الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

الغرور

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن العويس
    كاتب مسجل
    • Aug 2009
    • 268

    الغرور

    بسم الله الرحمن الرحيم
    في تصفحي لدفتر قديمٍ من دفاتري وجدتُ تلخيصاً موجزاً لكتاب ( الكشف والتبيين في غرور الخلق أجمعين ) لأبي حامد الغزالي وأريد أن أُجمعها بالشكل التالي :
    يقول الإمام أبو حامد الغزالي : اعلم أن الخلق قسمان : حيوان وغير حيوان ،غير الحيوان ( الجمادات ) خارج عن نطاق التكليف ، أما الحيوان فينقسم إلى قسمين : مُكلّف ( الإنسان ) وغير مُكلف ( كالبهائم ) .
    والمكلف ينقسم إلى قسمين ( كافر ومؤمن ) ، والمؤمن ينقسم إلى قسمين ( طائع وعاصٍ ) والطائع ينقسم إلى قسمين ( عالم بطاعته وجاهل بها ) والعاصي ينقسم إلى قسمين ( عالم وجاهل ) .
    وماذا يعني لفظنا بالمكلف ؟ يعني : مَنْ خاطبه الله بالعبادة ، وأمره بها ووعده بالثواب عليها ، ونهاه عن المعاصي ، وحذره العقوبة .
    أما غبر المكلف فهو مَنْ لم يُخاطب بذلك .
    والغرور لازمٌ لجميعِ المُكلفين ، المؤمنين والكافرين ( إلا من عصمه الله ) وأن المغرورين من الخلق عدا الكافرين أربعة أصناف :
    الصنف الأول : من العلماء ، والصنف الثاني : من العُبّاد ، والصنف الثالث : من أرباب الأموال ، والصنف الرابع : من المُتصوِّفة .
    أما غرور الكافرين صنفان : الصنف الأول : الحياة الدُنيا ، والصنف الثاني : مَنْ غره بالله الغرور ( الشيطان ) .
    أما الذين غرتهم الحياة الدنيا فهم الذين قالوا : ( النقد خير من النسيئة ، ولذّات الدُّنيا يقين ، ولذّات الآخرة شك ، ولا يُترك اليقين بالشك ) وهذا قياس فاسد ، وهو قياس إبليس ( أنا خير منه ) فظَنَّ أن الخيرية في السبب .
    وعلاج هذا الغرور شيئان : إما بتصديق وهو الإيمان ، أو ببرهان .
    أما صنف المؤمنين منهم العلماء وهم فِرق :
    فرقة : أحكمت العلوم الشرعية والعقلية وتعمقوا فيها واشتغلوا بها ، وأهملوا تَفقّد الجوارح ، وحفظها عن المعاصي ، وظنوا أنهم عند الله بِمكان وهذا غرور .
    وفرقة : أحكموا العلم والعمل الظاهر وتركوا المعاصي الظاهرة ، وغفلوا عن قلوبهم فلم يمحوا منها الصفات المذمومة عند الله كالكِبر والرياء والحسد وطلب الرياسة والشهرة والعلو .
    وفرقة : تركوا المهم من العلوم واقتصروا على علم الفتاوي في التحاكم والتخاصم وتفاصيل المعاملات الدنيوية الجارية بين الخلق .
    وفرقة : اشتغلوا بعلم الكلام والمجادلة والرد على المخالفين واشتغلوا بتعلم الطريق في مُناظرة أولئك وإفحامهم ، وهي فرقتين ( ضالة مُضلة ، ومُحِقّة ) .
    وفرقة : عدلوا عن المهم الواجب في الوعظ ن واشتغلوا بعبارات النكت والسجع والاستشهاد بأشعار الوصال والفراق . وغرضهم أن يكثُر في مجلسهم التواجد ولو على أغراض فاسدة . فهؤلاء شياطين الإنس ضلّوا وأضلّوا .
    وفرقة : قنعوا بكلام الزهاد ، وأحاديثهم في ذم الدنيا .
    وفرقة : اشتغلوا بعلم النحو واللغة والشعر وغريب اللغة ، واغتروا به .
    أما الصنف الثاني : أصحاب العبادات وهم فرق :
    منهم من غُروره في الصلاة ، ومنهم في تلاوة القرآن ، ومنهم من اشتغل بالنوافل وتساهلوا بالفروض .
    ومنهم مَنْ يوسوس له الشيطان في نيته للصلاة من شدة الحرص .
    وفرقة منهم غلبت عليهم الوسوسة في إخراج حروف الفاتحة من مخارجها .
    وفرقة تأمر الناس بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وهم لا ينتهون .
    وفرقة جاوروا بالمدينة أو بمكة واغتروا بهما ولم يراقبوا قلوبهم ، ولم يُطهروا ظواهرهم وبواطنهم ، وربما كانت قلوبهم متعلقة بأوطانهم .
    وفرقة زهدت بالمال وقنعت من الطعام واللبس ومن المسكن بالمساجد ، وظنوا أنهم أدركوا رتبة الزُّهاد .
    والصنف الثالث : أصحاب الأموال وهم فرق وسأكتفي بفرقة واحدة خشية الإطالة : فرقة يبنون المساجد والمدارس والقناطر ، لِيُكتبَ اسمهم بالآجر عليه لتخليد ذِكرهم .
    والصنف الرابع : المتصوفة وفرقهم كثيرة ومنهم فرقة مِنْ يتكلم بهدوء زائد وهيئة في جلسته وطعامه ، وتعامله مع مُريديه .
    اكتفي بهذا القدر كما وقلت خشية الإطالة فهي مَصدرٌ للملالة .
    اللهم احفظنا من الغرور والعجب والرياء والحسد .
    ولكم تحيات : حسن العويس
  • بنت الشهباء
    كاتب مسجل
    • May 2006
    • 2150
    • أمينة أحمد خشفة

    #2
    وللأسف يا أستاذنا الفاضل حسن العويس


    فكثير منّا من تشمّ منه رائحة الغرور والعجب والنفاق واحتقار الآخرين والكبر وعلامة العظمة والأنا هي المسيطرة على شخصيته فتراه يقول وبصوت عال :
    أنا فعلت كذا ، أنا أكبر من هذا ، أنا أعلم ممن تظنون أنهم علماء ، أنا الناس تقف احتراما وإجلالا لي ، أنا كاتب وأديب ولا يمكن لأحد أن يصل إلى ما وصلت إليه ، وأنا وأنا وأنا ...................!!!...
    وصدق ما قاله ابن القيم في زاد المعاد
    " وليحذر كل الحذر من طغيان أنا ولي وعندي ، فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلي بها إبليس وفرعون وقارون،(فأنا خير منه )لإبليس ، (و لي ملك مصر)لفرعون ، (و إنما أوتيته على علم عندي) لقارون"
    اللهم إنا نعوذ بك من الرياء والنفاق ، والكبر والغرور

    تعليق

    • حسن العويس
      كاتب مسجل
      • Aug 2009
      • 268

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      إلى بنت الشهباء تحياتي إليك وبعد : نعم كما قلت مسكين ابن آدم هذا ، يظن بنفسه أنه قادر على كل شيء ، وهو من لا شيء ، ولكن الله كرّمه وخلقه في أحسن تقويم ليعبده ، ولا يطغى ، حتى تتحقق إنسانيته .
      وقد ورد في السير : أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، كان يحمل قِربة في موسم الحج ويُسقي الحجيج ــ وليس غريباً عن عمر مثل هذا ــ فقال له أحدهم : ألايوجد من يكفيك هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال : بلا ، ولكن أعجبتني نفسي ، وأردتُ أن أُؤدِّبها ، رأتني امرأة وقالت : سُبحان الله يا عُمر من راعي الغنم إلى راعي الأمم ! ياله من إخلاص وتأديب للنفس الأمارة بالسوء . وقد كان أبو حامد الغزالي عندما ألف ( إحياء علوم الدين ) انقطع عن الناس ، وقال : أريد النجاة لنفسي . إنه في مثل هذا القول في قمة الإخلاص للنجاة بالنفس . اللهم لا تمكر بنا .

      تعليق

      • بامغرف
        كاتب مسجل
        • Nov 2010
        • 4

        #4
        اعاذنا الله واياكم من الغرور بكل انواعه واشكاله

        تعليق

        يعمل...