وفي قُطُبِ

    لو بيَّنت قطّ أمراً قبل موقعه//

    لم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثان والصلُبِ

    فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ//

    نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ

    فتحٌ تفتَّحُ أبوابُ السَّماءِ لهُ//

    وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ

    يَا يَوْمَ وَقْعَة ِ عَمُّوريَّة َ انْصَرَفَتْ//

    منكَ المُنى حُفَّلاً معسولة ََالحلبِ

    أبقيْتَ جدَّ بني الإسلامِ في صعدٍ//

    والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ

    أُمٌّ لَهُمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوا//

    فداءها كلَّ أمٍّ منهمُ وأبِ

    وبرْزة ِالوجهِ قدْ أعيتْ رياضتُهَا//

    كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَرِبِ

    بِكْرٌ فَما افْتَرَعَتْهَا كَفُّ حَادِثَة ٍ//

    ولا ترقَّتْ إليها همَّة ُ النُّوبِ

    مِنْ عَهْدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْ قَبل ذَلِكَ قَدْ//

    شابتْ نواصي اللَّيالي وهيَ لمْ تشبِ

    حَتَّى إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَا//

    مَخْضَ البِخِيلَة ِ كانَتْ زُبْدَة َالحِقَبِ

    أتتهُمُ الكُربة ُ السَّوداءُ سادرة ً//

    منها وكان اسمها فرَّاجة َالكُربِ

    جرى لها الفالُ برحاً يومَ أنقرة ِ//

    إذْ غودرتْ وحشة ََالساحاتِ والرِّحبِ

    لمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ//

    كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ

    كمْ بينَ حِيطانها من فارسٍ بطلٍ//

    قاني الذّوائب من آني دمٍ سربِ

    بسُنَّة ِالسَّيفِ والخطيَّ منْ دمه//

    لاسُنَّة ِالدين وَالإِسْلاَمِ مُخْتَضِبِ

    لقد تركتَ أميرَ المؤمنينَ بها//

    للنَّارِ يوماً ذليلَ الصَّخرِ والخشبِ

    غادرتَ فيها بهيمَ اللَّيلِ وهوَ ضُحى ً//

    يَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْحٌ مِنَ اللَّهَبِ

    حتَّى كأنَّ جلابيبَ الدُّجى رغبتْ//

    عَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ

    ضوءٌ منَ النَّارِ والظَّلماءُ عاكفة ٌ//

    وظُلمة ٌ منَ دخان في ضُحى ً شحبِ

    فالشَّمْسُ طَالِعَة ٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ//

    والشَّمسُ واجبة ٌمنْ ذا ولمْ تجبِ

    تصرَّحَ الدَّهرُ تصريحَ الغمامِ لها//

    عنْ يومِ هيجاءَ منها طاهرٍ جُنُبِ

    لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ على//

    بانٍ بأهلٍ وَلَم تَغْرُبْ على عَزَبِ

    ما ربعُ ميَّة ََ معموراً يطيفُ بهِ//

    غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبى ً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ

    ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ//

    أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ

    سَماجَة ًغنِيَتْ مِنَّا العُيون بِها//

    عنْ كلِّ حُسْنٍ بدا أوْ منظرعجبِ

    وحُسْنُ مُنْقَلَبٍ تَبْقى عَوَاقِبُهُ//

    جاءتْ بشاشتهُ منْ سوءٍ منقلبِ

    لوْ يعلمُ الكفرُ كمْ منْ أعصرٍ كمنتْ//

    لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ والقُضُبِ

    تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمِ//

    للهِ مرتقبٍ في الله مُرتغبِ

    ومُطعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ//

    يوماً ولاَ حُجبتْ عنْ روحِ محتجبِ

    لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ//

    إلاَّ تقدَّمهُ جيشٌ من الرَّعبِ

    لوْ لمْ يقدْ جحفلاً، يومَ الوغى، لغدا//

    منْ نفسهِ، وحدها، في جحفلٍ لجبِ

    رمى بكَ اللهُ بُرْجَيْها فهدَّمها//

    ولوْ رمى بكَ غيرُ اللهِ لمْ يصبِ

    مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا//

    واللهُ مفتاحُ باب المعقل الأشبِ

    وقال ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌ//

    للسارحينَ وليسَ الوردُ منْ كثبِ

    أمانياً سلبتهمْ نجحَ هاجسها//

    ظُبَى السيوفِ وأطراف القنا السُّلُبِ

    إنَّ الحمامينِ منْ بيضٍ ومنْ سُمُرٍ//

    دَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ

    لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ//

    كأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ

    عداك حرُّ الثغورِ المستضامة ِعنْ//

    بردِ الثُّغور وعنْ سلسالها الحصبِ

    أجبتهُ مُعلناً بالسَّيفِ مُنصَلتاً//

    وَلَوْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ

    حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً//

    ولم تُعرِّجْ على الأوتادِ والطُّنُبِ

    لمَّا رأى الحربَ رأْي العينِ تُوفلِسٌ//

    والحَرْبُ مَشْتَقَّة ُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ

    غَدَا يُصَرِّفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها//

    فَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ

    هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ//

    عن غزْوِ مُحْتَسِبٍ لا غزْو مُكتسبِ

    لمْ يُنفق الذهبَ المُربي بكثرتهِ//

    على الحصى وبهِ فقْرٌ إلى الذَّهبِ

    إنَّ الأُسُودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها//

    يوم الكريهة ِ في المسلوب لا السَّلبِ

    وَلَّى، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ//

    بِسَكْتَة ٍتَحْتَها الأَحْشَاءُ في صخَبِ

    أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى//

    يَحْتَثُّ أَنْجى مَطَاياهُ مِن الهَرَبِ

    موكِّلاً بيفاعِ الأرضِ يُشرفهُ//

    مِنْ خِفّة ِ الخَوْفِ لا مِنْ خِفَّة ِ الطرَبِ

    إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ//

    أوسعتَ جاحمها منْ كثرة ِ الحطبِ

    تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ//

    جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ

    يا رُبَّ حوباءَ لمَّا اجتثَّ دابرهمْ//

    طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لم تَطِبِ

    ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ//

    حيَّ الرِّضا منْ رداهمْ ميِّتَ الغضبِ

    والحَرْبُ قائمَة ٌ في مأْزِقٍ لَجِجٍ//

    تجثُو القيامُ بهِ صُغراً على الرُّكبِ

    كمْ نيلَ تحتَ سناها من سنا قمرٍ//

    وتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ

    كمْ كان في قطعِ أسباب الرِّقاب بها//

    إلى المخدَّرة ِ العذراءِ منَ سببِ

    كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَة ً//

    تهتزُّ منْ قُضُبٍ تهتزُّ في كُثُبِ

    بيضٌ، إذا انتُضيتْ من حُجبها، رجعتْ//

    أحقُّ بالبيض أتراباً منَ الحُجُبِ

    خَلِيفَة َ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ//

    جُرْثُومَة ِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ

    بصُرْتَ بالرَّاحة الكُبرى فلمْ ترها//

    تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ

    إن كان بينَ صُرُوفِ الدَّهرِ من رحمٍ//

    موصولة ٍ أوْ ذمامٍ غيرِ مُنقضبِ

    فبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا//

    وبَيْنَ أيَّامِ بَدْر أَقْرَبُ النَّسَبِ

    أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسِمِهمُ//

    صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ

    أبو تمام

    د. أبو شامة المغربي
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 11929

    #2
    رد : إهـــــــداء إلى الأخ الكريــــــم وائـــــــــل

    رائع فعلاً

    من أروع القصائد


    السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ//

    في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ

    تعليق

    يعمل...